تحولت أجواء الجدية الأكاديمية في القاعة الرئيسية لإحدى أعرق جامعات أميركا اللاتينية إلى مشهد مليء بالعاطفة عندما دوّت الهتافات باسم دييغو مارادونا من مشجعين ارتدوا قمصان الأرجنتين وبوكا جونيورز ونابولي، مرددين بصوت واحد: «أوليه، أوليه، دييغو، دييغو».
بعد أكثر من 3 عقود على ظهوره الشهير في جامعة أكسفورد، حين أدهش الحضور بمراوغته لكرة غولف بقدمه اليسرى عقب إلقائه محاضرة هناك، عادت روح الأسطورة الأرجنتينية الراحل لتسكن جدران كلية العلوم الاجتماعية في جامعة بوينس آيرس، خلال أول مؤتمر دولي مخصص لمناقشة إرثه وتأثيره الثقافي والإنساني.
المؤتمر، الذي يستمر من الخميس إلى السبت، جمع أكاديميين وصحافيين ومفكرين من أنحاء مختلفة، لمناقشة التأثير العميق الذي تركه مارادونا على الثقافة الشعبية وعلى الوعي الجمعي للأرجنتينيين والعالم، بما يتجاوز حدود كرة القدم.
وقال الصحافي دانييل أركوتشي، كاتب السيرة الرسمية لقائد منتخب الأرجنتين المتوج بكأس العالم عام 1986، في كلمته الافتتاحية: «لا يوجد رياضي في العالم، ولا لاعب كرة قدم، يمكن تحليل شخصيته من زوايا متعددة مثل دييغو مارادونا».
وهذه هي المرة الأولى التي تخصّص فيها الجامعة العامة الأهم في البلاد وقتاً لدراسة ظاهرة مارادونا، ليس بغرض تفسيرها، بل بهدف «بناء جسور جديدة بين حياته وحياتنا، وبين شخصيته والتاريخ الحديث»، بحسب المنظمين.
توفي مارادونا في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 عن عمر ناهز 60 عاماً إثر سكتة قلبية، منهياً حياة استثنائية تخللتها فترات من المجد والاضطرابات، بعد فترة قصيرة من خضوعه لجراحة دقيقة لعلاج ورم دموي تحت الجافية.
