من أونانا إلى ديلاب... لاعبون يقدمون مستويات مفاجئة هذا الموسم

نجوم أعادوا اكتشاف أنفسهم وآخرون خالفوا التوقعات بمستوياتهم المتميزة في الدوري الإنجليزي

(من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)
(من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)
TT

من أونانا إلى ديلاب... لاعبون يقدمون مستويات مفاجئة هذا الموسم

(من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)
(من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)

لاعبو نوتنغهام فورست يستحقون الإشادة بعد انطلاقتهم غير المتوقعة... وأونانا يأمل كسب ثقة أموريم بعد مرور 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، أعاد بعض النجوم اكتشاف أنفسهم بعد فترة تشكيك بمستواهم، وانطلقت أسماء أخرى كانت مغمورة لتحلق في سماء النجومية وسط توقعات بارتفاع أسهمها في سوق الانتقالات المقبلة. وهنا نستعرض بعض الأسماء التي خالفت التوقعات وقدمت مستويات لافتة منذ بداية هذا الموسم.

ديلاب(يمين) أعاد اكتشاف نفسه وأصبح ماكينة أهداف في إيبسويتش (رويترز)

أندريه أونانا (مانشستر يونايتد):

كان الموسم الأول لحارس المرمى الكاميروني في إنجلترا سيئا، حيث ساهمت أخطاؤه الكارثية في دوري أبطال أوروبا في خروج مانشستر يونايتد من دور المجموعات، كما أدت الأخطاء القاتلة التي ارتكبها على الصعيد المحلي إلى ظهور تساؤلات جدية حول مستقبله في ملعب «أولد ترافورد». لكن أونانا يقدم مستويات أفضل بكثير هذا الموسم، حيث لم يرتكب أي أخطاء ملحوظة وحافظ على نظافة شباكه في خمس مباريات من الـ11 الأولى للدوري، وهو أعلى معدل بين حراس المرمى في المسابقة. كما يتجاوز التوقعات فيما يتعلق بالتصدي للتسديدات المفاجئة، كما يمتلك معدل نجاح تمريرات أعلى بكثير من الموسم الماضي. ويقدم حارس المرمى الكاميروني مستويات مطمئنة بشكل غير متوقع رغم بداية مانشستر يونايتد السيئة لهذا الموسم أيضا.

ويتطلع أونانا لكسب ثقة مدرب مانشستر يونايتد الجديد البرتغالي روبن أموريم الذي بدأ مهامه الفعلية أمس، وقال: «تابعت طريقة لعب مدربنا الجديد مع فريق سبورتينغ لشبونة، يلعبون بطريقة مختلفة، لكن لاعبي مانشستر يونايتد قادرون على استيعاب أي خطة، وبالنسبة لي كحارس مرمى لن تكون هناك مشكلة».

مايكل كين من مغضوب عليه الى المنقذ في إيفرتون (رويترز)

أولا أينا (نوتنغهام فورست):

تم تمديد عقده لمدة عام واحد فقط في الصيف الماضي بعد موسم أول شهد مستويات متذبذبة مع نوتنغهام فورست تخللته رحلة للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية وتعرضه للإصابة. لقد لعب أينا بشكل جيد بما يكفي خلال الأشهر الثلاثة الماضية لجعل مسؤولي نوتنغهام فورست يشعرون بالندم على ترددهم في توقيع عقد طويل الأمد معه. وبعد أن بدأ الموسم في مركز الظهير الأيسر، تم تغيير مركز اللاعب النيجيري الدولي ليلعب ناحية اليمين بعد ثلاث مباريات، وقدم مستويات رائعة. ونجح أينا في القضاء تماما على خطورة جناح ليفربول لويس دياز خلال المباراة التي فاز فيها نوتنغهام فورست، وقدم في تلك المباراة أحد أفضل العروض الدفاعية لأي لاعب بمكانه هذا الموسم.

نيكولا ميلينكوفيتش (نوتنغهام فورست):

يُعد قائد منتخب صربيا نيوكلا ميلينكوفيتش من قصص النجاح الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ وصوله خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية مقابل 12 مليون جنيه إسترليني من فيورنتينا الإيطالي. انضم ميلينكوفيتش إلى فريق كان يستقبل الكثير من الأهداف من الكرات الثابتة في الموسم الماضي، لكنه لم يستغرق أي وقت للتأقلم مع الفريق، وساعد في تحويل دفاع الفريق بقيادة المدرب البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو إلى ثاني أقوى خط دفاع في الدوري الإنجليزي الممتاز. وعلى الرغم من أن تحركات نوتنغهام فورست العشوائية في سوق الانتقالات كانت موضع سخرية، فإن الشراكة المتميزة التي تم تشكيلها بين ميلينكوفيتش وزميله قلب الدفاع موريلو لعبت دورا حاسما في النتائج الجيدة التي يحققها الفريق في الدوري هذا الموسم.

يحمل اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً سجلاً كبيراً في المشاركات الدولية، حيث وصلت إلى 60 مباراة مع منتخب صربيا، ولعب جميع مباريات بلاده في دور المجموعات في كأس الأمم الأوروبية 2024، بما في ذلك المباراة التي خسرتها أمام إنجلترا بهدف دون رد.

روبنسون تألق بشكل لافت مع فولهام هذا الموسم (ا ف ب)

مايكل كين (إيفرتون):

لم يشارك مايكل كين سوى تسع مرات في الدوري الموسم الماضي، لكنه عادل بالفعل هذا العدد من المشاركات بعد مرور 11 جولة بالموسم الحالي. ومن شبه المؤكد أن كين كان أحد اللاعبين الأربعة أو الخمسة الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم والذين اعترف المدير الفني للفريق شون دايك بأن مشجعي إيفرتون لا يريدون رؤيتهم في فريقه، ومن غير المرجح أن يحتفظ اللاعب البالغ من العمر 31 عاماً بمكانه في التشكيلة الأساسية بعد عودة جاراد برانثويت من الإصابة، لكنه قدم مستويات جيدة عندما شارك في المباريات، بل وسجل هدفين رائعين، أحدهما من تسديدة قوية بقدمه اليسرى في سقف المرمى من زاوية ضيقة في مرمى إيبسويتش تاون، وهو الهدف الذي أسكت أشد منتقديه.

أنتوني روبنسون (فولهام):

على الرغم من أن تحسن أداء روبنسون من موسم لآخر لم يفاجئ مشجعي فولهام، فإن المستويات الرائعة التي يقدمها هذا الموسم قد أثارت دهشة أولئك الذين لم يعتادوا رؤيته وهو يلعب. يحتل روبنسون المرتبة الثالثة بين مدافعي الدوري الإنجليزي الممتاز فيما يتعلق باستخلاص الكرة عن طريق التاكلينغ وإفساد الهجمات، كما يقدم مستويات استثنائية مع فريق فولهام الذي يؤدي أيضا بشكل أفضل من المتوقع. لقد نجح اللاعب الأميركي الدولي في تقديم أداء ثابت في الناحية اليسرى، ولم يتفوق عليه أي مدافع آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز من حيث صناعة الأهداف، حيث صنع ثلاثة أهداف. وفي ظل المستويات الرائعة التي يقدمها حاليا، يمكن القول إن روبنسون، البالغ من العمر 27 عاما، هو أفضل ظهير أيسر في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ريان غرافينبيرتش (ليفربول):

كان غرافينبيرتش لاعباً مهمشاً تحت قيادة المدير الفني السابق لليفربول يورغن كلوب، لكن لم يتطلب الأمر سوى 11 مباراة فقط هذا الموسم ليصبح النجم الهولندي نجما لا يمكن الاستغناء عنه في خط وسط الفريق، بل ولم يكن جمهور ليفربول يصدق أن فريقه يمتلك لاعبا بمثل هذه المواصفات بالفعل. ويتألق النجم الهولندي الشاب في دوره كمحور ارتكاز في طريقة اللعب التي يفضلها أرني سلوت، وهو نفس المركز الذي كان غرافينبيرتش يلعب فيه من قبل مع أياكس. وقال لاعب خط الوسط الذي شارك في التشكيلة الأساسية في كل مباريات ليفربول الـ 11 في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن، ولم يتم استبداله إلا في مباراة واحدة فقط: «هذا الموسم هدفي هو اللعب أكثر مما لعبته الموسم الماضي، وأنا في طريقي لتحقيق ذلك».

بابي سار (توتنهام):

عندما عاد توتنهام هوتسبر بعد التأخر في النتيجة ليفوز على أستون فيلا، كان سار هو اللاعب الأبرز في المباراة، فقد نجح اللاعب السنغالي الدولي البالغ من العمر 22 عاماً في استخلاص الكرة تسع مرات في خط الوسط، وأدت انطلاقاته المباشرة نحو مرمى الفريق الزائر إلى هدفين من أهداف فريقه الأربعة. ويبدو أن المستويات المذهلة التي يقدمها اللاعب الذي لا يتوقف عن الركض، والذي كون شراكة ممتازة مع ديان كولوسيفسكي في خط وسط السبيرز تحت قيادة أنغي بوستيكوغلو، كانت سبباً في إبعاد جيمس ماديسون عن التشكيلة الأساسية، على الرغم من أن اللاعب الإنجليزي الدولي لم يرتكب الكثير من الأخطاء.

ماثيوس نونيز (مانشستر سيتي):

بعد أن كان لاعبا مهمشا خلال الموسم الماضي بعد انتقاله لمانشستر سيتي قادما من وولفرهامبتون، استغل نونيز غياب كثير من نجوم الفريق بداعي الإصابة وشارك في التشكيلة الأساسية نفذ التعليمات والمهام التي طالبه بها المدير الفني جوسيب غوارديولا. يلعب نونيز في الأساس في قلب خط الوسط، لكن تم تغيير مركزه ليلعب على الناحية اليسرى، وسجل ثلاثة أهداف في جميع المسابقات، وقدم أربع تمريرات حاسمة وخلق سبع فرص محققة. وحتى مع عودة جاك غريليش وجيرمي دوكو، فإن اللاعب البالغ من العمر 26 عاما قد قدم ما يكفي للاستمرار في التشكيلة الأساسية للسيتي.

فاكوندو بونانوتي (ليستر سيتي):

انضم الجناح الأرجنتيني الشاب فاكوندو بونانوتي على سبيل الإعارة من برايتون إلى فريق صاعد كان من المرجح أن يعاني بشدة، لكنه سرعان ما ترك بصمة واضحة على أداء الفريق. ونجح بونانوتي في معادلة حصيلة الموسم الماضي، مسجلا ثلاثة أهداف وصانعا لهدفين آخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز. ويمتاز النجم الأرجنتيني الشاب باللعب المباشر على المرمى، ولا يخشى مواجهة المدافعين، ولديه نفس القدر من الحماس للقيام بواجباته الدفاعية.

كريس وود (نوتنغهام فورست):

لم يتوقع أحد أن ينافس هذا اللاعب الذي يبلغ من العمر ثلاثين عاماً على جائزة الحذاء الذهبي كهداف للدوري، لكنه سجل ثمانية أهداف، وهو نفس عدد الأهداف التي سجلها محمد صلاح وبريان مبيومو، ولا يتفوق عليه في قائمة الهدافين سوى إيرلينغ هالاند مهاجم مانشستر سيتي. ويقدم المهاجم الوحيد في طريقة 4-2-3-1 التي يعتمد عليها نونو إسبيريتو سانتو، مستويات رائعة ويبذل مجهودا خرافيا داخل الملعب، كما يستفيد أيضا من الأداء الرائع الذي يقدمه كل من مورغان غيبس وايت وأنتوني إلانغا وكالوم هدسون أودوي من خلفه. ربما لا يجيد وود ألعاب الهواء كما ينبغي، لكنه يسجل أهدافا حاسمة، حيث ساهمت كل أهدافه الثمانية في حصول فريقه على نقاط، وهو الأمر الذي جعل نوتنغهام فورست يحتل المركز الخامس في جدول الترتيب.

ليام ديلاب (إيبسويتش تاون):

على الرغم من أن ليام ديلاب لم يتجاوز الحادية والعشرين من عمره، فإنه كان يتعين عليه أن يثبت شيئا ما عندما انتقل إلى إيبسويتش تاون بعد ثلاث فترات إعارة مخيبة للآمال من مانشستر سيتي إلى أندية مختلفة في دوري الدرجة الأولى. وبعد أن شارك مهاجما نتيجة فشل إيبسويتش تاون في تدعيم خط الهجوم في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، بدأ ديلاب في التسجيل بهدف من مجهود فردي رائع في مرمى فولهام، ومنذ ذلك الحين أضاف خمسة أهداف أخرى. إنه يمتلك سرعة فائقة ويجيد التمرير ويخلق مشكلات لا حصر لها للمدافعين، ويجيد التسديد بقوة، ومن الواضح أنه نجح في رد الدين للمدير الفني كيران ماكينا بعد أن منحه ثقة كبيرة في التشكيلة الأساسية للفريق.

من الصعب العثور على مهاجم صريح يبلغ من العمر 21 عاماً في الدوري الإنجليزي الممتاز يمتلك إمكانات مماثلة لديلاب، وقد تستمر معركة إيبسويتش تاون ضد الهبوط حتى النهاية، لكن من خلال الاستثمار في لاعب مرشح بقوة للانضمام إلى قائمة المنتخب الإنجليزي، فقد يكون النادي في أمان بالمستقبل.

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

رياضة عالمية  توخيل يستهل مشواره مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات «مونديال 2026»... (موقع الاتحاد الإنجليزي)

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

بعد الفوز على منتخب جمهورية آيرلندا بخماسية نظيفة، يوم الأحد، على ملعب «ويمبلي»، ضَمن منتخب إنجلترا الصعود مرة أخرى إلى المستوى الأول لـ«دوري الأمم الأوروبية»

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية باتريك فييرا (رويترز)

جنوى يعين فييرا مدرباً له خلفاً لغيلاردينو

ذكرت شبكة «سكاي سبورت إيطاليا»، الثلاثاء، أن جنوى المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم انفصل عن مدربه ألبرتو غيلاردينو، وعيَّن باتريك فييرا.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات يفتقد الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة (رويترز)

الإصابة تحرم منتخب إنجلترا للسيدات من لورين وإيلا تون

يفتقد منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة في مباراتي الفريق الوديتين ضد الولايات المتحدة وسويسرا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم يقود تدريبه الأول مع مانشستر يونايتد

قاد البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، تدريبات الفريق للمرة الأولى في كارينغتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كارسلي (رويترز)

كارسلي: إنجلترا تملك الأدوات التي تساعدها للفوز بكأس العالم

قال لي كارسلي المدرب المؤقت لمنتخب إنجلترا لكرة القدم، إن المدرب الجديد توماس توخيل يملك كل الأدوات التي يحتاجها للفوز بكأس العالم 2026.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

توخيل يبدأ مشوارة مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات مونديال 2026 (موقع الاتحاد الانجليزي)
توخيل يبدأ مشوارة مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات مونديال 2026 (موقع الاتحاد الانجليزي)
TT

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

توخيل يبدأ مشوارة مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات مونديال 2026 (موقع الاتحاد الانجليزي)
توخيل يبدأ مشوارة مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات مونديال 2026 (موقع الاتحاد الانجليزي)

بعد الفوز على منتخب جمهورية آيرلندا بخماسية نظيفة، يوم الأحد، على ملعب «ويمبلي»، ضَمن منتخب إنجلترا الصعود مرة أخرى إلى المستوى الأول لـ«دوري الأمم الأوروبية»، وهو ما يعني بشكل كبير أن المدرب الألماني توماس توخيل يمكن أن يبدأ ولايته مع منتخب الأسود الثلاثة بمباريات التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في مارس (آذار)، بدلاً من مباراة فاصلة في مسابقة مختلفة.

ويشير عقد توخيل القصير والممتد لـ18 شهراً إلى التركيز الشديد على مهمة واحدة فقط؛ هي الفوز بالمونديال المقبل. لقد وصلت إنجلترا إلى ما قبل نهائي كأس العالم عام 2018 وإلى المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية مرتين متتاليتين تحت قيادة المدير الفني السابق غاريث ساوثغيت، وحقق المدير الفني المؤقت لي كارسلي 5 انتصارات من المباريات الست التي تولى القيادة فيها. وتشير النتيجة الكبيرة التي حققتها إنجلترا على ملعب «ويمبلي»، والتي تحققت بفضل أهداف هاري كين، وأنطوني غوردون، وكونور غالاغر، وجارود بوين، وتايلور هارود بيلس، إلى أن المنتخب الإنجليزي يتقدم بشكل جيد.

واتكينز اثبت انه يستحق أن يكون اساسيا في خط هجوم إنجلترا (ا ف ب)

ووضع كارسلي، الذي سيعود لقيادة منتخب الشباب، الضغوط مبكراً على توماس توخيل، مؤكداً أن منتخب إنجلترا يملك كل الأدوات التي يحتاجها للفوز بكأس العالم عام 2026، «لكن على المدرب الألماني إيجاد التوازن الصحيح للفريق، والذي سيكون أمراً أساسياً».

وأعلن الاتحاد الإنجليزي الشهر الماضي تعيين توخيل، الذي سبق له تدريب أندية باريس سان جيرمان وتشيلسي وبايرن ميونيخ، وسيتولى المسؤولية في يناير (كانون الثاني) المقبل.

ولم تفز إنجلترا بكأس العالم أو بأي بطولة كبرى أخرى منذ عام 1966، لكن كارسلي (50 عاماً) يرى أن توخيل سيكون لديه فريق قادر على تحقيق الإنجاز الكبير، وقال: «أعتقد أننا في وضع جيد لتحقيق ذلك. لدينا الموهبة لإنجاز ذلك. كل ما نحتاجه هو استخدامها... علينا فقط أن نجد هذا التوازن».

هاري كين قائد منتخب إنجلترا (يسار) يسجل من ركلة جزاء في مرمى جمهورية ايرلندا (رويترز)

لكن توخيل سيواجه كثيراً من المشكلات التي يتعين عليه حلها عندما يبدأ العمل بداية من العام الجديد. فما الذي سيهمن على أفكاره مع سعي إنجلترا إلى إنهاء انتظار استمر 60 عاماً للفوز ببطولة كبرى في عام 2026؟ ويرى جيمس أولي في تقرير كتبه على موقع «إي إس بي إن»، أن هناك 5 أشياء لا بد على توخيل من العمل عليها؛ هي:

ما الذي يجب فعله مع هاري كين؟

كانت ركلة الجزاء التي سجلها كين خلال الدقيقة الـ53 في مرمى آيرلندا هي الهدف الدولي رقم 69 للنجم الإنجليزي الكبير، في إنجاز غير مسبوق، وذلك في نهاية أسبوع تحدث فيه كثيراً عن مستويات الالتزام المطلوبة للعب مع المنتخب الإنجليزي. فقد أعرب اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، عن خيبة أمله نتيجة اعتذار عدد من اللاعبين من عدم الانضمام إلى المنتخب الإنجليزي هذا الشهر، مشيراً إلى حاجة إنجلترا إلى الحفاظ على الثقافة الإيجابية التي زرعها ساوثغيت، وأكد على أنه يجب ألا يُسمح للاعبين بتحديد الوقت الذي يمكن أن يلعبوا فيه مع منتخب بلادهم!

كارسلي قدم العديد من الوجوه الابه في فترته المؤقته (رويترز)

ويعتقد بعض المقربين من المنتخب الإنجليزي أن هذا كان، على الأقل بصورة جزئية، رداً على بعض الانتقادات التي تعرض لها كين في بطولة كأس الأمم الأوروبية، عندما بدا بعيداً عن أفضل مستوياته، لكنه شارك في كل المباريات حتى وصول الفريق إلى المباراة النهائية.

لم يشكَّك في ولاء كين لإنجلترا مطلقاً، لكن أحقيته في المشاركة أساسياً مع المنتخب الإنجليزي كانت موضع شك في الآونة الأخيرة. وتصريحاته الأخيرة تعدّ تذكيراً بسطوته بعد السنوات الطويلة التي خدم فيها منتخب بلاده على النحو الأمثل.

ومع ذلك، يجب أن نقول إنه بعد إراحة كين لمصلحة أولي واتكينز ضد اليونان، ظهر كين بشكل مخيب للآمال عندما واجهت إنجلترا صعوبات كبيرة في اختراق دفاع آيرلندا في الشوط الأول، وأدت البطاقة الحمراء التي حصل عليها ليام سكيلز في الدقيقة الـ51 لإسقاطه جود بيلينغهام داخل منطقة الجزاء، إلى إنهاء أي خطر من المباراة وسمحت للمنتخب الإنجليزي بتسجيل عدد كبير من الأهداف بعد ذلك.

بيكفورد حارس إنجلترا مرشح للعب دور قيادي بالمنتخب (اب)

توخيل، الذي كان وراء تعاقد كين مع بايرن ميونيخ انتقالاً من توتنهام، من المؤكد أنه سيتمسك بالمهاجم المخضرم بوصفه خياراً رئيسياً للمنتخب الإنجليزي. ومع ذلك، يواصل واتكينز العمل بكل قوة من أجل الحصول على وقت للعب، بينما سيكون دومينيك سولانكي منافساً حقيقياً أيضاً على الدخول في التشكيلة الأساسية حال استمرار تألقه مع توتنهام.

تحديد قادة الفريق والحفاظ على ثقافة المنتخب

يمكن القول إن التعاقد مع توخيل بدلاً من ساوثغيت يُعدّ تطوراً من الناحية التكتيكية والخططية، لكن هناك دائماً خطر فقدان أمور أخرى خلال هذه المرحلة الانتقالية؛ أبرزها إعادة العلاقة القوية بين المنتخب الإنجليزي والجمهور، وجعل اللاعبين أكثر رغبة في اللعب على المستوى الدولي مرة أخرى. من المرجح أن يكون توخيل على دراية بأنه كانت هناك إشاعات حول توترات داخلية في معسكر المنتخب الإنجليزي ببطولة «كأس الأمم الأوروبية 2024». وكانت المجموعة القيادية التي اختارها ساوثغيت في تلك البطولة تتكون من كين وديكلان رايس وبيلينغهام وكايل ووكر. سيكون من السهل على توخيل الاحتفاظ بهذا الرباعي؛ نظراً إلى أن اللاعبين الأربعة سيشاركون على الأرجح في نهائيات كأس العالم، لكنه قد يتطلع إلى فرض سلطته على الفريق عبر إجراء بعض التغييرات. ويُعد جوردان بيكفورد مرشحاً واضحاً لتأدية دور قيادي؛ نظراً إلى خبراته الدولية الكبيرة التي وصلت إلى المشاركة في 73 مباراة دولية، كما كان بوكايو ساكا قائداً لآرسنال في بعض الأحيان خلال مدة غياب مارتن أوديغارد بسبب الإصابة.

السيطرة على خط الوسط

في الدقيقة الـ76 من المباراة النهائية في «كأس الأمم الأوروبية 2024»، وبينما كانت النتيجة هي التعادل بهدف لكل فريق، كانت إسبانيا تقدم مستويات متذبذبة. كان كول بالمر قد أحرز للتو هدف التعادل، واستمتعت إنجلترا بمدة من الاستحواذ المستمر على الكرة بعد فترة وجيزة من استئناف اللعب، وحصلت على رمية تماس قريبة مع نقطة الجزاء، وكان ووكر مستعداً لتنفيذها بشكل طويل مثل الركلة الركنية حيث ينتظر فيل فودين وواتكينز وساكا داخل منطقة الجزاء وخلفهم رايس. لم يلعب ووكر الكرة إلى أي من هؤلاء، لكنه بدلاً من ذلك استدار ولعب الكرة باتجاه خط الوسط، حيث تسلمها جون ستونز، الذي أعادها بدوره إلى حارس المرمى بيكفورد الذي سددها قوية للأمام لتخرج من الناحية الأخرى من الملعب مهدراً فرصة مهمة.

وقال ساوثغيت في حديثه عن هذه اللعبة الغريبة: «لقد كانت لدينا بالتأكيد فرصة للاحتفاظ بالكرة في تلك المنطقة من الملعب، لكننا لعبنا الكرة للخلف، ثم كانت هناك فترة طويلة بعد ذلك لم نتمكن خلالها من فرض استحواذنا».

في الحقيقة، يستحق ساوثغيت الثناء لنجاحه في تحويل إنجلترا إلى قوة لا يستهان بها في البطولات الكبرى، لكن لا بد من وجود حل للانهيار في الأوقات الحاسمة. لقد كانت إنجلترا قريبة للغاية من التتويج في «يورو 2020» التي خسرتها بركلات الترجيح، وبدرجة أقل عندما خسرت أمام فرنسا بفارق ضئيل في ربع النهائي من «كأس العالم 2022».

لقد كان أحد الأسباب الرئيسية لخروج إنجلترا من البطولة تحت قيادة ساوثغيت عدم قدرتها على السيطرة على المباراة لمدة كافية؛ بعد التقدم بهدف دون رد على كرواتيا في نصف نهائي «كأس العالم 2018»، والتقدم بهدف دون رد على إيطاليا في نهائي «أوروبا 2020»، وأمام إسبانيا في نهائي «أوروبا» هذا الصيف. وصرح ساوثغيت بأن ذلك يعود إلى الإرهاق، وأن قوة الدوري الإنجليزي الممتاز تؤثر بالسلب على المنتخب.

لن يتمكن توخيل من فعل الكثير فيما يتعلق بجدول المباريات المزدحم، لكن من المثير للاهتمام في هذا السياق أن كارسلي وكين أشارا إلى الرغبة في التحكم بشكل أكبر بالمباريات.

اختيار أفضل اللاعبين الشباب

لقد أوضح كل من توخيل والاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن المدير الفني الألماني لن يستمر لمدة طويلة. وكان الهدف الأساسي من توقيع عقد قصير الأجل، على حد تعبير توخيل، هو أن «الشيء الذي يمكن أن يثير حماسي حقاً هو الإطار الزمني الذي يبلغ 18 شهراً، والذي يجعلني أيضاً لا أفقد تركيزي، وهو ما يصب في مصلحتنا جميعاً».

ويتمثل الهدف الوحيد لتوخيل في الفوز بـ«كأس العالم 2026»، وبالتالي لن يسعى لتكوين فريق للمستقبل يضم عدداً كبيراً من اللاعبين الشباب، بل سيركز على الفريق القادر على تحقيق هدفه في المونديال المقبل.

كانت فترة كارسلي القصيرة مفيدة في هذا الصدد، فقد منح المدير الفني المؤقت كلاً من غوميز وكورتيس جونز ونوني مادويكي ولويس هول ومورغان روجرز ومورغان غيبس وايت فرصة المشاركة مع المنتخب الإنجليزي لأول مرة، قبل أن يضم تينو ليفرامينتو وهاروود بيليس إلى تلك القائمة ضد آيرلندا. إن ما بدا شيئاً سلبياً بشأن اعتذار لاعبِين من عدم الانضمام للمنتخب الإنجليزي ربما أدى في نهاية المطاف إلى ظهور عدد من اللاعبين القادرين على تدعيم كثير من المراكز بشكل جيد. لقد استغل كارسلي نقاط قوته من خلال الاعتماد على عدد من اللاعبين الذين تولى قيادتهم في المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً. من غير المرجح أن يحذو توخيل حذوه، حيث المتوقع أن يعود إلى الاعتماد على أصحاب الخبرة المؤثرين في مدته القصيرة.

منح المدرب المؤقت كارسلي كثيراً من الوجوه الشابة الفرصة... بينما يحبذ توخيل الاعتماد على الخبرات في مدته القصيرة

إيجاد حل لمشكلة الظهير الأيسر

لقد تحول إعجاب ساوثغيت بلوك شو في مركز الظهير الأيسر إلى إحباط تام بمرور الوقت. لقد كان اختيار شو لخوض نهائيات «كأس الأمم الأوروبية 2024»، رغم أن مدافع مانشستر يونايتد لم يركل الكرة منذ فبراير (شباط) بسبب إصابة في أوتار الركبة، محل استغراب، لكن عدم وجود بديل طبيعي جعل المنتخب الإنجليزي يظهر بشكل غير متوازن تماماً خلال الصيف. لقد بذل كيران تريبيير، الذي اعتزل اللعب الدولي الآن، قصارى جهده ولعب بكل شجاعة، وكان شو لائقاً بما يكفي للمشاركة في المباراة النهائية، لكن هناك حاجة ماسة إلى وجود خيار طويل الأمد في هذا المركز. لا يزال شو قادراً على ذلك، فهو يبلغ من العمر 29 عاماً فقط، لكن مشكلات الإصابات لا تزال مستمرة معه هذا الموسم، وقد يبحث توخيل عن بديل له. لقد اعتمد كارسلي على 4 لاعبين مختلفين في مركز الظهير الأيسر خلال مبارياته الست: ليفي كولويل، وريكو لويس، وترينت ألكسندر آرنولد، وهال. وربما كان لويس هو اللاعب الأكبر إثارة للإعجاب خلال هذا الخريف؛ فقد دخل إلى عمق الملعب أكثر من مرة من الناحية اليسرى للمساعدة في اختراق دفاعات اليونان، لكن هال أعطى توازناً أكبر للمنتخب الإنجليزي.