فجر البرتغالي برونو فرنانديز قائد مانشستر يونايتد ضجة كبيرة بتصريحاته عن الأذى النفسي الذي تعرض له من محاولة إدارة النادي دفعه للرحيل خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وانتقاده الصريح لزملائه في الفريق «الذين لا يُقدّرون النادي» كما يُقدّره هو.
في مقابلة مع قناة «كانال 11»، التابعة للاتحاد البرتغالي لكرة القدم، أشار فرنانديز إلى أن أعضاء بإدارة مانشستر يونايتد كانوا يرغبون في بيعه خلال الصيف، دون أن يفصح عن أي أسماء. ويذكر أن السير جيم راتكليف الشريك في ملكية النادي هو المشرف على ملف كرة القدم بينما يشغل جيسون ويلكوكس منصب المدير الرياضي، وعمر برادة منصب الرئيس التنفيذي.
وقال فرنانديز الذي كان محط أنظار العديد من الأندية خلال الصيفين الماضيين وتلقى عرضاً مغرياً من الهلال السعودي في مايو (أيار) بنحو 100 مليون جنيه إسترليني وبراتب أسبوعي قدره 700 ألف جنيه إسترليني: «في هذه الأيام، لم يعد يُنظر إلى مسألة الولاء كما كانت في السابق. كان بإمكاني الرحيل في فترة الانتقالات الأخيرة، وكنت سأجني أموالاً أكثر بكثير. لكنني قررت البقاء ليس فقط لأسباب عائلية، بل لأنني أحب النادي حقاً. كما أن حديثي مع المدرب شجعني على البقاء».
وأضاف: «في مرحلة ما، كنت أنوي الرحيل، لن أذكر إلى أين، شعرت بشيء ما يدور من بعض الناس يريدون دفعي للرحيل، وهذا يؤلمني، لأنني لاعب ليس لديهم ما ينتقدونني عليه. أنا دائماً جاهز لكل مباراة، أقدم قصارى جهدي دائماً، سواء كان أدائي جيداً أم سيئاً. وعندما تنظر حولك وترى لاعبين لا يُقدّرون النادي بقدر ما تُقدّره، ولا يدافعون عنه بنفس القدر، تشعر بالحزن».
وعند سؤاله عما إذا كان قد وصلته عروض من سان جيرمان الفرنسي أو ريال مدريد الإسباني رد قائلاً: «أتلقى عروضاً كثيرة من أندية مختلفة، لكن أود الفوز بألقاب مع هذا النادي الذي أحبه».
ورغم تصريحات فرنانديز الصادمة كان موقف مانشستر يونايتد الرسمي واضحاً الصيف الماضي بأن القائد البرتغالي عنصر أساسي في خطط الفريق المستقبلية. ومدد فرنانديز تعاقده منتصف أغسطس (آب) 2024 مع يونايتد حتى صيف عام 2027 مع خيار التمديد لعام إضافي. وقال النجم البرتغالي: «مر النادي بأوقات عصيبة، وكان بإمكاني أن أفعل ما يفعله الكثيرون وأقول... أريد المغادرة، لا أريد التدريب، أريد فقط الرحيل مقابل 20 أو 30 مليوناً، حتى يدفعوا لي أكثر في النادي الآخر. ربما كنت سأنتقل إلى نادٍ في وضع أفضل أو أحصل على راتب أعلى. لكنني لم أفعل ذلك أبداً... لم أشعر قط بأنني في وضع يسمح لي بالرحيل، كان الود متبادلاً مع النادي وجماهيره». وأضاف: «أعتقد أن التعاطف ممكن، لكن هناك لحظة يصبح فيها المال أهم من أي شيء آخر. النادي في لحظة أرادني أن أغادر، هذا ما دار في ذهني. أخبرتُ الإدارة بذلك، لكنني أعتقد أنهم لم يمتلكوا الشجاعة لاتخاذ القرار لأن المدرب تمسك ببقائي... ولو قلتُ إنني أريد الرحيل، حتى مع رغبة المدرب في بقائي، لكانوا سمحوا لي بالمغادرة».

ولم يستبعد اللاعب البالغ من العمر 31 عاماً الانتقال إلى الدوري السعودي مستقبلاً، وقال: «الأمر لا يتعلق بالمال. من الناحية المالية، لا يمكنني الشكوى، فأنا أتقاضى راتباً جيداً جداً. من الواضح أن الفرق شاسع، لكن هذا لم يكن أبداً ما يوجهني، إذا جاءت اللحظة للعب في السعودية، فسألعب هناك. ستتغير حياتي، وسينعم أطفالي بالشمس، بعد ست سنوات في مانشستر مع البرد والمطر. سألعب في دوري واعد، مع لاعبين ذوي شهرة عالمية».
وعندما سُئل البرتغالي روبن أموريم مدرب يونايتد عن احتمال رحيل فرنانديز إلى الهلال السعودي في مايو الماضي، أكد رغبته في بقاء فرنانديز، قائلاً: «نريد الاحتفاظ بأفضل اللاعبين. وبرونو بلا شك أحد أفضل اللاعبين في العالم. نريده هنا».
ويُعد فرنانديز النجم الأبرز في صفوف مانشستر يونايتد. وحتى خلال موسم 2024-2025 الكارثي للنادي، عندما احتل الفريق المركز الخامس عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز - وهو أسوأ مركز له في المسابقة منذ هبوطه عام 1974 - وخسر نهائي الدوري الأوروبي أمام توتنهام، كان اللاعب البرتغالي البالغ من العمر 30 عاماً لا يزال قادراً على المساهمة بـ 19 هدفاً و19 تمريرة حاسمة لمانشستر يونايتد. ولولا هذه الأهداف والتمريرات الحاسمة، لهبط الفريق إلى دوري الدرجة الأولى.
مع منتخب البرتغال، الذي يلعب بطريقة 4-2-3-1 تحت قيادة المدير الفني الإسباني روبرتو مارتينيز، يلعب فرنانديز في خط وسط مكون من ثلاثة لاعبين خلف مهاجم وحيد، في الوقت الذي يوجد فيه اثنان من لاعبي خط الوسط المدافع خلفه للقيام بالواجبات الدفاعية. لكن على الرغم من أن فرنانديز لا يبدو مناسباً لطريقة اللعب التي يعتمد عليها أموريم، فإنه أنهى الموسم الماضي بـ 38 مساهمة تهديفية.
وفي وقت تتواصل فيه المسابقة الإنجليزية بجدول متتالٍ مزدحم، تبدو تصريحات فرنانديز صادمة ومحيرة لجماهير يونايتد عن مستقبل لاعبها الأبرز، في وقت تؤكد فيه الإدارة تمسكها بوجود النجم البرتغالي وأنه لا يزال يمثل محوراً أساسياً في خططهم طويلة الأجل.


