يبدو إنتر ميامي اليوم، وهو يتأهب لاستقبال فانكوفر وايتكابس في نهائي كأس MLS، أقرب ما يكون إلى النسخة التي حلم بها الجميع منذ وصول ليونيل ميسي إلى الولايات المتحدة. ليلتان كانتا كافيتين لإطلاق كل الإنذارات؛ فوز 4-0 في سينسيناتي، ثم سحق نيويورك سيتي 5-1 في نهائي الشرق.
وبحسب شبكة «The Athletic»، فإن الفريق سجّل 3 أهداف أو أكثر في 4 من مبارياته الخمس في الأدوار الإقصائية، وحطّم الرقم القياسي لعدد الأهداف عبر موسم كامل + البلاي أوف (98 هدفاً).
لكن الوصول إلى هذه القوة لم يكن أبداً مساراً مستقيماً. بل كان رحلة مليئة بالخيبات والدراما... وبـ«مصادفة سعيدة» غيّرت الموسم رأساً على عقب.
قبل عام واحد فقط، أنهت ميامي الموسم العادي بطريقة تاريخية:
لكن كل ذلك تلاشى في لمح البصر.
جوردي ألبا قال يومها: «هذا النظام غير عادل».
أما ميسي، فقد ظل يحمل جرح الهزيمة. وعاد للحديث عنه قبل أسابيع فقط في مقابلة مع فابريزيو رومانو:
كانت تلك «صدمة التحوّل»
تغيّر المدرب، وجاء خافيير ماسكيرانو خلفاً لمارتينو. البداية كانت مقبولة... ثم انفجرت الفوضى في الربيع:
خسارة 4-3 أمام دالاس على أرضها، سقوط ثقيل 4-1 أمام مينيسوتا، هزيمة مؤلمة 3-0 من أورلاندو، ثم الإقصاء في نصف نهائي دوري أبطال الكونكاكاف أمام... فانكوفر نفسها!
وبين كل تلك الصفعات، ارتفعت أصوات تتساءل: «كيف سيواجه الفريق بورتو وبالميراس في كأس العالم للأندية؟»
لكن الفريق فجّر المفاجأة...
على غير التوقعات، وقفت ميامي نداً لبورتو وبالميراس: فوز تاريخي على بورتو 2-1 بهدف سحري من ميسي، تعادل 2-2 مع بالميراس، تأهل لدور الـ16، الهزيمة أمام باريس سان جيرمان 4-0 بقيت في «حدود المعقول» ولم تكن فضيحة.
والأهم: ماسكيرانو وجد الخلطة. عرف كيف يحمي دفاعه المهتز، وكيف يبني حول ميسي فريقاً قادراً على الصمود.
وعند العودة للدوري... جاء الانفجار الإيجابي: 3 انتصارات متتالية.
ومع ذلك... بقيت العثرات هنا وهناك - هزيمة جديدة من أورلاندو، وسقوط في شارلوت، وخسارة كارثية 5-3 أمام شيكاغو يوم 30 سبتمبر (أيلول).
لكن الفريق أنهى الدوري بـ3 انتصارات متتالية، وضمن المركز الثالث.
ميسي بدوره كان في حالة استثنائية: 29 هدفاً في 28 مباراة، وفاز بالحذاء الذهبي.
المصادفة السعيدة... إيقاف لويس سواريز، هنا يصل الحدث الذي غيّر كل شيء...
في الجولة الأولى من البلاي أوف، خسر الفريق المباراة الثانية أمام ناشفيل، وكان خطر الخروج يلوح من جديد.
لكن لجنة الانضباط قررت إيقاف لويس سواريز بعد اعتدائه على آندي ناجر.
بغياب سواريز: لعب ميسي دور «الرقم 9 المخفي»، شارك الصغيران سيلفيتي (19 عاماً) وآلييندي (تشيلي)، دخل بالتاسار رودريغيز ليضيف سرعة واندفاعاً.
وفجأة... ميامي أصبحت أسرع، أنشط، وأكثر شراسة هجومية، فازت 4-0 على ناشفيل... ثم 4-0 على سينسيناتي... ثم 5-1 على نيويورك سيتي.
آلييندي سجل «هاتريك»... وسيلفيتي تواصل تألقه... وميسي بدا أصغر بـ10 سنوات.
اشتعل كل شيء.
بعد الفوز الكاسح على نيويورك سيتي، ظهر ماسكيرانو هادئاً لكنه مقتنعاً: «القوة الكبرى ليست في الفوز... بل في الإيمان. هذه المجموعة صارت عائلة. الجميع يقاتل من أجل الجميع».
كلمة واحدة كررها مراراً: القناعة، الإيمان.
وقال: «وجدنا هذا الإيمان في الوقت المناسب. الموسم في أميركا موسمان: دوري... ثم بلاي أوف. المهم أننا نبلغ ذروتنا الآن».
اليوم... ميامي في أفضل نسخة منذ ولادته، دفاع صار أكثر صلابة، وسط لديه ساقان... وسرعة، هجوم شرس بقيادة ميسي وسيلفيتي وآلييندي، فريق يلعب بروح غريبة عن الدوري الأميركي... أقرب إلى كأس ليبرتادوريس.
والأهم: الفريق تعلم الدرس القاسي من الموسم الماضي... ولم يعد يخاف.
الآن، في ملعبه وبين جماهيره، ومع أفضل نسخة فنية في تاريخه... يستعد إنتر ميامي لكتابة صفحة جديدة من ثورة ميسي في أميركا.
ويبقى سؤال واحد فقط... هل سيكون فانكوفر وايتكابس آخر عقبة قبل أن يرفع ميسي ورفاقه كأس الدوري الأميركي لأول مرة؟

