شهدت مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد في بطولة كأس العالم للأندية، التي أُقيمت في ملعب روز بول بمدينة باسادينا في ولاية كاليفورنيا، حالة من الاستياء الكبير بين الجماهير، بسبب سوء التنظيم وغياب أبسط الخدمات الأساسية، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة، وتحديداً عند انطلاق المباراة ظهراً في طقس تجاوزت حرارته 31 درجة مئوية.
وبحسب «الغارديان» البريطانية، فإن عدداً من المشجعين اضطروا إلى التخلص من عبوات المياه الخاصة بهم قبل دخول الملعب، وواجهوا صعوبة شديدة في العثور على مصادر للمياه، ما اضطرهم للانتظار في طوابير استمرت نحو 45 دقيقة أمام نقاط البيع.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الجماهير عانت من الإرهاق داخل الملعب، بينما لجأ آخرون إلى محطات تبريد بسيطة كانت مكتظة طوال الوقت، وسط غياب شبه تام لمحطات مياه إضافية. وذكر أحد المشجعين، جون سيلمنز، أن ملعب روز بول لم يطبق سياسته المعتادة بالسماح بإدخال عبوات مياه مغلقة، ما زاد من حدة الأزمة، رغم أن الموقع الرسمي للملعب يجيز عادة دخول زجاجات مياه بلاستيكية غير مفتوحة أو زجاجات قابلة لإعادة الاستخدام بشرط أن تكون فارغة.
ووفقاً للصحيفة، فإن قواعد بطولة كأس العالم للأندية، التي تم وضعها من قبل «الفيفا»، كانت واضحة في حظر جميع أنواع الزجاجات باستثناء تلك الطبية أو الخاصة بالأطفال، والسماح فقط بزجاجات بلاستيكية شفافة قابلة لإعادة الاستخدام لا تتجاوز سعتها الليتر الواحد.
وذكرت أن الملعب، الذي بُني عام 1922، لطالما عُرف بازدحامه الشديد، إلا أن المشهد هذه المرة كان أكثر صعوبة بسبب توقيت المباراة الحرج، وانعدام الظلال في المدرجات، إلى جانب أن معظم الممرات المحيطة مغطاة بالإسفلت الأسود الذي يزيد من شدة الحرارة.
وأوضح سيلمنز أن الاستاد الذي سبق له التعامل مع حضور جماهيري تجاوز 90.000 مشجع، فشل بشكل لافت في إدارة الحشود هذه المرة رغم أن الحضور لم يتعدَّ 81.000، مضيفاً أن التجربة كانت سيئة بما يكفي لتثبيط رغبته في حضور مباريات كأس العالم المقبلة.
كما نقلت الصحيفة عن مشجعين آخرين تعليقات غاضبة على وسائل التواصل، حيث وصفت إحدى المشجعات حضورها المباراة بأنه «أسوأ قرار في حياتها»، بينما قالت أخرى: «درجة الحرارة كانت عالية جداً، والحضور يقترب من 90.000، لكن لا مياه، لا تنظيم، وطوابير طويلة بشكل كارثي، حتى أن فرق الإسعاف عجزت عن المرور لنقل المصابين بضربات الشمس. غادرنا في الشوط الأول لشعورنا بالخطر».
ولم تصدر أي تصريحات رسمية عن الفيفا أو إدارة ملعب روز بول حتى لحظة كتابة التقرير، رغم توجه الصحيفة بطلبات تعليق. وأفادت مصادر مقربة من المنظمين للصحيفة بأن الاتحاد الدولي يراقب الوضع بشكل يومي، وقد يضطر لاتخاذ إجراءات فورية لحماية الجماهير في حال استمرار هذه الظروف.