فولهام يحبط اليونايتد بالتعادل... وإيفرتون يتألق على ملعبه الجديد

نوتنغهام يعرقل كريستال بالاس في الجولة الثانية من «البريميرليغ»

كرة برونو فيرننانديز تعتلي العارضة (د.ب.)
كرة برونو فيرننانديز تعتلي العارضة (د.ب.)
TT

فولهام يحبط اليونايتد بالتعادل... وإيفرتون يتألق على ملعبه الجديد

كرة برونو فيرننانديز تعتلي العارضة (د.ب.)
كرة برونو فيرننانديز تعتلي العارضة (د.ب.)

أخفق مانشستر يونايتد في تحقيق فوزه الأول بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، بعدما انقاد إلى تعادل مخيّب أمام مضيفه فولهام 1 - 1 الأحد ضمن المرحلة الثانية.

وسجّل المهاجم البرازيلي لفولهام رودريغو مونيز بالخطأ في مرمى فريقه هدف يونايتد (الدقيقة الـ58)، فيما منح البديل إيميل سميث رو التعادل لأصحاب الأرض (73).

وأدخل المدرب البرتغالي ليونايتد، روبن أموريم، تعديلاً واحداً على التشكيلة التي افتتح بها الموسم في الدوري الأسبوع الماضي أمام آرسنال (صفر - 1)، بالدفع بالعاجي أماد ديالو بدلاً من البرتغالي ديوغو دالوت، وأبقى على الوافدين الجديدين الكاميروني براين مبويمو والبرازيلي ماتيوس كونيا إلى جانب مايسون ماونت في خط الهجوم.

وكان كونيا قريباً من منح «الشياطين الحمر» هدف التقدم، إلا إن القائم الأيمن ردّ الكرة التي ركنها بيمناه أرضية زاحفة من مسافة قريبة (2).

وأضاع برونو فرنانديز فرصة ذهبية بإهداره ركلة جزاء احتسبها الحكم بعد العودة إلى «حكم الفيديو المساعد (في إيه آر)»؛ بسبب مسك ماونت من قِبَل المدافع النيجيري لفولهام كالفن باسي، سددها البرتغالي برعونة فوق مرمى الألماني بيرند لينو (38).

باسي لاعب فولهام في صراع على الكرة مع مبيومو لاعب مان يونايتد (رويترز)

وكرّس الحارسان التركي ألتاي بايندير ليونايتد، ولينو، نفسيهما نجمَي الشوط الأول بالتصدي لكثير من الفرص الخطيرة، أبرزها من كونيا (14) ومن الجناح النيجيري أليكس إيوبي (16).

ومنح مونيز التقدم للضيوف، بعد تحويله بالخطأ إلى داخل مرمى فريقه رأسية الفرنسي ليني يورو إثر ركلة ركنية نفذها مبويمو من الجهة اليمنى (58).

وطالب المدرب البرتغالي لفولهام ماركو سيلفا بإلغاء الهدف بعد تعرّض باسي للدفع من طرف يورو قبل ارتقاء الأخير ولعب الكرة برأسه، لكن الحكم احتسبه في ظل عدم تدخُل حكم الفيديو المساعد.

وأعاد سميث رو بعد دخوله بدقيقتين اللقاء إلى نقطة البداية بتسجيله هدف التعادل، بعدما تابع من مسافة قريبة عرضية إيوبي من الجهة اليسرى (73).

بدوره، حقق فريق إيفرتون فوزاً تاريخياً على ضيفه برايتون بنتيجة 2 - صفر، وسجل إيليمان ندياي وجيمس غاردنر هدفي إيفرتون في الدقيقتين الـ23 والـ52.

وأضاع برايتون فرصة ثمينة، عندما أهدر مهاجمه المخضرم داني ويلبيك في الدقيقة الـ77 تسديدة أمسكها جوردان بيكفورد حارس مرمى إيفرتون.

بذلك؛ يحقق إيفرتون أول 3 نقاط على ملعبه الجديد «هيل ديكنسون»، بعدما قضى 118 موسماً في الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعبه القديم «غوديسون بارك».

وانتزع إيفرتون أول 3 نقاط في مشواره هذا الموسم بعد خسارته في الجولة الأولى، بينما تجمد رصيد برايتون عند نقطة واحدة.

وتعادل كريستال بالاس أمام ضيفه نوتنغهام فورست بنتيجة 1 - 1، ليحصل كل فريق على نقطة.

تقدم أصحاب الأرض بهدف إسماعيلا سار في الدقيقة الـ37، وانتزع نوتنغهام التعادل بهدف كالوم هودسون أودوي في الدقيقة الـ57.

ورفع نوتنغهام رصيده إلى 4 نقاط، بينما بقى كريستال بالاس برصيد نقطتين من التعادل في أول جولتين.

وأقيمت المباراة وسط أجواء متوترة بعدما رفع مشجعو كريستال بالاس لافتة في مدرجات ملعب «سيلهرست بارك» ضد «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)» بشكل أثار استياء إيفانجيلوس ماريناكيس مالك نادي نوتنغهام. وهتفت جماهير كريستال بالاس ضد «يويفا» بسبب قراره هبوط فريقهم من «الدوري الأوروبي» إلى «دوري المؤتمر الأوروبي» بسبب مخالفة من النادي اللندني للوائح «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم» بشأن ملكية الأندية.


مقالات ذات صلة

هل كانت إصابة إيزاك تصادماً طبيعياً أم مخالفة جسيمة؟

رياضة عالمية إيزاك سيغيب لفترة طويلة (رويترز)

هل كانت إصابة إيزاك تصادماً طبيعياً أم مخالفة جسيمة؟

وجد ليفربول نفسه أمام ضربة قاسية في توقيت بالغ الحساسية، بعدما تأكد غياب مهاجمه السويدي ألكسندر إيزاك لفترة طويلة عقب خضوعه لجراحة في الكاحل،

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ميكي فان دي فين يتدخل بقوة على ألكسندر إيزاك ما تسبّب في إصابته (أ.ف.ب)

مدرب توتنهام يدعم فان دي فين بعد تدخله على إيزاك

أبدى توماس فرانك، مدرب توتنهام هوتسبير، دعمه للمُدافع ​ميكي فان دي فين بعد أن قال أرني سلوت مدرب ليفربول إنه كان متهوراً في التدخل الذي أدى لإصابة ألكسندر إيزاك

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية داني ويلبيك لاعب فريق برايتون (رويترز)

ويلبيك يسعى للمشاركة مع برايتون أمام آرسنال

يستعد داني ويلبيك، لاعب فريق برايتون الإنجليزي لكرة القدم، للعودة والمشاركة مع فريقه في مباراته المقبلة أمام فريقه القديم آرسنال.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية الإسباني أندوني إيرولا مدرب بورنموث (رويترز)

إيرولا مدرب بورنموث يتمنى بقاء نجمه سيمينيو

قال الإسباني أندوني إيرولا، مدرب بورنموث الإنجليزي، إنه يأمل أن يحتفظ بنجمه الغاني أنتوني سيمينيو، وذلك قُبيل فترة الانتقالات الشتوية.

«الشرق الأوسط» (بورنموث)
رياضة عالمية أنتوني غوردون (أ.ف.ب)

نيوكاسل يطالب بتوضيح بشأن حرمان غوردون من ركلة جزاء أمام تشيلسي

قال إيدي هاو، مدرب نيوكاسل يونايتد، اليوم، إن فريقه سيطلب توضيحاً من لجنة الحكام بشأن حرمان أنتوني غوردون من ركلة جزاء بعد سقوطه داخل منطقة جزاء تشيلسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«أمم أفريقيا»: نيجيريا تفلت من مصيدة تنزانيا

فرحة لاعبي نيجيريا بالفوز على تنزانيا (أ.ف.ب)
فرحة لاعبي نيجيريا بالفوز على تنزانيا (أ.ف.ب)
TT

«أمم أفريقيا»: نيجيريا تفلت من مصيدة تنزانيا

فرحة لاعبي نيجيريا بالفوز على تنزانيا (أ.ف.ب)
فرحة لاعبي نيجيريا بالفوز على تنزانيا (أ.ف.ب)

فاز منتخب نيجيريا بشق الأنفس على منافسه التنزاني بنتيجة 2 - 1، الثلاثاء، في افتتاح مشوار المنتخبين بالمجموعة الثالثة لكأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2025 المقامة بالمغرب.

وأحرز سيمي آجايي وآديمولا لوكمان هدفي نيجيريا في الدقيقتين 36 و52، بينما أحرز تشارلز ممبوا هدف تنزانيا الوحيد في الدقيقة 50.

وحقق «النسور» وصيف النسخة الماضية أول ثلاث نقاط في رصيدهم، بينما سيلتقي منتخبا تونس وأوغندا ضمن منافسات المجموعة ذاتها في وقت لاحق الثلاثاء.

وفي الجولة الثانية، سيخوض منتخب نيجيريا اختباراً قوياً أمام تونس، بينما تلعب تنزانيا ضد أوغندا، وتقام المباراتان يوم السبت المقبل.


هل كانت إصابة إيزاك تصادماً طبيعياً أم مخالفة جسيمة؟

إيزاك سيغيب لفترة طويلة (رويترز)
إيزاك سيغيب لفترة طويلة (رويترز)
TT

هل كانت إصابة إيزاك تصادماً طبيعياً أم مخالفة جسيمة؟

إيزاك سيغيب لفترة طويلة (رويترز)
إيزاك سيغيب لفترة طويلة (رويترز)

وجد ليفربول نفسه أمام ضربة قاسية في توقيت بالغ الحساسية، بعدما تأكد غياب مهاجمه السويدي ألكسندر إيزاك لفترة طويلة عقب خضوعه لجراحة في الكاحل، في لحظة كان فيها الفريق يبدأ بالكاد بلمس ملامح مشروعه الهجومي الجديد بعد صيف مكلف ومضطرب.

الإصابة، التي ستبعد اللاعب عن الملاعب لما لا يقل عن شهرين، أعادت، حسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فتح سلسلة من الأسئلة الفنية والبدنية داخل «أنفيلد»، أكثر مما أعادت الجدل حول لقطة واحدة داخل الملعب.

إيزاك أُصيب أثناء تسجيله هدف التقدم في فوز ليفربول 2 - 1 على توتنهام في شمال لندن، بعد تدخل من المدافع ميكي فان دي فين لحظة تسديده الكرة، حين كانت قدمه مثبتة على الأرض. وبعد خضوعه للفحوص، تبيّن وجود كسر في الكاحل إضافة إلى كسر في عظمة الشظية؛ ما استدعى تدخلاً جراحياً عاجلاً أُجري يوم الاثنين.

سلوت كان غاضبا في تصريحاته (أ.ب)

ومع اتضاح حجم الإصابة، بدأ ليفربول يدرك أن الغياب لن يكون قصيراً. أرني سلوت، مدرب الفريق، أوضح لاحقاً أن إيزاك سيغيب «لشهرين على الأقل»، معترفاً بأن الأمر يمثل خيبة أمل كبيرة للاعب ولناديه. وأشار سلوت إلى أن التعامل مع الصفقة منذ البداية كان بمنطق طويل الأمد، قائلاً: «وقَّعنا معه عقداً لست سنوات، وليس لستة أشهر»، في تأكيد على أن النادي لم يكن يتوقع حلاً فورياً، بل مشروعاً يحتاج إلى وقت وصبر.

وفي السياق نفسه، لم يُخفِ سلوت انزعاجه من طبيعة التدخل الذي أدى إلى الإصابة، عادَّاً أن بعض التدخلات، حتى إن بدت قوية، لا تؤدي عادة إلى إصابات خطيرة، بينما رأى أن هذا النوع من الاندفاع يحمل مخاطرة عالية، مشيراً إلى أن تكراره غالباً ما ينتهي بعواقب جسدية جسيمة.

لكن خلف هذا الإحباط، تكمن مفارقة أعمق بالنسبة لليفربول. فإيزاك ليس مجرد لاعب غائب، بل هو أغلى صفقة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد انتقاله من نيوكاسل مقابل 125 مليون جنيه إسترليني، ضمن رؤية أراد بها سلوت إعادة تشكيل هوية الفريق الهجومية، وتقليل الاعتماد على محمد صلاح، والتمهيد التدريجي لمرحلة ما بعده.

ليفربول سيعاني كثيرا بسبب غياب إيزاك (رويترز)

المفارقة أن إصابة إيزاك جاءت في اللحظة التي بدأ فيها الانسجام يظهر أخيراً داخل الملعب، خصوصاً مع فلوريان فيرتز، الصفقة الأخرى التي تجاوزت حاجز الـ100 مليون جنيه إسترليني. هدف ليفربول أمام توتنهام كان ثمرة تمريرة من فيرتز وإنهاء من إيزاك، في أول مشهد واضح يعكس الفكرة التي بُني عليها التعاقد مع الثنائي. لكنها كانت أيضاً اللحظة التي انتهت فيها تلك الرؤية مؤقتاً، مع سقوط اللاعب وإدراكه السريع أن الإصابة خطيرة.

الضربة بدت أكثر قسوة في ظل الظروف المحيطة بالفريق. محمد صلاح، البالغ 33 عاماً، يوجد حالياً مع منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا، وسط غموض يحيط بمستقبله مع ليفربول، وترجيحات متزايدة بأن هذا الموسم قد يكون الأخير له في «أنفيلد»، في ظل اهتمام سعودي محتمل، إضافة إلى عدم انسجامه الكامل مع متطلبات سلوت التكتيكية.

من الناحية البدنية، لم تكن علامات الاستفهام حول إيزاك جديدة. اللاعب السويدي عانى الموسم الماضي من تذبذب الجاهزية، ولم يشارك في فترة الإعداد مع نيوكاسل، ثم تدرب منفرداً لفترات طويلة قبل انتقاله إلى ليفربول في اليوم الأخير من سوق الانتقالات. هذا المسار انعكس على أرقامه مع «الريدز»؛ إذ خاض 16 مباراة فقط، سجل خلالها ثلاثة أهداف، ولم يُكمل أي مباراة كاملة.

سلوت اعترف بأن الفترة الماضية كانت «صعبة ومعقدة للغاية» بالنسبة للاعب، موضحاً أن اللعب في الدوري الإنجليزي يتطلب جاهزية بدنية عالية، وأن الوصول إلى هذه المرحلة استغرق أشهراً؛ ما يجعل الإصابة في هذا التوقيت تحديداً أكثر إيلاماً، لأنها جاءت لحظة كان فيها إيزاك يقترب من المستوى الذي دفع النادي إلى الاستثمار فيه. ومع خروج المهاجم السويدي من الحسابات، يتحول العبء الهجومي بشكل أكبر نحو هوغو إيكيتيكي، الذي قدم مستويات مشجعة منذ انضمامه من آينتراخت فرانكفورت، لكنه لم يكن الخيار الذي بُنيت عليه الرؤية الأساسية. وفي ظل رحيل داروين نونيز، وخروج لويس دياز، والتغير الجذري في خط الهجوم، تبدو خيارات ليفربول محدودة أكثر مما كان مخططاً له.

في المقابل، حاول ديل جونسون، مراسل قضايا كرة القدم في شبكة «بي بي سي» البريطانية، تهدئة الجدل حول لقطة الإصابة، عادَّاً أن قسوة النتيجة لا تعني بالضرورة وجود مخالفة جسيمة. وأوضح أن فان دي فين تحرك لإغلاق المساحة أمام التسديدة، وأن القدم المصابة هي قدم التسديد التي ثبتها إيزاك لحظة التنفيذ، قبل أن تهبط بين ساقي المدافع؛ ما يجعل الإصابة أقرب إلى نتيجة مؤسفة لتصادم طبيعي، لا إلى تدخل يستوجب بطاقة حمراء.

وتابع: «ومن المهم النظر إلى كيفية قيام فان دي فين بالتدخل، وكذلك إلى الطريقة التي تعرَّض بها إيزاك للإصابة. فعندما أطلق إيزاك تسديدته، انزلق فان دي فين في محاولة لصد الكرة».

والنقطة الحاسمة أن القدم التي تعرضت للإصابة هي قدم التسديد، بعدما ثبَّتها إيزاك على الأرض وقد هبطت القدم بين ساقي فان دي فين، وهو ما يبدو أنه السبب في إصابة المهاجم السويدي. ولو كان فان دي فين قد تدخل على القدم الثابتة لإيزاك، أو قام بعرقلة مباشرة، لكان النقاش مختلفاً تماماً. لكن فان دي فين تحرك لإغلاق المساحة أمام التسديدة، وكان التدخل حقيقياً ولا ينبغي عدّه بطاقة حمراء، وهذا لا يعني أن المدافع لا يمكن طرده إذا حاول إيقاف تسديدة واصطدم بالمهاجم بعنف.

ويمكن الاستشهاد بكسر الساق المزدوج الذي تعرَّض له لوك شو لاعب مانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا أمام آيندهوفن عام 2015؛ فقد اندفع شو داخل المنطقة للتسديد عندما اصطدم به هيكتور مورينو، وأطاح قدمه الثابتة في تدخل مقصٍ.

وجاء ذلك قبل تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد، ولم يُحتسب حتى ركلة جزاء، فضلاً عن البطاقة الحمراء. لكن مثل هذا التدخل كان سيؤدي الآن إلى طرد اللاعب، أما تدخل فان دي فين، فيبدو أقرب إلى تصادم عرضي ناتج من تصرف دفاعي طبيعي وبين الإحباط الفني والتحليل التحكيمي، تبقى الحقيقة الأوضح أن ليفربول خسر لاعباً كان يُفترض أن يكون محور مشروعه الجديد، في موسم بدا منذ بدايته مليئاً بالتقلبات.


برشلونة يبحث عن مهاجم رقم 9 لخلافة ليفاندوفسكي

هاري كين (أ.ب)
هاري كين (أ.ب)
TT

برشلونة يبحث عن مهاجم رقم 9 لخلافة ليفاندوفسكي

هاري كين (أ.ب)
هاري كين (أ.ب)

ينتهي عقد مهاجم برشلونة روبرت ليفاندوفسكي في الصيف المقبل، والتوقعات داخل أروقة النادي تشير إلى أنه سيرحل في صفقة انتقال حر. وإذا حدث ذلك، فسيجد برشلونة نفسه مضطراً لدخول سوق الانتقالات بحثاً عن مهاجم من الطراز الرفيع، ليعوض «أفضل مهاجم رقم 9 في العقد الأخير»، كما وصفه المدرب هانزي فليك في مؤتمر صحافي الموسم الماضي، وهو يتحدث عن اللاعب البالغ 37 عاماً.

تصعب المبالغة في تقدير التأثير التحويلي الذي أحدثه ليفاندوفسكي منذ انتقاله من بايرن ميونيخ في صيف 2022. فقد كان برشلونة قد أمضى ثلاثة مواسم دون التتويج بلقب الدوري، وأنهى موسم 2021-2022 برصيد 73 نقطة فقط، وهو أدنى حصاد له منذ موسم 2007-2008، أي قبل تولي بيب غوارديولا القيادة الفنية.

منذ ذلك الحين، تُوج برشلونة بلقب الدوري مرتين، الأولى تحت قيادة تشافي في موسم 2022-2023، والثانية في الموسم الماضي خلال أول مواسم فليك مدرباً للفريق، وكان ليفاندوفسكي في قلب هذين التتويجين بفضل غزارته التهديفية الحاسمة. فقد سجل 109 أهداف في 165 مباراة بقميص برشلونة.

جوليان ألفاريز (أ.ف.ب)

لكن التأثير لم يكن محصوراً في حسه التهديفي فقط. فمتوسط أعمار التشكيلات الأساسية لبرشلونة في الدوري هذا الموسم يبلغ 25.3 عام، وهو الأصغر بين جميع فرق الليغا. خبرة ليفاندوفسكي الطويلة في أعلى المستويات ساعدت على توفير الذهنية الانتصارية، والخبرة اللازمة لقيادة هذا الجيل الشاب، وإعادته إلى القمة.

العثور على بديل جاهز ليست مهمة سهلة. سوق المهاجمين من الطراز العالمي محدود للغاية، وغالبية الأسماء البارزة مرتبطة بعقود طويلة مع أندية النخبة. ويزيد من تعقيد الأمر الوضع المالي المتقلب لبرشلونة، ما يجعل من الصعب تحديد حجم الميزانية المتاحة للنادي في الصيف المقبل.

انطلاقاً من ذلك، حددت شبكة «The Athletic»، أربعة خيارات محتملة، تتراوح بين أهداف من الصف الأول، وخيارات أكثر واقعية من الناحية المالية.

لو لم يكن المال عائقاً، لكان مهاجم أتلتيكو مدريد جوليان ألفاريز هو الصفقة الحلم لرئيس برشلونة خوان لابورتا، كما سبق أن أشارت «ذا أتلتيك». السبب واضح، إذ تألق ألفاريز في إسبانيا منذ انتقاله من مانشستر سيتي في أغسطس (آب) الماضي، وسرعان ما برر قيمته البالغة 95 مليون يورو.

المدرب دييغو سيميوني لم يخفِ إعجابه بالدولي الأرجنتيني، واصفاً إياه بأنه «أفضل لاعب» في الفريق، و«صانع الفارق»، عقب تسجيله ثلاثية في الفوز 3-2 على رايو فايكانو في سبتمبر (أيلول). ومنذ بداية الموسم الماضي، لم يسجل في الليغا أهدافاً أكثر من ألفاريز (24 هدفاً) سوى ثلاثة لاعبين فقط، بينهم ليفاندوفسكي نفسه.

ليفاندوفسكي (أ.ب)

غير أن ألفاريز يقدم خصائص تختلف عن ليفاندوفسكي. فبينما يتميز البولندي بحركته الذكية الهادئة من دون كرة، يعتمد ألفاريز على طاقة عالية، وضغط مكثف عند فقدان الاستحواذ. الضغط العكسي عنصر أساسي في فلسفة برشلونة، خصوصاً مع الخط الدفاعي المتقدم الذي يفضله فليك، وهو ما جعل الفريق عرضة للاختراق هذا الموسم. هنا تبرز قيمة ألفاريز القادر على العودة، والضغط لتقليل هذه الثغرات، فضلاً عن مساهمته في تخفيف العبء البدني عن لاعبين مثل لامين جمال. لكن أتلتيكو مدريد يدرك جيداً قيمة لاعبه، وأي محاولة لضمه ستتطلب مبلغاً ضخماً. وإذا كان فليك يبحث عن مهاجم رقم 9 صريح، فقد لا يكون ألفاريز الخيار المثالي، نظراً لبنيته الجسدية الأخف، واعتياده اللعب إلى جانب مهاجم أقوى بدنياً مثل ألكسندر سورلوث. إحدى أقل مبارياته تأثيراً هذا الموسم جاءت أمام برشلونة، حين لعب بوصف أنه مهاجم وحيد، وعانى في تقديم حلول هجومية.

هنا يبرز خيار مهاجم أكثر حضوراً بدنياً داخل منطقة الجزاء، وقادر على شغل المدافعين، وفتح المساحات للأطراف، كما يفعل ليفاندوفسكي. من بين الأسماء المشابهة في أسلوب اللعب يظهر مهاجم بورنموث إيفانيلسون على أنه خيار أقل تكلفة.

أرقامه التهديفية لا تبدو مقنعة، إذ سجل 12 هدفاً فقط منذ بداية الموسم الماضي، وأهدر فرصاً كبيرة مقارنة بالأهداف المتوقعة، وهو ما قد لا يكون مقبولاً في «كامب نو». لكن مدربه أندوني إيراولا يشيد دائماً بمجهوده الشامل، مؤكداً أن تأثيره يتجاوز التسجيل، بفضل ضغطه القوي، وقدرته على الالتحام، وربط اللعب.

وماذا عن خيار يجمع بين حس المهاجم الصريح وإبداع صانع الألعاب؟ هنا يبرز اسم هاري كين. مهاجم بايرن ميونيخ، فقد تطور دوره منذ انتقاله إلى الدوري الألماني، حيث بات يسقط أعمق لصناعة اللعب، مع الحفاظ على معدله التهديفي المرتفع، مسجلاً 30 هدفاً في 25 مباراة هذا الموسم.

رغم أن كين، الذي سيبلغ 33 عاماً في يوليو (تموز)، لا يُظهر رغبة في الرحيل، فإن عقده الذي يتضمن شرطاً جزائياً بقيمة 65 مليون يورو قد يصبح سارياً في الصيف. إذا فُعل هذا الشرط، فقد يجد برشلونة نفسه أمام حل جاهز، وربما ضمن قدراته المالية.

والخيار الأكثر مخاطرة في القائمة هو المهاجم الشاب سامو أغيهوا، البالغ 21 عاماً، والذي يقدم موسماً لافتاً مع بورتو بتسجيله تسعة أهداف في 14 مباراة بالدوري البرتغالي. صحيح أن التألق في البرتغال لا يترجم دائماً إلى نجاح في مستوى أعلى، لكن إمكاناته واضحة.

أسلوب لعبه يعتمد على القوة، والاندفاع داخل المنطقة، مع تركيز أقل على التراجع، وصناعة اللعب. لا يزال بحاجة إلى صقل مهاراته، لكن قوته البدنية، وحسه التهديفي يجعلان منه مشروع مهاجم كبير. وقد لا يكون جاهزاً فوراً لقيادة هجوم برشلونة، إلا أن وجود فيران توريس، الذي سجل 11 هدفاً هذا الموسم، قد يمنح النادي هامشاً للمراهنة على التطوير طويل الأمد. إذا كان إيجاد بديل مطابق تماماً لليفاندوفسكي مهمة شبه مستحيلة، ومكلفة، فإن الاستثمار في الموهبة، مع توزيع المسؤولية الهجومية، قد يكون الطريق الأنسب لبرشلونة في سعيه لبناء مهاجمه رقم 9 القادم.