هل ينضم أموريم إلى قائمة ضحايا مانشستر يونايتد من المدربين الأكفاء؟

سياسة النادي الفوضوية في التعاقد مع مدربين شهدت فشلاً ذريعاً بعد رحيل فيرغسون

لماذا فشل الكثير من المديرين الفنيين الجيدين في قيادة مانشستر يونايتد في حقبة ما بعد فيرغسون (غيتي)
لماذا فشل الكثير من المديرين الفنيين الجيدين في قيادة مانشستر يونايتد في حقبة ما بعد فيرغسون (غيتي)
TT

هل ينضم أموريم إلى قائمة ضحايا مانشستر يونايتد من المدربين الأكفاء؟

لماذا فشل الكثير من المديرين الفنيين الجيدين في قيادة مانشستر يونايتد في حقبة ما بعد فيرغسون (غيتي)
لماذا فشل الكثير من المديرين الفنيين الجيدين في قيادة مانشستر يونايتد في حقبة ما بعد فيرغسون (غيتي)

بعيداً عن التفاصيل الدقيقة، وبعيداً عن الضجيج الشديد المحيط بمانشستر يونايتد، تخيل أنك تدير نادياً كبيراً يعاني من سلسلة من الهزائم، وتبحث عن مدير فني جديد، فما الذي تريده في هذا المدير الفني من الناحية المثالية؟ من المؤكد أنك تريد مديراً فنياً شاباً تسير مسيرته التدريبية في مسار تصاعدي، وجيد من ناحية الشخصية، ويمتلك رؤية ثاقبة ودوافع كبيرة لتحقيق النجاح، بل ويمكنه أن يستمر في قيادة النادي لمدة 10 سنوات مقبلة.

على أعلى المستويات، غالباً ما تكون معظم المهام التدريبية قصيرة نسبياً، كما أنه لا يوجد في كرة القدم ما يضمن نجاح أي مدير فني لمجرد أنه نجح مع فريق آخر من قبل، فكل تجربة لها سياقها الخاص. هناك استثناءات بالطبع، ولعل أبرز هذه الاستثناءات هو السير أليكس فيرغسون، لكن عدداً قليلاً للغاية من المديرين الفنيين هم من استمروا في قمة مسيرتهم التدريبية لأكثر من عقد من الزمان، نظراً لأن مجال التدريب صعب للغاية، ولأن كرة القدم تتطور باستمرار. ومن الصعب للغاية أن يستمر المدير الفني في التطور باستمرار، وأن يظل متفوقاً على المنافسين، وهو الأمر الذي لا يتطلب رؤية ثاقبة فحسب، بل يتطلب أيضاً إرادة حديدية وثقة هائلة بالنفس.

وفي مرحلة ما، يبدأ المديرون الفنيون الذين كانوا يبحثون عن حلول لأدق التفاصيل في فقدان شغفهم وتبدأ مسيرتهم التدريبية في التراجع، وقد حدث ذلك مع مديرين فنيين عظماء من أمثال برايان كلوف، وآرسين فينغر، وجوزيه مورينيو. ومن حسن حظ المدير الفني الألماني يورغن كلوب أنه أدرك في موسمه التاسع مع ليفربول، بعد سبعة مواسم مع بوروسيا دورتموند، أن التعب بدأ ينال منه، فقرر التوقف والابتعاد عن مجال التدريب، رغم أن كلوب كان شخصاً يمتلك طاقة استثنائية.

وبالتالي، فمن الناحية المثالية يريد أي نادٍ مديراً فنياً تسير مسيرته التدريبية في مسار تصاعدي، ولديه القدرة على العطاء بكل قوة على مدار عقد كامل من الزمان. لكن من الصعب للغاية توفر هذه الصفات في شخص واحد، خاصة أن المدير الفني الشاب المميز الذي يكون في بداية مسيرته التدريبية لا يكون حقق أشياء عظيمة بحكم صغر سنه وقلة تجربته. لقد كان تعاقد تشيلسي مع مورينيو في عام 2004 حالة نادرة لظهور مدير فني شاب رائع، بعد فوزه للتو بكأس الاتحاد الأوروبي ودوري أبطال أوروبا مع بورتو. ولكن عندما حاول تشيلسي تكرار الأمر نفسه بعد سبع سنوات مع أندريه فيلاش بواش، بعد فوزه أيضاً بالدوري الأوروبي مع بورتو، فشلت التجربة، وهو ما يعني أنه لا يوجد ما يضمن نجاح الأمر مرتين بالطريقة نفسها.

تعيين سولسكاير كمدير فني دائم كان دليلاً على أن مجلس الإدارة أصبح يتحرك بناء على رأي الجماهير (غيتي)

ومن بين العلامات التي تؤكد افتقار مانشستر يونايتد للمعرفة الكروية السليمة على مستوى صنع القرار على مدى السنوات الـ11 الماضية، أن النادي لم يحاول التعاقد مع مدير فني مميز في بداية مسيرته التدريبية، حتى مجيء إريك تن هاغ. لقد تم التعاقد مع ديفيد مويز على ما يبدو لمجرد أنه يحمل تشابهاً سطحياً مع فيرغسون لأنه قادم من غلاسكو، رغم أننا لو نظرنا الآن إلى ما حدث آنذاك سنجد أنه كان من الواضح للجميع أن الطريقة التي كان يلعب بها مويز مع إيفرتون لا تناسب على الإطلاق متطلبات اللعب في مانشستر يونايتد. وكان لويس فان غال يمتلك خبرات كبيرة ويلعب بطريقة برغماتية، لكنه بلغ من العمر 63 عاماً بعد وقت قصير من توليه الوظيفة، وبالتالي لم يكن من الممكن النظر إليه على أنه مدير فني للفريق على الأمد الطويل.

ربما كان من الممكن أن تنجح تجربة مورينيو لو تولى قيادة الفريق في عام 2013. لكن بحلول الوقت الذي تولى فيه المسؤولية في عام 2016. كان قد عانى كثيراً من تداعيات رحيله عن ريال مدريد وعن تشيلسي للمرة الثانية. وكانت هناك الكثير من العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن المدير الفني البرتغالي لم يعد في أوج عطائه التدريبي، وأن الأجواء المسمومة التي يجلبها معه ستضر النادي كثيراً، حتى لو نجح في حصد بعض الألقاب - وهذا هو السبب في أن السير بوبي تشارلتون اعترض على طريقة التعاقد مع المديرين الفنيين في حقبة ما بعد فيرغسون.

وكان أولي غونار سولسكاير بمثابة حل ضروري قصير المدى لذلك، نظراً لأنه أحد أساطير النادي ويحظى بشعبية طاغية بين الجماهير، لكن تعيينه مديراً فنياً دائماً كان دليلاً على أن مجلس الإدارة أصبح يتحرك بناء على رأي الجماهير، دون وجود خطة واضحة فيما يتعلق بملف المدير الفني. وعلاوة على ذلك، فإن الاستعانة برالف رانغنيك بشكل مؤقت في البداية أثرت عليه بالسلب حتى قبل أن يبدأ مهمته.

وبدا تن هاغ مديراً فنيا يمتلك إمكانات كبيرة، حيث فاز بلقب الدوري الهولندي الممتاز ثلاث مرات مع أياكس، وكان قريباً للغاية من قيادة النادي الهولندي للوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بعد الفوز المثير على كل من ريال مدريد ويوفنتوس، لولا تلقي فريقه هدفاً قاتلاً قبل 30 ثانية فقط من نهاية مباراة الدور نصف النهائي. ومع ذلك، لم ينجح المدير الفني الهولندي في تحقيق النجاح المتوقع، وكان أكبر سناً بثلاثة عشر عاماً عندما تولى المهمة من روبن أموريم الآن.

بعد النجاح مع سبورتينغ ... هل سينجح أموريم في المهمة الصعبة التي تنتظره في مانشستر يونايتد؟

ومن خلال التعاقد مع أموريم، أصبح لدى مانشستر يونايتد أخيراً مديراً فنياً شاباً طموحاً تسير مسيرته التدريبية في مسار تصاعدي، كما أنه كان مرشحاً بقوة لقيادة ليفربول ومانشستر سيتي. ليس هذا فحسب، بل هناك تشابه واضح بينه وبين فيرغسون، من حيث إنه رغم العمل في دوري تهيمن عليه قوة ثنائية متمثلة في بورتو وبنفيكا، فإنه نجح في قيادة قوة ثالثة، وهي سبورتنغ لشبونة، للفوز بلقب الدوري البرتغالي الممتاز.

ومع ذلك، تجب الإشارة إلى أن سبورتنغ لشبونة ليس أقل كثيراً من بنفيكا وبورتو في البرتغال، على عكس أبردين، الذي قاده فيرغسون، بالمقارنة بعملاقي أسكوتلندا سلتيك ورينجرز، ناهيك عن أن فيرغسون قاد أبردين لتحقيق نجاح أوروبي لم يكن من الممكن تصوره على الإطلاق آنذاك. كان فيرغسون أكبر سناً بخمس سنوات عندما تولى مهمة مانشستر يونايتد من أموريم الآن، لكنه كان أيضاً موهبة صاعدة بقوة في عالم التدريب، وكان مستعداً بقوة لفرصة العمل في دوري أكثر ثراءً وبريقاً وقوة.

وكما يوضح مثال تن هاغ، فإن مجرد تحقيق مدير فني شاب نجاحاً كبيراً مع أحد الفرق لا يعني أنه سيحقق النجاح نفسه في حال انتقاله للعمل مع نادٍ أكبر. لكن ربما يكون الأمر الأكثر إزعاجاً بالنسبة لمانشستر يونايتد هو السياق المحيط به، وحجم النادي، وحجم التوقعات، وعدم تماسك وترابط الفريق. وبعد الخسارتين المبكرتين أمام برايتون وبرينتفورد، بدا أن موسم تن هاغ الأول في ملعب «أولد ترافورد» قد سار بشكل جيد. لقد أجبرته نوعية اللاعبين الموجودين في مانشستر يونايتد على تغيير طريقة لعبه - وسيتعين على أموريم أيضاً تغيير طريقة لعبه - وقد فعل المدير الفني الهولندي ذلك بشكل جيد بما يكفي لقيادة مانشستر يونايتد لاحتلال المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، بفضل الأداء الاستثنائي الذي قدمه برونو فرنانديز، والبداية الرائعة لكاسيميرو والتي لم تستمر بعد ذلك.

الطريقة التي لعب بها مويز مع إيفرتون لم تناسب مانشستر يونايتد (غيتي)

لقد نجح تن هاغ في حل مشكلة كريستيانو رونالدو بوضوح مثير للإعجاب، ورغم أن مانشستر يونايتد لم يكن يقدم مستويات مثيرة للإعجاب، إلى أنه كانت هناك توقعات بتحسن مستوى ونتائج الفريق في الموسم التالي، عندما يتعاقد تن هاغ مع لاعبين يجيدون طريقة لعبه. لكن ذلك لم يحدث - وكان اللاعبون الذين جلبهم هم في النهاية هم السبب في تراجع مستوى الفريق وفي رحيله. وفي النهاية، تحولت شخصية تن هاغ الفولاذية في ذلك الموسم الأول إلى شخصية مثيرة للشفقة والسخرية، خاصة بعدما أشار إلى أن استقبال فريقه لـ25 هجمة من المنافس في المباراة الواحدة لم يكن مصدر قلق بالنسبة له!

لكن سقوط تن هاغ، يجعلنا نطرح السؤال التالي: ما الذي يفعله مانشستر يونايتد حقاً بالمديرين الفنيين؟ وما السبب الذي جعل ثلاثة مديرين فنيين فقط هم من فازوا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع مانشستر يونايتد، رغم أنه النادي الأكثر نجاحاً في تاريخ الدوري الإنجليزي، وكأن هذا النادي عبارة عن تنين ضخم وعنيف لا يسمح بترويضه إلا من قِبَل قِلة مختارة بعناية من الناس؟ وماذا لو كان هناك شيء ما في وظيفة تدريب مانشستر يونايتد أكبر من اللازم، وأكثر صعوبة، وأكثر فوضوية؟ وهل يستطيع أموريم ترويض هذا التنين الضخم وإعادة الفريق أخيراً إلى المسار الصحيح؟

يجب التأكيد على أن 10 مديرين فنيين قادوا مانشستر يونايتد في الأعوام الـ11 التي أعقبت رحيل فيرغسون، إذا أضفنا إلى تلك القائمة المديرين الفنيين المؤقتين الخمسة: رايان غيغز من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار) 2014، وسولسكاير من ديسمبر (كانون الأول) 2018 إلى مارس (آذار) 2019، ومايكل كاريك نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، ورالف رانغنيك من نوفمبر 2021 إلى مايو - أيار 2022 ورود فان نيستلروي (من أكتوبر (تشرين الأول) إلى نوفمبر 2024. وبالتالي، فمن الواضح للجميع أن عدم الاستقرار أصبح هو الثقافة السائدة وغير المرغوب فيها في مانشستر يونايتد.

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية رودريغو بينتانكور خلال مشاركته مع منتخب الأوروغواي في مواجهة البرازيل الأخيرة بالتصفيات (د.ب.أ)

بوستيكوغلو: سندعم بينتانكور بالطرق الصحيحة للمضي قُدماً

وصف أنجي بوستيكوغلو، مدرب فريق توتنهام هوتسبير، لاعب خط وسط الفريق، رودريغو بينتانكور بأنه «شخص استثنائي»، بعد معاقبة الأوروغواياني؛ لاستخدامه لغة عنصرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري نيفيل (رويترز)

نيفيل يشكك في احترافية راشفورد وكاسيميرو ثنائي اليونايتد

شكك غاري نيفيل قائد فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم السابق في احترافية الثنائي ماركوس راشفورد وكاسيميرو بشأن سفرهما إلى أميركا خلال فترة التوقف.

«الشرق الأوسط» (لندن )

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)
غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)
TT

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)
غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.بحسب شبكة The Athletic, غنّت جماهير برايتون «ستتم إقالتك في الصباح» عندما خسر السيتي مباراته الرابعة على التوالي قبل فترة التوقف الدولي، لكن جودة المدرب وثقة أرباب عمله المطلقة فيه تعني أنه بعيدًا عن التدقيق، في الأسبوعين اللذين قضاهما في إجازته، حصل على عقد جديد من المفترض أن يجعله يبقى في السيتي لمدة عامين آخرين.إن قدرة غوارديولا تتحدث عن نفسها وقد أكدها الفيلم الوثائقي الأخير الذي تم بثه داخل السيتي، ولكن حقيقة بقائه في منصبه هي بالتأكيد ذات قيمة كبيرة في ظل تغيير المدير الرياضي والرحيل المحتمل لبعض اللاعبين الأساسيين، وبالطبع، نتيجة وشيكة لملف الدوري الإنجليزي الممتاز.لن توفر هذه الأخبار بالضرورة حلًا فوريًا لمشاكل السيتي الحالية على أرض الملعب لأن سلسلة الهزائم الأخيرة في معظمها كانت بسبب شيء لا يمكن أن تصلحه الإصابات.

قد يفتقر السيتي أيضًا إلى اللياقة البدنية والقدرة على الحركة بدون رودري حتى عندما يكون الجميع لائقًا بدنيًا، وقد يكون هذا أمرًا يشعرون أنه يتعين عليهم تصحيحه في يناير/كانون الثاني المقبل.

وبالنظر إلى هذه العيوب الحالية، فإن المباريات ضد توتنهام هوتسبير وليفربول بعيدة كل البعد عن المثالية. عندما وقّع غوارديولا عقدًا جديدًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كان فريقه يعاني منذ فترة ولم يتحسن على الفور، بل خسروا في الواقع في المباراة التالية أمام توتنهام واستغرق الأمر بضعة أسابيع حتى تتحسن الأمور.والأهم من ذلك أن الأمور تحسنت بالفعل. هذا هو ما تحصل عليه مع غوارديولا؛ إن لم يكن ضمانًا تامًا، فهو ثقة بأن الأمور ستسير على ما يرام، وهذا ما ضمنه السيتي لموسم آخر على الأقل.قد يضطرون إلى الانتظار قليلًا حتى تتضح تلك الدفعة بسبب تلك الإصابات، لكنها ستظهر بالتأكيد.لقد حصل القائمون على قمة النادي على أكثر مما أرادوا (سنتان أكثر مما كان يأمله معظمهم) وكذلك الجماهير. سيعرف اللاعبون أن القوة الدافعة الأكبر، القوة التي تساعدهم على إخراج أفضل ما لديهم، ستبقى في مكانها، وحتى أولئك الذين قد لا يكونون مغرمين بالمدرب سيعرفون أن قاعدة قوته أقوى من أي وقت مضى.يتمكن السيتي بشكل عام من توليد الزخم من مكان ما عندما يكون في أمس الحاجة إليه: في الموسم الماضي، كان لديهم رحلة منتصف الموسم إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في كأس العالم للأندية، والتي سمحت لهم بإعادة ترتيب أوراقهم بعد التعادل المؤلم على أرضهم أمام كريستال بالاس.وفي العام الذي سبق ذلك، بدا أن الإعلان عن التهم الموجهة ضد النادي من قبل رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز قد حفز الفريق بالتأكيد عندما كان يعاني من أجل تحقيق الثبات.لذا، في حين أن حالة الإصابات هي مصدر قلق فوري (والتي من المفترض أن تتضح قريبًا، باستثناء غياب رودري الذي سيستمر لمدة موسم كامل)، فإن فوائد تجديد غوارديولا واضحة على المدى المتوسط والطويل، ليس أقلها عندما يتعلق الأمر بالتخطيط للفريق.بالنسبة للمبتدئين، قد يساعد ذلك في يناير/كانون الثاني المقبل إذا حاول السيتي تعزيز خط الوسط - فالقدرة على القول بأن غوارديولا موجود ومتحمس تمامًا سيساعد في جذب اللاعبين في معظم الحالات (ربما يكون هذا هو الحال عندما يتعلق الأمر بربط إرلينغ هالاند بصفقة جديدة أيضًا).من المقرر أن يقوم السيتي بتغيير مدير الكرة في الصيف، مع وصول هوغو فيانا ليحل محل تكسيكي بيغيريستاين الذي عمل هناك لمدة 12 عامًا. وغني عن القول إن عدم الاضطرار إلى استبدال مدير الكرة والمدير الفني في نفس الوقت ربما يكون مفيدًا، ولكن بعيدًا عن ذلك، يجب أن تكون هناك ثقة إضافية في أن بقاء غوارديولا في منصبه سيساعد على تسهيل عملية الانتقال من فوقه، خاصة عندما يتعلق الأمر بجلب لاعبين جدد إلى بيئة مستقرة نسبيًا.من المؤكد أن هناك إمكانية لإجراء بعض التغييرات الكبيرة في الصيف، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى أن عقد كيفن دي بروين سينتهي في الصيف، ولكن أيضًا بسبب عدم اليقين الذي يحيط بلاعبين أساسيين آخرين في المواسم الأخيرة، والذي قد يطل برأسه مرة أخرى، وتحديدًا فيما يتعلق بإيدرسون وكايل ووكر وبرناردو سيلفا - الأخير كان مفتوحًا للخروج منذ سنوات ولكن، باعتراف الجميع، لم يغادر بالفعل.أما إلكاي غوندوغان فقد عاد للتو في الصيف الماضي ويتبقى له 18 شهرًا في عقده، لكنه لم يستعيد أفضل مستوياته، وإذا استمر هذا الوضع، فإنه على أقل تقدير سيبحث عن دور أقل في الموسم المقبل.لم يقم السيتي بتحركات كبيرة في الفترة الأخيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن معظم اللاعبين الأساسيين لم يرحلوا بالفعل، لذلك لم تكن هناك حاجة لاستبدالهم، ولكن هذا قد يتغير في الصيف المقبل.من المؤكد أن هناك شعور، من الخارج على الأقل، بأن السيتي قد يحتاج إلى تجديد خط الوسط، وقد يكون هناك أيضًا وضع يكون فيه مستقبل جاك غريليش مطروحًا للنقاش، حيث غاب عن معظم الموسم الماضي بسبب الإصابة والمشاكل خارج الملعب ولم يتمكن حتى الآن من تصحيح ذلك.

هناك أيضًا الأموال التي يمكن إنفاقها، وهو ما يبدو واضحًا بالنظر إلى دعم السيتي والتصور العام لإنفاقهم، لكنهم لا يستغلون دائمًا ثرواتهم الهائلة.

في الواقع، على مدى السنوات الخمس الماضية، جلب السيتي أموالاً أكثر بكثير مما أنفقه في فترة الانتقالات. لم يرغب غوارديولا شخصيًا في جلب الكثير من اللاعبين أيضًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه لا يريد فريقًا مزدحمًا وما يرتبط بذلك من مخاطر عدم استقرار اللاعبين الذين لا يلعبون، وأيضًا لأنه يراقب الشؤون المالية للنادي أيضًا.على سبيل المثال، كانت هناك صفقة قريبة من الاتفاق على التعاقد مع مهاجم سيلتك كيوغو فوروهاشي في الصيف، لكن غوارديولا هو من قرر عدم إتمامها، على الرغم من رحيل جوليان ألفاريز إلى أتلتيكو مدريد.ومن هذا المنطلق، لا توجد أي ضمانات بأن استمرار غوارديولا في السيتي سيجلب تغييرات كبيرة في الفريق. في الواقع، يشير ذلك إلى العكس، لكن من المغري الاعتقاد أنه مع رحيل بيغيريستاين والتزام غوارديولا الآن مع النادي لموسم آخر على الأقل - ربما حتى يتمكن من المساعدة في تسهيل عملية الانتقال - بالإضافة إلى احتمال انتقال لاعبين كبيرين على الأقل، قد يقوم السيتي ببعض التحركات الجادة لضمان أن يكون النادي في وضع قوي في السنوات الأخيرة من عهد غوارديولا.ومن المحتمل جدًا للسنوات الأولى من حقبة ما بعد بيب أيضًا؛ لطالما أراد غوارديولا أن يترك النادي في وضع جيد وهذا هو الحال بالتأكيد الآن أكثر من أي وقت مضى. وبالنظر إلى وصول فيانا - الذي سيقضي بعض الوقت في النادي قبل نهاية الموسم للمساعدة في عملية الانتقال - وصفقة غوارديولا الجديدة، سيكون هناك تركيز خاص على السيتي في وضع يسمح له بالازدهار عندما يرحل المدرب في النهاية.ومن ثم هناك تلك الاتهامات. لقد أصبحنا أخيرًا على مسافة قريبة من نتيجة سيكون لها بالطبع آثار كبيرة. إذا ثبتت إدانة السيتي في بعض أو العديد من التهم الأكثر خطورة، فمن المؤكد أن عقوبة خطيرة ستتبع ذلك وقد يحد ذلك من قدرتهم أو رغبتهم في تعزيز الفريق.أما إذا تفادوا أي عقوبات كبيرة وأزاحوا شبح الهبوط أو الغرامة المالية الضخمة على سبيل المثال، فقد يشعرون بالجرأة لإنفاق الأموال التي جلبوها في السنوات الأخيرة.وفيما يتعلق بما يمكن أن نقرأه في صفقة غوارديولا الجديدة عندما يتعلق الأمر بالتهم الموجهة إليه، فمن الإنصاف القول إنه لو كان قد أعلن رحيله هذا الأسبوع، لكان هناك بالتأكيد افتراض واسع النطاق بأن السيتي كان يخشى الأسوأ فيما يتعلق بجلسة الاستماع. لقد قيل الكثير عن تعليقاته في عام 2022 عندما قال: «إذا كذبتم عليّ، في اليوم التالي لن أكون هنا»، ولكن في العديد من المناسبات منذ ذلك الحين، كان أكثر تحديًا وأصر على أنه سيكون أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على البقاء، حتى لو هبط النادي.ونظراً لأن غوارديولا باقٍ، فمن المنطقي أن تكون هناك تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي بأن السيتي واثق من أن الأمور ستسير في صالحه.في الواقع، اتخذ غوارديولا قراره بناءً على عوامل أخرى - طاقته في الاستمرار وسعادة عائلته - لأن الجميع في جانب كرة القدم في السيتي كان يسير في عمله على افتراض أن النادي لم يرتكب أي خطأ ولن يعاقب. كانت هذه هي الرسالة من أعلى المستويات، ليس فقط منذ توجيه الاتهامات في فبراير الماضي، ولكن منذ التقارير الأولى التي قادتها «فوتبول ليكس» في عام 2018.العمل كالمعتاد، إذن، بينما يستعد غوارديولا لتحديه الكبير القادم حيث توتنهام يوم السبت.