سان جيرمان وإنتر ميامي... اختبار واقعي لأحلام ميسي في كأس العالم للأندية

ميسي من الحصص التدريبية الأخيرة (رويترز)
ميسي من الحصص التدريبية الأخيرة (رويترز)
TT

سان جيرمان وإنتر ميامي... اختبار واقعي لأحلام ميسي في كأس العالم للأندية

ميسي من الحصص التدريبية الأخيرة (رويترز)
ميسي من الحصص التدريبية الأخيرة (رويترز)

قد يكون هذا اللقاء هو ما يمنح بطولة كأس العالم للأندية هذا العام لحظتها الأبرز، حين يلتقي ليونيل ميسي مع فريقه السابق، باريس سان جيرمان، في مواجهة مرتقبة ضمن دور الـ16، بعد تعادل إنتر ميامي 2 - 2 مع بالميراس البرازيلي في ختام دور المجموعات، وذلك بحسب شبكة «The Athletic».

رغم أن الفريق الأميركي لم يكن مرشحاً للتأهل من مجموعة قوية ضمّت بالميراس وبورتو وأهلي مصر، فإنه فاجأ الجميع بصموده، ونجح في عبور الدور الأول دون هزيمة. بل كان قريباً من تصدر المجموعة لولا استقباله هدفين في الدقائق العشر الأخيرة من مباراته الأخيرة، ما حرمه من تجنّب ملاقاة العملاق الفرنسي.

ورغم ذلك، سجّل الفريق بقيادة ميسي إنجازاً يُحسب له، إذ أصبح أول نادٍ من الدوري الأميركي يتجنّب الخسارة أمام فريق من أميركا الجنوبية منذ عام 2005، قبل أن يعادل لوس أنجليس إف سي هذا الرقم لاحقاً أمام فلامنغو.

ميسي (رويترز)

لكن باريس سان جيرمان يشكِّل التحدي الأصعب حتى الآن. الفريق الفرنسي يدخل اللقاء بعدما تُوِّج بلقب دوري أبطال أوروبا بفوز ساحق 5 - 0 على إنتر ميلان، في أول نهائي له في المسابقة. هذا الإنجاز وضع الفريق على رأس قائمة أندية القارة العجوز من حيث الأداء والاستحقاق.

ومع أن البطولة الحالية تبدو للبعض أقل حماساً بعد المجد الأوروبي، فإن سان جيرمان لا يزال من أبرز المرشحين للقب، رغم تعرضه لخسارة مفاجئة أمام بوتافوغو البرازيلي في بداية مشواره. الفريق عاد سريعاً إلى سكة الانتصارات وتصدر مجموعته، معتمداً على جيل شاب موهوب يعكس تحولاً في فلسفة النادي بعيداً عن سياسة «الغالاكتيكوس» والاستقدامات الباهظة.

تحليل وتوقعات

تُقام المباراة يوم الأحد في ملعب «مرسيدس-بنز» في أتلانتا، ومن المتوقع أن تكون اختباراً حقيقياً للفريق الأميركي الذي يقوده الرباعي المخضرم: ليونيل ميسي، ولويس سواريز، وجوردي ألبا، وسيرجيو بوسكيتس. هؤلاء النجوم، الذين تركوا بصماتهم في الكرة العالمية، أسهموا في رفع مستوى اللعبة في الولايات المتحدة استعداداً لكأس العالم 2026، كما لا يمكن تجاهل تأثير ديفيد بيكهام، أحد ملاك النادي، في الجوانب الإدارية والتسويقية.

لكن على الرغم من كل هذه العوامل، فإنه يصعب تجاهل الأفضلية الفنية والتكتيكية للفريق الفرنسي. باريس سان جيرمان يملك عمقاً في التشكيلة، وسرعة وانضباطاً جماعياً، وقدرة على رفع المستوى عند الحاجة. لذلك، يُتوقَّع أن تكون المباراة في مصلحة الفريق الأوروبي، ما لم يصنع ميسي ورفاقه معجزة كروية جديدة.

لويس إنريكي (إ.ب.أ)

النتيجة المتوقعة: باريس سان جيرمان 4 - إنتر ميامي 1

قد تُشكِّل المباراة لحظةً مؤثرةً بالنسبة لميسي، الذي يعود لمواجهة الشعار الذي مثَّل أحد أكثر فصول مسيرته تعقيداً. لكن كرة القدم مليئة بالمفاجآت، وإن كان المنطق يرشِّح الفريق الفرنسي، فمشاعر اللاعبين حول ميسي قد تُشكِّل دافعاً إضافياً لتقديم مباراة استثنائية... حتى لو لم تكن النتيجة في النهاية لصالح فريق الأحلام الأميركي.


مقالات ذات صلة

«كأس فيناليسيما 2026» تجمع إسبانيا والأرجنتين على استاد لوسيل

رياضة عالمية ميسي ولامال وجهاً لوجه على استاد لوسيل في مارس المقبل (الشرق الأوسط)

«كأس فيناليسيما 2026» تجمع إسبانيا والأرجنتين على استاد لوسيل

أعلنت اللجنة المحلية المنظمة لأحداث كرة القدم أن استاد لوسيل الأيقوني سيستضيف كأس فيناليسيما 2026 في 27 مارس (آذار) 2026.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية تمثالٌ لنجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي (أ.ب)

الأرجنتين تفتح الطريق لمواجهة «فيناليسيما» أمام إسبانيا في الدوحة

من المنتظر أن يُعلَن رسمياً خلال الساعات المقبلة عن مواجهة «النهائي الكبير» (فيناليسيما) بين إسبانيا وبطلة العالم الأرجنتين.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة سعودية أسطورة يوفنتوس والمنتخب الإيطالي السابق كلاوديو ماركيزيو (رويترز)

ماركيزيو يفضّل رونالدو: تعلّموا من رحلة الصعود لا من الموهبة وحدها

حسم أسطورة يوفنتوس والمنتخب الإيطالي السابق، كلاوديو ماركيزيو، جدل المقارنة الأزلية بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي من زاوية مختلفة.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية ليونيل ميسي يلعب الكرة مع أطفال في نيودلهي (أ.ف.ب)

ميسي يختتم جولته الحافلة بالأحداث في الهند

تساقطت قصاصات الورق الملونة على ليونيل ميسي، بينما أنهى جولته السريعة التي شملت 4 مدن في الهند، بمشاركة قصيرة في استاد «أرون جايتلي» بنيودلهي.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي )
رياضة عالمية لم يكن يحيط بميسي سوى القادة والممثلين (رويترز)

فوضى ومقذوفات وتحطيم مقاعد بعد زيارة ميسي لكولكاتا

قالت وكالة «إيه إن آي» الهندية للأنباء إن جولة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في البلاد بدأت اليوم (السبت) بفوضى عارمة عندما خلع مشجعون مقاعد ممزقة.

«الشرق الأوسط» (كولكاتا)

أمم أفريقيا: الميدالية المفقودة في سجل النجم المتوج صلاح

صلاح من تدريبات المنتخب الأخيرة (المنتخب المصري - إكس)
صلاح من تدريبات المنتخب الأخيرة (المنتخب المصري - إكس)
TT

أمم أفريقيا: الميدالية المفقودة في سجل النجم المتوج صلاح

صلاح من تدريبات المنتخب الأخيرة (المنتخب المصري - إكس)
صلاح من تدريبات المنتخب الأخيرة (المنتخب المصري - إكس)

يُعد أيقونة كرة القدم المصرية محمد صلاح جامعاً متسلسلاً للميداليات، إذ ساهم في فوز فريقه ليفربول الإنجليزي لكرة القدم بالبطولات المحلية الثلاث، ودوري أبطال أوروبا، والكأس السوبر الأوروبية، إضافة إلى كأس العالم للأندية.

لكن هناك ميداليةً ثمينةً ما زالت غائبة عن مجموعته، وسيحصل على الفرصة الخامسة لنيلها في كأس الأمم الأفريقية 2025 بالمغرب، التي تنطلق الأحد حتى 18 يناير (كانون الثاني) المقبل.

اقترب صلاح من تحقيق اللقب مرتين، وفي مناسبتين أخريين شاهد منتخب بلاده، صاحب الرقم القياسي بسبعة ألقاب، يودع البطولة من الدور الأول. ففي نهائي 2017 أمام الكاميرون في الغابون، صنع صلاح الهدف الذي منح مصر التقدم، لكنَّ هدفاً متأخراً منح «الأسود غير المروضة» الفوز 2-1.

وكان المنتخب المصري المضيف مرشحاً للفوز بعد عامين، لكنه تعرض لخسارة مفاجئة في ثمن النهائي أمام جنوب أفريقيا في القاهرة.

وشق صلاح وزملاؤه طريقهم إلى نهائي نسخة 2022 في الكاميرون، لكن بعد 120 دقيقة بلا أهداف أمام السنغال، خسر «الفراعنة» بركلات الترجيح.

وفي ساحل العاج العام الماضي، سجل صلاح ركلة جزاء متأخرة أدرك بها التعادل في المباراة الافتتاحية أمام موزمبيق، قبل أن يتعرض إلى إصابة ضد غانا ويُستبعد من البطولة، عائداً إلى ليفربول للعلاج، فيما خسرت مصر مرة أخرى بركلات الترجيح، وهذه المرة أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية في ثمن النهائي.

بعد أربعة إخفاقات متتالية، يملك صلاح كل الأسباب ليتساءل إن كان سيوشح عنقه يوماً بميدالية بطل كأس الأمم الأفريقية. لكن التشاؤم ليس جزءاً من شخصية الهداف الأسطوري البالغ 33 عاماً، الذي يلقبه مشجعو ليفربول بـ«الملك المصري»، وقال مراراً للصحافيين: «أنا واثق أنني سأكون يوماً ضمن منتخب مصري يفوز بكأس الأمم الأفريقية».

لكن في حين كانت مصر في السابق المنتخب الذي يخشاه الجميع في البطولة، تواجه الآن منافسة متزايدة القوة، ولم تعد سوى واحدة من منتخبات مرشحة عدة في نسخة المغرب، حيث يُعد المنتخب المضيف الأوفر حظاً.

وتبدأ مصر مشوارها بمواجهة زمبابوي أولاً في المجموعة الثانية، الاثنين، ثم تنتظرها مباراتان أصعب أمام جنوب أفريقيا وأنغولا، بالتالي فهي مطالبة بكسب النقاط الثلاث لمباراة الاثنين كي تضمن على الأقل وبنسبة كبيرة مرورها إلى الدور الثاني كأحد أفضل أربعة منتخبات تنهي الدور الأول في المركز الثالث. وتميل كفة المواجهات المباشرة إلى الفراعنة الذين فازوا 8 مرات في 13 مباراة حتى الآن (4 تعادلات وخسارة واحدة) بينها مواجهتان حتى الآن في أمم أفريقيا في 2004 و2019 بنتيجتي 2-1 و1-0 توالياً.

وفي حال تأهل «الفراعنة» إلى الأدوار الإقصائية، سيتعين عليهم الفوز بأربع مباريات للتتويج باللقب لأول مرة منذ انتصارهم على غانا في نهائي نسخة 2010 بأنغولا. ويعتبر مدربها وهدافها السابق حسام حسن، المتوج باللقب ثلاث مرات أعوام 1986 و1998 و2006، أن صلاح ليس سوى واحد من بين العديد من خياراته الهجومية المثيرة. ومن بين هؤلاء عمر مرموش، جناح مانشستر سيتي الإنجليزي، ومصطفى محمد مهاجم نانت الفرنسي، إضافة إلى نجمَي الأهلي، بطل دوري أبطال أفريقيا 12 مرة، محمود حسن «تريزيغيه» وأحمد سيد «زيزو».

لكن ما قد يقلق حسن هو مستوى حارس مرمى الأهلي المخضرم محمد الشناوي الذي كان في وقت من الأوقات الأفضل بلا منازع في أفريقيا، لكنه أصبح عرضة للأخطاء.

ووصل صلاح إلى مدينة أغادير الساحلية، جنوب المغرب، حيث سيخوض المنتخب المصري مبارياته الثلاث في الدور الأول، بعد أسبوع من الجدل حول مستقبله مع ليفربول، غاضباً من جلوسه على مقاعد البدلاء في ثلاث مباريات متتالية.

قال صلاح بتأثر للصحافيين بعد التعادل مع ليدز يونايتد إنه «تمت التضحية بي»، ويعتقد أيضاً أن علاقته الجيدة سابقاً مع مدربه الهولندي أرني سلوت قد تدهورت، وأنه أصبح كبش فداء لسلسلة النتائج المخيبة لليفربول في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.

وسط تكهنات حول إمكانية رحيله عن «أنفيلد» خلال فترة الانتقالات الشتوية وانتقاله إلى الدوري السعودي المربح، شارك صلاح بديلاً في نهاية الأسبوع الماضي خلال الفوز على برايتون 2-0، وأكد سلوت بعد الفوز الذي كان في أمسّ الحاجة إليه أنه «لا توجد مشكلة بحاجة إلى حل» مع نجمه الهجومي الذي يخوض موسمه الأول في عقد جديد مدته عامان.

وساهم صلاح في الهدف الثاني لليفربول الذي سجله هوغو إيكيتيكيه، فتجاوز نجم مانشستر يونايتد السابق واين روني وأصبح اللاعب الأكثر مساهمة في الأهداف مع نادٍ واحدٍ في تاريخ الدوري الإنجليزي، بعدما وصل إلى 277 مساهمة.

ويعاني صلاح من قلة الأهداف مع «الريدز» هذا الموسم، ويأمل أن يساعده تغيير الأجواء من ليفربول إلى أغادير في استعادة شهيته التهديفية الحاسمة، وستكون الفرصة متاحة أمامه ضد زمبابوي التي دكَّ شباكها بثلاثية (هاتريك) عندما فازت مصر 4-2 في تصفيات مونديال 2014 في التاسع من يونيو (حزيران) 2013 في هراري.


الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتزم إطلاق دوري أمم القارة

الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتزم إطلاق دوري أمم القارة (رويترز)
الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتزم إطلاق دوري أمم القارة (رويترز)
TT

الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتزم إطلاق دوري أمم القارة

الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتزم إطلاق دوري أمم القارة (رويترز)
الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتزم إطلاق دوري أمم القارة (رويترز)

جدَّد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التزامه بتطوير كرة القدم على صعيد المنتخبات الوطنية في مختلف أنحاء القارة، من خلال خطط لإطلاق دوري أمم آسيا في الفترة المقبلة، وذلك ضمن جهوده المستمرة لتعزيز فرص التطوير للاتحادات الأعضاء، وإرساء إطار أكثر تنظيماً واستدامةً للمباريات الدولية.

وتماشياً مع الإصلاحات الناجحة الأخيرة التي شهدتها منظومة بطولات الأندية التابعة للاتحاد الآسيوي، يواصل الاتحاد السعي إلى مبادرات استراتيجية تدعم النمو المستدام، وتحقق التوازن التنافسي، وتوفّر مباريات ذات قيمة فنية حقيقية، إلى جانب تحسين وضوح واستقرار الروزنامة الخاصة بالمنتخبات الوطنية.

ولا يزال الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يركّز على توفير مسارات تطوير عالية الجودة ومتسقة للاتحادات الأعضاء، بما يتماشى مع رؤيته طويلة الأمد الرامية إلى الارتقاء بكرة القدم في آسيا. حيث إنّ الاستفادة الفعّالة من نوافذ المباريات الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم باتت تواجه تحديات متزايدة، نتيجة محدودية توفر المنافسين، وارتفاع التكاليف التشغيلية، وتعقيدات الجوانب اللوجستية، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تقليص القيمة الرياضية للمباريات الدولية.

وقد أبرزت هذه التحديات الحاجة إلى إطار منافسات أكثر تنظيماً وقابلية للتنبؤ والاستدامة على مستوى المنتخبات الوطنية. وبعد إجراء مراجعة داخلية شاملة وعملية تشاور موسعة، قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من حيث المبدأ إطلاق دوري أمم آسيوي. وتهدف البطولة المقترحة إلى ضمان إقامة مباريات دولية منتظمة وذات قيمة خلال نوافذ المباريات الدولية، وتعزيز التوازن التنافسي من خلال مواجهات قائمة على المستويات، وتحسين كفاءة التكاليف عبر تنسيق مركزي، إلى جانب توفير مسارات تقدم أوضح للمنتخبات الوطنية.

وفي تعليقه على هذه المبادرة، قال داتوك سري ويندسور جون أمين عام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: «يمثل دوري الأمم الآسيوي خطوةً مهمةً إلى الأمام ضمن التزامنا المستمر بدعم تطوير الاتحادات الأعضاء البالغ عددها 47 اتحاداً. ومن خلال تقديم منصة تنافسية منظمة خلال نوافذ المباريات الدولية، مع قدر أكبر من الاستقرار في الروزنامة وحوافز رياضية واضحة، نهدف إلى ضمان وصول منتظم إلى مباريات عالية الجودة، مع معالجة التحديات اللوجستية والمتعلقة بالتكاليف التي تواجهها المنتخبات الوطنية».

وأضاف: «إلى جانب الفوائد الرياضية، شهدنا أيضاً اهتماماً قوياً وطلباً متزايداً من شركائنا التجاريين على بطولة بنظام دوري الأمم، ما يعكس جاذبيتها لدى الجماهير ووسائل الإعلام وأصحاب المصلحة على حد سواء، وقدرتها على تقديم منتج كروي دولي أكثر تشويقاً وقابلية للتسويق».

وسوف يتم مناقشة المزيد من التفاصيل المتعلقة بنظام البطولة، والجدول الزمني، وآليات التطبيق، عبر اللجان المختصة في الاتحاد ومشاورات الأطراف المختلفة، على أن يتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.


كأس أمم أفريقيا: أنغولا تتحدى عقدة جنوب أفريقيا

باتريس بوميل يقود آمال أنغولا في أمم أفريقيا بالمغرب (رويترز)
باتريس بوميل يقود آمال أنغولا في أمم أفريقيا بالمغرب (رويترز)
TT

كأس أمم أفريقيا: أنغولا تتحدى عقدة جنوب أفريقيا

باتريس بوميل يقود آمال أنغولا في أمم أفريقيا بالمغرب (رويترز)
باتريس بوميل يقود آمال أنغولا في أمم أفريقيا بالمغرب (رويترز)

يواجه منتخب أنغولا عقدة تاريخية عندما يلاقي جنوب أفريقيا، غداً الاثنين، في انطلاقة مشوارهما بالمجموعة الثانية من النسخة 35 لكأس أمم أفريقيا المقامة في المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) إلى 18 يناير (كانون الثاني) 2026.

وتضم المجموعة الثانية أيضاً منتخبي مصر وزيمبابوي، اللذين يلتقيان أيضاً غدا الاثنين، في أكادير.

ستكون المباراة التي ستقام على ملعب «مراكش» هي المواجهة الخامسة بين جنوب أفريقيا وأنغولا في نهائيات كأس الأمم الأفريقية، وكان لمنتخب «الأولاد» اليد العليا بتحقيق فوزين مقابل تعادلين في المواجهات الأربع الماضية، بينما لم تحقق أنغولا أي فوز.

كان أول لقاء بين المنتخبين في نسخة 1996 في جوهانسبرغ، حيث فازت جنوب أفريقيا على ملعبها بهدف مارك ويليامز الوحيد في المباراة، والتقى الفريقان مجدداً عام 1998، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي في بوبو ديولاسو، بوركينا فاسو.

بعد عشر سنوات، تعادل المنتخبان 1 / 1 في نسخة غانا 2008، افتتح مانوتشو التسجيل لأنغولا في الدقيقة 29، قبل أن يعادل إليو فان هيردن النتيجة لجنوب أفريقيا في الدقيقة 87، بينما كانت آخر مواجهة بينهما في النسخة التي استضافتها جنوب أفريقيا أيضاً في عام 2013 وانتهت بفوزها بهدفين دون رد على الفهود الأنغولية.

وللمفارقة فإنه في المرات الأربع التي جمعت الفريقين في نفس المجموعة، تأهل فريق واحد فقط إلى الأدوار الإقصائية في كل مرة، وهو جنوب أفريقيا ثلاث مرات في أعوام 1996 و1998 و2013، مقابل تأهل وحيد لأنغولا في 2008.

وإجمالاً، ستكون مباراة الغد هي المواجهة العشرين بين المنتخبين، حيث حققت جنوب أفريقيا تسعة انتصارات، مقابل 4 انتصارات لأنغولا، بينما انتهت ست من آخر 19 مباراة بالتعادل، وكان آخر لقاء بينهما في 15 يونيو (حزيران) 2025 في نهائي كأس كوسافا، حيث فازت أنغولا بنتيجة 3 / صفر.

ويتسلح منتخب أنغولا لكسر عقدته التاريخية بسجله القوي في آخر ست مباريات له أمام جنوب أفريقيا، لم يعرف خلالها طعم الخسارة، بل فاز في ثلاث مباريات وتعادل في ثلاث، بينما كان آخر فوز لمنتخب «الأولاد» على أنغولا بنتيجة 1 / صفر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في مباراة الإياب من الدور الثاني لتصفيات كأس العالم 2018.

وإجمالاً لعب الفريقان سوياً 19 مباراة، فازت جنوب أفريقيا 9 مرات مقابل 4 انتصارات لأنغولا، وكان التعادل حاضراً في 6 مباريات، وسجلت جنوب أفريقيا 21 هدفاً مقابل 19 هدفاً لفهود أنغولا.

بخلاف التفوق التاريخي في كأس الأمم، فإن منتخب جنوب أفريقيا يتسلح أيضاً بإنجازاته وخبراته، حيث يستعد لمشاركته رقم 12 في المونديال القاري، وسبق أن توج باللقب في مشاركته الأولى عام 1996 وحل ثانياً في 1998 وحقق البرونزية مرتين في 2000 و2023، وخاض 51 مباراة حقق خلالها 18 فوزاً و17 تعادلاً مقابل 15 خسارة، وسجلوا 55 هدفاً مقابل 48 هدفاً في مرماهم.

لكن جنوب أفريقيا فازت في ثلاث مباريات فقط من أصل 11 مباراة افتتاحية في كأس ا لأمم الأفريقية في 1996، 2000، 2004، وتعادلت 4 مرات في المباريات الافتتاحية بنسخ 1998، 2002، 2008، 2013 وخسروا أربع مباريات في 2006، 2015، 2019، 2023، ولم تحقق الفوز في انطلاقة مشوارها بآخر ست مشاركات لهم في كأس الأمم الأفريقية، بل اكتفت بتعادلين مقابل أربع هزائم، ويعود آخر فوز لجنوب أفريقيا في ضربة البداية لنسخة 2004 عندما فازت 2 / صفر على بنين.

ويرتكز «الأولاد» على خبرة البلجيكي، هوغو بروس، المدير الفني للفريق الذي قادهم لتحقيق برونزية 2023 على حساب الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح، وثنائي صن داونز، رونوين ويليامز حارس المرمى الفائز بجائزتي أفضل لاعب داخل أفريقيا وأفضل حارس في 2024 وزميله لاعب الوسط تيبوهو موكوينا هداف مشوار التصفيات بتسجيله 3 أهداف.

في المقابل، يستعد منتخب أنغولا لمشاركته العاشرة في البطولة منذ ظهوره الأول في 1996 بجنوب أفريقيا، ويترقب أيضاً كسر عقدته في مشاركته الثالثة بشمال أفريقيا حيث خرج من الدور الأول في نسختي 2006 و2019 في مصر، بينما تأهل لدور الثمانية في النسخة الماضية 2023 بكوت ديفوار، في ثالث عبور له لدور المجموعات.

خاض المنتخب الأنغولي 31 مباراة في تاريخ مشاركاته بنهائيات كأس الأمم الأفريقية محققاً 7 انتصارات و13 تعادلاً مقابل 11 خسارة، وسجل 39 هدفاً مقابل 43 هدفاً في شباكه، ويتسلح «الفهود» بإنهاء سلسلة من تسع مباريات دون فوز في كأس الأمم بالفوز 3 / 2 على موريتانيا في النسخة الأخيرة، وكذلك عدم خسارته في أول أربع مباريات بالنسخة الماضية، والتي حقق خلالها أيضاً ثلاثة انتصارات متتالية للمرة الأولى في تاريخه بالمونديال الأفريقي، وسجل في أربع مباريات متتالية قبل خسارته أمام نيجيريا في دور الثمانية. ويقود آمال أنغولا في أمم أفريقيا بالمغرب، المدرب الفرنسي باتريس بوميل الذي كان مديراً فنياً لكوت ديفوار في نسخة 2021 بالكاميرون، والذي يسعى بدوره لتعزيز البداية الجيدة للفهود بتجنب الخسارة في آخر 6 مباريات افتتاحية بكأس الأمم.