الروسي دانييل مدفيديف يلقي مضربه غاضباً أثناء مواجهة فريتز (إ.ب.أ)
تورينو:«الشرق الأوسط»
TT
تورينو:«الشرق الأوسط»
TT
ختامية التنس: فريتز يثأر من مدفيديف
الروسي دانييل مدفيديف يلقي مضربه غاضباً أثناء مواجهة فريتز (إ.ب.أ)
استهل الأميركي تايلور فريتز، المصنف «الخامس» عالمياً، مشواره في بطولة «إيه تي بي» الختامية للموسم، بقوة وبفوز سهل على الروسي دانييل مدفيديف «الرابع»، 6-4 و6-3، الأحد، في تورينو، في الجولة الأولى من منافسات مجموعة النجم الروماني السابق إيليي ناستاسي.
واحتاج فريتز إلى 79 دقيقة لرد الاعتبار لخسارته المباراة الوحيدة سابقاً أمام الروسي، بطل نسخة 2020 على حساب النمساوي دومينيك تيم، ووصيف نسخة 2021 عندما خسر أمام الألماني ألكسندر زفيريف.
والتقى مدفيديف وفريتز في ربع نهائي دورة سينسيناتي الأميركية عام 2022، وفاز الروسي 7-6 (7-1) و6-3.
وحقق فريتز الفوز الثالث مقابل خسارتين في البطولة التي يشارك فيها للمرة الثانية، بعد الأولى عام 2022 عندما بلغ نصف النهائي.
وقال فريتز، عقب المباراة: «إرسالي كان هو مفتاح الفوز، إنه (مدفيديف) يردّ الكرات بشكل جيد جداً، لقد ركزت على إرسالي، دون كثير من الضغط، مما سمح لي بالتركيز على إرسالاته».
ويلعب لاحقاً الإيطالي يانيك سينر «الأول» ووصيف بطل نسخة العام الماضي، مع الأسترالي أليكس دي مينور «السابع» ضمن المجموعة نفسها.
وكان فريتز الطرف الأفضل نسبياً في بداية المباراة، وكسب أشواطه بسهولة، في حين عانى الروسي وارتكب 7 أخطاء مزدوجة؛ بينها ثلاثة في الشوط العاشر، ما سمح للأميركي بكسر إرساله في أول فرصة سنحت أمامه، وحسم المجموعة في صالحه 6-4 في 40 دقيقة.
وفجّر الروسي جامَّ غضبه بمضربه، عقب نهاية المجموعة، حيث كسره ونال إنذاراً من حَكَم المباراة المصري عادل نور.
وحصل مدفيديف على فرصتين لكسر إرسال فريتز في الشوط الأول للمجموعة الثانية، لكنه فشل في استغلالهما، فتقدم الأميركي 1-0.
وحصل الروسي على فرصة ثالثة في الشوط الثالث، دون أن ينجح مرة أخرى في ترجمتها، في حين حصل فريتش على فرصتين لكسر إرسال مدفيديف في الشوط الرابع، دون أن يستغلهما أيضاً، ففرَضَ التعادل نفسه 2-2، قبل أن يقتنص فرصة في الشوط السادس، وكسر إرسال الروسي وتقدم 4-2.
ورمى مدفيديف المضرب، وكسر أحد الميكروفونات الموجودة على أرضية الملعب؛ تعبيراً عن استيائه فنال إنذاراً ثانياً، ومن ثَم حسمت نقطة من رصيده، فاستهل الشوط السابع متخلفاً 0-15 ثم واصل تصرفاته المثيرة، وسط احتجاجات من الجماهير باستعداده لاستقبال كرة الشوط بمضربه معكوسة، وخسره فتخلّف 2-5.
وقلَّص مدفيديف الفارق إلى 3-5 بكسبه الشوط الثامن، لكن فريتز كسب التاسع وحسم المجموعة في صالحه 6-3 في 39 دقيقة.
وتضم مجموعة النجم الأسترالي السابق جون نيوكمب، والإسباني كارلوس ألكاراس «الثالث»، والنرويجي كاسبر رود «السادس» ووصيف نسخة 2022، والألماني ألكسندر زفيريف «الثاني» وبطل نسختيْ 2018 و2021، والروسي الآخر أندري روبليف «الثامن».
أجرى المنتخب الإندونيسي في العاصمة جاكارتا الحصة التدريبية الأولى استعداداً لمواجهة المنتخب السعودي الثلاثاء المقبل.
نواف العقيّل (جاكرتا)
كرة القدم الإندونيسية تحطم ظهورها «الخجول» بـ«ثورة التجنيس»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/5082544-%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%B7%D9%85-%D8%B8%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AC%D9%88%D9%84-%D8%A8%D9%80%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%86%D9%8A%D8%B3
كرة القدم الإندونيسية تحطم ظهورها «الخجول» بـ«ثورة التجنيس»
كان أول رئيس لإندونيسيا سوكارنو ينظر إلى كرة القدم بوصفها وسيلة لتعزيز الفخر الوطني والوحدة (إ.ب.أ)
رسمت الكرة الإندونيسية ظهوراً محدوداً على الصعيد الدولي والعالمي، وذلك طوال تاريخها، وتحديداً منذ مشاركتها في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في فرنسا عام 1938، في ظل المنافسة تحت اسم «جزر الهند الشرقية الهولندية»، حيث خرج الفريق من الدور الأول بخسارته 0 - 6 أمام المجر.
وفي نهاية المطاف كان اهتمام وسائل الإعلام المحلية مُنصبّاً على حقيقة أن قائد الفريق، أحمد نوير وهو طبيب، نزل إلى الملعب مرتدياً نظارةً طبيةً أكثر من اهتمامها بالأداء غير الملحوظ للفريق. في ذلك الوقت، كانت حركة الاستقلال المتنامية تترسَّخ بعد قرون من الاحتلال والاستغلال الهولندي، وفي أعقاب الاستيلاء الياباني خلال الحرب العالمية الثانية أعلنت القوات القومية الإندونيسية الاستقلال في عام 1945، وتلت ذلك سنوات من الأعمال العدائية العسكرية، ولكن بحلول ديسمبر (كانون الأول) 1949 مُنِحَت إندونيسيا السيادة الكاملة وغير المشروطة بوصفها دولةً مستقلةً.
وكان أول رئيس لإندونيسيا، سوكارنو، ينظر إلى كرة القدم بوصفها وسيلةً لتعزيز الفخر الوطني والوحدة، وفي حين كان المنتخب الوطني لعام 1938 مزيجاً من اللاعبين المحليين والمواطنين الهولنديين المولودين في «جزر الهند الشرقية الهولندية»، أصبح الفريق بعد الاستقلال رمزاً مهماً للبلد الجديد، حيث تَنافَس في الألعاب الآسيوية في عام 1951 وأولمبياد ملبورن بعد 5 سنوات، كما استخدم سوكارنو كرة القدم بوصفها وسيلة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية.
فقد دعا الفريق اليوغوسلافي الذي يمثل دولة رائدة في عدم الانحياز إلى مقر إقامته الشخصية في عام 1955، ورفض مراراً وتكراراً السماح للفريق الإندونيسي باللعب ضد إسرائيل في المباريات الدولية.
ولكن، في العقود التي تلت ذلك، كافحت آسيا لسد الفجوة بين منظمات كرة القدم في البلاد وبين المراكز القوية في أوروبا وأميركا الجنوبية، وفي ظل افتقارها إلى التنظيم والإيرادات والمرافق المماثلة، تأخرت كرة القدم الإندونيسية عن عمالقة آسيا، مثل كوريا الجنوبية واليابان في الشرق، والمملكة العربية السعودية وإيران في الغرب ولم يتم تأسيس أول دوري احترافي كامل في إندونيسيا إلا في عام 1994.
والآن نجحت الدولة، التي كثيراً ما عانت من تأخر الإنجازات - والتي كانت مهووسة بكرة القدم - في الوصول إلى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وهو ما يجعلها أقرب إلى كأس العالم من أي وقت مضى خلال الأعوام الـ86 الماضية.
وبالتزامن مع مواجهة المنتخبَين السعودي والإندونيسي المنتظرة في جاكرتا، الثلاثاء المقبل، تسلط «الشرق الأوسط» الضوء على مشروع التجنيس الذي أخذ شهرة كبيرة في العالم العربي بعد تعادل منتخب إندونيسيا مع المنتخب السعودي، ثم المنتخب الأسترالي في أول جولتين من التصفيات النهائية لكأس العالم 2026.
وتضمَّنت قائمة منتخب إندونيسيا الأخيرة ما يصل إلى 14 لاعباً من مواليد هولندا بعد أن قام مسؤولو كرة القدم بتجنيسهم بشكل مكثف خلال السنة الحالية، ولم الشتات الإندونيسي في الدولة الاستعمارية السابقة.
وشارك اللاعبون المُجنَّسون في النجاحات الإقليمية الأخيرة للمنتخب الوطني الإندونيسي لكرة القدم؛ مما دفع اتحاد كرة القدم الإندونيسي إلى الحفاظ على سياسة تجنيس اللاعبين على المدى الطويل، وتمهيد الطريق أمام الرياضات الأخرى لتحذو حذوه.
ومع لاعبين من أصل هولندي، استمرّت سلسلة نجاحات منتخب إندونيسيا منذ بداية عام 2024، بعدما تجاوز مرحلة المجموعات في كأس آسيا، والوصول إلى نصف نهائي كأس آسيا تحت 23 عاماً.
ولا يزال عدد اللاعبين المُجنَّسين في الفريق في ازدياد، ولقد قوبل صعود المنتخب الوطني الإندونيسي لكرة القدم بمخاوف متزايدة من أن يؤدي تدفق اللاعبين المُجنَّسين إلى تقويض هوية الفريق وتقليص دوافع اللاعبين الأصليين.
ولا تأتي المعارضة للتجنيس من الجمهور فحسب، بل أيضاً من الساسة، بمَن في ذلك أعضاء مجلس النواب، واللجنة الأولمبية الإندونيسية.
والسؤال الذي طرحوه هو: «متى ستتوقف إندونيسيا عن تجنيس اللاعبين؟». وعلى الرغم من هذا الخوف، فإن نتائج استطلاع رأي حكومي حول التجنيس كانت مخالفةً لمخاوف البعض، وذكر الاستطلاع أن ما يصل إلى 71.5 في المائة من المشاركين البالغ عددهم 1200 شخص والمنتشرين في 38 مقاطعة إندونيسية، يوافقون، ويوافقون بشدة على خطوات إريك توهير رئيس الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في تجنيس عدد من اللاعبين من أصول مختلفة ومن مختلف البلدان للدفاع عن المنتخب الوطني.
وفي مؤتمر صحافي عُقد في وزارة القانون الإندونيسية في 19 سبتمبر (أيلول) قال رئيس الاتحاد الإندونيسي إريك توهير إن الاختلافات في الرأي أمر مفهوم. وقال توهير لـ«وكالة أنباء أنتارا»: «نهدف إلى تحسين إنجازات المنتخب الوطني، والتجنيس هو سياسة طويلة الأمد».
وأكد توهير أن التجنيس توجه كروي عالمي ويتماشى مع القواعد، ولا يحظر الاتحاد الدولي لكرة القدم التجنيس، ما دام اللاعبون أثبتوا أنهم عاشوا في البلاد لمدة 5 سنوات متواصلة، أو أن لديهم أصولاً من آبائهم أو أجدادهم، وهذا المعيار مماثل لقانون التجنيس في كثير من الدول، بما في ذلك إندونيسيا وفيتنام. ومع ذلك أكد توهير أن اتحاد الكرة الإندونيسي يركز على اللاعبين من أصل إندونيسي بعد أن رأى إمكانات كبيرة في مجتمع الشتات في هولندا.
كانت إندونيسيا مستعمرة هولندية منذ عام 1800 وحتى عام 1945 ولا تزال الروابط الإنسانية بين البلدين مستمرة حتى يومنا هذا، بما في ذلك كرة القدم؛ حيث نشأ عدد من اللاعبين الإندونيسيين واستفادوا من نظام كرة قدم متطور هناك، ومن خلال هولندا هاجر الإندونيسيون أيضاً إلى بلدان أخرى في أوروبا.
وأضاف توهير: «نريد الاستفادة من مواهب إندونيسيا في الخارج، ولا يهمل الاتحاد المواهب المحلية، لكنه يعمل على تعزيز تدريب الشباب للتحضير لمستقبل المنتخب الوطني».
وتتمثل رؤية توهير في وجود 154 لاعباً عالي الجودة في المنتخب الوطني، ويتم تنفيذ مشروع تجنيس اللاعبين في اتحاد كرة القدم الإندونيسي بالتوازي مع خطة تطوير اللاعبين على المدى القصير، والمتوسط، والطويل، في فريقَي تحت 17 سنة، وتحت 19 سنة، اللذين فازا بالألقاب، واحتلا المركز الثالث في بطولة جنوب شرقي آسيا هذا العام على التوالي.