تشهد تصفيات كأس العالم 2026 أسبوعاً حاسماً في قارتي آسيا وأفريقيا، إذ تستعد اتحادات القارتين لتحديد المنتخبات التي ستمثلها في الملحق القاري المؤهل للمونديال.
ففي أفريقيا، بقيت أربعة منتخبات فقط في سباق التأهل، أبرزها نيجيريا والكاميرون اللتان تواجهان مصيرهما الكروي في مواجهات لا تقبل القسمة على اثنين. وبحسب تقارير إعلامية، تعيش الكرة النيجيرية حالة من التوتر الداخلي قبل المواجهة المرتقبة أمام الغابون، بعدما قرر اللاعبون وأعضاء الجهاز الفني مقاطعة التدريبات احتجاجاً على تأخر مستحقاتهم المالية. ونقلت صحيفة «إيفنينغ ستاندرد» البريطانية أن «اللاعبين والطاقم الإداري امتنعوا عن المشاركة في الحصة التدريبية المقررة في المغرب، بسبب مشكلات مالية لم تُحل بعد». تملك نيجيريا تاريخاً عريقاً في البطولة العالمية، إذ شاركت في ست نسخ منذ عام 1994، وتوجت بثلاثة ألقاب قارية، لكنها اليوم تقف على حافة الغياب عن المونديال للمرة الثانية توالياً. ورغم حفاظها على سجل خالٍ من الهزائم خلال عام 2025، فإن كثرة التعادلات وعدم الحسم في المباريات كلفاها مشواراً صعباً نحو هذه المرحلة الأخيرة. وسيلعب «النسور الخضر» أمام الغابون في ملعب محايد بالمغرب، بتشكيلة تضم كالفن باسي (فولهام)، وصامويل تشوكويزي، وأليكس إيوبي، والمهاجم الأبرز فيكتور أوسيمين (غلطة سراي) الذي يملك 29 هدفاً دولياً، وقد يكون مجدداً الورقة الرابحة لمنتخبه. وفي المقابل، يعيش المنتخب الغابوني لحظة تاريخية، إذ يحلم بتحقيق تأهله الأول إلى كأس العالم. ويقوده المدرب المحلي تييري موييوما، الذي أوصل الفريق إلى هذا الدور بعد فوزين متتاليين في أكتوبر (تشرين الأول).
ويعتمد الغابونيون على خبرة مهاجمهم المخضرم بيير إيميريك أوباميانغ (مارسيليا)، ولاعب الوسط ماريو ليمينا (غلطة سراي)، إلى جانب دينيس بوانغا (لوس أنجليس إف سي)، في مواجهة نارية أمام خصم يملك خبرة أكبر لكنه يعاني من اضطرابات خارج الملعب. وفي المباراة الثانية من الدور نصف النهائي، تبرز مواجهة جمهورية الكونغو الديمقراطية أمام الكاميرون في مشهد كلاسيكي يجمع بين قوة التاريخ وطموح الصاعدين. منتخب الكونغو لم يشارك في المونديال منذ عام 1974، لكنه يقدم عاماً رائعاً خسر خلاله مباراة واحدة فقط من أصل ثمانٍ. يضم الفريق كوكبة من الأسماء البارزة مثل القائد شانسيل مبيمبا (ليل)، والمهاجم سيدريك باكامبو (ريال بيتيس)، إلى جانب لاعبين من الدوري الإنجليزي، مثل نوح صديقي (سندرلاند)، وآرون وان بيساكا (وست هام). أما الكاميرون، أحد عمالقة القارة بخمس بطولات أمم أفريقيا وثماني مشاركات في كأس العالم، فتعاني من تراجع ملحوظ في المستوى بعد خسارة أمام الرأس الأخضر، وتعادل سلبي مع أنغولا، ما أجبرها على خوض الملحق. وتضم التشكيلة أسماء معروفة أبرزها الحارس أندريه أونانا (طرابزون سبور)، ولاعب الوسط كارلوس باليبا (برايتون)، والمهاجمان فينسنت أبو بكر وبرايان مبومو (مانشستر يونايتد). وتشير التقارير إلى أن الاتحاد الكاميروني يمر بأزمة إدارية قد تؤثر على استقرار المنتخب، في حين يرى مراقبون أن حظوظ المنتخبات الأربعة تبدو متقاربة رغم تفوق نيجيريا على الورق من حيث جودة الأسماء. وبين الطموح والاضطراب، تبقى بطاقة الملحق العالمي في مهب المجهول، في صراع يعكس عمق المنافسة الأفريقية على طريق المونديال.

