يبدو أن نادي ريال مدريد وضع عينيه على جوهرة جديدة قادمة من المكسيك؛ اللاعب الشاب غيلبرتو مورا، البالغ من العمر 17 عاماً، ونجم نادي تيخوانا، الذي أصبح خلال الأشهر الأخيرة أحدث ظواهر كرة القدم اللاتينية.
وبحسب صحيفة «أس» الإسبانية، فإنه في النادي الملكي يعترفون بأنهم يتابعون مورا عن كثب ضمن شبكة الكشافين التي يديرها البرازيلي جوني كالفات، أحد مهندسي صفقات فينيسيوس ورودريغو وإندريك. لكن في مدريد يدركون أن عليهم مشاهدته في بطولة كبرى قبل اتخاذ أي خطوة رسمية، وهو ما قد يتحقق قريباً؛ لأن مدرب المنتخب المكسيكي خافيير أغيري قرر ضمّه إلى قائمة الفريق المشاركة في مونديال 2026.
المثير أن أغيري نفسه هو من اكتشف موهبة مورا، حين استدعاه العام الماضي وهو في السادسة عشرة فقط للمشاركة في بطولة الكأس الذهبية (الكونكاكاف)؛ النسخة المكسيكية من كأس أمم أوروبا وكوبا أميركا.
وفي تلك البطولة، تألق مورا بشكل لافت؛ إذ صنع هدفاً في ربع النهائي أمام السعودية (التي كانت ضيفة البطولة)، ثم أحرز هدفاً وصنع آخر في نصف النهائي أمام هندوراس. وفي النهاية، رفع الكأس مع المكسيك بعد الفوز على الولايات المتحدة. وبهذا أصبح أصغر لاعب في التاريخ يحقق لقباً دولياً كبيراً، متفوقاً على أرقام بيليه ولامين يامال اللذين فازا بالمونديال واليورو في سن 17 عاماً.
غيلبرتو هو ابن نجم سابق في الكرة المكسيكية؛ فوالده كان هدافاً لفريق خاغواريس دي تشياباس، وساهم في إنقاذه من الهبوط عام 2003. ومنذ طفولته، كان غيلبرتو مهووساً بريال مدريد، كما يؤكد إغناسيو روفالكابا، مدير أكاديمية تيخوانا: «حلمه الأكبر هو اللعب لريال مدريد، لكنه فتى متزن جداً. يشاهد مبارياتهم باستمرار ويعشق طريقة لعبهم. نتمنى أن نراه يوماً هناك».
ورغم إعجاب مورا الشديد بالريال، فإن وكالته - وهي نفس وكالة إيرلينغ هالاند التي تديرها رافائيلا بيمينتا -تلتزم بالحذر وعدم غلق الأبواب أمام أندية أخرى. وقالت بيمينتا في مقابلة مع قناة «تادن» المكسيكية: «غيلبرتو جاهز للعب في أي مكان. هذه المرحلة من مسيرته تتعلق بالاختيار الصحيح وليس فقط بالمال». وأضافت مازحة: «بـ15 مليون يورو لا يمكنك شراء حتى ساق واحدة من غيلبرتو».
ويُتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة سباقاً محموماً على توقيعه، مشابهاً لذلك الذي خاضه ريال مدريد من قبل مع المواهب اللاتينية: فينيسيوس جونيور (45 مليون يورو من فلامنغو)، ورودريغو (40 مليون يورو من سانتوس)، وراينير (35 مليون يورو من فلامنغو)، وإندريك (35 مليون يورو + متغيرات من بالميراس)، وفرانكو ماستانتونو (63.2 مليون يورو من ريفر بليت). ويبقى السؤال: هل سيكون غيلبرتو مورا التالي في القائمة الملكية؟
في بطولة كأس العالم تحت 20 عاماً الأخيرة، كان مورا أحد أبرز نجوم البطولة، مسجلاً 3 أهداف، وصانعاً هدفين في خمس مباريات، بما في ذلك ثنائية أمام إسبانيا في دور المجموعات. وبذلك واصل ترسيخ سمعته كأحد أكثر المواهب الواعدة في قارة أميركا الشمالية.
اللاعب الملقب بـ«موريتا» أصبح ثالث أصغر لاعب في التاريخ يشارك في الدوري المكسيكي، وأصغر من يرتدي قميص المنتخب الأول، ولا يتوقف عن كسر الأرقام القياسية في ناديه تيخوانا.
المدرب خافيير أغيري، صاحب التجربة الطويلة في «الليغا» الإسبانية، لم يُخفِ إعجابه بمورا: «إنه فتى رائع، من أسرة منضبطة جداً. تلاحظ ذلك فوراً من أخلاقه وسلوكه. لا أعتقد أن الشهرة ستؤثر عليه».
الكل في مدريد يراقب تطوّره عن قرب. فإذا استمر بنفس النسق في بطولة كأس العالم القادمة، فربما يصبح غيلبرتو مورا الاسم القادم في مشروع «المواهب العالمية» لريال مدريد، ليواصل النادي سياسة الاستثمار في نجوم المستقبل قبل أن تصل أسعارهم إلى السماء.
