بدأ نادي نوتنغهام فورست مفاوضات أولية مع المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني والإنجليزي شون دايتش لتولي القيادة الفنية للفريق بعد إقالة الأسترالي أنجي بوستيكوغلو، وذلك عقب مرور 39 يوماً فقط على تعيينه، في واحدة من أسرع حالات الإقالة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن إدارة فورست تتحرك بسرعة لإيجاد بديل قادر على إنقاذ الموسم بعد البداية الكارثية للفريق، في وقت أكدت مصادر قريبة من النادي لشبكة «إي إس بي إن» أن مانشيني هو الاسم الأوفر حظاً لتولي المنصب في المرحلة المقبلة.
وتشير التقارير إلى أن المفاوضات بين إدارة النادي والمدرب الإيطالي، الذي كان يشغل منصب المدير الفني لمنتخب السعودية، بدأت بشكل غير رسمي عبر وسطاء، حيث يسعى فورست إلى استغلال الغموض الذي يحيط بمستقبل مانشيني بعد الانتقادات الأخيرة التي واجهها إثر نتائجه مع المنتخب السعودي. أما شون دايتش، المدير الفني السابق لإيفرتون وبيرنلي، فيُعد الخيار المحلي الأقرب، نظراً لخبرته الطويلة في البريميرليغ وقدرته على التعامل مع فرق تعاني من ضغط النتائج وتواجه خطر الهبوط.
بحسب الصحيفة، فإن إدارة نوتنغهام فورست كانت قد فقدت الثقة في بوستيكوغلو بعد الخسارة الثقيلة على ملعبها أمام تشيلسي بثلاثة أهداف دون مقابل، وهي الهزيمة الثالثة على التوالي التي تلقاها الفريق في الدوري، لتتراجع نتائجه بشكل حاد ويحتل المراتب الأخيرة في جدول الترتيب. وتشير الصحيفة إلى أن قرار الإقالة تم اتخاذه فور نهاية المباراة، إذ أبلغ مجلس الإدارة المدرب بالقرار في غرفة الملابس وسط حالة من الصدمة داخل النادي.
وذكرت «إس بي إن» أن المالك اليوناني للنادي، إيفانجيلوس ماريناكيس، يرى في مانشيني الخيار المثالي لإعادة بناء الفريق على المدى الطويل، لما يمتلكه من خبرة دولية وشخصية قيادية قوية، خصوصاً بعد نجاحه في قيادة منتخب إيطاليا لتحقيق لقب كأس أوروبا 2020. في المقابل، يطرح بعض المسؤولين داخل النادي اسم دايتش كخيار أكثر واقعية، نظراً لقدرته على التعامل مع فرق محدودة الإمكانات، ونجاحه السابق في الحفاظ على بيرنلي في دوري الأضواء لسنوات رغم الموارد المحدودة.
الصحيفة البريطانية أوضحت أن المفاوضات مع مانشيني لا تزال في مرحلة مبكرة، وأن فورست يدرك أن التعاقد مع مدرب كان يشغل منصباً وطنياً يتطلب ترتيبات معقدة. ومع ذلك، فإن إدارة النادي تبدو مصممة على إقناعه بالمشروع الجديد الذي يهدف إلى إعادة الفريق إلى المراكز الآمنة وإنهاء حالة الاضطراب التي تلت رحيل بوستيكوغلو السريع. كما أشارت إلى أن دايتش قد يكون خياراً انتقالياً في حال تأخر التوصل إلى اتفاق مع مانشيني، خاصة أن النادي يرغب في تعيين مدرب دائم قبل نهاية الشهر الحالي.
من جانبه، لم يصدر أي تعليق رسمي من بوستيكوغلو بعد الإقالة المفاجئة، لكنه كان قد أشار في المؤتمر الصحافي الأخير إلى «صعوبة التكيّف مع فريق جديد يعاني من تشتت إداري وفني». ورغم بدايته المثيرة مع الفريق بتحقيقه فوزين متتاليين في أغسطس (آب)، فإن الأداء سرعان ما تراجع بعد التغييرات الفنية التي أجراها المدرب على أسلوب اللعب، حيث فشل في تحقيق أي انتصار في آخر خمس مباريات، واستقبل الفريق عشرة أهداف خلال ثلاث مواجهات فقط.
أما عن رد فعل اللاعبين، فقد نقلت «الغارديان» أن عدداً من عناصر الفريق عبّروا عن تقديرهم للمدرب الأسترالي، لكنهم أقروا في الوقت نفسه بأن الأجواء داخل غرفة الملابس كانت «مشحونة ومضطربة»، وأن الفريق «افتقر إلى خطة واضحة». ويُعتقد أن الإدارة تسعى في المرحلة المقبلة إلى التعاقد مع جهاز فني يمتلك الصرامة الانضباطية والخبرة في التعامل مع الضغوط اليومية للدوري الأقوى في العالم.
ويبدو أن إدارة النادي تسعى لفتح صفحة جديدة بعد تجربة قصيرة وغير موفقة مع بوستيكوغلو. وبين خبرة مانشيني الدولية وصلابة دايتش المحلية، يقف نوتنغهام فورست عند مفترق طرق قد يحدد ملامح موسمه بالكامل، في انتظار من سيحمل الدفّة في المرحلة المقبلة لإعادة التوازن إلى فريق أنهكته التغييرات السريعة والتخبطات الإدارية.
