هالاند وتمريراته الحاسمة... كيف يصنع الفرص؟

لا يزال دور هالاند في السيتي حتى مع اقتراب نهاية موسمه الثالث لغزاً غامضاً (أ.ف.ب)
لا يزال دور هالاند في السيتي حتى مع اقتراب نهاية موسمه الثالث لغزاً غامضاً (أ.ف.ب)
TT

هالاند وتمريراته الحاسمة... كيف يصنع الفرص؟

لا يزال دور هالاند في السيتي حتى مع اقتراب نهاية موسمه الثالث لغزاً غامضاً (أ.ف.ب)
لا يزال دور هالاند في السيتي حتى مع اقتراب نهاية موسمه الثالث لغزاً غامضاً (أ.ف.ب)

يوم السبت الماضي، أصبح إيرلينغ هالاند أسرع لاعب يصل إلى 100 مشاركة تهديفية في الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد فعل ذلك في 94 مباراة فقط، مع 16 تمريرة حاسمة فقط في مجموع تمريراته.

وبحسب شبكة The Athletic، اعتاد هالاند التسجيل طوال مسيرته، وبالتأكيد منذ انضمامه إلى مانشستر سيتي في يوليو (تموز) 2022، لذا؛ فمن المنطقي أن يكون من بين مشاركاته المائة 84 هدفاً.

وكان الرقم القياسي السابق للاعب ألان شيرر، ببلوغه 100 مشاركة في أول 100 مباراة له في المسابقة مع بلاكبيرن روفرز، مع 21 تمريرة حاسمة.

واللاعب التالي في القائمة، إيريك كانتونا، وهو الأقرب في هذا الصدد، حيث سجل 58 هدفاً وصنع 42 هدفاً في أول 116 مباراة له بالدوري مع ليدز يونايتد ثم مانشستر يونايتد.

لكن حقيقة أن هالاند لديه عدد تمريرات حاسمة أقل من نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز الآخرين لا يعني أنه ليس ممرراً حاسماً. على مدار مواسمه الثلاثة، فإن لاعبَي السيتي الوحيدَين اللذين قدما تمريرات حاسمة في الدوري أكثر من اللاعب النرويجي هما كيفن دي بروين وبرناردو سيلفا. صنع هالاند أهدافاً في الدوري الممتاز أكثر من فيل فودن ورودري في تلك المدة.

وفي حين أن هناك 23 لاعباً في الدوري الإنجليزي الممتاز لديهم تمريرات حاسمة أكثر منه منذ بداية موسم 2022 - 2023، فإن واحداً فقط من هؤلاء، وهو أولي واتكينز لاعب آستون فيلا برصيد 25، هو مهاجم صريح.

ومع ذلك، فإن هالاند لديه 3 تمريرات حاسمة فقط في 28 مباراة بالدوري هذا الموسم، ومثل أي لاعب آخر في تشكيلة السيتي، يمكن أن تسير الأمور بالتأكيد بشكل أفضل، لكن نظرة على تلك التمريرات الحاسمة تسلط الضوء على ما يجيده وما يمكن أن يفعله أكثر.

هالاند لديه 3 تمريرات حاسمة فقط في 28 مباراة بالدوري هذا الموسم (ذا أثلتيك)

لا يزال دور هالاند في فريق السيتي، حتى مع اقتراب نهاية موسمه الثالث مع الفريق، لغزاً غامضاً. في بعض الأحيان يظهر خارج منطقة جزاء الخصم لمحاولة الربط مع زملائه في الفريق، وأحياناً يشجَّع على الانطلاق من الخلف، وأحياناً لا يشارك على الإطلاق، وهو ما يكون غالباً جزءاً من الخطة.

ما تظهره تمريرات هالاند الحاسمة، وغيرها من الفرص التي صنعها على مر السنين، هو أن الجمع بين قوته البدنية وحركاته الذكية يمكن أن يكون سلاحاً فعالاً؛ سلاحاً يجب على السيتي أن يتطلع إلى استخدامه في كثير من الأحيان.

كما أظهر هالاند أمام تشيلسي في يناير (كانون الثاني) الماضي، أنه يمكنه أن يعوق المدافعين ويجلب حوله لاعبين آخرين في الوقت نفسه.

كما أن التمريرة الحاسمة ضد نوتنغهام فورست في ديسمبر (كانون الأول) أضافت أيضاً القليل من الركض بكل قوة، على الرغم من أن الجزء الأصعب بالطبع يقوم به الهداف جيريمي دوكو.

هناك أيضاً مثال شهير ضد آرسنال من موسم ثلاثية السيتي 2022 - 2023، الذي يوضح مرة أخرى لمسة وتمريرة جيدة على الرغم من تعرضه للضغط، مع قيام زميله أيضاً بكثير من العمل الجيد لتسجيل الهدف بالفعل.

للأسف، لم يحظ السيتي بكثير من ذلك هذا الموسم، هالاند لديه 21 هدفاً في الدوري، يليه فودن بـ7 أهداف، ثم يأتي المدافع جوسكو غفارديول بـ5 أهداف. وأيضاً هناك مثال دوكو ضد فورست، فوجود مهاجم آخر يتولى زمام الأمور بنفسه كان نادراً.

أول تمريرة حاسمة لعبها هالاند ضد بورنموث في أغسطس (آب) 2022، توضح نوعاً من اللعب المترابط الذي افتقده بطل الدوري ذاك الموسم: مراقب لاعبه، ثم يستدير ويلعب كرة عرضية إلى لاعب وسط يركض خلفه (إلكاي غوندوغان في هذه الحالة)، الذي ينهيها بشكل جيد.

اعتاد هالاند التسجيل طيلة مسيرته

وغني عن القول إن كثيراً من مبارياتهم لم تسر على هذا النحو خلال الأشهر القليلة الماضية، وبينما استمر هالاند في التسجيل (لديه 10 أهداف في 19 مباراة بالدوري منذ بدء سلسلة الأبطال السيئة في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول)، إلا إنه لا يزال بإمكانه أن يكون ذلك المساهم الغامض خارج المنطقة.

ليس من الضروري أن تكون جميع مساهماته حاسمة مثل هذه بالطبع، ولكن في كثير من الأحيان عندما يشارك في اللعب، فإنه ببساطة يفقد الكرة. بالنظر إلى مدى صعوبة حصوله على لمسة في بعض المباريات، فقد يكون من المحبط رؤيته يهدر فرصة لاستخدام مواهبه.

من حيث المردود، لديه 2.25 تمريرة حاسمة في كل مباراة بالدوري هذا الموسم، وهو ما يماثل أرقامه السابقة مع السيتي (2.08 في الموسم الماضي، و2.34 في الموسم الذي سبقه).

من المهم دائماً مع التمريرات الحاسمة معرفة أي منها يعود إلى عمل جيد من قبل زميله المشارك، وأيها إما تمريرات بسيطة قبل الأهداف العجيبة، وإما بحظ عجيب.

هناك حتماً إحصائية لذلك... هناك «الأهداف المتوقعة التي تأتي بتمريرات حاسمة (إس إي جي)». وفي حين أن «التمريرات الحاسمة المتوقعة (إكس إي)» تأخذ في الحسبان جميع التمريرات واحتمالية أن تؤدي في النهاية إلى فرصة تسجيل هدف، فإن «إكس إي جي» يكون التركيز فيها فقط على التمريرات التي تساهم مباشرة في تسجيل هدف متوقع. كلما كان إجمالي «التمريرات الحاسمة المتوقعة» أقرب إلى «رقم التمريرات الحاسمة الفعلية» كان ذلك أفضل، من حيث حساب «جودة» التمريرة الحاسمة.

إنفوغراف يوضح أرقام هالاند هذا الموسم (ذا أثلتيك)

هذا الموسم حصل هالاند على «إكس إي جي 2.8»، وهو قريب بما فيه الكفاية من تمريراته الحاسمة الفعلية الثلاث. كان لديه «إكس إي جي 4.3» مقارنة بـ5 تمريرات حاسمة فعلية في الموسم السابق، بينما كان هناك فرق أكبر في موسم 2022 - 2023، حيث كان لديه «إكس إي جي 5.3» مقابل 8 تمريرات حاسمة، مما يشير إلى أن زملاءه في الفريق نفذوا تمريرات حاسمة أكثر قليلاً في موسمه الأول.

من بين تمريرات هالاند الحاسمة الـ16 في الدوري الإنجليزي الممتاز، كانت الغالبية العظمى من التمريرات الحاسمة التي نفذها هالاند مقصودة، ومعظمها إما تمريرات عبر منطقة الجزاء وإما نتاج لعب متقدم.

من حيث المردود لدى هالاند 2.25 تمريرة حاسمة في كل مباراة بالدوري هذا الموسم (إ.ب.أ)

كانت هناك تمريرتان محظوظتان إلى حد ما: إحداهما كانت تسديدة ربما تكون غير متقنة أهدت جوليان ألفاريز فرصة رائعة ضد فولهام في سبتمبر (أيلول) من الموسم الماضي... وبصراحة، تلك التي كانت ضد تشيلسي بعد 5 أشهر من ذلك التاريخ كانت على وشك أن تكون فضيحة (لدرجة أنه لم تُنسب التمريرة الحاسمة إليه على الإطلاق من قبل بعض المؤسسات، بما فيها الدوري الإنجليزي الممتاز نفسه). تسديدة كايل ووكر اصطدمت في أكسيل ديساسي، ثم ارتدت من هالاند في طريقها إلى رودري الذي سددها، ثم سددها تريفوه تشالوباه، ثم سددها ثانية تريفوه تشالوباه، ثم سددها في المرمى. ومع ذلك احتُسبت جميعها.

لذلك؛ في حين أن الأهداف ستكون حتماً في قلب مطاردة هالاند الأرقام القياسية بالدوري الإنجليزي الممتاز وما بعد ذلك في المواسم المقبلة، فإنه ينبغي عدم إغفال إبداعه.


مقالات ذات صلة

غوارديولا: ننتظر تشجيع جماهيرنا في «النهائي» أمام أستون فيلا

رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (إ.ب.أ)

غوارديولا: ننتظر تشجيع جماهيرنا في «النهائي» أمام أستون فيلا

دعا بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي جماهير الفريق إلى التعامل مع مباراة الفريق أمام أستون فيلا باعتبارها «نهائية».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية كيفن دي بروين (أ.ف.ب)

دي بروين مصدوم لعدم تلقيه عرضاً لتمديد عقده مع مانشستر سيتي

أعرب دي بروين عن «دهشته» عندما أُبْلغ بأن مسيرته المتألقة مع مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنجليزي في الأعوام الأربعة الأخيرة، ستنتهي بنهاية الموسم الحالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان خلال مباراة فريقه أمام إيفرتون (إ.ب.أ)

غوندوغان: الدوري الإنجليزي يتطلب مقاعد بدلاء قوية

قال إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي إن فريقه يلعب بمستوى مختلف الآن بعد فوزه الرائع على إيفرتون بنتيجة 2 / صفر في الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية فرحة لاعبي سيتي بالفوز على إيفرتون (رويترز)

«البريميرليغ»: سيتي يتقدم إلى المربع الذهبي بثنائية في إيفرتون

ثبّت مانشستر سيتي حامل اللقب عقدته لمضيفه إيفرتون الذي فشل في الفوز عليه خلال السنوات الثماني الأخيرة، بفوزه عليه 2 - 0.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية بيب غوارديولا المدير الفني لفريق مانشستر سيتي (رويترز)

غوارديولا: عدم التأهل لـ«الأبطال» سيؤثر على موسم انتقالاتنا

يخشى بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، من أن يخسر فريقه فرصه في التعاقدات الصيفية إذا فشل في المشارَكة ببطولة دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

بايلز ودوبلانتيس يتوجان في حفل جوائز «لوريوس» لأفضل الرياضيين

بطل القفز بالزانة السويدي موندو دوبلانتيس (رويترز)
بطل القفز بالزانة السويدي موندو دوبلانتيس (رويترز)
TT

بايلز ودوبلانتيس يتوجان في حفل جوائز «لوريوس» لأفضل الرياضيين

بطل القفز بالزانة السويدي موندو دوبلانتيس (رويترز)
بطل القفز بالزانة السويدي موندو دوبلانتيس (رويترز)

فازت لاعبة الجمباز الأكثر تتويجا في العالم الأميركية سيمون بايلز بجائزة أفضل رياضية في العام، بينما نال لاعب القفز بالزانة السويدي موندو دوبلانتيس جائزة أفضل رياضي خلال حفل توزيع جوائز «لوريوس» الاثنين.

وفازت بايلز بجائزة «لوريوس» للمرة الرابعة بعد أن توجت بثلاث ميداليات ذهبية في أولمبياد باريس 2024 في منافسات الفرق وكل الأجهزة وحصان الوثب، بالإضافة إلى الميدالية الفضية في الحركات الأرضية، لتستكمل عودتها المظفرة بعد ثلاث سنوات من الانسحاب من أولمبياد طوكيو.

وعادلت بايلز بذلك الرقم القياسي الذي كانت تحمله أسطورة التنس الأميركية سيرينا ويليامز.

وقالت بايلز: «أنا سعيدة للغاية لوجودي هنا في مدريد والحصول على جائزة لوريوس للمرة الرابعة». وأضافت: «فزت بهذه الجائزة لأول مرة في عام 2017، ومنذ ذلك الحين أصبحت لوريوس جزءاً من قصتي. قد ترى طفلة صغيرة شخصاً مثلي على التلفزيون وتقرر أنها تستطيع فعل ذلك أيضاً».

وقام نوفاك ديوكوفيتش الفائز بالجائزة العام الماضي بتسليم دوبلانتيس أول جائزة «لوريوس» له بعد ترشيحه في آخر ثلاث سنوات، ليصبح ثاني رياضي في ألعاب القوى يفوز بها بعد يوسين بولت.

ويرى الكثيرون أن دوبلانتيس هو أعظم لاعبي القفز بالزانة على مر العصور، إذ فاز بالميدالية الذهبية الأولمبية الثانية له توالياً في باريس، محطماً رقمه القياسي العالمي للمرة التاسعة، قبل أن يحطمه مرة أخرى في لقاء سيليزيا الماسي في الشهر التالي.

وقال دوبلانتيس مازحاً: «يشرفني للغاية فوزي بأول جائزة لوريوس، إنها أسمى جائزة نطمح نحن الرياضيين للفوز بها. أعرف ذلك لأن هذه هي المرة الرابعة التي أرشح فيها، وهذا يثبت أن الفوز بجائزة لوريوس أصعب من الفوز بميدالية ذهبية أولمبية».

وتوجت لاعبة الجمباز البرازيلية ريبيكا أندرادي بجائزة أفضل عودة لرياضي خلال العام، بعد أن أتمت عودتها الملهمة من الإصابات التي هددت مسيرتها في دورة الألعاب الأولمبية بباريس لتفوز بالميدالية الذهبية في الحركات الأرضية.

وفاز لاعب كرة القدم الشاب لامين يامال، الذي ساعد إسبانيا على الفوز ببطولة أوروبا العام الماضي، بجائزة أفضل رياضي شاب لهذا العام، وهو سادس لاعب كرة قدم يفوز بهذه الجائزة.

ويتم اختيار المرشحين لجوائز «لوريوس» الرياضية العالمية من قبل الإعلام العالمي، بينما يتم اختيار الفائزين من قبل 69 عضواً في أكاديمية «لوريوس» الرياضية العالمية.

وتقدم جوائز «لوريوس» سنوياً منذ عام 2000.