ستسلط بطولة أميركا المفتوحة للتنس الأضواء بشكل أكبر على منافسات الزوجي المختلط التي تنطلق اليوم (الثلاثاء)، إذ تحصل المنافسة على مكانها الخاص في جدول البطولة، ويسعى المنظمون إلى جذب الجماهير من خلال فرق تتكون من أفضل لاعبي الفردي.
وتحظى منافسات الزوجي المختلط بشعبية كبيرة بين المشجعين المتحمسين، ولكنها غالباً ما تضيع في جدول تهيمن عليه منافسات الفردي.
وتبدأ منافسات الزوجي المختلط هذا العام قبل 5 أيام من القرعة الرئيسية، مع توقع حضور جماهيري كبير في ملعب آرثر آش.
وسيلعب بطلا «أميركا المفتوحة» في الفردي سابقاً كارلوس ألكاراس وإيما رادوكانو معاً، بينما تنضم الفائزة بـ6 ألقاب في البطولات الأربع الكبرى إيغا شفيونتيك، إلى وصيف بطل عام 2022 كاسبر رود، في تشكيلة مرصعة بالنجوم لم يكن بإمكان الجماهير تخيلها من قبل.
وتغير شكل المسابقة ليشمل 16 فريقاً فقط - أي نصف العدد الذي كان ينافس العام الماضي - بينها ثمانية تشارك بناء على تصنيف الفردي المجمع للاعبين، والثمانية الأخرى تشارك ببطاقات دعوة.
وكان رد فعل الجماهير إيجابياً، وبلغ سعر تذاكر مقعدين بجانب الملعب في قبل النهائي والنهائي غداً (الأربعاء)، أكثر من 500 دولار، وذلك بعد طرحها للبيع أمس (الاثنين).
وقال إريك بوتوراك مدير البطولة للعلاقات مع اللاعبين وتطوير الأعمال لـ«رويترز»: «بينما لا يحب الجميع التغيير، أعتقد أننا رأينا في الغالب أن الجماهير متحمسة للغاية لرؤية هؤلاء اللاعبين المتميزين في الفردي ينافسون معاً».
واستلهم المنظمون فكرة إقامة هذا الشكل الجديد بعد مشاهدة اللاعبين المعتزلين العظماء؛ سيرينا وليامز وآندي موراي، يلعبان معاً بمنافسات الزوجي المختلط في ويمبلدون عام 2019، وهو الثنائي الذي لفت انتباه الجماهير ووسائل الإعلام.
وتلقت رياضات أخرى الرسالة أيضاً: «لتضيف رياضة الغولف وألعاب القوى والسباحة المنافسات المختلطة إلى جداولها الأولمبية، في حين أدت إضافة اللاعبة سابرينا يونيسكو تحدي الرمية الثلاثية إلى دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين للسيدات العام الماضي، إلى زيادة كبيرة في عدد المشاهدين عبر التلفزيون».
وأضاف بوتوراك: «كيف نحقق هذا في بطولة أميركا المفتوحة؟ هذا السؤال هو ما دفعنا جميعاً للتفكير في أسباب غياب أفضل اللاعبين، وكيف يمكننا تحقيق ذلك».
وأدى الارتفاع الهائل في قيمة جوائز الفائزين والتي وصلت إلى مليون دولار بدلاً من 200 ألف دولار العام الماضي، إلى تحسين الصفقة، في حين أن الموعد المستقل بجدول البطولة في الأسبوع الذي يسبق انطلاق منافسات الفردي، يعني أن اللاعبين يمكنهم المشاركة بسهولة أكبر.
وقالت شفيونتيك لقناة التنس: «عندما يشارك لاعبو الفردي في منافسات الزوجي المختلط، يكون الأمر رائعاً بالنسبة للجماهير».
واجتذبت الخطة الجديدة أيضاً كثيراً من المنتقدين، بما في ذلك لاعبا الزوجي المخضرمان وحاملا اللقب الإيطاليان؛ أندريا فافاسوري وسارة إيراني، اللذان حصلا على بطاقة دعوة، ووصفا الشكل الجديد بأنه «ظلم كبير».
وتساءلت بطلة الأولمبياد في منافسات الزوجي التشيكية كاترينا سينياكوفا، عن سبب حاجة أبرز لاعبي الزوجي للحصول على بطاقة دعوة.
وقال بوتوراك، المتخصص في منافسات الزوجي قبل اعتزاله: «كثير من (النقاد) هم لاعبون لعبت معهم في بطولات اتحاد اللاعبين المحترفين، لذلك فإنهم جميعاً لديهم رقم هاتفي ولا يخشون الاتصال بي».
وجمع المنظمون إجمالي 680 ألف دولار من أموال جوائز الزوجي المختلط العام الماضي، وأضافوها إلى جوائز زوجي الرجال والسيدات، بالإضافة إلى الزيادات المقررة بالفعل في أموال جوائز هذا العام للحفاظ على مكاسب لاعبي الزوجي.
وقال بوتوراك: «عندما أجرينا تلك المحادثات مع لاعبي الزوجي، لا أعتقد أن أياً منهم أعجبه القرار بالضرورة، لكن أعتقد أن كثيراً منهم فهموا ذلك من منظور أوسع للجماهير، هذا شيء نريد حقاً تجربته».
