خسارة تايسون في سن الـ58 أمام صانع المحتوى بول

تايسون سدد لكمات قليلة أزعجت منافسه أمام سبعين ألف متفرج

تايسون لم يستبعد خوض نزالات جديدة (أ.ب)
تايسون لم يستبعد خوض نزالات جديدة (أ.ب)
TT

خسارة تايسون في سن الـ58 أمام صانع المحتوى بول

تايسون لم يستبعد خوض نزالات جديدة (أ.ب)
تايسون لم يستبعد خوض نزالات جديدة (أ.ب)

انتهت العودة المثيرة للجدل للملاكم الأميركي مايك تايسون بخسارته أمام صانع المحتوى على موقع «يوتيوب» مواطنه جايك بول، بإجماع الحكام الجمعة في تكساس.

وأخفق تايسون (58 عاما) في تسديد اللكمات الهامة خلال نزال من ثماني جولات، حسمه بول بفارق كبير بالنقاط (80-72، 79-73، 79-73).

واستخدم بول (27 عاما) سرعته وتحركاته للهيمنة على تايسون المتقدم في السن، ووضع بطل العالم السابق في الوزن الثقيل في مأزق عندما وجه له سلسلة من اللكمات في الجولة الثالثة.

بيد أن المقاتل الشاب أخفق في توجيه ضربة قاضية وعد بها الخميس خلال عملية قياس الأوزان المتوترة، عندما صفعه تايسون على وجهه.

ولم ينجح تايسون سوى في تسديد لكمات قليلة أزعجت بول، أمام سبعين ألف متفرج في ملعب «إيه تي آند تي» وملايين المتفرجين حول العالم.

تايسون أشاد بجودة خصمه الذي نجح في تحويل مسيرته من صانع محتوى شهير إلى ملاكم (إ.ب.أ)

وأظهرت الإحصائيات أن تايسون نجح في إصابة خصمه بـ18 لكمة من 97 محاولة، مقابل 78 لبول من 278 محاولة.

ومع اقتراب النزال من لحظاته الأخيرة، انحنى بول احتراما لتايسون قبل أن يرن الجرس معلنا نهاية النزال.

قال بول بعد معانقة تايسون إثر النزال: «قبل أي شيء، مايك تايسون، هذا شرف عظيم. فلنصفق لمايك».

وتابع: «هو أعظم من قام بهذا العمل. هو أعظم ملاكم في التاريخ، هو أسطورة. هو ملهمي، ولم أكن لأوجد هنا من دونه. هذا الرجل أيقونة، ويشرفني أن أتواجه معه. من الواضح أنه أقوى رجل على وجه الأرض، كانت مواجهته في غاية الصعوبة كما توقعتها».

في المقابل، قال تايسون إنه راض عن أدائه، رغم النزال من طرف واحد، «أتيت لأقاتل. لم أثبت أي شيء لأحد، بل لنفسي فقط... أنا سعيد بما أقوم به».

وخاض تايسون النزال وهو يعاني من إصابة بركبته اليمنى، لكنه قال إنها لم تؤثر على أدائه، «لن أتحجج بذلك. لو قمت بذلك لما حضرت هنا».

لكن تايسون أشاد بجودة خصمه الذي نجح في تحويل مسيرته من صانع محتوى شهير على موقع «يوتيوب» إلى نزالات الملاكمة المربحة مثل حدث الجمعة الذي موله وبثه عملاق البث التدفقي «نتفليكس».

قال تايسون الذي لم يستبعد خوض نزالات جديدة: «هو ملاكم جيد جدا». وعما إذا كان نزال الجمعة هو الأخير له، أضاف: «لا أعلم. يتوقف الأمر على الظروف».

وحصل تايسون بحسب تقارير على 20 مليون دولار أميركي لخوض نزال الجمعة، وذلك بعد 19 عاما على نزاله الرسمي الأخير الذي خسره بالضربة القاضية ضد الإيرلندي كيفن ماكبرايد في 2005.

وكان من المقرر في البداية أن يقام النزال في يوليو (حزيران) ولكن تأجل في مايو (أيار) بعدما احتاج تايسون إلى علاج طبي على متن رحلة جويّة بين ميامي ولوس أنجليس بعد تقيؤ الدم بسبب قرحة نازفة.

وفّرت هذه الحادثة مادة دسمة لكثير من المنتقدين الذين أدانوا نزال الجمعة واعتبروه أشبه بـ«عرض في سيرك» يقدّم مستوى غير مقبول من المخاطرة بالنسبة لتايسون، أصغر بطل للوزن الثقيل في التاريخ في عام 1986، في سن 20 عاما وأربعة أشهر.

ووُلد بول قبل ستة أشهر من قضم تايسون لجزء من أذن إيفاندر هوليفيلد في «نزال القرن» عام 1997.

ومنذ نزاله الأول أمام صانع محتوى آخر على «يوتيوب» في عام 2018، ارتدى بول القفازات لمنازلة لاعب كرة سلة ونجوم في فنون القتال المختلطة (إم إم إيه) وملاكمين محترفين. في 12 نزالا، فاز بـ11، سبعة منها بالضربة القاضية، وخسر مرة واحدة.


مقالات ذات صلة

موسم الرياض... المكسيكي زوردو بطلاً لنزال «الليلة اللاتينية»

رياضة سعودية البطل المكسيكي لحظة تتويجة (موسم الرياض)

موسم الرياض... المكسيكي زوردو بطلاً لنزال «الليلة اللاتينية»

توج الملاكم المكسيكي "زوردو" بطلا لنزال "الليلة اللاتينية" في الرياض، وذلك بعد فوزه على منافسه البريطاني "بيلام سميث" بالنقاط.

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة سعودية اكتمال الاستعدادات النهائية لانطلاق نزال الليلة اللاتينية (موسم الرياض)

موسم الرياض: ترقب جماهيري كبير لانطلاق نزال «الليلة اللاتينية»

اكتملت الاستعدادات النهائية لانطلاق نزال الليلة اللاتينية، السبت، ضمن فعاليات موسم الرياض 2024.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية أجواء التحدي تسبق نزال «الليلة اللاتينية» التاريخية (موسم الرياض)

«موسم الرياض»: أجواء التحدي تسبق نزال الليلة اللاتينية التاريخية

شهدت منطقة المكسيك ضمن «بوليفارد وورلد» في الرياض مؤتمراً صحافياً استكمالاً لأسبوع الملاكمة الذي يسبق النزال المرتقب «الليلة اللاتينية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية أوستن دياندا حقق فوزه السادس عشر توالياً دون هزيمة (مجلس الملاكمة العالمي)

ملاكم يقص شعره في منتصف نزال بعدما انفكت ضفائره

أثار فوز أوستن دياندا على ديوندري بيوتس في نزال ملاكمة بمدينة نورفولك بولاية فيرجينا يوم الجمعة الماضي الكثير من الضجة.

«الشرق الأوسط» (نورفولك)
رياضة عالمية كونور بن (رويترز)

رفع الإيقاف عن الملاكم البريطاني كونور بن بسبب المنشطات

قال الملاكم كونور بن إنه لا يطيق الانتظار للعودة إلى الحلبات بعدما رفعت لجنة وطنية مستقلة لمكافحة المنشطات الإيقاف المؤقت الذي فُرِض عليه بسبب سقوطه في اختبار.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف أصبحت بريطانيا تفتقر إلى المديرين الفنيين الجيدين؟

من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية  والإدارية (غيتي)
من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية والإدارية (غيتي)
TT

كيف أصبحت بريطانيا تفتقر إلى المديرين الفنيين الجيدين؟

من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية  والإدارية (غيتي)
من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية والإدارية (غيتي)

يُعد روبن أموريم أحدث مدير فني يأتي من البرتغال للعمل في إنجلترا خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كان الأمر ولفترة طويلة يسير في الاتجاه المعاكس، حيث سبق أن تولى القيادة الفنية لسبورتنغ لشبونة 8 مدربين إنجليز واسكوتلندي وويلزي على مدار تاريخ النادي، لكن آخر هؤلاء كان بوبي روبسون في عام 1992.

وعمل كل من فيك باكنغهام وفريد بنتلاند وجون توشاك لفترات طويلة في إسبانيا، لكن من النادر الآن أن ترى مديرين فنيين بريطانيين بالخارج. وحتى المنتخب الإنجليزي الأول تعاقد مؤخراً مع المدير الفني الألماني توماس توخيل، وهو الأمر الذي تسبب في كثير من الذعر بين بعض الفئات التي تتساءل عن السبب الذي لا يجعل مديراً فنياً إنجليزياً يتولى هذه المهمة. لكن إحدى المشكلات الرئيسية تتمثل في أنه لا يمكن لأي مدير فني إنجليزي أن يتباهى بأنه يمتلك نفس خبرات ونجاحات توخيل في بلدان مختلفة.

ويُعد ليام روزنيور وويل ستيل الإنجليزيين الوحيدين اللذين يتوليان تدريب أندية في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى خارج وطنهما، ولكي نكون صادقين، تجب الإشارة إلى أن إنجلترا ليس لها الفضل في تقدم ستيل في مسيرته التدريبية، فقد وُلد في بلجيكا لأبوين إنجليزيين وتلقى تعليمه في مدرسة باللغة الفرنسية، كما أنه اكتسب خبراته التدريبية من خلال العمل في الدوري الفرنسي. وعلاوة على ذلك، من الصعب العثور على مديرين فنيين بريطانيين آخرين يسيرون على نفس طريق روزنيور.

ويقول بول كليمنت، الذي عمل مساعداً للمدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي في باريس سان جيرمان وريال مدريد وبايرن ميونيخ، قبل أن يصبح مديراً فنياً مع سيركل بروج: «أعتقد أنه من الرائع أن تفعل ذلك، سواء من حيث الخبرة في مجال كرة القدم، أو في الحياة بشكل عام. وفي ظل الوضع الحالي من المنافسة القوية على الوظائف وجاذبية الوظائف في إنجلترا، يتعين عليك توسيع فرص العمل التي تنافس عليها».

وغالباً ما يُنظر إلى غراهام بوتر باعتباره أبرز مثال على ما يتعلق بترك المرء لمنطقة الراحة الخاصة به لتطوير نفسه مديراً فنياً. لقد قاد المدافع السابق لساوثهامبتون فريق أوسترسوند للترقي من دوري الدرجة الرابعة السويدي إلى الدوريات الأعلى، ثم للمشاركة في المسابقات الأوروبية. ومن خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية، حصل بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية والتكتيكية والإدارية، وهو ما ساعده في بناء فلسفته الخاصة ووضع خطة تم تنفيذها بنجاح في سوانزي سيتي وبرايتون.

في الواقع، هناك قدر هائل من البيانات المتاحة بغض النظر عن المكان الذي يعمل به الشخص في العالم؛ إذ يُمكن تتبع نجاح المدير الفني في أي مكان. وغالباً ما يكون هناك عدد أقل من المباريات في الخارج، وهو ما يمنح المديرين الفنيين مزيداً من الأيام في ملعب التدريب مع لاعبيهم، ويسمح لهم بمزيد من الوقت لصقل أسلوب قابل للنقل والتطبيق في أماكن أخرى طوال مسيرتهم التدريبية. ويبحث المديرون الرياضيون عن دليل على قدرة المدير الفني على تحقيق التقدم مع أي نادٍ، بالشكل الذي حققه بوتر في بلدة صغيرة بالسويد.

هناك تصور في أوروبا بأن التدريب البريطاني قد دخل في حالة من الركود، نظراً لأن هناك تركيزاً شديداً على اللعب بطريقة 4 - 4 - 2 وإرسال كرات عرضية إلى داخل منطقة الجزاء. يقول كليمنت: «لا أتذكر أنني أجريت محادثة مع أي شخص قال إن المديرين الفنيين الإنجليز أقوياء أو جيدون حقاً! هذا لا يعني أنه لا يوجد مديرون فنيون إنجليز جيدون، لأنه يوجد بالتأكيد. لكن بشكل عام، فإن سمعة المديرين الفنيين الإنجليز في القارة ليست جيدة».

يُحب مُلاك الأندية رؤية دليل على أن المدير الفني لديه خبرة في التعامل مع كثير من الجنسيات، لكن اللغة يمكن أن تكون حاجزاً والسعي إلى تعلم لغة جديدة يجعل كثيرين لا يفضلون الرحيل للخارج. كان تيري فينابلز دائماً لديه مترجمه الذي يثق به إلى جانبه في برشلونة، كما أن أندية أخرى، مثل سبارتا براغ، تكون لديها اللغة الإنجليزية لغة أولى في ملعب التدريب على الرغم من عدم وجود متحدثين أصليين بها. ومع ذلك، عندما لا تكون هناك لغة مشتركة، فإن تعلم كيفية توصيل الرسالة من دون كلمات يعد أداة مفيدة ويساعد في تنمية مهارات التواصل.

يقول كليمنت: «فكرة الانتقال للخارج تسبب الذعر لبعض المدربين، الذي يشعرون بالقلق من مشكلة التواصل والخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم. أنا سعيد جداً لأنني فعلت ذلك. ممارسة التدريب بلغة ثانية أمر صعب للغاية، لكنه مفيد. لقد عملت في إسبانيا وألمانيا وبلجيكا وإنجلترا وفرنسا، وأصبحت علاقاتي باللاعبين أفضل. إن اكتساب هذه الخبرات وتبادل المعرفة والمعلومات وتبادل الخبرات التي مررت بها، أمر إيجابي بالتأكيد».

ولا شك أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جعل الأمور أكثر صعوبة، وخير مثال على ذلك آندي مانغان، من ستوكبورت، الذي لم يُسمح له بالانضمام إلى طاقم التدريب في ريال مدريد، على الرغم من أن بوروسيا دورتموند لديه أليكس كلابهام، وبايرن ميونيخ لديه آرون دانكس. من الضروري للمسؤولين عن هذه الصناعة إيجاد مسارات معينة لمساعدة المدربين في الوصول إلى مختلف أنحاء القارة وسط تداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وإلا ستكون هناك مخاطرة بالوجود في جزر منعزلة.

ستيف بولد هو المدير الفني لفريق لوميل الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية ببلجيكا، ويساعده المدير الفني السابق لمنتخب إنجلترا تحت 18 عاماً ريان غاري. ويعمل كل منهما في إطار مجموعة سيتي لكرة القدم التي ساعدت ديس باكنغهام وليام مانينغ في تحقيق النجاح بعد الفترات التي قضاها كل منهما بالهند وبلجيكا، والتي عاشا خلالها أساليب حياة وظروف مختلفة. لم يكن أي منهما لاعباً بارزاً، لذا بدآ التدريب في سن مبكرة نسبياً، وسرعان ما سافرا إلى الخارج لاختبار نفسيهما وبناء سيرة ذاتية مثيرة للإعجاب في عالم التدريب.

يقول كليمنت: «لا أتردد في السفر إلى الخارج مرة أخرى، وسأستمتع بمثل هذه التجربة وأرغب في خوضها مرة أخرى. لا أرى نفسي مديراً فنياً إنجليزياً، بل أرى نفسي مدرباً دولياً لديه هذه الخبرات». لا يوجد مسار واحد محدد للوصول إلى القمة - أو حتى إلى المستوى المتوسط - لكن يبدو أن بريطانيا تتخلف عن الركب فيما يتعلق بالمديرين الفنيين الجيدين. وبينما كان المدربون الإنجليز ينقلون الثورات الكروية ذات يوم إلى بلدان أخرى، فإنهم الآن يحاولون اللحاق بالركب. وتجب الإشارة إلى أن الدورات التدريبية وحدها لا تكفي، بل يكون المدرب في بعض الأحيان بحاجة إلى تحمل المخاطر في أماكن أخرى من أجل الحصول على الخبرات اللازمة.

*خدمة «الغارديان»