مَن أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لم يسبق له أن شارك في دوري أبطال أوروبا؟
وفق شبكة «The Athletic»، يصعب العثور على اسم أكثر استحقاقاً من مويسيس كايسيدو، غير أن هذه الحقيقة قد لا تبقى طيّ الكتمان طويلاً، فمع عودة تشيلسي إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، يبدو أن لاعب الوسط الإكوادوري، الهادئ خارج الملعب والشرس داخله، سيكون أحد أبرز أسباب هذا الإنجاز.
كايسيدو هو اللاعب الوحيد في تشكيلة إنزو ماريسكا الشابة الذي شارك أساسياً في جميع مباريات تشيلسي الـ38 في الدوري الإنجليزي خلال موسم 2024-2025. آخر مَن حقق هذا الإنجاز في صفوف «البلوز» كان سيزار أزبيليكويتا موسم 2018-2019، وأما آخر لاعب وسط فكان فرانك لامبارد في موسم 2004-2005. أن ينضم كايسيدو إلى هذه النخبة، فهذا دليل على تحمّله البدني، وأيضاً على أهميته الجوهرية في الفريق.
لقد كان نقطة الارتكاز الثابتة في وسط ميدان ماريسكا، الذي سمح بمرونة تكتيكية واسعة؛ حيث تجوّل الظهير العكسي خلفه بحرية، وتمكّن كول بالمر وإنزو فرنانديز من التركيز على الثلث الهجومي بثقة، دون القلق من كشف الخط الخلفي. في أوقات كثيرة، بدا كايسيدو كأنه الصمغ الذي يربط الفريق كله ببعضه، حتى عندما لعب دور الظهير الأيمن الذي يندمج إلى الوسط بجوار روميو لافيا.
«اللعب إلى جانب كايسيدو حلمٌ فعلاً»، قال كول بالمر في تصريح لشبكة «سكاي سبورتس» عقب فوز تشيلسي 3-1 على ليفربول هذا الشهر. وأضاف: «منذ بداية الموسم وحتى الآن، كان أفضل لاعب لدينا. إنه آلة لا تكلّ، يستعيد الكرة باستمرار، يمنح 100 في المائة من جهده كل يوم، متواضع، لطيف مع الجميع، والجميع يحبه».
كان كول بالمر مرشحاً قوياً للاحتفاظ بجائزة لاعب الموسم، لو حافظ على مستواه الاستثنائي الذي قدّمه مطلع عام 2024 خلال النصف الثاني من الموسم. وكذلك، قدّم إنزو فرنانديز لحظات لامعة تحت قيادة ماريسكا، في حين عزّز مارك كوكوريلا مكانته في قلوب الجماهير بأهدافه الحاسمة من الجهة اليسرى. أما ليفي كولويل، فكان من ركائز الدفاع، وسجّل الهدف الأهم في الموسم أمام نوتنغهام فورست، ليؤمّن لتشيلسي المركز الرابع.
ومع ذلك، فإن ما قدّمه كايسيدو كان كافياً لإغلاق باب النقاش تماماً. لا قبل التصويت ولا بعده، بعدما حصد الجوائز الفردية كافة لفريق الرجال الأول في حفل جوائز النادي هذا الشهر.
نادراً ما ينال لاعبو الوسط المدافعون التقدير الذي يستحقونه، ولكن ليس في تشيلسي. هنا، كان كلود ماكيليلي أيقونة، ونيمانيا ماتيتش نال احترام الجميع كونه بطلاً للدوري مرتين، وأنغولو كانتي أذهل الجماهير بقدراته الاستثنائية في قطع الكرات.
كايسيدو، وما زالت سنواته الذهبية أمامه، أثبت جدارته بالسير في هذا الإرث. صحيح أن اندفاعه يؤدي أحياناً إلى تدخلات مبالغ فيها، وقد يتحصل على بطاقات صفراء بانتظام، لكنها ضريبة مقبولة في سبيل استكشاف حدود موهبته التدميرية.
الخصوم باتوا يكنّون له الاحترام، ويحسبون له حساباً، والدليل الأبرز هو التحسن الملحوظ في دفاع تشيلسي هذا الموسم، الذي يعود الفضل فيه بدرجة كبيرة إلى كايسيدو.
«مويسيس يقطع كل الهجمات، ويجعل الأمور تبدو سهلة»، هكذا قال كولويل لقناة «تشيلسي» على يوتيوب عقب الفوز 1-0 على توتنهام الشهر الماضي. وأضاف: «لو كان لديّ ميكروفون أثناء اللعب، لكان كل ما ستسمعه هو: (واو، مويسيس!)، لأنه فعلاً يمنحنا، نحن المدافعين، راحة كبيرة بتدخّلاته، فهو يوقف كل شيء قبل أن يصل إلينا».
عدوانية كايسيدو المنتظمة تعدّ عنصراً حاسماً في فريق تشيلسي الشاب، المتهم أحياناً بأنه يفتقر للصلابة البدنية. سواء في الأيام الجيدة أو السيئة، هو مَن يفرض الإيقاع دون كرة، ويوجه التمريرات بثقة وأناقة عندما يمتلكها.
ماريسكا صرّح علناً بأنه يعدّه أفضل لاعب وسط دفاعي في العالم، وأي تشكيلة مثالية لموسم 2024-2025 تخلو من اسم كايسيدو، ستكون موضع تساؤل في «ستامفورد بريدج».
السؤال الآن مع اقتراب الموسم الجديد: هل كايسيدو جاهز لدوري أبطال أوروبا أم أن دوري الأبطال هو الذي يجب أن يكون جاهزاً لمواجهة كايسيدو؟
