حظي ظهور كريستيانو رونالدو في البيت الأبيض، خلال مأدبة رسمية أقامها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تكريماً لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بتغطية واسعة من مختلف وسائل الإعلام العالمية، التي تناولت تفاصيل الزيارة ورسائلها الرمزية والسياسية والرياضية. الحدث، الذي شكّل أول حضور معروف للنجم البرتغالي في الولايات المتحدة منذ عام 2014، تحوّل إلى مادة صحافية غزيرة جمعت بين الرياضة والدبلوماسية والشخصيات البارزة في عالم السياسة والاقتصاد. وقد وضعت الصحف العالمية هذا الظهور تحت عدسة المتابعة الدقيقة، وعَدَّت أنّ رونالدو أصبح جزءاً من لحظة سياسية بارزة تربط بين البيت الأبيض والمشهد الرياضي السعودي المتصاعد.
صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية أبرزت جانباً لافتاً من الأمسية، مشيرة إلى أن ترمب استغل وجود رونالدو للتعبير عن مدى إعجاب ابنه بارون بالنجم البرتغالي، وأن اللقاء بينهما شكّل لحظة شخصية للرئيس. وجاء في تغطيتها: «بارون التقى به. وأعتقد أنه بات يحترم والده أكثر قليلاً، الآن، فقط لأنني عرّفته عليك». الصحيفة الأميركية ركزت أيضاً على أن هذا الظهور هو الأول لرونالدو في الولايات المتحدة منذ انتشار اتهامات قديمة تعود إلى عام 2009، وهو ما أضفى، وفقاً لتغطيتها، بعداً إضافياً لعودة اللاعب إلى الأراضي الأميركية بعد أحد عشر عاماً من الغياب.
أما وكالة «أسوشييتد برس» فذهبت إلى زاوية أخرى في تغطيتها، مشيرة إلى أن رونالدو كان من أبرز الوجوه الحاضرة في القاعة الشرقية إلى جانب كبار الشخصيات، بينهم تيم كوك وإيلون ماسك، وأن ترمب خصّه بالترحيب قائلاً إنه قدّمه لابنه المراهق. «أسوشييتد برس» أعادت كذلك التذكير بأن رونالدو أصبح منذ 2022 الوجه الأبرز لكرة القدم السعودية، وبأن تمديد عقده الأخير بقيمة عالية يعكس دوره المحوري في مشروع التطوير الكُروي داخل المملكة. كما سلّطت الضوء على أن ظهوره في واشنطن يتزامن مع حضور السعودية القوي على الساحة الرياضية العالمية، خصوصاً بعد حصولها رسمياً على حق استضافة «كأس العالم 2034».
من جهتها، خصصت صحيفة «ماركا» الإسبانية مساحة واسعة لتحليل رمزية الزيارة، مشيرة إلى أنها أول دخول موثَّق لرونالدو إلى الولايات المتحدة منذ جولة ريال مدريد عام 2014. وكتبت الصحيفة: «استُقبل كريستيانو رونالدو في البيت الأبيض من قِبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب. اللاعب البرتغالي، وإلى جانبه زوجته جورجينا، حظي باستقبال نجوم داخل أحد أكثر المباني رمزية في العالم». «ماركا» أشارت إلى أن هذه الزيارة أزالت كثيراً من الشائعات التي تحدثت عن امتناع رونالدو عن دخول الولايات المتحدة، طوال السنوات الماضية، وعَدَّت أن ظهوره بجانب ترمب والأمير محمد بن سلمان يضعه في قلب المشهد السياسي والرياضي المرتبط بالمملكة ورؤيتها المستقبلية. كما توقفت عند مشاركته المرتقبة في «كأس العالم» السادسة في مسيرته، ومسألة العقوبة المحتملة بعد طرده الأخير مع المنتخب البرتغالي.
صحيفة «آس» الإسبانية، بدورها، تناولت الجانب البروتوكولي من الحدث، مركّزة على وجود رونالدو بين ضيوف الشرف إلى جانب إيلون ماسك وتيم كوك. وكتبت: «تناول نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو، لاعب نادي النصر السعودي، العشاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والسيدة الأولى ميلانيا ترمب في البيت الأبيض». ونقلت أيضاً عن رونالدو قوله إنه يأمل في إجراء «حديث لطيف» مع ترمب حول «السلام العالمي»، وعَدَّت ذلك مؤشراً على تحوّل اللاعب إلى شخصية ذات وزن يتجاوز حدود الرياضة. الصحيفة أبرزت كذلك تعليق ترمب الشهير، خلال الأمسية: «الآن بعدما جاء كريستيانو رونالدو، أظن أن ابني بات يحترم والده أكثر قليلاً»، مشيرة إلى أن تلك الجملة خلقت ضجة في وسائل التواصل وفتحت نقاشاً حول مكانة اللاعب العالمية.
وفي تغطية موازية من الإعلام التركي، نقلت صحيفة «ديلي صباح» تفاصيل واسعة حول موقع رونالدو في القاعة الشرقية، ودوره المتزايد في المشهد الرياضي السعودي، مؤكدة أن وجوده بجانب الأمير محمد بن سلمان يعكس «البعد الدبلوماسي الجديد لكرة القدم». وقد ذكرت الصحيفة: «كريستيانو رونالدو يضيف بريقاً رئاسياً، خلال وجوده على مأدبة في البيت الأبيض».
الصحافة الإيطالية، من جهتها، لم تَغِب عن المشهد، إذ نشرت بعض الصحف مثل «لا ريبوبليكا» موادّ قصيرة تؤكد أن «رونالدو يحضر لقاء ترمب وولي العهد في البيت الأبيض»، مشيرة إلى أنه سيشارك، هذا الصيف، في الولايات المتحدة في نهائيات كأس العالم السادسة خلال مسيرته، قبل أن يصبح «الرمز الأبرز لنسخة 2034 التي ستُنظَّم في الرياض».

