سادت حالة من الجدل عقب مباراة توتنهام هوتسبير ونيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز؛ بسبب واقعة غريبة بطلها المدافع الإنجليزي جيد سبنس، الذي كان منهمكاً في تعديل حذائه أثناء تنفيذ ركلة ركنية حاسمة أسفرت عن الهدف الأول لصالح نيوكاسل وذلك وفقاً لشبكة The Athletic.
منذ توليه تدريب توتنهام هذا الصيف، شدد المدرب الدنماركي توماس فرانك على أهمية الكرات الثابتة، عادَّاً إياها عنصراً حاسماً في بناء شخصية الفريق الجديد. وبعد حقبة المدرب السابق أنجي بوستيكوغلو، الذي شبه الركلات الركنية بـ«الصفوف المتلاحمة في لعبة الركبي»، باتت براعة الفريق في استغلال الكرات الثابتة سبباً رئيسياً في احتلاله المركز الثالث في جدول الدوري، حيث أحرز المدافع ميكي فان دي فين أربعة أهداف هذا الموسم جميعها جاءت من كرات ثابتة أو تلتها مباشرة.
لكن المفارقة أن الخطأ الدفاعي الذي كلّف توتنهام هدف المباراة الأول أمام نيوكاسل جاء أيضاً من كرة ثابتة.
ففي الدقيقة التي سبقت الهدف، سمح الحكم كريس كافاناه لسبنس بخلع حذائه وتعديل أربطته على بعد نحو عشرة أمتار من ساندرو تونالي الذي كان يستعد لتنفيذ الركنية.
استغرقت العملية قرابة 40 ثانية، وسط صيحات جماهير «سانت جيمس بارك» التي طالبت باستئناف اللعب، ليشير الحكم في النهاية إلى تونالي بالبدء في التنفيذ رغم أن سبنس كان لا يزال جالساً على الأرض.
وبينما كان اللاعب يحاول العودة إلى موقعه الدفاعي، كان فابيان شار يوجه رأسية قوية في شباك الحارس أنطونين كينسكي، مسجلاً هدف التقدم لصالح نيوكاسل، بينما كان سبنس يبعد عن موقعه الأصلي بنحو ستة أمتار.
وقال المحلل الرياضي ولاعب وست هام وكريستال بالاس السابق جوبي ماكانوف عبر شبكة «سكاي سبورتس» البريطانية: «أعتقد أن الحكم كان عليه منحه بضع لحظات إضافية للعودة إلى موقعه. القرار بدا قاسياً على توتنهام؛ لأن سبنس كان مكلفاً تغطية المنطقة التي جاء منها الهدف».
بدوره، أبدى المدرب توماس فرانك غضبه بعد اللقاء، مؤكداً أن الحكم ارتكب خطأً واضحاً بعدم انتظار مدافعه، قائلاً: «أعتقد أن الخطأ الأول جاء من كريس، الحكم؛ لأنه لم يسمح لسبنس بالعودة لموقعه رغم أنه كان واضحاً للجميع. لقد كان المكلّف مراقبة شار، الذي سجل الهدف. من النادر أن أعلق على القرارات التحكيمية، لكن هذا كان أمراً يتعلق بالمنطق».
ورغم أن القوانين لم تُنتهك، فإن النقاش امتد إلى مدى «الروح الرياضية» في القرار، خصوصاً أن الإحصاءات تشير إلى أن 19 في المائة من أهداف الدوري الإنجليزي هذا الموسم جاءت من كرات ثابتة، وهي أعلى نسبة في تاريخ البطولة.
وكان يمكن لنيوكاسل، الذي أحرز أربعة أهداف من الكرات الثابتة هذا الموسم، أن يتقبل التوقف لو كان الموقف معكوساً.
لكن الواقع أن توتنهام كان الطرف الأضعف في اللقاء؛ إذ اخترق نيوكاسل دفاعه أكثر من مرة قبل الهدف الأول. وبعد التأخر في النتيجة، أظهر الفريق اللندني تحسناً في الأداء الهجومي، خاصة من خلال تحركات لوكاس بيرغفال وتشافي سيمونز في مركز صانعي الألعاب، ضمن خطة 4 - 4 - 2 التي تميل أحياناً إلى أسلوب «ريد بول» 4 - 2 - 2 - 2.
وقال فرانك بعد اللقاء: «أعتقد أن الطريقة التي بنينا بها اللعب من الخلف، خاصة في المراحل الثانية من الهجمة، منحتنا سيطرة أفضل على المباراة. وجدنا بيرغفال وسيمونز في مواقع جيدة، وكانت واحدة من أفضل مبارياتنا هجومياً هذا الموسم، رغم أننا لم نخلق فرصاً كثيرة للغاية».
لكن خطأ الحارس البديل كينسكي في الهدف الثاني لنيوكاسل أنهى آمال توتنهام في العودة، وأقصاه من البطولة.
واختُتم اللقاء بدرسٍ قاسٍ للفريق اللندني، كما وصفته الصحافة البريطانية: «تأكد من ربط حذائك بإحكام قبل دخول الملعب».
