«أنت مثلي الأعلى»... احتفالية واترمان مع هنري تخطف أنظار العالمhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/5124490-%D8%A3%D9%86%D8%AA-%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D9%87%D9%86%D8%B1%D9%8A-%D8%AA%D8%AE%D8%B7%D9%81-%D8%A3%D9%86%D8%B8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85
«أنت مثلي الأعلى»... احتفالية واترمان مع هنري تخطف أنظار العالم
لاعبو بنما لحقوا بزميلهم إلى عناق هنري (رويترز)
خطف المهاجم البنمي المخضرم سيسيليو واترمان، أنظار عشاق الكرة في جميع أنحاء العالم باحتفاليته مع المحلل التلفزيوني والنجم الفرنسي السابق تييري هنري على أرضية ملعب «سوفي ستاديوم» في إنغليوود - كاليفورنيا، بعدما سجّل هدفاً قاتلاً في الشباك الأميركية، في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع، ليقود منتخب بلاده، إلى نهائي دوري أمم الكونكاكاف للمرة الأولى في تاريخه.
لكن لحظة الهدف لم تكن الحدث الوحيد اللافت؛ إذ إن ما تبعها أضفى طابعاً إنسانياً وعاطفياً نادراً ما تشهده ملاعب كرة القدم. فبعد تسجيله الهدف، خلع واترمان قميصه وقفز فوق الحواجز الإعلانية، متجهاً مباشرة نحو منصة التحليل الخاصة بشبكة «سي بي إس»، حيث كان أسطورة الكرة الفرنسية تييري هنري يؤدي مهامه بوصفه محللاً فنياً.
هنري استضاف واترمان في الاستديو الميداني عقب نهاية اللقاء (رويترز)
وكما أوردت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية، صراخ واترمان بالإسبانية: «إيريس مي إيدولو»! (أنت مثلي الأعلى)، قبل أن يعانق هنري في لحظة عاطفية مؤثرة أثارت إعجاب الجماهير والمعلقين على حد سواء، وانضم إليه عدد من زملائه اللاعبين للاحتفال. هنري نفسه بدا مذهولاً من الموقف، وقال لاحقاً: «لم أصدق ما حدث... قال لي: أنت مثلي الأعلى، وكانت لحظة غير واقعية».
وبحسب ما نقلت شبكة «إي إس بي إن» الأميركية، فإن هدف واترمان كان التسديدة الوحيدة لبنما على المرمى طوال اللقاء، وجاء بعد تمريرة متقنة من ألبيرتو كاراسكييا من الجهة اليمنى، تسلمها واترمان وسددها بيمناه نحو الزاوية البعيدة للحارس مات تيرنر، لتُشعل مدرجات «سوفي» فرحاً في الجانب البنمي، وتُدخل المنتخب الأميركي في حالة من الصدمة.
وأضافت «إي إس بي إن» أن هدف واترمان كان كافياً لكسر هيمنة أميركية امتدت منذ انطلاق بطولة دوري أمم الكونكاكاف عام 2019؛ إذ تُوّجت الولايات المتحدة بجميع النسخ السابقة. ومع هذا الفوز، أصبح منتخب بنما أول من يُقصي الأميركيين ويمنعهم من بلوغ النهائي، في إنجاز يُحسب للمدرب توماس كريستيانسن ولاعبيه الذين تجاوزوا كوستاريكا في ربع النهائي، وأكملوا مغامرتهم على حساب أصحاب الأرض في نصف النهائي.
سيخوض المنتخب البنمي النهائي أمام الفائز من مباراة كندا والمكسيك، على أمل إحراز أول ألقابه القارية. وبينما ينشغل المحللون بخطط كريستيانسن وانضباط فريقه التكتيكي، كانت لحظة واترمان مع هنري كافية لتخطف الأنظار، وتلخّص الحكاية: لاعب يُسجل هدف المجد، ويهرع ليشكر من ألهمه ذات يوم في طفولته، بحسب الشبكة.
انتهى حلم بايرن ميونيخ في لعب نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على ملعبه بعد خروجه من دور الثمانية، أمس الأربعاء، لكنه لا يزال قادراً على إنجاح موسمه.
دخل مستقبل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد نفقاً ضبابياً بعد الخروج المؤلم من دوري أبطال أوروبا على يد آرسنال، في خسارة عُدَّت صدمة كروية.
أثار خروج بايرن ميونيخ من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد تعادله مع إنتر ميلان بنتيجة 2-2 في لقاء الإياب، وخسارته بمجموع 4-3، ردود فعل واسعة في وسائل الإعلام.
في أعقاب الهزيمة القاسية التي تلقاها ريال مدريد على أرضه أمام آرسنال بنتيجة هدفين لهدف، وخروجه من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بمجموع خمسة أهداف مقابل هدف.
فاتن أبي فرج (بيروت)
ريال مدريد... «كثير من الضجيج لكن بلا مكاسب»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/5133541-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%AC%D9%8A%D8%AC-%D9%84%D9%83%D9%86-%D8%A8%D9%84%D8%A7-%D9%85%D9%83%D8%A7%D8%B3%D8%A8
أصبح هجوم ريال مدريد أكثر عشوائية ويائساً (رويترز)
عشية مواجهة الإياب أمام آرسنال في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، كان مشجعو ريال مدريد يعلمون جيداً أن فريقهم لم يُقدّم شيئاً يُذكر في مباراة الذهاب التي انتهت بثلاثية نظيفة لصالح الفريق اللندني. ومع ذلك، كان هناك أملٌ دائم يسكن قلوب أنصار النادي الملكي، أملٌ اسمه الـ«ريمونتادا»... فقد رأوا من قبل معجزات كروية تحققت على عشب الـ«برنابيو»، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».
ليس من السهل تجاهل تشكيلة مدريد المرصّعة بالنجوم: كيليان مبابي، وجود بيلينغهام، وفينيسيوس جونيور ورودريغو؛ أسماء تلمع على الورق وتبهر الخصوم. وهي أسماء لا يمتلك أي نادٍ آخر في البطولة مثلها. وعلى مرّ السنوات الأخيرة، شهد الـ«برنابيو» انتفاضات درامية لا تُنسى على حساب عمالقة مثل مانشستر سيتي، وتشيلسي، وباريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ.
مع انطلاق صافرة البداية، دخل لاعبو أنشيلوتي المواجهة بنيات هجومية واضحة، وكأنهم يعِدون جماهيرهم بعرض تاريخي جديد. لم تمر سوى دقيقتين حتى وجد مبابي الكرة في الشباك بعد تمريرة من فينيسيوس، لكن فرحة الهدف أُلغيت بسرعة براية التسلل.
كان ذلك كافياً لتأجيج المشاعر في المدرجات، خاصةً بعد تصدٍّ رائع من كورتوا لركلة جزاء سددها ساكا. بدا كأن الـ«ريمونتادا» ممكنة...
لكن كما يقول الإسبان: «Mucho ruido y pocas nueces» – «كثير من الضجيج، لكن بلا مكاسب». ريال مدريد تحدَّث كثيراً عن عظمة لاعبيه وتاريخه البطولي في أوروبا، لكنه على أرض الملعب لم يظهر شيئاً من هذا.
أنشيلوتي ولاعبوه حاولوا الحفاظ على إيقاع سريع، فكان كورتوا يعيد اللعب بسرعة، ومبابي وفينيسيوس ينطلقان كالسهم كلما امتلكا الكرة. لكن مع مرور الوقت، ثبّت آرسنال أقدامه. وعندها، انكشفت الحقيقة: لا خطة واضحة، لا تنظيم، لا أفكار، ولا حتى أمل.
حتى عندما نال مبابي ركلة جزاء مشكوكاً فيها بعد تدخل خفيف -بل وهمي- من ديكلان رايس، تدخل الـ«VAR» ليُعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ومعها تراجعت احتمالات العودة شيئاً فشيئاً.
في الشوط الثاني، أصبح هجوم ريال مدريد أكثر عشوائية ويائساً. بيلينغهام تسلّل داخل منطقة الجزاء لكنه انتظر التلامس بدلاً من التسديد. فينيسيوس أضاع فرصة ثمينة بانفراده دون تمرير، ومبابي أدار وجهه بخيبة واضحة.
عجز الفريق عن خلق فرص حقيقية (إ.ب.أ)
إنها المشكلة نفسها التي لاحقت الفريق هذا الموسم: نجوم كبار يلعبون بشكل فردي، لا ضمن منظومة جماعية. أنشيلوتي بدا فاقداً للسيطرة، فأجرى تغييراً ثلاثياً عند الدقيقة 60، وأدخل الواعد إندريك، لكن شيئاً لم يتغير.
مع تمريرة عرضية عشوائية من بيلينغهام خرجت دون عنوان، دوّت صافرات الاستهجان في الـ«برنابيو». بدا الأمر كأن الفريق استسلم، وفعلاً حدث ذلك عندما مرّر ميرينو كرة ساحرة لساكا الذي أسكنها الشباك ببراعة، ليُظهر الفرق الشاسع بين ما يمكن أن تفعله «الفِرَق» وما تعجز عنه «الأسماء».
على مدار مباراتي الذهاب والإياب، لم يقدّم ريال مدريد أي لمحة من لعب جماعي منظم. هذا النوع من الانسجام والتفاهم هو مفتاح النجاح في دوري أبطال أوروبا الحديث. صحيح أن الفريق فاز بالبطولة 6 مرات في آخر 11 موسماً، لكن ذلك كان دائماً بفضل توليفة من الموهبة والقيادة والعقلية الجماعية، يقودها بنزيمة، وكروس، ومودريتش.
أما الآن، فلا أثر يُذكر لتلك الروح. حتى هدف فينيسيوس الوحيد جاء من خطأ فردي في التمرير من ساليبا، لا من هجمة مدروسة أو تعاون جماعي. كان ذلك الهدف كافياً فقط لكسر صيام الفريق التهديفي الأوروبي الذي تجاوز 300 دقيقة، لكنه لم يكن مؤشراً على عودة حقيقية.
وفي ظل عجز الفريق عن خلق فرص حقيقية، كان الحل الوحيد هو إرسال عشرات العرضيات العشوائية إلى منطقة جزاء آرسنال، حيث كانت دفاعات أرتيتا بانتظارها مثل الجدران.
كل تبديلات أنشيلوتي، وكل محاولاته لإعادة ترتيب الأوراق، لم تُخفِ حقيقة واحدة: الرجل لم يعد يعرف كيف يُشكّل فريقاً من هذه المجموعة. وصول مبابي، ورحيل كروس، وتعدد الإصابات الدفاعية، كل ذلك أثّر على التوازن، لكن المدرب الإيطالي لم ينجح في تكوين منظومة فعّالة رغم كل أدواته.
اللقطة الرمزية الأبرز في المباراة جاءت قبل النهاية بـ15 دقيقة: مبابي يصاب أثناء تدخله على رايس، ويخرج وسط صافرات الاستهجان. الـ«ريمونتادا» كانت قد انتهت فعلياً، لكن بعض الجماهير ظلّت تردد الأهازيج عن كون مدريد «ملك أوروبا»... ربما من باب العادة، لا القناعة.
حتى قبل أن يسجّل مارتينيلي الهدف الخامس لآرسنال في مجموع اللقاءين، كانت المدرجات قد بدأت تتفرغ تدريجياً. كان مشهداً محرجاً للجميع، حتى لأولئك الذين لا يريدون الاعتراف بذلك. لاعبون، محللون، وجماهير انساقوا خلف حلم الـ«ريمونتادا»، لكن الواقع على أرض الملعب لم يحمل إلا الضياع والفوضى والعجز.
لم يقدّم ريال مدريد أي لمحة من لعب جماعي منظم (رويترز)
وهذه ليست أول مرة يحدث فيها ذلك. مدريد خسر ثلاثاً من أول خمس مباريات في دور المجموعات هذا الموسم، وربما لم يكن يستحق الوصول إلى ربع النهائي من الأساس. ما أوصله إلى هذه المرحلة كان هالته التاريخية، وخوف خصومه، لا قوته الفعلية.
مانشستر سيتي، على سبيل المثال، انهار في اللحظات الأخيرة رغم تفوقه، وأتلتيكو مدريد خسر صراعه الذهني قبل التكتيكي. لكن أمام آرسنال، لم تكن هناك فرصة للخداع، ففريق أرتيتا كان أفضل في كل شيء.
الآن، على أنشيلوتي ولاعبيه أن يعيدوا حساباتهم قبل نهائي كأس الملك أمام برشلونة بعد 10 أيام، خصوصاً أن «البارسا» سبق أن تفوق عليهم مرتين هذا الموسم. الخطر حقيقي، والإحراج وارد.
وفي المقابل، سيسرّع فلورنتينو بيريز وإدارته خطواتهم لترتيب الصيف المقبل، لأن الحقيقة التي أكّدها هذا الإقصاء واضحة: ريال مدريد يمتلك أسماء مذهلة، لكنه لا يمتلك «فريقاً».