أثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب موجة واسعة من الانتقادات، بعدما خرج اجتماع رسمي مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو عن مساره، إثر استغلال ترمب المناسبة لاستعراض علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدلاً من التركيز على إعلان تفاصيل قرعة كأس العالم 2026.
وحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فإن الاجتماع الذي عُقد في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض كان مخصصاً لإعلان موعد ومكان سحب قرعة كأس العالم التي ستُقام في واشنطن يوم الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بمشاركة وفود من 48 منتخباً، لتحديد المواجهات الافتتاحية للبطولة الموسعة. لكن ترمب فجّر الجدل حين أبدى إعجاباً مفاجئاً ببوتين، رافعاً صورة التقطت لهما معاً خلال قمة «أنشوراج» الأخيرة، حيث ناقشا خلالها احتمالات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.
President Trump Makes an Announcement, Aug. 22, 2025 https://t.co/9UpU1AFa5y
— The White House (@WhiteHouse) August 22, 2025
إنفانتينو الذي وصل إلى البيت الأبيض حاملاً كأس العالم، إلى جانب تذكرة شخصية باسم ترمب لحضور النهائي في 2026، سمح للرئيس الأميركي بحمل الكأس قائلاً له: «هذه الكأس مخصصة للأبطال فقط، وبما أنك بطل، بالطبع يمكنك لمسها». ورد ترمب ممازحاً: «إنها ثقيلة جداً. آخر من رفعها كان ليونيل ميسي. هل يمكنني الاحتفاظ بها؟».
الفيديو الذي وثّق هذه اللقطة انتشر بسرعة، محققاً أكثر من 7.6 مليون مشاهدة على منصة «إكس»، لكنه سرعان ما أثار موجة غضب واسعة لدى مشجعي كرة القدم الذين رأوا أن المناسبة الرياضية تم تحويلها إلى عرض شخصي وسياسي.
المشهد لم يكن الأول من نوعه، إذ سبق لترمب أن أثار جدلاً خلال نهائي كأس العالم للأندية عندما خطف ميدالية خلال مراسم تتويج تشيلسي. هذه المرة، لم يكتفِ بالمزاح، بل حوّل المؤتمر الصحافي إلى ما وصفه منتقدوه بـ«نادي المعجبين ببوتين»، بعدما قال للصحافيين وهو يرفع الصورة: «لقد كان بوتين محترماً جداً معي ومع بلدنا، لكنه لم يكن كذلك مع آخرين. سأوقّع هذه الصورة وأرسلها إليه. ربما سيأتي إلى المونديال في واشنطن، وربما لا، حسبما سيحدث في الأسابيع المقبلة».
For winners only pic.twitter.com/Ci7S8esTcY
— The White House (@WhiteHouse) August 22, 2025
ردود الفعل لم تتأخر، إذ عدّ البعض أن ترمب «اختطف مؤتمراً خاصاً بكأس العالم وحوّله إلى استعراض سياسي لبوتين، فيما كان إنفانتينو يقف مبتسماً كالأبله». أما بعض الصحافة الرياضية فقد ذهبت أبعد من ذلك، متهمة «فيفا» بـ«التواطؤ في الإبادة والدعاية»، كاتبة: «إنفانتينو حوّل (فيفا) إلى سيرك لترمب. كرة القدم تستحق قيادة حقيقية، لا أن تكون أداة في يد السياسيين».
ورغم الانتقادات، بدا ترمب واثقاً بنفسه، مستغلاً المناسبة لتأكيد حضوره السياسي، قائلاً إنه سيجلس في «الصف الأول، والمقعد الأول» خلال نهائي كأس العالم في واشنطن 2026، ليضع نفسه في قلب المشهد العالمي من جديد. كما لم يفوّت الفرصة للترويج لحملته مع نائبه جي دي فانس، مؤكداً أن العاصمة الأميركية ستكون «آمنة وجميلة» بحلول موعد المونديال، قائلاً لإنفانتينو: «واشنطن ستكون آمنة جداً. يمكنك أن تتمشى مع زوجتك الجميلة وتأخذها للعشاء إذا تمكنت من حجز طاولة».
الجدل تواصل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عدّ كثيرون أن ما حدث «إهانة لكرة القدم» وتشويه لمشهد كان من المفترض أن يحتفي باللعبة الأكثر شعبية في العالم. آخرون عدّوا ترمب يستغل «فيفا» كما استغل مؤسسات أخرى لوضع نفسه في مركز الاهتمام.
