5 أمور يجب معرفتها قبل 500 يوم من انطلاق كأس العالم 2026

جانب من اجتماعات «فيفا» الخاصة بكأس العالم 2026 (فيفا)
جانب من اجتماعات «فيفا» الخاصة بكأس العالم 2026 (فيفا)
TT
20

5 أمور يجب معرفتها قبل 500 يوم من انطلاق كأس العالم 2026

جانب من اجتماعات «فيفا» الخاصة بكأس العالم 2026 (فيفا)
جانب من اجتماعات «فيفا» الخاصة بكأس العالم 2026 (فيفا)

عندما فازت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك باستضافة كأس العالم للرجال 2026 في يونيو (حزيران) 2018، شعرت بأن البطولة على بعد دهر من الآن.

كانت نسخة ذلك العام في روسيا على وشك الانطلاق، وكان الحلم المحموم الذي سبق كأس العالم 2022 في قطر، بملاعبها المكيفة في الهواء الطلق، لا يزال يبدو تصورياً إلى حد كبير.

ومع ذلك، ها نحن ذا، على بعد 500 يوم فقط من انطلاق النسخة الافتتاحية لمونديال 2026، في ملعب أزتيكا في مكسيكو سيتي.

إن المرحلة التحضيرية النهائية لأي كأس عالم هي مرحلة خاصة بها. وكلما اقترب موعد البطولة، فإنها بطبيعتها تظهر على الرادار بشكل متكرر وأكثر قوة وأحياناً أكثر إثارة للجدل.

في جميع أنحاء أميركا الشمالية، تستعد جميع المدن الـ16 المستضيفة للبطولة للخدمات اللوجستية للنسخة الأكبر على الإطلاق من البطولة، بـ48 فريقاً و104 مباريات، وفي الولايات المتحدة، لا يزال العديد من المشجعين -وبعض المشجعين الذين لم يصبحوا مشجعين بعد- يتساءلون عما يعنيه كل ذلك.

من سيفوز، ومن سيفشل، وما إذا كانت البطولة نفسها ستسجل نجاحاً أم لا؟ كل ذلك سيتحدد في صيف 2026.

أما الآن، فلتعتادوا على حقيقة أن مرحلة جديدة من دورة كأس العالم على الأبواب. شئنا أم أبينا، ستكون أحاديث كأس العالم جزءاً ثابتاً من حديث كرة القدم على مدار الـ17 شهراً القادمة.

تأهل منتخب الولايات المتحدة الأميركية بالفعل، وهذا له جانب سلبي إذ وصلت الإثارة المحيطة بالمنتخب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث يدرب ماوريسيو بوكيتينو مجموعة من اللاعبين الذين يمارسون مهنتهم في أوروبا إلى حد كبير. من بينهم قائد الفريق كريستيان بوليسيتش الذي أصبح لاعباً أساسياً في فريق ميلان الإيطالي، ويمكن القول إنه أول لاعب معترف به عالمياً في منتخب الولايات المتحدة الأميركية.

لا يتعين على الولايات المتحدة أن تقلق بشأن التأهل للبطولة، بصفتها البلد المضيف.

ظاهرياً، يبدو ذلك ميزة -فقد أظهرت الدورات الأخيرة أن الحصول على مكان في التصفيات ليس أمراً مؤكداً. لكن التأهّل التلقائي كمستضيفين مشاركين ترك الولايات المتحدة لكرة القدم في مأزق بالنسبة للفرق التي ستلعب ضدها في الفترة التي تسبق البطولة، حيث إن معظمها يلعب في التصفيات.

كانت الولايات المتحدة ستلعب ضد خصوم الكونكاكاف، وهو الاتحاد الإقليمي الذي يغطي أميركا الشمالية وأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي. ستكون تلك المباريات صعبة في كثير من الأحيان، في بيئات معادية وضد خصوم متحمسين للغاية. من المحتمل أن يفضل بوكيتينو هذه الأنواع من المباريات على ما سيتبقى له من مباريات ودية غير تنافسية ضد فرق إما أنها أقصيت بالفعل أو أن منتخبات مناطقها لا تلعب خلال فترة الكونكاكاف.

سيحصل منتخب الولايات المتحدة الأميركية على الأقل على بعض مظاهر المنافسة عندما يلعب في نصف نهائي دوري الأمم الكونكاكاف في لوس أنجليس في مارس (آذار)، والكأس الذهبية في يونيو ويوليو (تموز).

منظر جوي لملعب غوادالوبي بالمكسيك الذي سيكون أحد الملاعب التي ستستضيف كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

التذاكر! لن تكون رخيصة: بطولات كأس العالم ليست رخيصة أبداً، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير في النسخ الأخيرة.

لم يتم الإعلان عن أسعار تذاكر البطولة حتى الآن، لكن العرض المشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك أعطى المشجعين فكرة عن أسعار التذاكر قبل بضع سنوات، حيث توقعت مبيعات تذاكر بقيمة 1.8 مليار دولار.

وهو ما يعادل 10 أضعاف المبلغ الذي حققته بطولة كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة، والتي لا تزال البطولة الأكثر حضوراً في تاريخ كأس العالم -وهو رقم قياسي من المؤكد أنه سيتم تحطيمه هذه المرة، حيث يتوقع «الفيفا» حضور أكثر من خمسة ملايين مشجع لكأس العالم 2026.

يمكن للمشجعين أيضاً التطلع إلى كأس العالم للأندية هذا العام للحصول على مزيد من المعلومات.

فقد طُرحت تذاكر هذا الحدث، الذي يُقام هذا الصيف في الولايات المتحدة لأول مرة، للبيع وأقل ما يمكن قوله إن أسعارها باهظة. فبالنسبة للمباريات التي يشارك فيها فريق إنتر ميامي الذي يلعب في دوري كرة القدم الأميركية -وبالتالي ربما ليونيل ميسي- تقترب الأسعار من 700 دولار. أما بالنسبة للأدوار الإقصائية، فإن بعض المقاعد تصل أسعارها إلى أربعة أرقام.

رجال أمن منعوا الجماهير من الدخول وهو ما تسبب في الازدحام عند البوابات لنهائي كوبا أميركا (رويترز)

أظهرت كوبا أميركا أن الأمن يمثل مشكلة حيث تصدرت هذه البطولة في الصيف الماضي عناوين الصحف للأسباب الخاطئة، حيث عانت عدة مباريات من مشكلات أمنية.

في ميامي، تسلق بعض المشجعين السياج المحيط بالملعب واقتحموا بوابات الملعب، ودهس بعضهم البعض أثناء ذلك. كانت المشاهد مروعة: نساء وأطفال يبكون، وبعضهم يكافح من أجل التنفس في ظل الحرارة والرطوبة. في شارلوت، دخل لاعبو أوروغواي إلى منطقة الجلوس للدفاع عن عائلاتهم من المشجعين العنيفين.

لقد اعتادت الولايات المتحدة على استضافة هذا النوع من الأحداث، ونادراً ما تنتهي كما حدث خلال كوبا أميركا، حيث يلقي معظم المراقبين بنصيب الأسد من اللوم على اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم. ومع ذلك، يظل الأمن مصدر قلق رئيساً قبل البطولة.

في ديسمبر (كانون الأول)، طلبت مجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين «الجمهوري» و«الديمقراطي» مبلغ 625 مليون دولار من الأموال الفيدرالية لاستخدامها في تمويل التدابير الأمنية المحيطة بالبطولة.

في بعض النواحي، ليست المباريات نفسها هي مصدر القلق هنا. فالمدن ستقيم مهرجانات للمشجعين وحفلات للمشاهدة وما شابه ذلك، وهي أحداث يصعب ضبطها.

قال «الفيفا» إنه سيعمل مع السلطات الفيدرالية والمحلية والبلدية للتأكد من سير الأمور بسلاسة. مع تقدم عام 2025، من المؤكد أننا سنسمع المزيد من التفاصيل حول كل ذلك.

دونالد ترمب (أ.ب)

من المحتمل أن يحضر الرئيس: شهد الأسبوع الماضي حفل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. لقد لعب كرة القدم عندما كان مراهقاً، ولديه ابن كان يلعب في السابق في فريق أكاديمية الدوري الأميركي لكرة القدم، وقد أبدى اهتماماً كبيراً باستقطاب بعض الأحداث الرياضية البارزة. كما يبدو أن هناك علاقة صداقة ناشئة تجمعه برئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو، الذي حضر الاحتفالات التي أحاطت بتنصيب ترمب.

وقال ترمب في الأيام المحيطة بقرعة كأس العالم للأندية، والتي أشار إلى أنه قد يحضرها: «كرة القدم في أميركا تشهد ازدهاراً كبيراً، كما يعلم الجميع. إنها تبلي بلاءً حسناً بشكل خيالي».

ترمب شخصية مثيرة للاستقطاب في الولايات المتحدة، ومن المؤكد أن حضوره للبطولة سيسبب قدراً من الجدل والحسرة لدى شريحة من الشعب الأميركي، وربما حتى على مستوى العالم.

ومع ذلك، فإن حضوره شبه مضمون. من المعتاد أن يحضر رؤساء الدول المباريات خلال البطولة -وهي ليست المرة الأولى التي تتواجد فيها شخصية مثيرة للجدل على رأس البلد المضيف: فقد رحب موسوليني بالمشجعين والمشاركين في كأس العالم 1934.

«فيفا» لم يكشف بعد عن أسعار تذاكر كأس العالم 2026 (رويترز)

لن تتمكن من تجاهلها: يعشق الاتحاد الدولي لكرة القدم الأضواء، وكالعادة، سيتم الترويج لهذه البطولة بشكل كامل وتسويقها تجارياً.

وقد أصدر الاتحاد الدولي يوم الاثنين سلسلة من مقاطع الفيديو التي تم تصويرها على مدار 60 يوماً في المدن المستضيفة للبطولة في محاولة لإعطاء المشجعين العالميين لمحة ثقافية عن أميركا الشمالية.

مما لا شك فيه أن كأس العالم 1994 كان لها تأثير هائل على كرة القدم في الولايات المتحدة الأميركية، حيث عرّفت الملايين على هذه الرياضة وأدت إلى تأسيس الدوري الأميركي لكرة القدم الذي لا يزال يزدهر بعد 30 عاماً.

ويقول الاتحاد الدولي لكرة القدم إنه يتطلع إلى ترك بصمة مماثلة في هذه البطولة. وإذا كانت توقعاتهم لنسب المشاهدة والحضور الجماهيري واقعية، فمن المؤكد أن ذلك يبدو ممكناً.

وقد خطط الاتحاد الدولي لكرة القدم لمجموعة من الفعاليات خلال الفترة التي تسبق البطولة، بما في ذلك فعاليات إطلاق الملصقات الخاصة بالمدن المضيفة ومختلف الفعاليات الجماهيرية.


مقالات ذات صلة

ماسك: ترمب لا يستطيع إيقاف صعود السيارات الكهربائية

تكنولوجيا صورة لإيلون ماسك تظهر إلى جانب شعار شركة «تسلا» (رويترز)

ماسك: ترمب لا يستطيع إيقاف صعود السيارات الكهربائية

كشف الملياردير إيلون ماسك أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لن يكون قادراً على إيقاف رحلة صعود السيارات الكهربائية لأن نجاح التكنولوجيا «حتمي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ عناصر الإنقاذ تبحث في مكان اصطدام مروحية بطائرة ركاب في واشنطن أمس (رويترز)

كارثة طيران توقع عشرات القتلى في واشنطن

اتّهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الخميس)، سلفيه الديمقراطيين جو بايدن وباراك أوباما بخفض معايير السلامة الجوية في البلاد، في كلمة ألقاها عقب اصطدام.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المكتب البيضاوي (أ.ف.ب)

ترمب: قد نفرض رسوماً جمركية على البضائع من المكسيك وكندا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيقرر ما إذا كان سيفرض رسوما جمركية تبلغ 25 بالمئة على واردات النفط المكسيكي والكندي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (إ.ب.أ)

روبيو: عرض ترمب لشراء غرينلاند «ليس مزحة»

قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إن اقتراح الرئيس دونالد ترمب بشراء غرينلاند «ليس مزحة»، بسبب مخاطر احتمال وضع الصين لموارد على الجزيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ طائرة هليكوبتر تحلق بالقرب من موقع تحطم طائرة الخطوط الجوية الأميركية على نهر بوتوماك بعد تحطم الطائرة في أثناء اقترابها من مطار ريغان الوطني (أ.ف.ب)

تقرير: طاقم العاملين ببرج المراقبة لم يكن طبيعياً وقت اصطدام طائرة الركاب والمروحية

ذكر تقرير صادر عن إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية حصلت عليه وكالة «أسوشييتد برس» أن طاقم العمل في برج مراقبة الحركة الجوية لم يكن «طبيعياً» وقت وقوع الاصطدام

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

سيتي على مسار صعب أمام ريال مدريد أو بايرن... وصدامات كبرى متوقعة

كوفاتشيتش لاعب سيتي يحتفل وسط زملائه بتخطي عقبة بروج وتفادي الخروج من دوري الابطال (اب)
كوفاتشيتش لاعب سيتي يحتفل وسط زملائه بتخطي عقبة بروج وتفادي الخروج من دوري الابطال (اب)
TT
20

سيتي على مسار صعب أمام ريال مدريد أو بايرن... وصدامات كبرى متوقعة

كوفاتشيتش لاعب سيتي يحتفل وسط زملائه بتخطي عقبة بروج وتفادي الخروج من دوري الابطال (اب)
كوفاتشيتش لاعب سيتي يحتفل وسط زملائه بتخطي عقبة بروج وتفادي الخروج من دوري الابطال (اب)

بات على مانشستر سيتي الإنجليزي انتظار مسار غاية في الصعوبة بالملحق المؤهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي تُسحب قرعته اليوم؛ حيث ينتظر أن يصطدم مع ريال مدريد الإسباني حامل اللقب، أو بايرن ميونيخ بطل ألمانيا، في موقعة نارية مبكرة.

ولم يفلح كثير من الفرق الكبيرة أصحاب الأسماء الرنانة بأوروبا في حجز الأماكن بين الـ8 الأوائل التي ضمنت التأهل المباشر، بعد نهاية مرحلة الدوري الموحد الذي ضم 36 نادياً. ووفقاً لقواعد المسابقة بشكلها الجديد، فإن الفرق التي جاءت في المراكز من الـ9 إلى الـ24 تخوض ملحقاً فاصلاً من مباراتين ذهاباً وإياباً قد وُضعت قواعده سلفاً مثل بطولات التنس؛ مما يظهر المسار المحتمل لكل فريق نحو المباراة النهائية المقررة يوم 31 مايو (أيار) المقبل في ميونيخ، بينما خرجت الفرق الباقية ما بعد المركز الـ24 من دون الانتقال إلى مسابقة «الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)»، خلافاً لما كان يحدث سابقاً. وعليه؛ فستكون الفرق التي احتلت المراكز ما بين الـ9 والـ16 على موعد وأصحاب المراكز من الـ17 إلى الـ24.

ووفق احتمالات الملحق، فسيتواجه مانشستر سيتي؛ حامل لقب الدوري الإنجليزي في آخر 4 مواسم وبطل أوروبا عام 2023، مع ريال مدريد أو بايرن ميونيخ، وذلك بعد تفاديه الخروج بشق الأنفس واحتلاله المركز الـ22. كما يُتوقع أن يصطدم ميلان الإيطالي مع مواطنه يوفنتوس، وكذلك باريس سان جيرمان الفرنسي مع مواطنه موناكو.

أنشيلوتي مدرب الريال يخشى من مواجهة سيتي بالملحق (رويترز)

وتُسحب قرعة الملحق اليوم بمدينة نيون السويسرية؛ مقر الاتحاد القاري.

وتقام مباريات الملحق في 11 و12 و18 و19 فبراير (شباط) المقبل، وحُدِّد المتنافسون المحتملون في ثنائيات، بحيث يتواجه صاحبا المركزين الـ9 والـ10 مثلاً مع صاحبَي المركزين الـ23 والـ24. ويلعب صاحبا المركزين الـ11 والـ12 مع الـ21 والـ22...

وسيخوض الفريق الأفضل في ترتيب المجموعة الموحدة، مباراة الإياب على أرضه. ويمكن لفريقين من بلد واحد أن يتواجها في الملحق، خلافاً للنظام القديم الذي كان يسمح بتجنب هذا الأمر في ثمن النهائي. وستقام قرعة ثانية في 21 فبراير المقبل لتحديد مواجهات ثمن النهائي، حيث تنتظر الفرق أصحاب المراكز الـ8 الأولى المتأهلين من الملحق.

وفي قرعة الملحق اليوم، تُسحب المواجهات بين 4 فرق، مما يعني أن لكل فريق منافسَين محتملَين. على سبيل المثال؛ أنهى سلتيك الأسكوتلندي ومانشستر سيتي مرحلة الدوري في المركزين الـ21 والـ22 على الترتيب، وستوقعهما القرعة في مواجهة الريال أو بايرن، اللذين احتلا المركزين الـ11 والـ12 على الترتيب. والفائزان سيواجهان في دور الـ16 إما أتلتيكو مدريد الإسباني وإما باير ليفركوزن الألماني، اللذين احتلا المركزين الـ5 والـ6 على الترتيب.

والفرق التي احتلت المراكز من الـ9 إلى الـ16 (أتالانتا الإيطالي، وبوروسيا دورتموند الألماني، ومواطنه بايرن ميونيخ، وريال مدريد، وباريس سان جيرمان، وميلان، وآيندهوفن الهولندي، وبنفيكا البرتغالي) ستُصنَّف أولاً بالقرعة، وسيواجه كل منها فريقاً غير مصنف ضمن المراكز من الـ17 إلى الـ24 (موناكو وبريست الفرنسيان، وفينورد الهولندي، ويوفنتوس الإيطالي، وسلتيك، ومانشستر سيتي، وسبورتينغ لشبونة البرتغالي، وبروغ البلجيكي)، على أن تُلعب مباراة الإياب على أرض الفريق المصنف.

"غوارديولا يأمل تحسن مستوى السيتي قبل موعد الملحق... وأنشيلوتي متخوف من مسار ريال مدريد"

وحصلت الفرق التي احتلت المراكز الـ8 الأولى (ليفربول الإنجليزي، وبرشلونة الإسباني، وآرسنال الإنجليزي، وإنتر ميلان الإيطالي، وأتلتيكو مدريد، وليفركوزن الألماني، وليل الفرنسي، وآستون فيلا الإنجليزي) على تأهل مباشر إلى دور الـ16، وستظل هي الفرق المصنفة في الأدوار المتبقية.

لا توجد محاذير في القرعة، مما يعني أن الفرق التي التقت في مرحلة الدوري يمكن أن تتواجه مرة جديدة حتى ولو كانت من بلد واحد.

وبذلك تأكدت مواجهة باريس سان جيرمان مع أحد الفرق الفرنسية في مباريات الملحق؛ فسيواجه إما بريست وإما موناكو، فيما يمكن لميلان أن يواجه غريمه يوفنتوس والفائز منهما قد يقع أيضاً في مسار إنتر ميلان بربع النهائي. كما أن هناك احتمالية لوجود مواجهة ألمانية في دور الـ8 بين بايرن ميونيخ وليفركوزن.

كوفاتشيتش لاعب سيتي يحتفل وسط زملائه بتخطي عقبة بروج وتفادي الخروج من دوري الابطال (د ب ا)

وأعرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، بعد فوز فريقه 3 - صفر على بريست الفرنسي بالجولة الأخيرة وبعد بداية متواضعة لمشواره في البطولة خسر فيها 3 مرات في أول 5 مباريات، عن أمله في تجنب مواجهة مانشستر سيتي، وقال: «لا نحب مواجهة سيتي، لكن إذا تعين علينا ذلك، فسنفعل كما حدث في المناسبات الأخرى. إنها قرعة، وسنرى ما ستسفر عنه. للفوز بدوري الأبطال؛ عليك أن تفوز بكل مباراة». وقال البلجيكي تيبو كورتوا، حارس مرمى الريال: «إذا أردنا الفوز بهذه المسابقة، فعلينا التغلب على أفضل الفرق».

من جهته، استبعد الإسباني جوسيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، أن يكون فريقه قادراً على إحراز لقب دوري أبطال أوروبا بفورمته الحالية، لكنه أكد على الاستعداد بأفضل صورة عندما يواجه ريال مدريد أو بايرن ميونيخ في الملحق.

وعوض سيتي تأخره بهدف ليهزم كلوب بروغ البلجيكي 3 - 1 في الجولة الأخيرة ليتفادى الخروج من الدور الأول لأول مرة منذ عام 2012.

ويعاني سيتي من تراجع في المستوى بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، فهو يحتل المركز الرابع بفارق 12 نقطة عن ليفربول المتصدر. إلا إن غوارديولا أبدى ثقته بأن تصب عودة عدد من اللاعبين من الإصابة والتعاقدات الجديدة، مثل المصري عمر مرموش، والأوزبكي عبد القادر خوسانوف، والبرازيلي فيتور ريس، في مصلحة فريقه خلال الأسابيع المقبلة. وقال غوارديولا، رداً على سؤال بشأن قدرة بطل نسخة 2023 على الفوز باللقب القاري مجدداً: «حالياً لا. أنا واقعي... عاد مدريد بقوة فيما يخص النتائج، ويخوض بايرن موسماً مذهلاً مع فيني (المدرب البلجيكي فنسان كومباني). لو تعين علينا اللعب غداً فستكون الأمور صعبة، لكن في غضون أسبوعين لا نعلم. سوف نستعد جيداً، ونكون جاهزين، وسنحاول، وَلْنَرَ ما سيحدث».

وعلى الرغم من معاناته في النصف الأول من الموسم، فإن السيتي فاز بـ6 مباريات وتعادل في واحدة في مبارياته الـ8 الأخيرة. وأضاف غوارديولا: «على الأقل في الآونة الأخيرة نحقق نتائج جيدة. نحن في المركز الرابع بالدوري الإنجليزي، ولا ننافس على اللقب بأي حال من الأحوال، لكننا ما زلنا ضمن المربع».

وأردف: «في (كأس إنجلترا) نحن في المنافسة. في بعض الأحيان تكون الأمور مستحيلة اليوم ولكن غداً تتغير العقلية والأجواء، وأنا متأكد من أننا سنحاول التسبب في المشكلات لريال مدريد أو بايرن».

ولعب مصير السيتي؛ المهدد بالخروج، دوراً محورياً في جعل الجولة الأخيرة من الدور الأول للنسخة الأولى من البطولة بنموذجها «السويسري» عاملاً جاذباً. وثمن غوارديولا التغيير الذي طرأ على المراحل الأولى من المسابقة مما جعل المنافسة أكبر جاذبية بالنسبة إلى الجماهير، حتى لو تسبب ذلك له في مزيد من التوتر. ورأى أن كثيراً من الأندية الكبيرة الأخرى ستواجه معاناة مماثلة في المستقبل. وأوضح: «بصفتي مشاهداً؛ أمر جميل أن تتابع مواجهات لم تُحسم بعد (يقصد الملحق). المشكلة هي أننا نلعب كثيراً من المباريات... كنا على وشك الخروج. كنا على بعد 45 دقيقة من ذلك. إنه درس مذهل بالنسبة إليّ وإلى النادي بأنه لا شيء يُؤخذ على أنه مسلّم به. أهنئ الفريق؛ لأنه لا يزال يتمتع بالكبرياء، وسنرى إلى أين سنصل بعد أسبوعين».

لاعبو سيتي يحتفلون بتخطي عقبة بروج وتفادي الخروج من دوري الابطال (رويترز)

وعلق كومباني، مدرب بايرن ميونيخ، على تفادي فريقه خطر الخروج بالفوز 3 - 1 على سلوفان براتيسلافا، لينتظر صداماً صعباً بالملحق قائلاً: «تتعين علينا الآن استعادة الطاقة حتى نكون مستعدين لتلك المباريات. سيدخل سيتي وكذلك سلتيك، المنافسان المتوقعان، الدور الفاصل بمشاعر جيدة، ونحن بحاجة إلى أن نحظى بذلك أيضاً». وأضاف: «علينا تعزيز طاقتنا، والتحول إلى عقلية التطلع إلى تلك المباريات الكبرى، فنحن بصدد خوض مرحلة مهمة من البطولة يجب توقع صدامات صعبة فيها». وكان بايرن بحاجة إلى مزيد من الأهداف في مواجهة سلوفان من أجل الحصول على فرصة التأهل المباشر، لكن رغم حصوله على الفرص، فإنه لم يتمكن من تحسين النتيجة واستقبل هدفاً متأخراً ليحتل المركز الـ12 ويجبَر على خوض الملحق الفاصل.

وعلق كومباني: «علينا طيّ صفحة الدور الأول... كثير من الأمور ما زالت تحت سيطرتنا. نريد تغيير العقلية حتى نكون مفعمين بالطاقة لهذه المباريات المقبلة».

واعترف توماس مولر، مهاجم البايرن، بأن إنهاء مرحلة الدوري في أول 8 مراكز «كان صعباً للغاية»، «ولكن حالياً يتعين على الفريق أن يبذل أقصى ما في وسعه في ضوء النتائج التي حققها». وقال: «أردنا أن ننهي مرحلة الدوري في أول 8 مراكز. لم نفعل ذلك. ولكن إذا لم تحقق هدفك الأول، فستكون بحاجة إلى تصحيح الأمور. والآن مباريات الملحق آتية».