محمد صلاح أحد عظماء «البريميرليغ»... ماذا يحمل له المستقبل؟

محمد صلاح يستعد لتاريخ جديد مع ليفربول (أ.ف.ب)
محمد صلاح يستعد لتاريخ جديد مع ليفربول (أ.ف.ب)
TT

محمد صلاح أحد عظماء «البريميرليغ»... ماذا يحمل له المستقبل؟

محمد صلاح يستعد لتاريخ جديد مع ليفربول (أ.ف.ب)
محمد صلاح يستعد لتاريخ جديد مع ليفربول (أ.ف.ب)

محمد صلاح رمز عالمي، يتوق إلى كتابة التاريخ من جديد.

بعد أن أنهى التكهنات حول مستقبله بتوقيع عقد جديد لمدة عامَيْن مع ليفربول، سيسعى الدولي المصري إلى ترسيخ إرثه في «أنفيلد» وخارجه.

وحسب شبكة «The Athletic»، يحتل صلاح حالياً المركز الخامس في قائمة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز على مر العصور، بالتساوي مع مهاجم مانشستر سيتي السابق سيرجيو أغويرو، برصيد 184 هدفاً.

سيجعل صلاح هدفه القادم في الدوري اللاعب الأجنبي الأكثر تهديفاً في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. على مدار هذا الموسم، تجاوز بالفعل الرباعي الشهير جيرمين ديفو، وروبي فاولر، وتييري هنري، وفرانك لامبارد في الترتيب العام.

لن يتوقف صلاح عند هذا الحد. فمع بقاء سبع مباريات على نهاية الموسم، يقترب ليفربول من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، يتخلف صلاح بثلاثة أهداف فقط عن مهاجم مانشستر يونايتد السابق أندي كول (187 هدفاً) في المركز الرابع. يُثير العقد الجديد احتمالية سعيه وراء المزيد من الأسماء الكبيرة في الموسم المقبل، إذ يتخلّف بفارق 24 هدفاً فقط عن واين روني (208)، و29 هدفاً عن هاري كين (213). وبالنظر إلى المعايير التي وضعها صلاح، فليس من المستبعد أن يتعرّض رقم آلان شيرر القياسي البالغ 260 هدفاً للخطر قبل انتهاء عقده الأخير في صيف 2027.

ليس سيئاً بالنسبة إلى مهاجم جناح، يقضي وقتاً طويلاً على الجهة اليمنى بدلاً من الوجود في منطقة الجزاء. لقد كان أداء صلاح وثباته مذهلين.

مع 27 هدفاً في الدوري في 31 مباراة هذا الموسم، أصبح على وشك الفوز بجائزة الحذاء الذهبي الرابعة له في الدوري الإنجليزي الممتاز (فاز بها منفرداً في موسم 2017-2018 قبل أن يتقاسمها في موسمي 2018-2019 و2021-2022). وهو أيضاً المرشح الأبرز للفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وجائزة أفضل لاعب في العام من رابطة اللاعبين المحترفين للمرة الثالثة (بعد فوزه بهما في موسمي 2017-2018 و2021-2022).

على مر السنين، تطوّر أداؤه وأصبح أقل اعتماداً على السرعة الفائقة. إنه أكثر بكثير من مجرد مهاجم لا يرحم، ويتجلى ذلك في تمريراته الحاسمة الـ17 في الدوري التي أسهم بها في سعي ليفربول نحو اللقب. قد لا يتمكن من تحطيم الرقم القياسي لإيرلينغ هالاند (36 هدفاً) في موسم 2022-2023، لكن تحطيم الرقم القياسي للتمريرات الحاسمة البالغ 20، الذي يحمله مناصفة مع كيفين دي بروين (2019-2020) وتييري هنري (2002-2003)، هو الأقرب للواقع.

عادل صلاح بالفعل الرقم القياسي لأكثر اللاعبين إسهاماً في الأهداف خلال موسم من 38 مباراة (44) الذي سجله هنري في موسم 2002-2003، وعادله هالاند في موسم 2022-2023، وقد يتجاوز الرقم القياسي الذي سجله كل من شيرر وكول (47) على مدار 42 مباراة في التسعينيات، مما يجعل هذا الموسم الأفضل للاعب فردي في عصر الدوري الإنجليزي الممتاز.

إنها قصة مثيرة للاهتمام، نظراً إلى أن هذا اللاعب عُدّ ضعيفاً جداً في كرة القدم الإنجليزية بعد فترة غير سعيدة في تشيلسي تحت قيادة جوزيه مورينيو.

فترات أكثر إنتاجية في إيطاليا، أولاً على سبيل الإعارة إلى فيورنتينا في النصف الثاني من موسم 2014-2015 ثم إلى روما بعد إعارة ناجحة لمدة موسم، أقنعت ليفربول بالموافقة على صفقة بقيمة 43 مليون جنيه إسترليني للتعاقد معه في صيف عام 2017. أولئك الذين شككوا في حكمة هذا الاستثمار يبدون الآن أغبياء مثل أولئك الذين رفضوه بصفته «معجزة موسم واحد»، بعد أن سجل 44 هدفاً في جميع المسابقات في موسم 2017-2018.

يتردّد صدى إنجازاته على مدار المواسم الثمانية الماضية في ليفربول على نطاق واسع، بسبب ما يمثّله صلاح ومن أين جاء.

منذ عام 2021، أصبح اللاعب الأفريقي الأكثر تهديفاً في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا يزال قبضته على هذا الرقم تزداد قوة. يحتل زميله السابق في ليفربول، ساديو ماني، المركز الثاني بفارق كبير برصيد 111 هدفاً، في حين يحتل مهاجم تشيلسي السابق، ديدييه دروغبا، المركز الثالث برصيد 104 أهداف.

يُعد صلاح من أبرز اللاعبين، ليس فقط في وطنه، بل في جميع أنحاء العالم العربي، ويُعد تأثيره في أنفيلد مصدر فخر كبيراً. لقد ألهم الملايين للسعي وراء أحلامهم. تُشكّل عقيدته الإسلامية حياته، وقد أشاد به رجال الدين لكونه قدوة إيجابية، وأسهم في تغيير تصورات البعض عن المجتمع الإسلامي. يتحدث عن التسامح والتفاهم.

في الميرسيسايد، شقّ الرجل الذي تُغنّى له جماهير ليفربول بلقب «الملك المصري» طريقه بشكل متزايد في الحديث عن أعظم اللاعبين الذين مثّلوا ليفربول على الإطلاق.

بإحرازه 243 هدفاً في 394 مباراة في جميع المسابقات، تخطى مؤخراً جوردون هودجسون، ليحتل المركز الثالث في قائمة هدافي النادي على مر العصور.

لا يتفوّق عليه في هذا التصنيف سوى روجر هانت (285)، الفائز بكأس العالم مع إنجلترا عام 1966، ومهاجم ويلز السابق إيان راش (346). لم يسجل هانت ولا راش أهدافهما بمعدل صلاح نفسه.

إنه اللاعب الوحيد في تاريخ ليفربول الذي سجّل 20 هدفاً أو أكثر في جميع المسابقات في ثمانية مواسم متتالية. في خمسة من هذه المواسم الثمانية، سجل 30 هدفاً أو أكثر. كان أسوأ موسم له مع النادي في موسم 2019-2020 عندما سجل 23 هدفاً فقط في جميع المسابقات.

إن قياس العظمة أمر نسبي. تجب مراعاة طول العمر والمجد. من الصعب مقارنة تلك الأهداف من فرق مختلفة.

أجيال مُتعاقبة

يُسيطر السير كيني دالغليش وستيفن جيرارد على الجدل المُستمر حول أفضل لاعب في تاريخ ليفربول. لكن اسم صلاح يُضاهيهما في نخبة أساطير «أنفيلد». لقد استحق هذه المكانة الرفيعة.

بفضل إسهاماته على مدار هذا الموسم، أصبح تجديد عقده لمدة عامَيْن بشروط مُماثلة أمراً بديهياً مع اقترابه من عيد ميلاده الثالث والثلاثين في يونيو (حزيران). لم تكن محاولة استبداله هذا الصيف مُكلفة فحسب، بل كانت شبه مُستحيلة بالنظر إلى عطائه.

كان بإمكان صلاح أن يُودع في مايو (أيار) ويغادر إلى الدوري الفرنسي أو السعودي، لكن بالنظر إلى ميزته التنافسية، فليس من المُستغرب أنه اختار عدم الابتعاد عن الساحة الكبيرة. إنه يُريد المُنافسة على أكبر الألقاب، وهو مُتحمس لمستقبل النادي تحت قيادة آرني سلوت. يُقدّر الإطراء الذي يحظى به في «أنفيلد».

لا يزال هناك إرثٌ ليُرسخه، والمزيد من الأرقام القياسية ليُحطمها. يُعدّ الاحتفاظ بخدماته دفعة قوية لليفربول، وخبراً سيئاً للفرق المنافسة التي تُحاول إيقاف إحدى أفضل المواهب التي تألّقت في الدوري الإنجليزي الممتاز.


مقالات ذات صلة

غوف تأمل أن يحالفها الحظ في «رولان غاروس»

رياضة عالمية كوكو غوف أحتاج للتحسُّن... وعليّ القيام بكثير من العمل (رويترز)

غوف تأمل أن يحالفها الحظ في «رولان غاروس»

تأمل كوكو غوف المُصنَّفة الثالثة عالمياً أن يحالفها الحظ عندما تخوض ثالث نهائي لها على الملاعب الرملية هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية غلاسنر يحتفل بكأس إنجلترا (د.ب.أ)

مدرب كريستال بالاس: لو لعبنا هذه المباراة عشر مرات سنفوز بها مرة واحدة فقط

قال أوليفر غلاسنر مدرب كريستال بالاس اليوم السبت إنه لو لعب فريقه مباراة مانشستر سيتي عشر مرات فإنه سيفوز بها مرة واحدة فقط

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية سجل الهدفين السنغالي مامادو كامارا وأسامة لمليوي (الاتحاد الأفريقي لكرة القدم)

كأس الاتحاد الإفريقي: نهضة بركان يدنو من منصة التتويج

وضع نهضة بركان المغربي قدما على منصة التتويج بلقب كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعدما تقدم مضيفه سيمبا التنزاني 2-صفر السبت على الملعب البلدي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عالمية لوسيو لاعب البرازيل (أ.ف.ب)

نقل البرازيلي لوسيو إلى المستشفى بسبب حروق

أُدخل المدافع البرازيلي السابق لوسيو، أحد الركائز الأساسية لمنتخب البرازيل المتوّج بكأس العالم 2002، إلى المستشفى إثر تعرضه لحروق ناتجة عن حادث منزلي.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )
رياضة عالمية رفع أتالانتا رصيده الى 74 نقطة (إ.ب.أ)

«الدوري الإيطالي»: أتالانتا يعزز مركزه الثالث

قلب أتالانتا تخلفه مرتين امام مضيفه جنوى ليخرج فائزا 3-2 السبت ضمن المرحلة السابعة والثلاثين قبل الاخيرة من بطولة ايطاليا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (روما)

غلاسنر: كتبنا فصلاً تاريخياً لكريستال بالاس

أوليفر غلاسنر (أ.ف.ب)
أوليفر غلاسنر (أ.ف.ب)
TT

غلاسنر: كتبنا فصلاً تاريخياً لكريستال بالاس

أوليفر غلاسنر (أ.ف.ب)
أوليفر غلاسنر (أ.ف.ب)

أشاد النمساوي أوليفر غلاسنر المدير الفني لنادي كريستال بالاس، بلاعبيه الذين سطروا فصلاً جديداً في تاريخ النادي عقب التتويج بلقب أول بطولة كبرى في تاريخ النادي عبر الفوز على مانشستر سيتي، بهدف دون رد، في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي مساء السبت.

وقال غلاسنر: «قلنا قبل المباراة إننا نريد كتابة تاريخنا الخاص، وقد كتبنا فصلاً كبيراً في تاريخنا، وسنكرر ذلك العام المقبل عندما نلعب في أوروبا».

وأضاف: «كان يومنا ويوماً لجماهيرنا، وكان يتحتم علينا الفوز، إنه أمر غريب، سأبدأ في إدراك ما حققناه غداً (اليوم) أو ربما يوم الاثنين».

وأشار: «لا أعرف متى سيأتي، لكنه أمر مميز». وعانى غلاسنر، الذي يخوض موسمه الأول الكامل مع كريستال بالاس، في بداية مشواره، حيث لم يحصد فريقه سوى 3 نقاط من أول 8 مباريات.

لكن كريستال بالاس دخل المباراتين الأخيرتين من موسم الدوري الإنجليزي الممتاز في المركز الثاني عشر، وقد حصد لقبه الأول في كأس الاتحاد الإنجليزي.

وأضاف غلاسنر البالغ من العمر 50 عاماً: «كانت المباراة صعبة للغاية، لم يتوقع أحد فوز كريستال بالاس بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي، ولكن يمكنك أن ترى ما يمكنك تحقيقه عندما تتحلى بالصبر، لذا فهذا يحسب للجماهير بشكل كبير».

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) عن غلاسنر، قوله: «كانت بدايتنا سيئة للغاية، وعادة ما يفقد المشجعون صبرهم، لكن جماهيرنا دعمتنا طوال الوقت، كنا محظوظين في بعض الأحيان اليوم (أمس)، ولكن عندما تتحد دائماً في اللحظات الصعبة، فأنت تستحق ذلك».

وأكد المدرب النمساوي نتمتع بشخصيات رائعة وروح الفريق الواحد وأخلاقيات العمل وبيئة عمل قوية، وهذا أمر أساسي لتحقيق المستحيل».

وختم حديثه بالقول: «أكبر نجاح يمكن أن نحققه ليس رفع الكأس، بل منح جماهيرنا لحظة مميزة. إنه فوز مميز لهذا النادي ولجماهيرنا ولكل من ينتمي إلى كريستال بالاس».