أندية «البريميرليغ» تبحث عن التوازن في سوق الانتقالات

مانشستر يونايتد أزمة تهديفية غير مسبوقة تدفع «الشياطين» للبحث مجدداً عن رأس حربة حقيقي (أ.ف.ب)
مانشستر يونايتد أزمة تهديفية غير مسبوقة تدفع «الشياطين» للبحث مجدداً عن رأس حربة حقيقي (أ.ف.ب)
TT

أندية «البريميرليغ» تبحث عن التوازن في سوق الانتقالات

مانشستر يونايتد أزمة تهديفية غير مسبوقة تدفع «الشياطين» للبحث مجدداً عن رأس حربة حقيقي (أ.ف.ب)
مانشستر يونايتد أزمة تهديفية غير مسبوقة تدفع «الشياطين» للبحث مجدداً عن رأس حربة حقيقي (أ.ف.ب)

رغم أن سوق الانتقالات الصيفية في الدوري الإنجليزي الممتاز لا تزال في بدايتها، فإن معالم الاحتياجات الكبرى بدأت تتضح باكراً في أروقة الأندية؛ حيث تسعى كل إدارة لتحديد أولوياتها بدقة وسط ضغط جماهيري وإعلامي متزايد، وتنافس لا يحتمل الأخطاء في موسم يُتوقع أن يكون استثنائياً على جميع المستويات، وفقاً لشبكة «The Athletic».

في شمال لندن، لا يختلف اثنان على أن آرسنال بقيادة ميكيل أرتيتا بحاجة ماسّة إلى مهاجم صريح يُنهي حالة الإهدار الهجومي التي كلّفت الفريق اللقب في المواسم الثلاثة الأخيرة، التي انتهت جميعها في المركز الثاني. بنجامين سيسكو وفيكتور غيوكيريش يبرزان مرشحَيْن لقيادة هجوم «المدفعجية»، في خطوة قد تمثل الفارق نحو لقب طال انتظاره منذ موسم 2003 - 2004.

أما تشيلسي، فيجد نفسه أمام مأزق تكتيكي فرضه رحيل جادون سانشو وغياب ميخايلو مودريك المحتمل بسبب العقوبات. النادي اللندني يحتاج إلى جناح أيسر بقدم يمنى، في ظل محدودية الخيارات وغياب اللاعب القادر على إحداث الفارق الفردي على الأطراف. التحرك نحو جيمي غيتينس مؤشر واضح على سعي الإدارة لسد هذه الفجوة قبل فوات الأوان.

في المقابل، يحاول ليفربول معالجة إشكالية هجومية عنوانها العجز عن الحسم. داروين نونيز، رغم الفرص التي نالها، لم ينجح في إثبات أحقيته بقيادة الخط الأمامي، بينما لم يسعف الحظ ديوغو جوتا في تجاوز الإصابات المتكررة. ويبدو أن التعاقد مع مهاجم صريح سيكون ضرورة ملحّة، رغم أن وصول فورتز المنتظر سيُعزّز الأداء الهجومي في منطقة صناعة اللعب، وليس في عمق الهجوم.

مانشستر سيتي صيانة دفاعية ذكية وقلق من غياب اللمسة الأخيرة على الأطراف (رويترز)

وفي مانشستر، يبدو سيتي رغم استقراره النسبي بحاجة لتدعيم الجهة اليمنى من الدفاع مع اقتراب كايل ووكر من الرحيل. ماتيوس نونيز وريكو لويس قدماً حلولاً مؤقتة، لكن لا يُنظر إليهما كخيارين طويلَي الأمد، ما يدفع الإدارة للتفكير بضم لاعب مثل تينو ليفرامنتو، رغم صعوبة الصفقة. كذلك، فإن غياب جناح فعال بلمسة نهائية واضحة، على غرار ما يقدّمه فيل فودين أو مارموس، يبقي الجانب الهجومي بحاجة للترميم.

مانشستر يونايتد، من جهته، يواجه أزمة تهديفية حقيقية بعدما سجّل فقط 44 هدفاً في الدوري الماضي، وهو أدنى رقم في تاريخه بالمسابقة. راسموس هويولند وجوشوا زيركزي أضافا 7 أهداف فقط، رغم كلفتهما المرتفعة؛ ما يُجبر الإدارة على البحث مجدداً عن مهاجم صريح، مع بروز أسماء مثل هوغو إيكيتيكي وفيكتور غيوكيريش على طاولة التفاوض.

توتنهام هو الآخر يقف أمام مهمة عاجلة في وسط الميدان الدفاعي؛ حيث فشل الثنائي بيسوما وبنتانكور في تقديم الإضافة المرجوة، وسط شكوك حول قدرتهما على الاستمرار. المدرب الجديد توماس فرانك سيجد نفسه مطالباً باتخاذ قرار سريع بشأن هذا المركز المحوري، خصوصاً أن الفريق مقبل على موسم أوروبي تنافسي.

وبينما يتحرك أستون فيلا لترميم تشكيلته، يبدو أن الجبهة الهجومية، تحديداً في مركز الجناح، ستكون محط تركيز بعد اقتراب ليون بايلي من الرحيل وافتقار الفريق للاعبين يؤدّون على الأطراف بشكل طبيعي في منظومة أوناي إيمري، الذي يعتمد غالباً على لاعبين يميلون للعمق.

برينتفورد بدوره يُحضّر لرحيل نجمه الكاميروني بريان مبيومو، ما يُحتم عليه البحث عن مهاجم متعدد الوظائف، خصوصاً في ظل محدودية الخيارات وغياب الضمانات البديلة، بينما تتزايد الآمال على الشاب غستافو نونيس، رغم أن الاعتماد عليه بشكل فوري قد يكون مجازفة.

مانشستر يونايتد أزمة تهديفية غير مسبوقة تدفع «الشياطين» للبحث مجدداً عن رأس حربة حقيقي (أ.ف.ب)

في الشمال الشرقي، لا تزال إدارة نيوكاسل تبحث عن التعاقد الكبير المنتظر بعد ثلاث نوافذ صامتة. الحاجة لجناح هجومي أيمن لتعويض ألميرون واضحة، وسط اهتمام بضم مبيومو أو سيمينيو، غير أن الشكوك حول مستقبل كالوم ويلسون تدفع للتفكير بمهاجم يمكنه اللعب على الأطراف وفي العمق، مثل جواو بيدرو.

فولهام يواجه أزمة في خط الوسط، مع رحيل جواو بالينيا المحتمل، واهتزاز مستقبل توم كايرني وأندرياس بيريرا. ورغم تألق بيرغه ولوكيتش، فإن الفريق بحاجة لصانع ألعاب مبدع يعيد التوازن ويمنح المدرب ماركو سيلفا خيارات إضافية أمام التكتلات الدفاعية.

إيفرتون يخوض واحدة من أكثر نوافذ الانتقالات تعقيداً، بعد انتهاء عقود عدد من لاعبيه، ما يستدعي إعادة بناء شاملة. لكن المركز الأكثر إلحاحاً هو الجناح الأيمن، لا سيما بعد عودة المعارين هاريسون وليندستروم لأنديتهم، وعدم ملاءمة نداي وماكنيل لهذا الدور.

أما كريستال بالاس، فيتجه لتعزيز خط الدفاع، تحديداً قلب الدفاع، في حال مغادرة مارك غيهي، مع التفكير بتدعيم مركزي الظهيرين لتوفير عمق خلف تيريك ميتشل ودانييل مونيوز.

ليفربول يطاردون مهاجمًا يعيد الهيبة التهديفية (رويترز)

في ليدز يونايتد، يرى المراقبون أن المركز الأكثر حساسية هو حراسة المرمى، بعد تراجع مستوى إيلان ميسلييه، الذي استبعد قبل نهاية الموسم، مع غياب الثقة بالحارس البديل كارل دارلو.

نوتنغهام فورست، من جانبه، يستعد للمشاركة الأوروبية، ويبحث عن تنويع خياراته الهجومية، خصوصاً بعد موسم متواضع من تايوو أونيي. التعاقد مع إيغور جيسوس من بوتافوغو لا يبدو كافياً، لذا يبقى مهاجم، مثل يوان ويسا هدفاً مطروحاً.

أما وولفرهامبتون، وبعد بيع كونهيا، فقد بدأ بمحاولة تعويضه عبر التعاقد مع فير لوبيز، لكن اللاعب الشاب لا يُعد بديلاً مباشراً. الفريق بحاجة للاعبين في مركز صانع اللعب المزدوج الذي يعتمد عليه المدرب فيتور بيريرا.

في بورنموث، جاء رحيل دين هويسن إلى ريال مدريد ليكشف هشاشة خط الدفاع، خصوصاً مع اقتراب زميله زابارني من الرحيل هو الآخر. البدائل محدودة، والفريق مضطر للتحرك سريعاً لتفادي أزمة دفاعية.

تشيلسي جناح أعسر بقدم يمنى مهمة ضرورية لترميم الأطراف الهجومية (أ.ب)

برنلي الصاعد حديثاً يواجه تحدياً مضاعفاً؛ إذ إن خط هجومه لم يكن غزير الأهداف حتى في دوري الدرجة الأولى. إضافة إلى ذلك، فإن احتمالية رحيل الحارس جيمس ترافورد تستوجب التعاقد مع بديل من الطراز الرفيع.

ساندرلاند، الوافد الجديد إلى دوري الأضواء، بحاجة إلى تعزيزات في مختلف الخطوط، مع ضرورة قصوى في خط الدفاع الذي يفتقر لأي خبرة على مستوى الدوري الممتاز، وكذلك في خط الوسط بعد رحيل جوب بيلينغهام.

وفي وست هام، يبقى البحث عن مهاجم ضرورة سنوية. الفريق الذي يوشك على توديع ميكائيل أنطونيو لم ينجح في استعارة بديل مؤثر، ولا يزال يعيش دوامة البحث عن رأس حربة يعيد إليه التوازن الهجومي.

كل هذه المعطيات ترسم مشهداً صيفياً مزدحماً بالأسئلة والتحديات في «البريميرليغ». وبين من يسعى للثبات ومن يطارد المجد، ستلعب صفقات هذا الصيف دوراً محورياً في تحديد شكل المنافسة لموسم 2025 - 2026، الذي يبدو أنه لن يرحم الفرق التي تخطئ في حساباتها.


مقالات ذات صلة

ليفربول يرفض عرض بايرن لضم دياز… واللاعب يريد الرحيل

رياضة عالمية لويس دياز جناح فريق ليفربول (أ.ف.ب)

ليفربول يرفض عرض بايرن لضم دياز… واللاعب يريد الرحيل

قدّم نادي بايرن ميونيخ عرضاً رسمياً للتعاقد مع الجناح الكولومبي لويس دياز، لاعب ليفربول.

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية أميرة ويلز تسلّم الأميركية أماندا أنيسيموفا كأس المركز الثاني عقب خسارتها نهائي فردي السيدات أمام إيغا شفيونتيك في ويمبلدون (رويترز)

أماندا أنيسيموفا... دروس في الشجاعة من قلب الهزيمة

في يوم السبت في بطولة ويمبلدون، استغرقت أماندا أنيسيموفا 57 دقيقة لتخسر نهائي فردي السيدات بنتيجة قاسية (6-0، 6-0) أمام إيغا شفيونتيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية نادي أستون فيلا يقترب من بيع لاعب الوسط الأرجنتيني إنزو بارينيشيا إلى بنفيكا (وسائل إعلام بريطانية)

أستون فيلا يقترب من بيع إنزو بارينيشيا إلى بنفيكا مقابل 15 مليون يورو

يقترب نادي أستون فيلا من بيع لاعب الوسط الأرجنتيني إنزو بارينيشيا إلى بنفيكا في صفقة تبلغ قيمتها 15 مليون يورو.

The Athletic (برمنغهام)
رياضة عالمية الريال عقب الخسارة أمام باريس في كأس العالم للأندية (أ.ب)

هل غيّرت نتائج ريال مدريد في كأس العالم للأندية ترشيحات فوزه بـ«لا ليغا»؟

شهدت المواسم الأربعة الأخيرة من كرة القدم الإسبانية عودة إلى الصراع الثنائي التقليدي بعد فوز أتلتيكو مدريد المفاجئ بلقب «الليغا» عام 2021

The Athletic (مدريد)
رياضة عالمية هادي حبيب (أ.ف.ب)

دورة لوس كابوس: خروج اللبناني حبيب من الدور الأول

خرج اللبناني هادي حبيب من الدور الأول لدورة لوس كابوس المكسيكية في كرة المضرب (250 نقطة) بخسارته أمام الأميركي ألكسندر كوفاسيفيتش، 1-6 و6-3 و6-3.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو)

ترمب يحتفظ بكأس العالم للأندية في البيت الأبيض

ترمب أكد أن كأس العالم للأندية ستبقى معروضة في البيت الأبيض (د.ب.أ)
ترمب أكد أن كأس العالم للأندية ستبقى معروضة في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

ترمب يحتفظ بكأس العالم للأندية في البيت الأبيض

ترمب أكد أن كأس العالم للأندية ستبقى معروضة في البيت الأبيض (د.ب.أ)
ترمب أكد أن كأس العالم للأندية ستبقى معروضة في البيت الأبيض (د.ب.أ)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن كأس العالم للأندية ستبقى معروضة بشكل دائم في المكتب البيضاوي حتى بعد انتهاء البطولة، كاشفاً عن أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قام بصناعة نسخة إضافية من الكأس تم تسليمها لنادي تشيلسي بعد فوزه باللقب في النهائي، الذي أُقيم الأحد.

تمركز ترمب في الواجهة مع لاعبي تشيلسي أثار الكثير من الجدل (أ.ف.ب)

ترمب الذي حضر المباراة النهائية إلى جانب عدد كبير من أعضاء إدارته ورئيس الـ«فيفا»، جياني إنفانتينو، شارك في تسليم الكأس لقائد تشيلسي ريس جيمس، وسط مشهد أثار الكثير من الجدل بسبب تمركز ترمب في الواجهة، رغم وضوح ارتباك لاعبي تشيلسي ومحاولات إنفانتينو تهدئة الموقف.

وقد أصبحت هذه الواقعة أحدث حلقة في سلسلة تداخلات مثيرة للجدل بين الرئيس الأميركي والـ«فيفا»، التي بدأت بشكل علني مع بداية ولايته الرئاسية الثانية؛ حيث سبق لإنفانتينو أن كشف عن الكأس لأول مرة خلال احتفال داخل المكتب البيضاوي في شهر مارس (آذار)، وظلت الكأس حاضرة هناك منذ ذلك الحين في كل المناسبات الرسمية.

ووفق ما أوردته صحيفة «الغارديان» البريطانية، صرّح ترمب في مقابلة مع القناة الرسمية الناقلة للبطولة «دازن» قائلاً: «سألتهم متى تتسلمون الكأس؟ فقالوا لي: نحن لن نتسلمها، يمكنك الاحتفاظ به للأبد في المكتب البيضاوي، لأننا نصنع نسخة جديدة». وأضاف ترمب: «لقد صنعوا نسخة أخرى بالفعل، وهذا أمر مثير للغاية، والكأس لا تزال هنا في المكتب البيضاوي».

ورغم ذلك، لم يوضح الـ«فيفا» حتى الآن ما إذا كان هناك أي اختلافات بين الكأسين، في الوقت الذي طلب فيه العديد من الصحافيين توضيحات رسمية من الاتحاد الدولي.

وفي الحوار نفسه، أشار ترمب إلى إمكانية إصدار مرسوم رئاسي يفرض استخدام مصطلح «فوتبول» بدلاً من «سوكر» داخل الولايات المتحدة، مشيداً بوضعية بلاده بقوله إن زعماء دول أخرى وصفوا الولايات المتحدة بـ«أكثر الدول إثارة في العالم» في إشارة إلى الديناميكية الاقتصادية والمكانة السياسية المتقدمة.

وتابع ترمب حديثه قائلاً: «الأمر يتعلق بالوحدة، بأن تتقارب الدول والشعوب، وتنتشر المحبة بين مختلف البلدان. أعتقد أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر عالمية، ولديها القدرة على توحيد العالم بطريقة لا تستطيع أي رياضة أخرى القيام بها».

غير أن الصحيفة البريطانية لفتت إلى أن الاستعدادات لمونديال 2026 المقرر إقامته في الولايات المتحدة تواجه عدة تحديات مرتبطة بإدارة ترمب الثانية، من بينها القيود المفروضة على التأشيرات التي قد تمنع جماهير بعض الدول من السفر لحضور المباريات، بالإضافة إلى تهديدات بشن حملات تفتيش من سلطات الهجرة خلال المباريات، وإجراءات معقدة قد تؤثر على أجواء البطولة، رغم أن هناك استثناءات تُمنح للاعبين والكوادر الفنية.