أستون فيلا يجب أن يكفّ عن الإحساس بالظلم ويركز على الدوري الأوروبي

ادعاء النادي وجود مؤامرة كبيرة ضده بشأن قواعد الربح والاستدامة ليس صحيحاً

دونيل مالين يتألق مع أستون فيلا ويهز شباك بيرنلي مرتين في الجولة الماضية (رويترز)
دونيل مالين يتألق مع أستون فيلا ويهز شباك بيرنلي مرتين في الجولة الماضية (رويترز)
TT

أستون فيلا يجب أن يكفّ عن الإحساس بالظلم ويركز على الدوري الأوروبي

دونيل مالين يتألق مع أستون فيلا ويهز شباك بيرنلي مرتين في الجولة الماضية (رويترز)
دونيل مالين يتألق مع أستون فيلا ويهز شباك بيرنلي مرتين في الجولة الماضية (رويترز)

حقق أستون فيلا أربعة انتصارات متتالية، ولم يتعرض لأي خسارة في سبع مباريات، وفجأة لم تعد الأمور تبدو سيئة للفريق، فقد صعد إلى منتصف جدول الترتيب، حتى لو لم يكن الفوز بهدفين دون رد على فينورد في الدوري الأوروبي محفوراً في الذاكرة كما كان عليه الحال في مباريات الموسم الماضي ضد بايرن ميونيخ ويوفنتوس وباريس سان جيرمان، فإن العودة إلى روتردام على الأقل قد أعادت إلى الأذهان أيام المجد التي عاشها النادي الإنجليزي عام 1982. سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتلاشى الشعور بالإحباط الناجم عن الغياب عن دوري أبطال أوروبا، لكن يبدو الآن أن هناك إدراكاً متزايداً لحقيقة أن أستون فيلا لديه فرصة جيدة للفوز بلقب الدوري الأوروبي، ليضيف ملعب «بشكتاش بارك» في إسطنبول إلى قائمة الملاعب التي فاز فيها ببطولة أوروبية.

السؤال إذن: من أين جاء هذا التشاؤم؟ ولماذا بدا أستون فيلا متشائماً للغاية بشأن فريقٍ -على الأقل فيما يتعلق باللاعبين ذوي العقود الدائمة- تخلَّى عن جاكوب رامسي وليون بايلي مقابل التعاقد مع إيفان غيساند الواعد؟ وكيف تمكَّن أستون فيلا من إقناع نفسه بهذا القدر من الإحباط لدرجة أنه لم يفز بأيٍّ من مبارياته الست الأولى من الموسم؟ الجواب عن ذلك، كما كان الحال بالنسبة إلى نيوكاسل، الذي بدأ الموسم أيضاً في حالة إنكار واضح لجودة الفريق، هي قواعد الربح والاستدامة الخاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز.

لدى زميلي في صحيفة «الغارديان»، بارني روناي، نظرية مفادها أن المديرين الفنيين يتم استخدامهم أساساً كبشَ فداء، حتى تتمكن الجماهير الغاضبة من توجيه غضبها نحو تلك الشخصية المحاصرة على خط التماس بدلاً من مجلس إدارة النادي! وكان الاتحاد الأوروبي يقوم بعمل مماثل مع حكومة المملكة المتحدة. فمن المفيد لأصحاب السلطة أن يكون هناك شيء يتم توجيه الانتقادات واللوم إليه، وأصبح هذا الشيء الآن في كرة القدم هي قواعد الربح والاستدامة. دعونا نتفق في البداية على أن قواعد الربح والاستدامة بعيدة كل البعد عن الكمال. لقد خَلقت، من دون قصدٍ بالتأكيد، بيئةً تُحفّز الأندية على بيع المواهب الصاعدة من أكاديميات الناشئين والحفاظ على دورةٍ مستمرةٍ من المعاملات لتحقيق ربحٍ في الدفاتر يجعلها تتوافق مع قواعد الربح والاستدامة. لكنَّ هناك أمرين يُقالان دفاعاً عن هذه القواعد: أولاً، أن الأندية قد صوّتت على الموافقة عليها، وأنها لم تُفرض من الأعلى. وعلاوة على ذلك، هناك اجتماعاتٌ تعقد بانتظام ويمكن للأندية خلالها اقتراح نظام بديل.

من بين 10 صفقات أبرمها فيلا الموسم الماضي كان أمادو أونانا فقط هو الذي بدأ أكثر من 10 مباريات (رويترز)

وهناك حاجةٌ إلى نوعٍ من الرقابة على الإنفاق، وهذا ما لدينا الآن بالفعل. تخيّلوا أن قواعد الربح والاستدامة لم تكن موجودة في الوقت الحالي! وتخيّلوا لو أن الأندية المملوكة لأثرياء استطاعت إنفاق ما تريد. ربما تعاني كرة القدم من بعض المشكلات المالية حالياً، لكن لو لم تُفرض قواعد الربح والاستدامة لأصبح تشوُّه صورة اللعبة المُحتمل أمراً مكروها، ولاعتمدت اللعبة ببساطة على من يملك أغنى مالك! بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك دائماً خطر انسحاب هذا المالك والعواقب المدمرة المحتملة للنادي -كما حدث على نطاق أقل بكثير لنادي غريتنا الاسكوتلندي في عام 2008 بعد أن مرض مالكه، بروكس ميلسون، وفقد الاهتمام على ما يبدو وانهار النادي.

وغالباً ما يُنسى أنه عندما تم تطبيق قواعد اللعب المالي النظيف في عام 2011، بغضّ النظر عن تأثيرها منذ ذلك الحين، كان الغرض منها حماية الأندية من هذا النوع من الطموح المفرط الذي دفع ليدز يونايتد إلى حافة الهاوية في نهاية المطاف. على أرض الواقع، قد يكون ذلك محبطاً للأندية الصاعدة. تصبّ تلك القواعد في صالح تلك الأندية ذات القواعد الجماهيرية الكبيرة التي تجتذب صفقات الرعاية الأكثر ربحية. ولكن على قدم المساواة، لا يمكن لنادٍ مثل أستون فيلا، بعد انتقاله من دوري الدرجة الأولى في إنجلترا إلى المشاركة في دوري أبطال أوروبا في غضون خمس سنوات، أن يدَّعي حقاً أنه عانى من التراجع. لكن السبب وراء عدم مشاركة أستون فيلا في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم ليست قواعد الربح والاستدامة؛ ولكن لأن حارس مرمى الفريق حصل على بطاقة حمراء لا داعي لها على ملعب «أولد ترافورد» في المباراة الأخيرة من الموسم الماضي، وبالتالي خسر أستون فيلا مباراة كان التعادل فيها سيضمن له إنهاء الموسم في مركز متقدم عن نيوكاسل صاحب المركز الخامس.

ماكغين لاعب أستون فيلا يهز شباك يبولونيا في الدوري الأوروبي (أ.ف.ب)

سيشير البعض إلى الهدف الذي ألغاه الحكم بعدما اتخذ قراراً باحتساب خطأ ضد أحد لاعبي أستون فيلا بدلاً من السماح باستمرار اللعب، وبالتالي لم يتمكن حكم الفيديو المساعد من إجباره على مراجعة القرار، لكن الأخطاء جزء من اللعبة. وتجب الإشارة أيضاً إلى أنه لو لم تحجب أجساد اللاعبين كاميرات خط المرمى في عام 2020، لكان شيفيلد يونايتد قد تقدم على أستون فيلا في مباراة انتهت بالتعادل السلبي؛ وكانت الهزيمة آنذاك ستؤدي إلى هبوط أستون فيلا إلى دوري الدرجة الأولى. لم تكن قواعد الربح والاستدامة هي التي قلصت نشاط أستون فيلا في سوق الانتقالات، ولكن السبب الحقيقي هو أن النادي قد أمضى عامين في التعاقد مع لاعبين لم يقدموا المردود المتوقَّع. ومن بين 10 صفقات دائمة أبرمها النادي خلال الموسم الماضي، كان أمادو أونانا فقط هو الذي بدأ أكثر من 10 مباريات في الدوري.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، راهن أستون فيلا على ضم ماركوس راشفورد وماركو أسينسيو على سبيل الإعارة للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا. ربما كانت هذه خطوة مبرَّرة وكادت تنجح، لكن طبيعة المقامرة تكمن في أنه لا بد أن تكون هناك عواقب إذا سارت الأمور على نحو خاطئ. ولو لم يتم التعاقد مع راشفورد وأسينسيو، لربما حظي دونيل مالين، الوافد الجديد في يناير (كانون الثاني)، بفرصة أكبر لإثبات نفسه؛ إذ يشير الهدفان اللذان سجلهما في مرمى بيرنلي في الجولة الماضية إلى أنه قد يكون له دور مهم مع الفريق خلال الفترة المقبلة.

و استغل دونيل مالين مشاركته النادرة أساسياً في مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز ليقود أستون فيلا للفوز 2-1 على بيرنلي في الجولة الماضية، حيث قادت أول ثنائية للمهاجم الهولندي هذا الموسم فريق المدرب أوناي إيمري إلى المركز الـ13 في الترتيب. وكان على مالين أن ينتظر الوقت المناسب للحصول على فرص في الدوري الإنجليزي الممتاز في بداية الموسم، لكنه أظهر قدرة مذهلة على إنهاء الهجمات في فيلا بارك ليفتتح مشواره التهديفي هذا الموسم بطريقة مذهلة.

وقال لامار بوغارد لاعب خط وسط فيلا: «أعتقد أن دونيل كان مذهلاً، لقد كان ينتظر فرصته، وكلما لعب أضاف لمسة مميزة إلى المباراة. اليوم بدأ أساسياً وسجل هدفين، وأنا سعيد للغاية».

وقال المدرب إيمري: «ساندناه (مالين) قليلاً من خلال التوازن الفني. كان قريباً من التسجيل، وسجل بالفعل، كان رائعاً». وأضاف: «علينا أن نجعل فيلا بارك حصناً منيعاً، علينا أن نتنافس ونُنهي المباريات التي تسبق فترة التوقف الدولية بتوازن جيد. نشعر براحة أكبر مما كنا عليه. أنا سعيد جداً برد فعل اللاعبين على مطالبنا».

قد لا يكون هارفي إليوت وجادون سانشو بمستوى راشفورد وأسينسيو، لكنهما خياران جيدان ولديهما حافز كبير لإثبات نفسيهما. لقد أظهر إليوت موهبة كبيرة، لكنه لا يبدو مناسباً لطريقة لعب أرني سلوت في ليفربول، ويحتاج، وهو في سن الثانية والعشرين، إلى اللعب بانتظام. أما سانشو فقد ضلَّ طريقه منذ مغادرته بروسيا دورتموند إلى مانشستر يونايتد في عام 2021، لكنه يمتلك قدرات وإمكانات جيدة يمكن الاستفادة منها إذا نجح أوناي إيمري في إعادته إلى المسار الصحيح.

فإذا انقشع غبار اليأس الناجم إلى حد كبير عن الشك في الذات، وإذا تقبَّل أستون فيلا حقيقة أنه لا توجد مؤامرة كبيرة ضده، وأن قواعد الربح والاستدامة ليست الوحش الذي يتم تصويره بهذا الشكل المرعب، فما الذي يمكن لأستون فيلا أن يحققه على أرض الواقع؟ يجب أن يدرك أستون فيلا أنه فريق قوي، والدليل على ذلك أن ثلاثة من لاعبيه، أكثر من أي نادٍ آخر، شاركوا في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي في المباراة التي فاز فيها بثلاثية نظيفة على ويلز في المباراة الودية التي جرت مؤخراً.

ماتسين (يسار) يشارك بوينديا فرحته بهفه في مرمى فينوورد (د.ب.أ)

في النهاية، يبقى أستون فيلا فريقاً قوياً للغاية. صحيح أنه من غير المرجح أن ينافس على اللقب، لكن هل هناك أي سبب يمنعه من منافسة نيوكاسل أو توتنهام على المركز الخامس؟ لكنَّ أفضل طريقة لاستعادة مكانه في دوري أبطال أوروبا هي الفوز بالدوري الأوروبي. فمَن، على أرض الواقع، يمكنه أن يوقف أستون فيلا في هذه المسابقة؟ بورتو، روما، ريال بيتيس، أم ليون؟ في الواقع، يبدو الطريق ممهداً تماماً أمام أستون فيلا للفوز بلقب الدوري الأوروبي! وقبل الفوز خارج أرضه على فينورد -حيث منحت ثنائية إميليانو بوينديا وجون ماكغين في الشوط الثاني الضيوف ثلاث نقاط ثمينة في روتردام- كان أستون فيلا قد تخطى ضيفه بولونيا الإيطالي بهدف دون رد في الدوري الأوروبي.

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

أندية الدوري الإنجليزي تتأهب لغياب لاعبيها خلال كأس أمم أفريقيا

رياضة عالمية ديفيد مويز قال إن اللاعبين المتجهين للمشاركة في كأس أفريقيا يجب أن يغادروا بمباركة أنديتهم (رويترز)

أندية الدوري الإنجليزي تتأهب لغياب لاعبيها خلال كأس أمم أفريقيا

يرى ديفيد مويز مدرب إيفرتون أن اللاعبين المتجهين للمشاركة مع منتخبات بلادهم في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم يجب أن يغادروا بمباركة أنديتهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية النجم المصري محمد صلاح (أ.ب)

صلاح يعود إلى قائمة ليفربول لمواجهة برايتون بعد «جلسة مصالحة» مع سلوت

عاد النجم المصري محمد صلاح إلى قائمة ليفربول استعداداً لمواجهة برايتون في الدوري الإنجليزي الممتاز.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية مارشال مونيتسي (فوت أفريكا)

مونيتسي مستاء بعد استبعاده من تشكيلة زيمبابوي

أعرب لاعب الوسط مارشال مونيتسي عن أسفه لاستبعاده من تشكيلة منتخب زيمبابوي لكأس أمم أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (ولفرهامبتون)
رياضة عالمية رودري نجم مانشستر سيتي (رويترز)

رغم أنه «يتحسن كل يوم»... رودري يواصل الغياب

سيغيب رودري عن مانشستر سيتي مرة أخرى عندما يحل الفريق ضيفاً على رابع الترتيب كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فيكتور جيوكريس مهاجم آرسنال (أ.ف.ب)

أرتيتا: أثق بـ«جيوكريس»

لم يكن تسجيل 6 أهداف في 18 مباراة هو المردود الذي يتوقعه آرسنال المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، من فيكتور جيوكريس.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ديشان: فرنسا ستواجه البرازيل وكولومبيا ودياً في الولايات المتحدة

ديشان في لقاء مع وسائل الإعلام (أ.ف.ب)
ديشان في لقاء مع وسائل الإعلام (أ.ف.ب)
TT

ديشان: فرنسا ستواجه البرازيل وكولومبيا ودياً في الولايات المتحدة

ديشان في لقاء مع وسائل الإعلام (أ.ف.ب)
ديشان في لقاء مع وسائل الإعلام (أ.ف.ب)

أكد المدرب ديدييه ديشان السبت، خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم في باريس، أن منتخب بلاده سيواجه منتخبي البرازيل وكولومبيا ودياً في الولايات المتحدة الأميركية خلال شهر مارس (آذار) المقبل، استعداداً لكأس العالم 2026.

وقال ديشان: «سنجري بروفة قصيرة في مارس. هذه الجولة في الولايات المتحدة، حيث سنلعب ضد البرازيل وكولومبيا، مفيدة دائماً لأنها فرصة جيدة للتعرف على ملاعب البطولة».

وكان رئيس الاتحاد الفرنسي فيليب ديالو أعلن في 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، عن تحديد موعد لمباراتين ضد البرازيل وكولومبيا، في بوسطن وفلوريدا على التوالي.

ويعود آخر لقاء جمع المنتخب الفرنسي مع نظيره البرازيلي، حامل لقب كأس العالم 5 مرات، إلى مارس 2015، في مباراة ودية خسرها منتخب «الديوك» بنتيجة 1 - 3 على ملعب «ستاد دو فرنس».

كما خسرت فرنسا آخر مباراة لها أمام كولومبيا 2 - 3 في مارس 2018، في سان دوني أيضاً.

وأعلن ديشان، على هامش الجمعية العمومية، أن المنتخب الفرنسي الذي سيخوض مبارياته في دور المجموعات على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، لم يحدد بعد مقر تدريباته لمونديال 2026 (11 حزيران/يونيو - 19 تموز/يوليو).

وكان المدرب الفرنسي البالغ 57 عاماً قد صرّح سابقاً بأنه سيكشف عن قائمة اللاعبين المختارين لكأس العالم في منتصف مايو (أيار).

وسيواجه بطل مونديال 2018 ووصيف 2022، في المجموعة الأولى، منتخب السنغال في 16 يونيو في نيويورك، ثم الفائز من الملحق العالمي الذي سيحدد من بين العراق وبوليفيا وسورينام في 22 يونيو في فيلادلفيا، والنرويج بعد 4 أيام في بوسطن.

واختتم ديشان، الذي حظي بتصفيق حار من الحضور في كلمته الأخيرة مدرباً للمنتخب أمام الجمعية العمومية للاتحاد، حديثه قائلاً: «هذا هو جانبي العملي: يجب ألّا نستبق الأحداث، علينا الفوز على جميع منافسينا إذا أردنا الوصول إلى أبعد مدى ممكن في كأس العالم».


كأس أمم أفريقيا: تناوب التتويج في السبعينات

كأس أفريقيا عام 1970 التي فاز بها السودان (كاف)
كأس أفريقيا عام 1970 التي فاز بها السودان (كاف)
TT

كأس أمم أفريقيا: تناوب التتويج في السبعينات

كأس أفريقيا عام 1970 التي فاز بها السودان (كاف)
كأس أفريقيا عام 1970 التي فاز بها السودان (كاف)

تناوبت 6 منتخبات مختلفة على إحراز لقب كأس أمم أفريقيا لكرة القدم بين 1970 و1980؛ هي السودان والكونغو وزائير والمغرب وغانا ونيجيريا.

وأصبحت الكاميرون في 1972 أوّل دولة من وسط القارة تستضيف النهائيات، بعد مشاركتها الأولى في 1970، فجاءت مقبولة مع بلوغها نصف النهائي ثم حلولها ثالثة.

وبعد تتويج السودان بلقبه الوحيد على أرضه عام 1970، أحرزت الكونغو اللقب على حساب مالي ونجمها ساليف كيتا 3 - 2، فيما تغلّبت الكاميرون على زائير 5 - 2 في مباراة تحديد المركز الثالث.

وأحرزت زائير لقبها الثاني، بعد الأول تحت اسم الكونغو الديمقراطية، في نسخة مصر 74، بفوزها على زامبيا 2 - 0 في مباراة معادة، وذلك بعد التعادل 2 - 2 في الأولى، بقيادة ندايي مولامبا، صاحب 9 أهداف في نسخة واحدة.

وكانت زائير أول دولة من جنوب الصحراء تبلغ نهائيات كأس العالم عام 1974.

وأرسل الرئيس موبوتو سيسي سيكو طائرته الخاصة لجلب اللاعبين المتوّجين. كما قام سيسي سيكو بشراء عقود بعض اللاعبين المحترفين خارج البلاد للسماح لهم بالمشاركة في البطولة.

وفشلت مصر في تكرار ما فعلته عام 1959 عندما استضافت البطولة وأحرزت لقبها. وخسرت هذه المرّة في الدور نصف النهائي أمام زائير 2 - 3، علماً بأنها تقدّمت 2 - 0 في الشوط الأول في مباراة مثيرة. واكتفت بعدها باحتلال المركز الثالث بتغلّبها على الكونغو 4 - 0.

وتميّزت البطولة بطابعها الهجومي، حيث سُجّل فيها 54 هدفاً في 17 مباراة بمعدل 3.2 هدف في المباراة الواحدة.

وللمرّة الأولى في تاريخ البطولة، أقيم الدور الحاسم على أساس نظام الدوري من دور واحد في ثالث نسخة تستضيفها إثيوبيا عام 1976، بعد دور أول بنظام المجموعات أيضاً، بحيث توّج بطلاً المنتخب الذي أحرز أكبر عدد من النقاط.

وبقيادة هدّافه أحمد فرس، أحرز المغرب اللقب الوحيد في تاريخه، متقدّماً على غينيا ونيجيريا ومصر، فأصبح ثالث منتخب عربي يتوّج باللقب.

وقال فرس، أفضل لاعب أفريقي انذاك ونجم شباب المحمدية، للقناة المغربية الثالثة: «كنا مجموعة متماسكة ومتعاونة، لا نسعى وراء الأمور المادية؛ بل للدفاع عن قميص الفريق».

ولم تفوّت غانا فرصة استضافة النهائيات عام 78. وكرّرت إنجاز عام 1963 وفازت في 4 مباريات وتعادلت في واحدة، لتصبح أول دولة تحرز 3 ألقاب وتحتفظ بكأس عبد العزيز سالم إلى الأبد.

وتغلّبت في نصف النهائي على تونس 1 - 0، ثم تخطت أوغندا في النهائي بهدفي أوبوكو أفريي.

ودوّنت نيجيريا اسمها للمرّة الأولى في سجل البطولة عام 1980، بعد تأييد منقطع النظير من جمهورها، حيث بلغت نسبة الحضور 80 ألفاً في كل مباراة كانت فيها طرفاً.

وبقيادة المهاجم سيغون أوديغبامي، تغلّبت نيجيريا على المغرب 1 - 0 في نصف النهائي، ثم الجزائر 3 - صفر في المباراة النهائية بسهولة، وحلّ المغرب ثالثاً بتغلّبه على مصر 2 - 0.

وعشية مباراة الحسم، انتقل لاعبو الجزائر من إيبادان حيث خاضوا كل مبارياتهم، إلى لاغوس التي تبعد 130 كيلومتراً، لكن الرحلة المقدرة عادة بساعتين دامت 3 أضعاف، بعد عطل في محرّك حافلة الخضر أجبرهم على البقاء لفترة في الأدغال، ثم انتظروا طويلاً في الفندق للحصول على غرف شاغرة.

وتحدّث لاعب وسط الجزائر علي فرقاني عن الظروف النفسية الصعبة، والضغوطات التي مورست من قبل المضيف: «يوم المباراة، حمل الرئيس النيجيري آلة موسيقية مزعجة جداً طوال المباراة في ملعب ممتلئ. قلت لنفسي، من المستحيل الفوز».

وتميّزت بطولة عام 1982 بأنها الوحيدة التي أقيمت على ملاعب صناعية في ليبيا، توّجت على أثرها غانا بطلة للمرة الرابعة بفوزها على المضيفة بركلات الترجيح 7 - 6 بعد التعادل 1 - 1.

وفي طريقها إلى اللقب، تغلبت غانا على الجزائر في مباراة صاخبة 3 - 2 بعد التمديد في نصف النهائي ببنغازي.

وبعدما أقرّ الاتحاد الأفريقي في الستينات قاعدة تسمح للاعبين اثنين فقط من المحترفين خارج بلدانهم باللعب ضمن منتخباتهم الوطنية أثناء بطولة كأس الأمم، قام بإلغائها عام 1982 رغبةً منه في تطوير الكرة الأفريقية، وتماشياً مع قوانين الاتحاد الدولي (فيفا) التي فرضت على اللاعبين تمثيل منتخباتهم بدلاً من التركيز فقط على أنديتهم، حيث يحققون دخلاً عالياً.


أمم أفريقيا: حقبة كاميرونية… ولقب أول للجزائر وكوت ديفوار

دخلت الكاميرون بقيادة جيل ذهبي بقوّة على خط المتوّجين بكأس أفريقيا (كاف)
دخلت الكاميرون بقيادة جيل ذهبي بقوّة على خط المتوّجين بكأس أفريقيا (كاف)
TT

أمم أفريقيا: حقبة كاميرونية… ولقب أول للجزائر وكوت ديفوار

دخلت الكاميرون بقيادة جيل ذهبي بقوّة على خط المتوّجين بكأس أفريقيا (كاف)
دخلت الكاميرون بقيادة جيل ذهبي بقوّة على خط المتوّجين بكأس أفريقيا (كاف)

دخلت الكاميرون بقيادة جيل ذهبي تقدّمه روجيه ميلا، بقوّة على خط المتوّجين في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم في ثمانينات القرن الماضي، فبلغت النهائي 3 مرات متتالية محرزة اللقب في 1984 و1988، فيما توّجت الجزائر جهودها، مع جيل رائع أيضاً، بباكورة ألقابها في 1990.

بعد خروجه بصعوبة من الدور الأوّل في كأس العالم 1982، أحرز منتخب «الأسود غير المروّضة» باكورة ألقابه القارية في كوت ديفوار عام 1984، بفوزه على نيجيريا 3 - 1 في المباراة النهائية، وقبلها على الجزائر بركلات الترجيح.

وتلقت الدولة المضيفة كوت ديفوار صفعة قوية بخروجها من الدور الأول إثر خسارتها أمام مصر 1 - 2، والكاميرون 0 - 2 على التوالي، كما ودّعت غانا حاملة اللقب باكراً. وحلّت الجزائر ثالثة بتغلبها على مصر 3 - 1.

وللمرّة الثالثة في تاريخها، استضافت مصر نهائيات اتّسمت بقلّة الأهداف (31 في 16 مباراة)، حيث بدا واضحاً التشدّد الدفاعي. وكانت المباراة النهائية بين مصر والكاميرون خير دليل على ذلك، بانتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، قبل أن تحسم مصر الأمر في مصلحتها بركلات الترجيح 5 - 4. وجاءت كوت ديفوار ثالثة بفوزها على المغرب 3 - 2.

واستهل «الفراعنة» بقيادة محمود الخطيب ومصطفى عبده وطاهر أبو زيد مشوارهم بالخسارة أمام السنغال 1 - 0، قبل تخطي الكبوة والاندفاع نحو لقب ثالث كان الأوّل لهم في 27 سنة، فيما اكتفت الكاميرون وهداف النهائيات روجيه ميلا (4) بمركز الوصافة.

واحتضن المغرب النسخة السادسة عشرة عام 88، وكان أحد أبرز المرشّحين لإحراز اللقب، خصوصاً بعدما كان أوّل منتخب أفريقي وعربي يتخطّى الدور الأوّل في نهائيات كأس العالم بمكسيكو عام 1986.

لكن الرياح جرت بما لا يشتهي المنتخب المضيف الذي ضمّ في صفوفه الحارس بادو الزاكي وعزيز بودربالة، فخرج من الدور نصف النهائي على يد كاميرون ميلا التي أحرزت اللقب بفوزها على نيجيريا بهدف من ركلة جزاء لإيمانويل كونديه.

وحلّ المغرب رابعاً لخسارته أمام الجزائر 3 - 4 بركلات الترجيح، بعد التعادل 1 - 1.

في تلك الحقبة التي رافقت خوضها المونديال مرتين في 1982 عندما فازت على ألمانيا الغربية و1986، برزت الجزائر من دون أن تحرز اللقب، فحلّت رابعة في 1982 وثالثة في 1984 و1988، قبل الإنجاز المنتظر في 1990.

وأحرزت الجزائر أوّل لقب أفريقي لها بعد أن استضافت نسخة 1990 استهلتها بفوز كبير على نيجيريا 5 - 1، ثم التقى المنتخبان مجدداً في المباراة النهائية، وجدّد المنتخب الجزائري فوزه 1 - 0 بهدف شريف وجاني لاعب سوشو الفرنسي آنذاك وتمريرة من موسى صايب، أمام أكثر من مائة الف متفرج على ملعب «5 مارس»، لتصبح رابع منتخب عربي يحرز اللقب.

وقاد منتخب «محاربي الصحراء» رابح ماجر وجمال مناد، وشاركت مصر بالمنتخب الرديف، لأن الأوّل كان يستعدّ لنهائيات كأس العالم التي كانت مقرّرة في إيطاليا، فخسرت مبارياتها الثلاث وخرجت خالية الوفاض. وحلّت زامبيا في المركز الثالث بتغلبها على السنغال 1 - 0.

وتحدّث وجاني عن النهائي: «أهدرت هدفين ضد السنغال (2 - 1) في نصف النهائي. أرادوا في البلاد قطع رأسي. رغم الضغط الشعبي، احتفظ المدرب بالتشكيلة الأساسية».

وارتفع عدد المشاركين إلى 12 منتخباً عام 92 في السنغال، فدوّنت كوت ديفوار اسمها في سجلات البطولة للمرّة الأولى في تاريخها، بعد مباراة نهائية تاريخية انتهت بفوز «الفيلة» على غانا بركلات ترجيح ماراثونية 11 - 10، علماً بأن الفريقين سدّدا 24 ركلة على مدى 42 دقيقة.

واستحق المنتخب العاجي الفوز لأنه هزم الجزائر حاملة اللقب بثلاثية، وأخرج زامبيا والكاميرون ثم غانا في المباراة النهائية، وذلك من دون أن يدخل مرماه أي هدف، ليتوّج حارس مرماه آلان غوامينيه أفضل لاعب في البطولة. وخاضت غانا المباراة النهائية من دون نجمها أبيدي بيليه بسبب تراكم الإنذارات.

وشهدت البطولة خروج المنتخبات العربية مصر والجزائر والمغرب على التوالي من الدور الأوّل، علماً بأن مصر لم تسجّل أي هدف بعد سنتين من عروضها الجيدة في كأس العالم بإيطاليا.

وخيّبت تونس آمال جمهورها العريض عندما خرجت من الدور الأوّل خالية الوفاض عام 94، وهي التي كانت مرشحة إلى جانب نيجيريا وغانا، لإحراز اللقب.

لكن تونس عوّضت بتنظيمها الناجح للبطولة الذي أجمع عليه جميع المسؤولين الرياضيين الكبار، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الدولي السابق البرازيلي جواو هافيلانغ، ورئيس اللجنة الأولمبية الإسباني خوان أنطونيو سامارانش.

وفرضت نيجيريا بقيادة الـ«بولدوزر» رشيدي يكيني، والموهوب أوغوستين أوكوتشا، سيطرتها على البطولة، وتمكنت من إحراز لقبها الثاني بعد عام 1980، بفوزها على مفاجأة البطولة زامبيا وقائدها كالوشا بواليا 2 - 1 بفضل إيمانويل أمونيكي.

وخرجت مصر من الدور ربع النهائي أمام مالي بهدف ولم يتأهل المغرب، في حين استبعدت جارتها الجزائر.