إن الظهور الثالث على التوالي في نهائي بطولة كبرى بشكل غير مسبوق، الذي تم عبر سلسلة من الانتفاضات الاستثنائية ومدربة تعرضت للإشادة والانتقاد في الوقت ذاته - شعور مألوف حول إنجلترا في بطولة أوروبا لكرة القدم للسيدات.
ودفع الفوز، أمس الثلاثاء، على إيطاليا (2 - 1) الذي جاء عبر هدف التعادل في اللحظات الأخيرة من الوقت الأصلي، ثم هدف الفوز قبل دقيقتين من نهاية الوقت الإضافي، إنجلترا حاملة اللقب للنهائي ضد ألمانيا، التي تغلبت عليها لحصد لقب 2022، أو إسبانيا، التي خسرت أمامها في نهائي كأس العالم قبل عامين.
وتحت قيادة المدربة الناجحة بشكل غير عادي، سارينا ويغمان، وصلت إنجلترا إلى مستوى غير مسبوق من الثبات، لكن بعيداً عن الإشادة بتأثير المدربة الهولندية، هناك شعور خفي بأنهم وصلوا إلى هذه المرحلة هذه المرة رغم قراراتها، وليس بسببها.

وظلت ويغمان ثابتة - ويصفها البعض بالعنيدة - في أسلوب اختيارها للتشكيلة الأساسية خلال البطولة، رغم فشل هذه التشكيلة في كثير من الأحيان في تقديم أداء جيد.
وتأخرت إنجلترا (2 - صفر) أمام السويد في دور الثمانية، وبدا الفريق بلا أنياب، حتى لجأت في النهاية إلى مقاعد البدلاء ودفعت بميشيل أجيمانغ لتنقذ المباراة التي فازت بها إنجلترا في النهاية عبر ركلات الترجيح المجنونة التي تضمنت 14 ركلة.
وبعد إجراء تغيير واحد فقط على التشكيلة الأساسية - وربما كان ذلك بسبب الإساءات العنصرية التي تعرضت لها جيس كارتر أكثر من أدائها المتذبذب - شاهدت ويغمان بأسلوبها الثابت المعتاد إنجلترا المرشحة الأبرز للفوز متأخرة لمدة ساعة أمام إيطاليا، أمس.

وفي النهاية، لجأت إلى مقاعد البدلاء وأشركت المهاجمتين أغيمانغ وأجي بيفير - جونز قبل خمس دقائق من النهاية بعد أن دفعت ببطلة عام 2022 كلوي كيلي بعد 77 دقيقة من البداية.
وكانت أغيمانغ (19 عاماً) المنقذة، مرة أخرى، عندما أدركت التعادل في الوقت المحتسَب بدل الضائع، ومع ركلات الترجيح التي لم تكن إنجلترا لترغب فيها بالتأكيد بعد إهدار أربع من محاولاتها السبع في دور الثمانية، سجلت كيلي هدف الفوز قبل دقيقتين من النهاية.
وقالت ويغمان إن الارتياح كان شعورها الطاغي، وأشادت بجودة وطاقة البدلاء - وهو ما أثار بالطبع التساؤل حول سبب تأخرها في الدفع بهم طوال هذا الوقت.
كان الأمر كله مألوفاً للغاية، بعد أن تعرض غاريث ساوثغيت للإشادة والانتقاد خلال مسيرة منتخب إنجلترا للرجال إلى نهائي بطولة أوروبا 2024، بعد أن وصل أيضاً إلى نهائي 2020، وقبل نهائي كأس العالم 2018.
وتعرَّض ساوثغيت لانتقادات واسعة النطاق، بسبب فشله في التعامل مع التغييرات التي أجرتها إيطاليا وكرواتيا في الهزائم السابقة، ولكن، مثل ويغمان، كلما كان الضجيج الخارجي أعلى، كان أكثر تمسكاً برأيه.
ووصل إلى القاع في مباراة دور الستة عشر في بطولة أوروبا 2024 ضد سلوفاكيا، عندما كان متأخراً (1 - صفر)، بعد أن نجح بالكاد في تسديد كرة على المرمى طوال المباراة، وانتظر حتى الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسَب بدل الضائع، لإشراك المهاجم إيفان توني، قبل أن يدرك جود بلينغهام التعادل في النهاية، وقبل أن تحسم إنجلترا الفوز في الوقت الإضافي.

وتكرر الأمر في قبل النهائي، قبل أن تفوز إنجلترا بركلات الترجيح، وفي المباراة النهائية انتظرت حتى الدقيقة 70 لإشراك كول بالمر، اللاعب الأكثر خطورة في الفريق كلما دخل الملعب، الذي أدرك التعادل على الفور، قبل أن تخسر إنجلترا في النهاية (2 - 1).
ونجح ساوثغيت في تحويل منتخب إنجلترا المتواضع إلى فريق متماسك بشكل رائع، ولكن بدلاً من الاحتفال بهذا «النجاح»، كان هناك كثير من النقاد المستعدين للزعم بأن الحذر حرم البلاد من فرصة بلوغ المجد والفوز بالبطولات.
وأحرزت ويغمان بالفعل كأس أوروبا 2022 - بالإضافة إلى لقب 2017 مع هولندا - وهناك بالطبع العديد من المدربين الآخرين الذين يشاهدون الآن من منازلهم، والذين قد يبذلون قصارى جهدهم ليكونوا في مكانها قبل المباراة النهائية.
ومع ذلك، وكما حدث مع ساوثغيت وحتى مع خبرتها الواسعة وسيرتها الذاتية الرائعة، فإذا تأخرت إنجلترا مرة أخرى يوم الأحد المقبل، فمن المؤكد أنها بحاجة إلى إيجاد طريقة لتخفيف القيود وعدم الاعتماد على عملية إنقاذ أخرى في اللحظة الأخيرة.
