تتكرر على لسان روبن أموريم، المدير الفني لمانشستر يونايتد، قبل وبعد الهزيمة أمام إيفرتون الأسبوع الماضي، جملة واحدة تختصر الواقع الحالي لفريقه: «لسنا فريقاً مثالياً».
ووفق شبكة «The Athletic»، فإن انتصار يونايتد 2 - 1 على كريستال بالاس جاء ليؤكد ذلك. الفريق كان سيئاً في الشوط الأول، وأفضل في الثاني، متذبذباً بين الدقائق كما هو متذبذب بين المباريات. لكن الأهم أن هذا الفريق، رغم عيوبه، عرف كيف يخرج من لندن بـ3 نقاط.
المثير أن الخطة الهجومية الأساسية ليونايتد أمام بالاس نجحت بعد أن فشلت مراراً وتكراراً. ركّز أموريم لعبه على نقطة ضعف واضحة: الجانب الأيمن في دفاع بالاس. وكان جوشوا زيركزي هو المفتاح؛ يتحرك خارج موقعه، ويسحب المدافعين، ويفتح الثغرات.
الحركة صحيحة... لكن التمريرة لا تصل
ماسون ماونت يعود للخلف ليجرّ المدافع كريس ريتشاردز بعيداً عن الخط، وزيركزي يتحرك لليسار، فيضطر لاكروا إلى تغطية المساحة، وبرونو فيرنانديز ينطلق ليستغل الفجوة. لكن لحظة سيطرة لوك شو على الكرة هي اللحظة التي يجب أن يمرر فيها لبرونو خلف الدفاع، وهذا لم يحدث. الحركة صحيحة، لكن التنفيذ خاطئ.
الفكرة تتكرر... والنتيجة نفسها
شو يعثر على برونو هذه المرة، لكن برونو لا يجد زيركزي خلف الخط، والمشكلة نفسها: قرار خاطئ، أو لحظة تمرير متأخرة، أو عدم دقة.
زيركزي يطلب الكرة ولا يحصل عليها
مرة أخرى، ماونت يسحب المدافع، وبرونو يجذب لاكروا للخارج، وزيركزي يومئ إلى المساحة خلفه، وماونت يختار التمريرة الآمنة... التحركات ممتازة، لكن الكرة لا تصل لمن يجب أن تصل إليه. والنتيجة: شوط أول ضعيف، وتقدّم مستحق لبالاس.
أخطاء في التمرير، وبطء في التنفيذ، وقرارات غير حاسمة... فكان الهدف من ماتيتا، ثم فرص أخرى لبالاس كانت كافية لقتل المباراة.
الشوط الثاني: عندما لعب يونايتد أسرع، تغيّر كل شيء: بالاس بدأ يتعب بعد مباراة الخميس الأوروبية. وهنا ظهر يونايتد مختلفاً: سرعة أعلى، وتمريرات مباشرة جداً، وضغط هجومي أفضل، وزيركزي يربط اللعب بامتياز، وهجمة نموذجية لما أراده أموريم، وزيركزي ينزل إلى الوسط، ويسحب لاكروا معه، وماونت يجذب المدافع الآخر، والكرة تنتقل بسرعة إلى أماد على الجهة اليمنى، وزيركزي يهاجم المساحة، ودالو يتحرك بجانبه، لكن أماد لا ينجح في تمرير الكرة الحاسمة، ومع ذلك؛ كان واضحاً: الفكرة بدأت تعمل.
وأخيراً... الهجمة التي صنعت ركلة الفوز
هذه المرة، كل شيء سار كما يجب: بناء من الجانب الأيسر، وماونت يجذب ريتشاردز للأمام، وشو يمرر باتجاه زيركزي، ودالو يدخل بقوس ذكي نحو العمق، وتبادل مواقع يربك دفاع بالاس ويتركون دالو حراً، وزيركزي يمرر له بالرأس، وخطأ من غويهي... وماونت يسجّل من الركلة الحرة.
أموريم بعد المباراة قال: «غيّرنا بعض التفاصيل... والاتصال بين اللاعبين، خصوصاً مع زيركزي، تحسّن كثيراً».
الفريق غير مكتمل... لكنه يتعلّم
مانشستر يونايتد اليوم ليس «نسخة نهائية»؛ ليس فريقاً مستقراً، وليس فريقاً دون مشكلات، لكنه فريق يخطئ، ثم يصحح، ثم يتقدّم خطوة.
ما حدث أمام بالاس انعكاس واضح لمسار أموريم: فريق يتعثّر، لكنه يعرف كيف ينهض. يفشل... ثم ينجح بالطريقة نفسها، ويتطور وهو يلعب.
وهذه، رغم كل شيء، بداية تستحق الالتقاط.

