لم يمرّ تعادل نوتنغهام فورست ومانشستر يونايتد (2-2) في ملعب «سيتي غراوند»، السبت، دون جدلٍ تحكيمي جديد، بعدما أثارت الركنية التي جاء منها هدف يونايتد الأول غضب مدرب فورست شون دايش، الذي وصف ما حدث بأنه «قرار هزلي»، وطالب بتوسيع صلاحيات تقنية الفيديو (في إيه آر)، لتشمل مثل هذه الحالات الواضحة.
وحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فإن الواقعة حدثت في الشوط الأول، حين أبعد المدافع الإيطالي نيكولو سافونا كرة عرضية أرسلها برايان مبويمو، لكن الكرة اتجهت نحو خط المرمى، فاندفع سافونا بنفسه ليلحق بها قبل أن تتجاوز الخط بالكامل.
ورغم أن الإعادات أظهرت أن الكرة لم تخرج بكاملها، فإن الحكم المساعد أكيل هاوسون رفع رايته، مشيراً إلى خروجها، ليمنح الحكم الرئيسي دارين إنغلاند ركلة ركنية لصالح مانشستر يونايتد. ومن تلك الركنية، سجّل كاسيميرو هدف التقدم لفريق روبن أموريم، في مباراة انتهت لاحقاً بالتعادل 2-2.
عقب اللقاء، أبدى دايش استياءه الشديد من الخطأ التحكيمي، قائلاً: «يجب أن يكون هناك مَن يتدخل لتصحيح هذا القرار، لأنهم احتسبوا الركنية، ومنها أتى الهدف مباشرة. هذا غير منطقي. فحصولنا على حالتين كهاتين في أسبوعين متتاليين هو أمر مهزلي بكل معنى الكلمة».
وأضاف: «يمكن أن يحدث خطأ من هذا النوع مرة في الموسم، لكن مرتين في أسبوعين! نعم، يمكن أن يُلام فريقي على طريقة التعامل مع الكرة، لكن الأصل أن القرار كان خاطئاً تماماً. الأسوأ أن الحكم المساعد احتسبها من مسافة 75 ياردة، خلف المرمى، ويبدو أنه قرر بالحدس لا بالرؤية».
واستطرد دايش، مؤكداً أن اللقطات أظهرت الكرة «معلّقة فوق الخط ولم تتجاوزه كاملاً»، قائلاً: «سواء كانت ثلاثة أرباع الكرة أو نصفها لا يهم، المهم أنها لم تخرج. هذا مخيّب جداً».
ووفقاً لأنظمة التحكيم الحالية في الدوري الإنجليزي، لا يمكن لتقنية الفيديو مراجعة القرارات التي تتعلّق بمنح ركنية أو ضربة مرمى، حتى لو نتج عن الركنية هدف مباشر. وهي ثغرة قانونية متكررة، يرى دايش أنها تُفقد التقنية معناها الحقيقي حين تمنع تصحيح أخطاء بسيطة مثل هذه.
محلل برنامج «ماتش أوف ذا داي» الأسطوري آلان شيرر أيّد موقف دايش، قائلاً إن الخطأ التحكيمي كان واضحاً: «دايش معه حق. لا أستطيع أن أفهم كيف رأى الحكم المساعد من تلك المسافة، وأكّد أن الكرة خرجت. كان على بُعد نحو 70 ياردة، ومن المستحيل أن يكون متأكداً. لقد خمّن ببساطة، وتبيّن أنه مخطئ».
لكن شيرر تحفظ على فكرة إدخال الـ«VAR» في كل الحالات، مفضلاً التركيز على تحسين أداء الحكام أنفسهم، قائلاً: «لا أود أن نُدخل الفيديو في كل صغيرة وكبيرة، لأن اللعب يتوقف كثيراً أصلاً، لكن على الحكام أن يقوموا بعملهم بدقة أكبر. لا يجوز أن يُتخذ قرار بهذه الأهمية بناءً على تخمين».
ورغم الجدل التحكيمي، قدّم فورست أفضل أداء له منذ تولي دايش المهمة، إذ قلب تأخره إلى تقدم بهدفي مورغان غيبس-وايت ونيكولو سافونا في الشوط الثاني، قبل أن يخطف أماد ديالو هدف التعادل ليونايتد بتسديدة قوية قبل 9 دقائق من النهاية. لكن المدرب الإنجليزي شدّد بعد المباراة على أن المسألة «تتجاوز النتيجة»، قائلاً إن «تصحيح الأخطاء السهلة يجب أن يكون مسؤولية مشتركة بين الحكم والتقنية»، مشيراً إلى أن فريقه «لا يمكن أن يدفع ثمن خلل في النظام».
قضية ركنية يونايتد أعادت إلى السطح نقاشاً قديماً حول حدود عمل الـ«VAR» في إنجلترا، بين من يرى أنه يجب أن يبقى مقيداً حتى لا يفقد اللعب إيقاعه، ومن يعتقد، مثل دايش، أن التقنية لا معنى لها إن لم تستخدم في القرارات الموضوعية الواضحة التي يمكن حسمها في ثوانٍ. وبينما خرج فورست بنقطة واحدة من المباراة، خرج دايش برسالة أوضح: «حين تكون العدالة ممكنة، لا يجوز تركها رهينة للصدفة».

