ما قصة بيع الأمير عبد الله بن مساعد لنادي شيفيلد يونايتد؟

عبد الله بن مساعد المالك السابق لشيفيلد يونايتد (شيفيلد يونايتد)
عبد الله بن مساعد المالك السابق لشيفيلد يونايتد (شيفيلد يونايتد)
TT

ما قصة بيع الأمير عبد الله بن مساعد لنادي شيفيلد يونايتد؟

عبد الله بن مساعد المالك السابق لشيفيلد يونايتد (شيفيلد يونايتد)
عبد الله بن مساعد المالك السابق لشيفيلد يونايتد (شيفيلد يونايتد)

استُكمل، الاثنين الماضي، كونسورتيوم أميركي، بقيادة رجلي الأعمال ستيف روزن وحلمي الطوخي، عملية الاستحواذ على نادي شيفيلد يونايتد.

ووفق شبكة «The Athletic»، ستدفع شركة «سي أو إتش سبورتس» للمالك السابق، الأمير عبد الله بن مساعد، 135 مليون دولار (111 مليون جنيه إسترليني) مقابل النادي وأصوله العقارية.

وتنهي عملية الاستحواذ هذه علاقة الأمير عبد الله مع شيفيلد، التي استمرت 11 عاماً، بعد أن اشترى 50 في المائة من النادي في عام 2013، قبل أن يتولّى السيطرة الكاملة في عام 2019، بعد أن كسب قضية قانونية ضد كيفن مكابي، الذي كان يمتلك الـ50 في المائة الأخرى.

وذكرت تقارير في بداية ديسمبر (كانون الأول) أن شيفيلد كان على وشك العثور على مالكين جديدين هما روزن والطوخي، بعد عملية بيع طويلة ومعقدة.

روزن هو مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة الأسهم الخاصة «ريسيلينس كابيتال بارتنرز» ومقرها كليفلاند، في حين الطوخي هو مؤسس شركة التكنولوجيا الحيوية «غاردانت هيلث» ومقرها كاليفورنيا.

كان شيفيلد يونايتد معروضاً للبيع منذ أكثر من 3 سنوات، وخلال هذه الفترة انهارت عروض من «المحتال المدان»، هنري موريس، وكذلك من دوزي موبوسي، الذي اتهمته وزارة العدل الأميركية بثلاث تهم بالاحتيال، وهو ما ينفيه.

هبط شيفيلد يونايتد من دوري الدرجة الأولى في نهاية موسم 2023-2024، بعد أن تذيّل جدول الترتيب بفارق 16 نقطة عن منطقة الأمان.

بدأ فريق المدرب كريس وايلدر هذا الموسم بخصم نقطتين من دوري البطولة الإنجليزية لكرة القدم، بسبب التأخر في دفع مستحقاته عن موسم 2022-2023. وعلى الرغم من ذلك، يتصدر شيفيلد ترتيب البطولة بفارق 4 نقاط عن بيرنلي صاحب المركز الثالث، بعد أن خاض 11 مباراة في الدوري دون هزيمة.

كيف وصلنا إلى هنا؟

حاول الأمير عبد الله بيع شيفيلد يونايتد منذ أكثر من 3 سنوات. في عام 2022، تلقى من رجل الأعمال الأميركي هنري موريس عرضاً بقيمة 115 مليون جنيه إسترليني، لكن هنري لم يتمكن من إتمام الصفقة، وسُجن لاحقاً في الولايات المتحدة بتهمة الاحتيال الإلكتروني.

في فبراير 2023، وافق رجل الأعمال النيجيري دوزي موبوسي على صفقة بقيمة 90 مليون جنيه إسترليني للنادي وأقرضهم المال، لكن عملية الاستحواذ المقترحة توقفت عندما رفض الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الموافقة عليه.

في نهاية عام 2023، وجّهت وزارة العدل الأميركية 3 تهم بالاحتيال إلى موبوسي، واتهمته لجنة الأوراق المالية والبورصات بإدارة عملية احتيال عالمية ذات حجم «مذهل»، لكنه نفى جميع التهم الموجهة إليه.

حتى إن عملية الاستحواذ على شركة «سي أو إتش سبورتس» كانت واسعة النطاق ومعقدة؛ حيث تم استبدال روزن والطوخي، بالقائدين الأولين للاتحاد، الإنجليزيين المقيمين في الولايات المتحدة، توم بيغ ودومينيك هيوز، هذا الصيف.

عانى النادي من مشكلات مالية في السنوات الأخيرة، وبدأ هذا الموسم بسالب نقطتين، بسبب تأخر عقوبة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بعد أن «تخلّف عن سداد عدد من المدفوعات لأندية أخرى» خلال موسم 2022-2023.

في مارس 2023، اضطر الرئيس التنفيذي، ستيفن بيتيس، إلى نفي التقارير العلنية التي تُفيد بأن النادي كان في خطر الدخول في الإدارة، لكنه اعترف بأن شيفيلد فشل في الدفع لعدد من الموردين في الوقت المحدد.

في موسم 2022-2023، سجّل شيفيلد خسارة قياسية قبل الضرائب بلغت 31.5 مليون جنيه إسترليني، أي ضعف عجز الموسم السابق. في حين أن النتائج المالية للموسم الماضي من المرجح أن تكون أفضل بكثير، بفضل دخل حقوق وسائل الإعلام المربح في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن النادي عاد إلى البطولة هذا الموسم بعد أن حصد 16 نقطة فقط من 38 مباراة، واستقبل 104 أهداف.

كما أن النادي لديه ديون مضمونة بأكثر من 50 مليون جنيه إسترليني، معظمها مستحق لبنك ماكواري الأسترالي.

إذن، ماذا الآن بالنسبة لشيفيلد يونايتد؟... مثل طفل متحمس ينتظر يوم عيد الميلاد، بدت الأيام القليلة الماضية طويلة للغاية بالنسبة لمشجعي شيفيلد.

لكن أخيراً، انتهت ملحمة الاستحواذ، التي بدأت عندما كان لا يزال هناك أمل في إحداث تأثير دائم في فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

إذن، ماذا يعني ذلك بالنسبة لفريق كريس وايلدر الذي يتصدر جدول الترتيب؟ الفائدة الأولى والأكثر وضوحاً يجب أن تظهر في يناير (كانون الثاني)، عندما تُفتح نافذة الانتدابات في منتصف الموسم.

لقد صنع وايلدر معجزة صغيرة لتغيير ليس فقط العقلية في برامال لين بعد فترة الموسم الماضي المحبطة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن أيضاً الفريق الذي تقدّم في السن، والذي انتهى سباقه.

يمكن رؤية قيمة هذا العمل داخل وخارج الملعب، من خلال جدول ترتيب البطولة. وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن فريق وايلدر بدأ الموسم بنقطتين ناقصتين بسبب الإخفاقات المالية التي تعرض لها النادي فإن هذا المركز الرفيع يبدو أكثر إثارة للإعجاب.

ومع ذلك، كما أظهرت الأسابيع الأخيرة مع تراجع الأداء -إن لم يكن بالضرورة النتائج- في غياب لاعبين أساسيين، مثل أنيل أحمدودزيتش وأوليفر أربلاستر، يحتاج شيفيلد إلى بعض الإضافات الجيدة لتعزيز مجموعة لطالما شعرت بأنها قليلة العدد، حتى لو كان الخيار الأول في التشكيلة الأساسية عندما يكون الجميع متاحاً.

قم بالتعاقدات الصحيحة في يناير، وقد يعود شيفيلد إلى الصفوة في الموسم المقبل. ربما حينها ستأتي الفائدة الأكبر على الإطلاق. لو كان شيفيلد قد صعد مرة أخرى تحت قيادة الأمير عبد الله، لصار هناك شعور حتمي بـ«الديجا فو»، تحت قيادة مالك كان قد أشرف على موسم 2023-2024 المحرج بسبب عدم امتلاكه الأموال اللازمة للمنافسة.

إذا كان الأمر يتعلق بالاختيار بين تكرار الموسم الذي شهد استقبال الفريق لرقم قياسي من الأهداف بلغ 104، أو البقاء في البطولة لسنوات أخرى، فمن المؤكد أن قطاعاً كبيراً من مشجعي شيفيلد سيكونون مع الخيار الثاني.

الوقت وحده كفيل بإثبات ما إذا كان المالكان الجديدان يملكان القدرة على تقديم الأفضل في أغنى دوري في العالم. ولكن على الأقل سيكون هناك تفاؤل إذا تمكّن شيفيلد من إنهاء المهمة، وتحقيق الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، كما أن الأمر سيكون مختلفاً هذه المرة.


مقالات ذات صلة

غوارديولا: على غريليش القتال لحجز مكانه في التشكيلة الأساسية

رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا: على غريليش القتال لحجز مكانه في التشكيلة الأساسية

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إن جاك غريليش يجب أن يقاتل من أجل حجز مكانه في التشكيلة الأساسية ولكي يستعيد المستوى الذي أظهره خلال الموسم الماضي

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أماد ديالو (رقم 16) يسجل هدف التعادل ليونايتد في مرمى ليفربول (رويترز)

يونايتد ينتزع تعادلاً مستحقاً أمام ليفربول في معقل «أنفيلد»

انتفض مانشستر يونايتد بعد سلسلةٍ من الخسائر، وخرج بتعادل مثير 2-2 أمام مضيفه ليفربول المتصدر في قمة مباريات الجولة العشرين للدوري الإنجليزي الممتاز، أمس، التي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونين كينسكي (أ.ب)

توتنهام يتعاقد مع الحارس التشيكي كينسكي

أعلن توتنهام هوتسبير، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم (الأحد)، تعاقده مع حارس المرمى التشيكي أنطونين كينسكي، قادماً من سلافيا براغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الثلوج تساقطت كثيراً في ليفربول (إ.ب.أ)

رغم تساقط الثلوج... مباراة ليفربول ويونايتد في موعدها

أعلن ناديا ليفربول ومانشستر يونايتد المنافسان في الدوري الإنجليزي الممتاز أن مباراتهما اليوم الأحد ستقام في موعدها رغم الظروف الجوية السيئة وتساقط الثلوج.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية أرتيتا مدرب آرسنال: قرار الحكم «لم أشاهد مثله في حياتي»

أرتيتا مدرب آرسنال: قرار الحكم «لم أشاهد مثله في حياتي»

قال ميكل أرتيتا مدرب آرسنال إن أخطاء بسيطة وراء التعادل 1 - 1 مع برايتون آند هوف ألبيون.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أزمة داني أولمو تُغرق برشلونة في حالة من الشك مرة جديدة

أولمو وسط حصار مدافعي اتلتيكو في أخر ظهور له بقميص برشلونة قبل تجدد أزمة قيده (اب)
أولمو وسط حصار مدافعي اتلتيكو في أخر ظهور له بقميص برشلونة قبل تجدد أزمة قيده (اب)
TT

أزمة داني أولمو تُغرق برشلونة في حالة من الشك مرة جديدة

أولمو وسط حصار مدافعي اتلتيكو في أخر ظهور له بقميص برشلونة قبل تجدد أزمة قيده (اب)
أولمو وسط حصار مدافعي اتلتيكو في أخر ظهور له بقميص برشلونة قبل تجدد أزمة قيده (اب)

بدءاً من 1 يناير (كانون الثاني) الحالي، تم حذف اسم داني أولمو - إلى جانب باو فيكتور الأقل شهرة - من القائمة الرسمية لبرشلونة المكونة من 33 لاعباً والمعتمدة من قبل رابطة الدوري الإسباني الممتاز، بقيادة خافيير تيباس.

وتم تسجيل اللاعب - الذي كلف خزينة برشلونة 51 مليون جنيه إسترليني في فترة الانتقالات الصيفية الماضية والفائز ببطولة كأس الأمم الأوروبية 2024 مع منتخب إسبانيا - بشكل استثنائي في النصف الأول من الموسم، لأن الوضع المالي الصعب لبرشلونة لم يتمكن من تلبية القيود الصارمة المتعلقة بسقف الأجور في الدوري الإسباني الممتاز.

سجل أولمو 6 أهداف في 15 مباراة هذا الموسم بجميع المسابقات، لكنه لن يتمكن من اللعب لبرشلونة مرة أخرى هذا الموسم، بعد أن رفضت المحكمة مرتين، استئناف برشلونة تسجيل اللاعب بشكل مؤقت للمرة الثانية، وما زال النادي الكاتالوني يكافح بين المحاكم المختلفة على أمل تسجيله هذا الأسبوع.

لابورتا رئيس برشلونة يواجة إنتقادات شديدة بسبب سياسة تعاقداته التي أغرقت النادي بالازمات (ا ب ا)

ولم يُدرج اسم أي من داني أولمو أو باو فيكتور في قائمة برشلونة خلال مواجهة باربسترو من الدرجة الرابعة في دور الـ16 من كأس الملك التي كانت المقررة مساء أول من أمس، والتي فاز بها الفريق الكاتالوني 4 - 0، ليعود الفريق إلى سكة الانتصارات بعد خسارتين أمام أتلتيكو مدريد وليغانيس في الدوري، ما أدى إلى ابتعاده 5 نقاط عن ريال مدريد المتصدر، و3 عن أتلتيكو الذي لعب مباراة أقل.

ويسافر برشلونة إلى جدة السعودية للقاء أتلتيك بلباو في نصف نهائي كأس السوبر الأربعاء، وفي حال تأهل إلى المباراة النهائية المقررة في 12 يناير، سيلعب مع الفائز من مواجهة ريال مدريد حامل اللقب، وريال مايوركا اللذين سيلعبان الخميس.

وكان برشلونة المُثقل بالديون قد سجل أولمو في الصيف باستخدام 80 في المائة من راتب المدافع المصاب كريستنسن، وذلك بفضل استثناء يسمح للأندية باستبدال لاعبيهم الغائبين لفترة طويلة.

وسيُشكّل الرحيل المجاني المُحتمل لأولمو بسبب مشكلة إدارية، ضربة مدمّرة ومحرجة لآمال برشلونة باستعادة لقب الدوري الذي تُوّج به الموسم قبل الماضي.

أولمو يسجل لبرشلون في مرمى إستاد بريست الفرنسي بدوري الأبطال (ا ب ا)

ووفقاً لرابطة الدوري الإسباني الممتاز، فقد رفضت المحكمة التسجيل الاحترازي لأولمو بعد «عدم استيفاء أي من الشروط اللازمة لتبني الإجراء الاحترازي». وتعكس هذه الخطوة الدرامية الأوقات الصعبة التي يمر بها النادي الكاتالوني بعد فشله في تقديم أي حل قابل للتطبيق لتسجيل لاعبين جدد قبل الموعد النهائي لتسجيل اللاعبين بالدوري في 31 ديسمبر (كانون الأول).

لقد تصاعدت التوترات داخل مكاتب النادي خلال اليومين الأخيرين بعد أن أصبح من الواضح أن خطته لتأمين الوثائق القانونية اللازمة لتسجيل أولمو وفيكتور قد انهارت تماماً، وهو ما قد يؤدي إلى ما يصفه البعض بالفضيحة الكاملة. ولا يزال برشلونة واثقاً من أنه سيحل هذه المشكلة، لكنه سيفتقد لخدمات أولمو، الذي يعد أحد أبرز نجومه، في الوقت الحالي.

وعلاوة على ذلك، فإن هذه الأزمة ستكون لها أبعاد رياضية ومالية كبيرة، كما ستكون لها تداعيات سلبية على سمعة النادي. وعلى أرض الملعب، يواجه برشلونة، بقيادة المدير الفني الألماني هانزي فليك، الآن، احتمال خسارة أهم صفقة عقدها خلال الصيف الماضي، في ظل احتمال رحيل اللاعب قريباً ومجاناً.

أولمو مازال ملتزما بالتدريب مع برشلونة رغم أزمة قيده (ا ب ا)

ومن الناحية المالية، يجب على برشلونة دفع كامل المبلغ البالغ 48 مليون يورو (40 مليون جنيه إسترليني) إلى لايبزيغ الألماني مقابل الحصول على خدمات أولمو، الذي يمتد عقده حتى عام 2030.

وسيتعين على برشلونة أيضاً أن يدفع القيمة الكاملة لعقد اللاعب، بموجب بند تمت إضافته إلى العقد، وهو ما يترك النادي يعاني من فجوة مالية تبلغ 120 مليون يورو (100 مليون جنيه إسترليني).

أما فيما يتعلق بسمعة برشلونة، فإن هذه الكارثة تشوه صورة النادي، خصوصاً صورة رئيسه، خوان لابورتا، الذي تم انتخابه في مارس (آذار) 2021. لقد أصبح لابورتا، الذي أشرف شخصياً على هذه القضية، في وضع حرج للغاية.

ومنذ رحيل الرئيس التنفيذي فيران ريفيرتر في أوائل عام 2022 واستقالة نائب الرئيس الاقتصادي إدوارد روميو في عام 2024 - اثنان من 20 مديراً غادروا بسبب عدم رضاهم عن الطريقة التي تُدار بها الأمور في النادي - رفض لابورتا تعيين أشخاص في هذه المناصب المهمة، وهو الأمر الذي يجعله مسؤولاً بمفرده عن هذه التداعيات.

وتدهور الوضع أكثر بعد أن تعرض برشلونة لهزيمتين قانونيتين خلال 72 ساعة من الموعد النهائي لتسجيل اللاعبين في الدوري الإسباني الممتاز، حيث رفضت المحاكم في برشلونة طلبات النادي باتخاذ تدابير مؤقتة لتسجيل أولمو وفيكتور. وبعد إغلاق هذه السبل، لجأ لابورتا إلى الاتحاد الإسباني لكرة القدم، طالباً تراخيص جديدة لكلا اللاعبين، وهو الأمر الذي لا تقبله رابطة الدوري الممتاز التي لا تسمح بتسجيل لاعب من قبل النادي نفسه مرتين في موسم واحد.

ولا توجد لدى الاتحاد الإسباني لكرة القدم، بقيادة رافائيل لوزان، رغبة كبيرة في تحدي رابطة الدوري الإسباني الممتاز، خصوصاً بعد تعيين خافيير تيباس (رئيس الرابطة) مؤخراً نائباً للرئيس لوزان، وهو الأمر الذي يعني أن استئنافات لابورتا ستكون من دون جدوى على الأرجح.

ويتمثل آخر بصيص أمل لبرشلونة في صفقة مقترحة لبيع مقاعد كبار الشخصيات في ملعب «سبوتيفاي كامب نو» المستقبلي، مقابل ما يتراوح بين 100 و120 مليون يورو - وهو مبلغ أقل بكثير مما كان يمكن للنادي الحصول عليه في ظل ظروف أفضل.

ويزعم برشلونة أن هذه الأموال قد دُفعت بالفعل، وإن كان ذلك بعد الموعد النهائي لرابطة الدوري الإسباني الممتاز، ويحاول الآن إقناع الرابطة بقبول الدفع والسماح بتسجيل اللاعبين. ومع ذلك، تؤكد رابطة الدوري الإسباني الممتاز أن برشلونة فشل في تقديم الوثائق المطلوبة قبل الموعد النهائي، وهو ما يعني أن النادي لا تُمكنه إعادة تسجيل أولمو أو فيكتور.

ومن المفارقات أنه في حين قد يُمنع برشلونة من إعادة تسجيل لاعبيه، فربما لا يزال بإمكانه التعاقد مع لاعبين جدد! لكن لكي يحدث ذلك، سيتعين على النادي أن يبيع المقاعد في ملعب لم يتم الانتهاء من تشييده حتى الآن!

لكن؛ ما الصعوبات المالية التي يواجهها برشلونة؟ إن الفشل في تسجيل أولمو وفيكتور ليس سوى أحد أعراض المشاكل المالية الكبيرة التي يواجهها برشلونة. وبعد 4 أشهر من الموعد النهائي الأولي للتسجيل، لم يستوفِ النادي بعد الضوابط المالية الصارمة لرابطة الدوري الإسباني الممتاز.

ولم تكن هذه أول حالة من الصعوبات المالية التي يواجهها النادي في عهد لابورتا. فقد كان بيع أعمال الوسائط الرقمية الخاصة بالنادي، والتي تحمل اسم «رؤية برشلونة»، في عام 2022، يهدف إلى زيادة الإيرادات، لكنه أدى بدلاً من ذلك إلى خسارة قدرها 141 مليون يورو في الموسم الماضي، ولم يتسلم النادي أموال البيع حتى الآن.

وعلى الرغم من الاتفاق المربح الجديد مع شركة «نايكي»، لا يزال برشلونة يواجه كثيراً من القيود المالية بسبب الديون المتراكمة التي تجاوزت مليار يورو، والتي تفاقمت بسبب سنوات من سوء الإدارة وتكاليف التشغيل المرتفعة، وهو الوضع الذي استمر تحت قيادة لابورتا.

أولمو قد يرحل مجانا عن برشلونة خلال يناير الحالي (ا ب ا)CUT OUT

بالإضافة إلى ذلك، أضاف تجديد ملعب «سبوتيفاي كامب نو» ما يقرب من 1.5 مليار يورو من الديون. وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن تؤدي إعادة افتتاح الملعب إلى تحقيق إيرادات كبيرة، فإنه لن يفعل الكثير لحل المأزق المالي الحالي.

لقد أدت هذه الإخفاقات المتكررة إلى تآكل الثقة في قيادة لابورتا، سواء داخل النادي أو عبر كرة القدم الإسبانية ككل. وتعرض لابورتا، الذي يتسم بالخطاب الشعبوي والهروب من المساءلة، لانتقادات مزدادة. وبدءاً من الفشل في الاحتفاظ بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وصولاً إلى عدم الوفاء بالمواعيد النهائية لإعادة افتتاح ملعب كامب نو، اتسمت فترة ولايته بالوعود غير المحققة والقرارات المثيرة للجدل.

لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق يتمثل في استعداده للتضحية باستقرار النادي على المدى الطويل من أجل تحقيق مكاسب قصيرة الأجل، من خلال بيع أجزاء من النادي ورهن مستقبله. وتعكس الجهود الأخيرة لبيع أجزاء من هوية النادي، مثل الصفقة المقترحة لبيع المقاعد المخصصة لكبار الشخصيات لمستثمرين من الشرق الأوسط، محاولة يائسة للتغلب على المشكلات المالية الحالية.

لكن ما الذي ينتظر برشلونة وأولمو بعد ذلك؟ تجب الإشارة إلى أن أزمة برشلونة أكثر من مجرد قضية مالية أو رياضية، فهي مسألة تتعلق بالهوية. لقد ألقت تصرفات لابورتا بظلالها على قيم النادي، وهو ما جعل المشجعين وأصحاب المصلحة يتساءلون عن الاتجاه الذي تسلكه إحدى أكثر المؤسسات شهرة في عالم كرة القدم.

لقد عكست مساهمات أولمو على أرض الملعب الفوضى المحيطة بتسجيله مع النادي الكاتالوني. في البداية، قدم أولمو مستويات مثيرة للإعجاب وسجل هدفاً بمعدل كل 63 دقيقة في مبارياته الثلاث الأولى، لكن سرعان ما تراجع مستواه بالتزامن مع تعرضه لبعض الإصابات والشكوك حول مستقبله، حيث سجل هدفاً واحداً فقط كل 207 دقائق في آخر 12 مباراة له.

وفي الوقت الحالي، لا يزال أولمو غير مسجل، في الوقت الذي يواجه فيه برشلونة حالة من الشك وعدم اليقين. وسيفكر النادي الكاتالوني في التوصل إلى اتفاق مع بعض اللاعبين لإنهاء عقودهم الحالية. وسيسمح هذا النهج للاعبين الذين تم إلغاء تسجيلهم بالانتقال إلى أندية أخرى من دون مقابل - ينتظر كثير من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الأمر للانقضاض والتعاقد مع هؤلاء اللاعبين.

ولو اتفق برشلونة مع اللاعبين على عدم تسجيلهم الآن وألا ينتقلوا إلى أندية أخرى، فلن يستمر ذلك إلا لمدة 6 أشهر فقط، وبالتحديد حتى 30 يونيو (حزيران)، وهو الوقت الذي ستتعين فيه على برشلونة إعادة التعاقد معهم مرة أخرى. ومع ذلك، لن يتم ذلك إلا إذا وافق اللاعبون أنفسهم.

ويحق لأولمو، وفقاً لعقده، بالفعل الرحيل الآن مجاناً دون أي تعويض لبرشلونة، لكنه سعيد في الوقت الحالي بالاستمرار في النادي الكاتالوني. وسيفكر النادي أيضاً في الذهاب إلى محكمة مدنية لطلب تدابير مؤقتة، مدعياً أنه سيتمكن من حل هذا الأمر عند إغلاق فترة الانتقالات الشتوية في 2 فبراير (شباط). لكن في ظل تشديد رابطة الدوري الإسباني الممتاز قبضتها على الأمور، يواجه النادي الكاتالوني، الذي كان قوياً في السابق، حقيقة قاسية وفقاً لمعارضي لابورتا الذين يقولون إنه من دون حدوث تغييرات جذرية في القيادة والاستراتيجية، فإن مستقبل النادي سيكون معرضاً لخطر كبير!

**عنوان فرعي**