عقب خوضه بطولة كأس الأمم الأفريقية لأول مرة مع منتخب جزر القمر في نسخة 2021، وقيادته لموريتانيا للتأهل لظهورها الثاني في عام 2023، يشغل أمير عبدو حالياً منصب المدير الفني لنادي حسنية أغادير في الدوري المغربي للمحترفين، وبالتالي فإن مواجهة جزر القمر مع المغرب في افتتاح النسخة الخامسة والثلاثين من البطولة القارية كان لها مذاق خاص بالنسبة له.
وعن تجربته في متابعة مباراة فريقه السابق جزر القمر ضد المغرب يوم الأحد الماضي، وصف عبدو اللحظة بأنها كانت استثنائية، حيث عاشها بمزيج من المشاعر الجياشة والفخر، وبمنظور المشجع الذي لا يزال يرتبط بعلاقة عميقة مع منتخب بلاده الأم رغم انشغاله بمشروعه الحالي في أغادير.
وقال عبدو في مقابلة مع الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) إن منتخب جزر القمر كان يفتقد إلى الحسم في اللحظات الدقيقة، والدقة في اللمسة الأخيرة، وهو ما حال دون تحقيقه مفاجأة في المباراة الافتتاحية، مشيراً إلى أن التفاصيل الدقيقة هي التي تصنع الفارق في مثل هذه البطولات.
وفي تقييمه لتطور منتخب جزر القمر منذ أن قادهم للتأهل التاريخي الأول لكأس أمم أفريقيا، أكد عبدو أن الفريق واصل نموه، خاصة على مستوى النضج والخبرة الدولية، وأصبح الآن فريقاً يحظى بالاحترام والتقدير، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على هذا المستوى مع الاستمرارية.
وبالنسبة لمستقبل الفريق في البطولة بعد المباراة الأولى، يرى المدرب الفرنسي عبدو صاحب أصول جزر القمر، أن الفرصة لا تزال قائمة، ففي كأس الأمم الأفريقية يمكن للأمور أن تتغير بسرعة إذا تمسك الفريق بقيم التضامن والانضباط والشجاعة.
وأثنى عبدو على أداء المنتخب المغربي والعرض القوي الذي قدمه «أسود الأطلس»، واصفاً إياهم بالفريق المنظم الذي يمتلك جودة عالية على المستويين الفردي والجماعي، مما يجعله مرشحاً بارزاً للظفر باللقب.
ومن خلال موقعه الحالي كمدرب في المغرب، أشاد عبدو بقوة الدوري المغربي وبنيته التحتية المتطورة والرؤية طويلة الأمد التي تفسر النتائج القوية للكرة المغربية قارياً وعالمياً، مؤكداً أن تنظيم نسخة 2025 من كأس الأمم الأفريقية يعكس رغبة حقيقية في تقديم بطولة حديثة واحترافية تضاهي المسابقات الدولية الكبرى.
وفيما يتعلق بمستقبله المهني وإمكانية عودته لتدريب المنتخبات الوطنية، أشار عبدو إلى أن المستقبل يظل مفتوحاً على كل الاحتمالات، ففي الوقت الذي يركز فيه حالياً على عمله مع حسنية أغادير، يبقى تدريب المنتخبات شرفاً ومشروعاً يثير اهتمامه متى توفرت الظروف الملائمة.
وعلق عبدو على مقترح إقامة كأس أمم أفريقيا كل أربع سنوات معتبراً إياه نقاشاً مثيراً للاهتمام قد يمنح البطولة قيمة أكبر وتحضيراً أفضل، مع ضرورة الحذر من أن يؤثر ذلك سلباً على وتيرة تطور الكرة الأفريقية وزخم المنتخبات الوطنية.
