ويمبلدون… البطولة التي تخلد إلى النوم مبكراً

التحضيرات على الملعب الرئيسي قبل انطلاق مباريات اليوم السادس في ويمبلدون 2025 (أ.ف.ب)
التحضيرات على الملعب الرئيسي قبل انطلاق مباريات اليوم السادس في ويمبلدون 2025 (أ.ف.ب)
TT

ويمبلدون… البطولة التي تخلد إلى النوم مبكراً

التحضيرات على الملعب الرئيسي قبل انطلاق مباريات اليوم السادس في ويمبلدون 2025 (أ.ف.ب)
التحضيرات على الملعب الرئيسي قبل انطلاق مباريات اليوم السادس في ويمبلدون 2025 (أ.ف.ب)

تتميّز بطولة ويمبلدون بمجموعة من التقاليد السنوية الراسخة: طوابير التذاكر الليلية، قاعدة ارتداء اللون الأبيض بالكامل، الملاعب العشبية، وأسلوبها المتفرّد الذي قد يربك من لا يعرف تقاليدها. وليل الاثنين الماضي، اجتمعت بعض تلك التقاليد في مشهد مألوف. فعند الساعة 10:18 مساءً، أنهى الأميركي تايلور فريتز والفرنسي جيوفاني مبتشّي بيرريكارد المجموعة الرابعة من مباراة امتدت لخمس مجموعات، وعاد فريتز للتعادل 2-2. لكن بدلاً من مواصلة اللعب، اتجه اللاعبان إلى الشبكة للحديث مع مسؤولي البطولة، وتبادلوا الكلمات، ولوّحوا بأذرعهم، ثم حملوا حقائبهم وغادروا الملعب وذلك بحسب شبكة The Athletic.

وفي مساء الخميس عند الساعة 9:30، جلس الأميركي بن شيلتون يستعد للإرسال لحسم مباراته أمام الأسترالي رينكي هيجيكاتا، لكنه فوجئ بإعلان الحكم تعليق المباراة بسبب الظلام، ليبدأ في الاحتجاج على القرار بينما كان الليل يخيّم على الأجواء.

وفي حين كانت مباراة شيلتون مبررة فنيّاً بتعطل نظام التحكيم الإلكتروني الذي استُحدث هذا العام بديلاً عن حكّام الخطوط بعد 147 عاماً، فإن مباراة فريتز وبيرريكارد خضعت لواحد من أقدس وأغرب قواعد ويمبلدون: حظر اللعب بعد الساعة 11 مساءً. فبطولة ويمبلدون هي الوحيدة بين البطولات الأربع الكبرى التي تفرض «وقت نوم» صارما، تُطفأ فيه الأنوار في الموعد المحدد، دون استثناءات... تقريباً.

تاريخ القاعدة يعود إلى عام 2009، حين تم تركيب سقف متحرّك على الملعب الرئيسي. ومع أن السقف أتاح مواصلة المباريات ليلاً، فإن سكان الحي والمجلس المحلي لم يرغبوا في تدفق الجماهير إلى شوارعهم خلال ساعات الفجر. وأوضحت بلدية ميرتون أن «الحدّ الأقصى في الساعة 11 مساءً هو شرط تخطيطي هدفه موازنة احتياجات السكان المحليين مع حجم حدث رياضي دولي يُقام في منطقة سكنية»، مضيفة أن «مسألة النقل وسلامة عودة الزوار إلى منازلهم تمثّل اعتباراً مهماً أيضاً».

وتزداد حساسية هذه القاعدة هذا العام، إذ من المقرر أن يمثل نادي عموم إنجلترا أمام المحكمة العليا الأسبوع المقبل في جلسة لمراجعة ترخيص بناء 39 ملعباً جديداً في موقع ملعب الغولف السابق بحديقة ويمبلدون. وهو مشروع يهدف لنقل التصفيات إلى مقر البطولة أسوةً بباقي البطولات الكبرى. لكن قاعدة حظر اللعب الليلي تُعد خطاً أحمر لا تنوي إدارة ويمبلدون تجاوزه.

على النقيض من ذلك، تبدأ الجلسات الليلية في بطولة فرنسا المفتوحة عادة بعد الثامنة والربع مساءً وتستمر حتى منتصف الليل، بحجة عدم تمكن الجمهور من الحضور في وقت أبكر بسبب ظروف العمل. أما في الولايات المتحدة وأستراليا، فإن السهر حتى الفجر بات سمة من سمات البطولتين، حيث يتم تنظيم مباراتين ليليتين في اليوم الواحد.

ويبدو أن الجمهور الأميركي لم يستوعب تماماً قاعدة ويمبلدون. إذ قال ثيو مول، طالب من كليفلاند، أوهايو، إنه لم يكن يعرف بوجود حظر اللعب الليلي، «رأيتهم يوقفون المباراة فقلت: ماذا يحدث؟ لما توقفوا؟ ثم بحثت عن السبب». وأضاف: «فريتز كان قريباً من الفوز، فسألت: ما النتيجة؟ كيف انتهت؟ ولم تنتهِ فعلاً!».

ورغم أن الانتهاء المتأخر للمباريات بات جزءاً من الثقافة التنافسية في البطولات الأخرى، فإن مخاطره الصحية على اللاعبين، وتأثيره على دورتهم اليومية، بدأت تلقى اهتماماً متزايداً. لكن في ويمبلدون، لا مجال للتنازلات. ففي عام 2012، سُمح بإنهاء مباراة أندي موراي أمام ماركوس باغداتيس في الساعة 11:02 مساءً، وهو الاستثناء الوحيد الموثّق على هذه القاعدة، وقالت اللجنة حينها إن «الحسّ السليم» هو ما دفعها لمنح دقيقتين إضافيتين.

حتى فريتز نفسه لم يبدُ مقتنعاً. إذ عبّر جمهور الملعب عن استيائه، وعبّر المعلّقون، خصوصاً في أميركا، عن حيرتهم من توقف المباراة في عزّ عطلتهم المسائية. وفي حين تُعَد القنوات العالمية عاملاً مؤثراً في قرارات التنظيم ببطولات أخرى، فإن ويمبلدون تنطلق في الساعة 1:30 ظهراً على الملعب الرئيسي، وهو وقت متأخر نسبياً، ليس من أجل البث التلفزيوني بل للسماح لضيوف الضيافة بتناول الغداء قبل بدء المباريات.

الثقافة البريطانية أيضاً تلعب دوراً. فالإغلاق عند الحادية عشرة مساءً راسخ في العادات، والمطاعم والبارات تغلق أبوابها في هذا الوقت، ما يعكس مجتمعاً لا يميل للسهر. وفي مسلسل «ذا أوفيس» البريطاني، قال أحد الشخصيات ساخراً عن نادٍ ليلي يُدعى «نيويورك نيويورك»: «يسمونه النادي الذي لا ينام... لكنه يُغلق عند الساعة الواحدة!».

ويمبلدون، من هذا المنظور، تجسيد لهذه الشخصية المحافظة؛ الصديق العاقل الذي يفضّل النوم مبكراً على البقاء حتى الفجر. وكثير من جماهير المدرج الرئيسي، رغم غضبهم من إنهاء المباراة، بدوا متصالحين مع فكرة مغادرة الملعب عند حلول الظلام.

أما اللاعبون، فقلّما يرغبون في اللعب بعد منتصف الليل، بسبب تأخير موعد نومهم وتأثير ذلك على أدائهم لاحقاً. وعندما خاض نوفاك دجوكوفيتش مباراة استمرت حتى الثالثة فجراً في بطولة فرنسا المفتوحة العام الماضي، حذّر خبراء الطب الرياضي من احتمال تعرضه لإصابة. وبالفعل، تمزّق الغضروف الهلالي في ركبته اليمنى في اليوم التالي.

ومع ذلك، فإن هذه القواعد في ويمبلدون ليست خالية من الإشكاليات. ففريتز صرّح بعد فوزه على بيرريكارد في اليوم التالي أنه كان يفضّل إنهاء اللقاء ليلاً بدلاً من العودة صباحاً. كما أن إيقاف المباريات بسبب الغروب بات متكرراً هذا العام، حيث توقفت اللقاءات في الأيام الأربعة الأولى، رغم غياب المطر في ثلاثة منها. وإذا استمر هذا النسق، فإن هيكلية البطولة قد تصبح محل تساؤل.

فمباراة شيلتون أمام هيجيكاتا، على سبيل المثال، بدأت عند الساعة 7:15 مساءً، وهو وقت لا يتيح أكثر من ساعتين وربع لإنهاء اللقاء، رغم أن متوسط مباريات الرجال يبلغ قرابة ساعتين و43 دقيقة. ومع أنهم اقتربوا كثيراً من إنهاء اللقاء، توقفت المباراة فيما كان شيلتون يستعد للإرسال لحسمها.

ولا توجد قاعدة محددة للتوقف بسبب الظلام، بل يعود الأمر إلى تقدير اللجنة المنظمة، التي رأت أن الضوء لم يعد كافياً، حتى وإن أُبلغ شيلتون بأن أمامه خمس دقائق قبل توقف عمل نظام التحكيم الإلكتروني. وقال اللاعب ممازحاً في المؤتمر الصحافي: «أخبرتهم أني أحتاج فقط إلى 60 ثانية!».

أما اقتراح إضافة كشافات إلى الملاعب الخارجية، فلن يحلّ المشكلة، لأن العشب يصبح زلقاً مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً. لذلك، فإن قاعدة «ضوء النهار»، مثل حظر اللعب الليلي، أكثر عقلانية مما قد يبدو عليه الأمر في الظاهر.

وختم شيلتون قائلاً إن التكيّف مع الظروف المختلفة هو جزء من حياة لاعب التنس، ولا مكان أكثر تجسيداً لذلك من ويمبلدون، التي كانت وستظل قانوناً قائماً بذاته.


مقالات ذات صلة

السعودية تستضيف «ماسترز 1000 نقطة» لمحترفي التنس اعتباراً من 2028

رياضة سعودية ياسر الرميان خلال توقيع عقد استضافة السعودية بطولة «ماسترز 1000 نقطة»... (بي آي إف)

السعودية تستضيف «ماسترز 1000 نقطة» لمحترفي التنس اعتباراً من 2028

أعلنت شركة «سرج» للاستثمار الرياضي، ورابطة محترفي التنس «إي تي بي»، اليوم (الخميس)، إطلاق بطولة جديدة ضمن سلسلة بطولات «ماسترز 1000 نقطة» لرابطة محترفي التنس.

سعد السبيعي (باريس)
رياضة عالمية أرتور ريندركنيش (أ.ف.ب)

دورة شنغهاي: ريندركنيش يكرر إنجازه ضد زفيريف

بعد 3 أشهر على إقصائه من الدور الأول لبطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى ضمن «غراند سلام»، كرّر الفرنسي أرتور ريندركنيش إنجازه في مواجهة الألماني.

«الشرق الأوسط» (شنغهاي)
رياضة عالمية فيدرر توج بثمانية ألقاب في ويمبلدون (أ.ب)

فيدرر يتصدر قائمة المرشحين لقاعة مشاهير التنس

يتصدر النجم السويسري، روجر فيدرر قائمة المرشحين لقاعة مشاهير التنس الدولية لعام 2026، التي تم الإعلان عنها الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية النجم الألماني السابق في كرة المضرب بوريس بيكر (إ.ب.أ)

بوريس بيكر: ندمت لفوزي بويمبلدون في سن الـ17

قال النجم الألماني السابق في كرة المضرب، بوريس بيكر، إنه يندم على الفوز ببطولة ويمبلدون بسن الـ17 لأنه فشل في التعامل مع سقف التوقعات المرتفع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيورن بورغ (رويترز)

أسطورة التنس السويدي بورغ يكشف عن معركته مع السرطان

قال أسطورة كرة المضرب السويدي بيورن بورغ في كتاب سيرته الذاتية المرتقب، إنه مصاب بالسرطان، وفقاً لمقتطف نُشر على موقع «أمازون» الإيطالي الخميس.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية
TT

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم ورئيس وزراء كندا مارك كارني، سحبت في واشنطن أمس قرعة مونديال 2026 التي ستقام مبارياتها في الدول الثلاث.

وأوقعت القرعة المنتخب السعودي في المجموعة الحديدية «الثامنة» إلى جانب إسبانيا والأورغواي بالإضافة إلى الرأس الأخضر.

وحلت مصر في المجموعة السابعة إلى جانب بلجيكا وإيران ونيوزيلندا.وجاء المغرب في المجموعة الثالثة ليصطدم بالبرازيل أولاً، ثم يلاعب اسكوتلندا وهايتي. ووضعت القرعة منتخب قطر في المجموعة الثانية مع كندا وسويسرا ومنتخب من الملحق العالمي.

وأوقعت القرعة منتخب تونس في السادسة مع هولندا واليابان ومنتخب من الملحق العالمي. وجاءت الجزائر في المجموعة العاشرة مع الأرجنتين «حاملة اللقب» والنمسا ومنتخب عربي آخر هو الأردن.

وساهم في سحب القرعة نجوم كبار مثل أسطورة كرة القدم الأميركية توم بريدي، وأيقونة هوكي الجليد الكندي واين غريتسكي، والنجم السابق في دوري السلة الأميركي شاكيل أونيل، ونجم الكرة الإنجليزية ريو فيرديناند.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم، منح جائزته الأولى من نوعها التي تحمل اسم «جائزة فيفا للسلام»، للرئيس ترمب.

وقال رئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو إن ترمب «استحق جائزة فيفا للسلام بكل تأكيد».


في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)
رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)
TT

في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)
رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)

أسفرت قرعة كأس العالم، التي أُجريت الجمعة، عن رسم خارطة 72 مباراة موزعة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في أكبر نسخة بتاريخ البطولة، عقب تقسيم المنتخبات إلى 12 مجموعة.

ورغم أن بعض مباريات دور المجموعات جذبت الانتباه منذ اللحظة الأولى، فإن العيون لدى المرشحين الحقيقيين للمنافسة على اللقب اتجهت مباشرة نحو ما بعد ذلك: الطريق المؤدي إلى النهائي في ملعب «ميتلايف» في يوليو المقبل.

ومع وضوح صورة مباريات الأدوار الإقصائية والخصوم المحتملين، اختارت «شبكة The Athletic» عشرة من أبرز المنتخبات المرشحة للبطولة، لتستعرض المسارات التي قد تواجهها.

مدرب الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

الولايات المتحدة

التوقع الأكبر أن يتأهل أصحاب الأرض من المجموعة الرابعة بدافع أفضلية اللعب في الوطن. ويتحدد مسار المنتخب الأميركي بحسب ترتيبه في المجموعة.

تصدر المجموعة يعني مواجهة فريق ثالث في سان فرانسيسكو ضمن دور الـ32، ثم مباراة محتملة أمام متصدر المجموعة السابعة غالباً بلجيكا في دور الـ16 بمدينة سياتل.

بعد ذلك؟ قد تكون إسبانيا بانتظارهم.

أما في حال احتلال المركز الثاني، فستكون مواجهة دور الـ32 أمام وصيف المجموعة السابعة في دالاس، وربما مصر هي الأكثر ترجيحاً. هذا الطريق قد يضعهم أمام الأرجنتين وليونيل ميسي في دور الـ16، في مواجهة مثيرة لمدرب المنتخب الأميركي، الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.

رئيسة المكسيك لحظة إعلان بلادها في المجموعة (أ.ب)

المكسيك

لو كان المتأهل الأوروبي في المجموعة الأولى هو جمهورية إيرلندا، فإن المكسيك ستظل مرشحة لتصدر المجموعة.

تصدر المجموعة سيبقي «إل تري» في مكسيكو سيتي خلال دور الـ32 أمام منتخب ثالث، ثم قد تلتقي إنجلترا في دور الـ16 داخل ملعب الأزتيكا، في مواجهة مرتقبة.

بعد ذلك، وإذا سمح الخيال بالتمدد، قد تكون البرازيل بانتظارهم في ميامي.

أما إذا أنهت المكسيك المجموعة وصيفة، فإنها ستخسر ميزة اللعب على أرضها، وتخوض مواجهة في لوس أنجليس أمام وصيف المجموعة الثانية، التي تضم كندا وسويسرا، ثم مواجهة محتملة مع هولندا.

لذلك، تصدر المجموعة يمنحهم أفضلية هائلة.

رئيس وزراء كندا يحمل بطاقة بلاده (أ.ف.ب)

كندا

تعتمد صعوبة المجموعة الثانية على هوية المتأهل الأوروبي، حيث تُعد إيطاليا أبرز المرشحين. وجود سويسرا أيضاً يجعل مهمة الصدارة معقدة.

الصعود في المركز الأول يعني خوض مباراتي دور الـ32 ودور الـ16 في فانكوفر أمام منتخب ثالث، ثم مواجهة قد تكون أمام البرتغال.

أما احتلال المركز الثاني فيضع كندا أمام وصيف المجموعة الأولى ربما كوريا الجنوبية ثم مواجهة محتملة أمام هولندا أو المغرب في هيوستن.

وعلى غرار المكسيك، الصدارة هي الطريق الوحيد للبقاء في الديار حتى ربع النهائي.

سكالوني لحظة تسليمه الكأس (أ.ب)

الأرجنتين

حصلت حاملة اللقب على مجموعة مريحة نسبياً، وستكون مرشحة للصدارة.

تصدر المجموعة العاشرة يعني مباراة دور الـ32 في «منزل ميسي الجديد» في ميامي، وقد تكون أمام أوروغواي إذا أنها الأخيرة مجموعتها ثانية.

النجاح في هذه المباراة سيقود إلى مواجهة محتملة أمام وصيفي المجموعتين الرابعة والسابعة، ثم احتمال كبير لمواجهة البرتغال في ربع النهائي.

هل نشهد آخر مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

ربما... في كانساس سيتي.

احتلال المركز الثاني في المجموعة العاشرة سيجعل الطريق أصعب بكثير، حيث تنتظر إسبانيا في لوس أنجليس.

توخيل مدرب إنجلترا (أ.ف.ب)

إنجلترا

على إنجلترا تجنب «منزلقات» محتملة أمام كرواتيا وغانا وبنما، لكن الصدارة تظل الهدف الواضح.

مواجهة فريق ثالث في أتلانتا ستكون محطة دور الـ32، قبل مباراة كلاسيكية ضد المكسيك في ربع النهائي على ملعب الأزتيكا، تذكيراً بمواجهة 1986 الشهيرة.

وإذا واصل المنتخب الإنجليزي طريقه، فقد يواجه البرازيل في نصف النهائي.

أما المركز الثاني فسيضعه أمام وصيف المجموعة الحادية عشرة في تورونتو — ربما كولومبيا — ثم إسبانيا في أرلينغتون.

أنشيلوتي خلال القرعة (د.ب.أ)

البرازيل

وجود المغرب وهايتي واسكوتلندا يجعل خروج البرازيل من المجموعة الثالثة صدمة كبرى.

تصدر المجموعة يعني مواجهة في هيوستن أمام تونس أو أحد المتأهلين الأوروبيين، ثم مواجهة محتملة مع وصيفي المجموعتين الخامسة أو التاسعة (ساحل العاج، الإكوادور، السنغال، النرويج).

أما الوصافة فتعني مواجهة هولندا في غوادالاخارا، ثم إمكانية مواجهة ألمانيا أو فرنسا.

لافوينتي مدرب إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا

بصفتها بطلة أوروبا 2024، تدخل إسبانيا البطولة كمرشحة قوية.

تصدر المجموعة الثامنة أمام أوروغواي يقود المنتخب إلى لوس أنجليس لمواجهة وصيف المجموعة العاشرة — بين الجزائر أو النمسا غالباً.

ثم تتوالى مواجهات أمام وصيفي مجموعات أخرى، ما قد يمنح إسبانيا مساراً أقل قسوة حتى نصف النهائي.

لكن الصعود ثانياً في المجموعة الثامنة يضعها مباشرة أمام الأرجنتين.

ناغلسمان مدرب ألمانيا (أ.ب)

ألمانيا

لا أعذار أمام ألمانيا إذا أخفقت في تجاوز المجموعة الخامسة التي تضم ساحل العاج والإكوادور وكوراساو.

تصدر المجموعة يقودها إلى مواجهة منتخب ثالث في بوسطن، ثم لقاء محتمل مع فرنسا في دور الـ16.

أما وصافة المجموعة فستضعها أمام وصيف المجموعة التاسعة في تكساس — ربما السنغال أو النرويج — ثم مباراة مرعبة أمام البرازيل.

ديشان خلال وصوله مقر القرعة (أ.ف.ب)

فرنسا

المجموعة التاسعة وُصفت بـ«مجموعة الموت»، فالنرويج كانت أحد أقوى منتخبات المستوى الثالث، والسنغال صاحبة تاريخ خاص مع فرنسا منذ 2002.

قد تكون مواجهة دور الـ16 أقل صعوبة أمام منتخب ثالث في نيوجيرسي، قبل لقاء محتمل مع ألمانيا.

أما إذا تصدرت النرويج المجموعة، فقد تواجه فرنسا وصيف المجموعة الخامسة — ربما ساحل العاج — قبل مباراة محتملة أمام البرازيل.

مارتينيز مدرب البرتغال (د.ب.أ)

البرتغال

شهدت رحلة كريستيانو رونالدو نحو «وداع كأس العالم» جدلاً بعد البطاقة الحمراء في التصفيات، لكن القرعة جاءت رحيمة به.

وجود أوزبكستان والمتأهل من «فيفا 1» يمنح البرتغال فرصة قوية للصدارة.

تصدر المجموعة الحادية عشرة يعني مواجهة ثالث المجموعة في كانساس سيتي، ثم لقاء محتمل مع سويسرا في دور الـ16.

بعد ذلك؟ قد تكون المواجهة المنتظرة أمام الأرجنتين وميسي.

أما المركز الثاني فسيضع البرتغال مباشرة أمام إسبانيا في دور الـ32.


العرب بعد قرعة المونديال: تفاؤل مغربي... حماس أردني... وثقة قطرية

أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)
أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)
TT

العرب بعد قرعة المونديال: تفاؤل مغربي... حماس أردني... وثقة قطرية

أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)
أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)

أبدى وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي، ثقة بعد سحب قرعة نهائيات كأس العالم 2026 التي وضعت «أسود الأطلس» في المجموعة الثالثة مع البرازيل واسكتلندا وهايتي، قائلاً «لماذا لا نصنع التاريخ مرة أخرى؟».

وتابع عن مقارنة منتخبه اليوم بالذي خاض النهائيات عام 2022 «الوضع الآن مختلف تماما. المغرب يشارك لمرة ثالثة تواليا ولدينا خبرة أكبر ولكن لدينا احترام لكل المنافسين».

وعن مواجهة البرازيل واسكتلندا مجددا بعد لقائهما في مونديال 1998، قال «كل المغرب يفكر بنفس الأمر. يعتقدون أنه يمكننا الفوز على البرازيل أو اسكتنلدا لكن يجب أن نقدم أداء أفضل من 1998».

وقال كارلو أنشيلوتي مدرب البرازيل لقناة «سبورت تي في»: «قدّم المغرب أداء رائعاً في كأس العالم الأخيرة عام 2022 في قطر حيث بلغ نصف النهائي، في حين خرج السيليساو من ربع النهائي"، مضيفاً «اسكتلندا تملك فريقاً قوياً جداً، ستكون مواجهة صعبة للغاية».

وأضاف مدرب المنتخب المتوّج باللقب خمس مرات «يجب أن نحاول إنهاء دور المجموعات في الصدارة. يجب أن نفكر في الفوز بالمباريات الثلاث: ضد المغرب أولا، وهو الخصم الأصعب، وكذلك أمام المنافسين الآخرين. يجب أن نتمتع بالثقة».

بينما علّق المغربي جمال السلامي مدرب الأردن على القرعة قائلاً «مجموعتنا قوية لكن لدينا الحظوظ والقدرة لنكون منافسا قويا».

وأردف «أول تجربة في كأس العالم. كل الأمور يجب أن تكون إيجابية. كرة القدم الأردنية كانت بحاجة إلى هذه المشاركة. نتمنى أن نكون حاضرين وجاهزين».

وتابع السلامي «مواجهة بطل العالم (الأرجنتين) استثنائية، لكن كأس العالم والمباريات ليس فيها حواجز أمام اللاعبين. رأينا السعودية حين فازت على الأرجنتين (عام 2022). أهم شيء أن كرة القدم الأردنية ستحضر المحفل العالمي».

وقال مدرب المنتخب الأردني السابق عبد الله أبو زمع «النشامى هنا لإثبات الذات ونتمنى أن يكون حضورنا قوي. سنقابل (ليونيل) ميسي وبطل كأس العالم. نرى أن الأردن حضر بين الكبار كالأرجنتين والجزائر والنمسا».

وبدا سامي الطرابلسي مدرب تونس واقعيا فاعتبر أن المواجهات مع منافسيه في المجموعة السادسة لن تكون سهلة. قال «المنتخب الهولندي متألق في الفترة الأخيرة وخرج أمام الأرجنتين في ربع النهائي (النسخة الماضية)».

وأكمل «منتخب اليابان متطور بطريقة عجيبة. تواجد في النسخ الثمانية الأخيرة وهذا يدل على التطور الكروي في اليابان».

وصرّح جاسم بن راشد البوعينين رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم في بيان نشره موقع الاتحاد «نستعد بشكل مثالي لكأس العالم 2026 ونثق تماما في قدرات لاعبينا للمرحلة المقبلة».

وأضاف «كأس العالم هي البطولة الأكبر في عالم كرة القدم، ومشاركة منتخبنا فيها تُعد هدفا استراتيجيا مهما تم تحقيقه».

ورأى البوسني فلاديمير بيتكوفيتش مدرب الجزائر أنه «في المباراة الأولى (أمام الأرجنتين) لن ندخل كفريق خاسر. سوف نؤدي كل ما علينا ضد الأرجنتين و نتجهز للمباراتين المقبلتين الحاسمتين أمام النمسا والأردن».

وتابع «مجموعة شيقة للغاية، في مجموعتنا الارجنتين هي المرشحة (للصدارة) والنمسا منتخب متطور».