مرّ أكثر من 10 سنوات منذ أن بلغ جريجور ديميتروف قبل النهائي الوحيد له في بطولة ويمبلدون للتنس، وفي تلك الفترة بدا الرهان على فوز اللاعب البلغاري الملقب بـ«فيدرر الصغير» بلقب إحدى البطولات الأربع الكبرى منطقيّاً.
وبلغ ديميتروف قبل النهائي في بطولتي أميركا المفتوحة وأستراليا المفتوحة بعد ذلك، لكن هذا لم يحدث أبداً مرة أخرى في ويمبلدون، ومع احتلاله المركز الـ19 في التصنيف في بطولة هذا العام، فمن المرجح أنه لن يحدث أبداً.
ويظل ديميتروف (34 عاماً) واحداً بين أكثر اللاعبين تميزاً في الأداء بفضل ضرباته الخلفية الرائعة بيد واحدة ولعبه السلس في جميع أنحاء الملعب، وهو ما يُعيد للأذهان كيف كان حال التنس قبل أن يحوّلها اللاعبون الأقوياء إلى معركة من الخط الخلفي للملعب.
وأمضى اللاعب البلغاري معظم مسيرته في ظل هيمنة «الثلاثة الكبار»؛ روجر فيدرر، ورافائيل نادال، ونوفاك ديوكوفيتش، وكان النجاح صعب المنال بالنسبة له، إذ فشل في تجاوز قبل النهائي في أي بطولة كبرى.
ولكن بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بالحنين للمعتزل حالياً وبطل ويمبلدون 8 مرات؛ فيدرر، فإن ديميتروف يقدم بعض المتعة لعشاق التنس، حيث كان الملعب رقم 3 المشمس مكاناً لمباراته مع اللاعب الفرنسي كورنتين موتيه، الخميس.
ولم تشعر الجماهير بخيبة أمل، إذ قدّم الثنائي الممتع مباراة مليئة بالفن والأداء الرفيع.
ورغم أنه أكبر من منافسه، الذي بلغ أول نهائي له على الملاعب العشبية الشهر الماضي في مايوركا، وخسره أمام الهولندي تالون خريكسبور، بـ8 سنوات، فإن ديميتروف فاز بنتيجة 7-5 و4-6 و7-5 و7-5 ليمدد ظهوره في البطولات الأربع الكبرى إلى 59 مرة على التوالي في أكبر رقم بين اللاعبين الحاليين.
ولم تكن المباراة سهلة على الإطلاق للمصنف الثالث عالمياً سابقاً، رغم إطلاقه 64 ضربة ناجحة، واحتاج لبعض المساعدة من منافسه في بعض الأحيان، ولا سيما خطأ مزدوج في ضربة الإرسال من اللاعب الفرنسي في نقطة الفوز بالمجموعة الثالثة.
وظلّ موتيه، ذو اللحية والمصنف 69 عالمياً، في المباراة بأداء مذهل في المجموعة الرابعة، وانحنى للجماهير في مرحلة ما بعد اندفاعه للخلف لإعادة كرة ساقطة عالية ليردّها بضربة ساقطة ناجحة من بين ساقيه.
وفي النهاية، هيمن أداء ديميتروف الأكثر دقة على المباراة. وكسر بطل ويمبلدون للناشئين عام 2008 إرسال منافسه والنتيجة 5-5 في المجموعة الرابعة، ثم حافظ على إرساله ليصل إلى الدور الثالث للمرة السابعة.
