هل حقاً فشل «مشروع مبابي» في ريال مدريد؟

ما قدمه النجم الفرنسي حتّى الآن لا يرقى إلى مستوى التوقعات

مبابي يفشل في هز شباك برشلونة خلال هزيمة الريال في «الكلاسيكو» برباعية نظيفة (أ.ف.ب)
مبابي يفشل في هز شباك برشلونة خلال هزيمة الريال في «الكلاسيكو» برباعية نظيفة (أ.ف.ب)
TT

هل حقاً فشل «مشروع مبابي» في ريال مدريد؟

مبابي يفشل في هز شباك برشلونة خلال هزيمة الريال في «الكلاسيكو» برباعية نظيفة (أ.ف.ب)
مبابي يفشل في هز شباك برشلونة خلال هزيمة الريال في «الكلاسيكو» برباعية نظيفة (أ.ف.ب)

بعد أيام من الخسارة أمام الغريم التقليدي برشلونة في الكلاسيكو برباعية نظيفة، لم يكن ريال مدريد بحاجة إلى الفوز على ميلان يوم الثلاثاء فحسب، بل كان بحاجة إلى فوز مُقنع يثبت من خلاله أن هذا الفريق استعاد توازنه وتماسكه، وأن المدير الفني للفريق الملكي، كارلو أنشيلوتي، قد وجد حلولا للمشكلات التي واجهها الفريق، وأن المشروع الجديد بقيادة النجم الفرنسي كيليان مبابي يسير في الاتجاه الصحيح.

لكن بدلاً من ذلك، تلقى ريال مدريد هزيمة ثقيلة بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في عقر داره في «سانتياغو برنابيو» مقابل هدف وحيد أمام ميلان، وأظهر المزيد من الأدلة على أن شيئاً ما قد حدث بشكل سيئ بالنسبة لحامل لقبي الدوري الإسباني الممتاز ودوري أبطال أوروبا، وإشارة أخرى - كما يعتقد أليكس كيركلاند في تحليله على موقع «إي إس بي إن» - أن ملوك أوروبا قد يواجهون صعوبات لا يمكن تصورها لتجاوز دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا بعد خسارتين في أربع مباريات.

وكان أداء ريال مدريد ضد ميلان مشابهاً لما رأيناه في المباراة التي فاز فيها بخمسة أهداف مقابل هدفين على بوروسيا دورتموند قبل أسبوعين، لكن هذه المرة كان الأداء سيئا، دون أي شيء جيد فيما يتعلق بالنتيجة. وظهر الفريق مرة أخرى بشكل مخيب للآمال ومفككا للغاية خلال الشوط الأول، الذي انتهى بتقدم ميلان بهدفين مقابل هدف وحيد. لكن هذه المرة، لم يكن هناك قتال حماسي من النادي الملكي في الشوط الثاني للعودة في النتيجة، على عكس ما فعله فينيسيوس جونيور أمام بوروسيا دورتموند.

وبدلاً من ذلك، ازدادت الأمور سوءاً. لقد حاول أنشيلوتي القيام بكل شيء ممكن، وأجرى خمسة تبديلات - دفع بكل من إدواردو كامافينغا وإبراهيم دياز وداني سيبايوس ورودريغو وفران غارسيا في الشوط الثاني - في محاولة لإعادة النشاط للفريق، لكن لم يؤد ذلك إلا إلى زيادة الارتباك. وبنهاية المباراة، كان ريال مدريد قد خلق الكثير من الفرص - 23 تسديدة، 10 منها على المرمى - ومتوسط أهداف متوقعة بلغ 2.44، لكنه لم يسجل سوى هدف وحيد.

كانت هناك لحظات بدا فيها الأمر وكأن المباراة من الممكن أن تنتهي بنتيجة مختلفة، حيث تم إلغاء الهدف الذي سجله أنطونيو روديغر في الشوط الثاني بداعي التسلل، وهو الهدف الذي كان سيجعل النتيجة 2-3 قبل 10 دقائق من النهاية. وتصدى حارس مرمى ميلان، مايك ماينان، لضربة رأس قوية من دياز في وقت متأخر من المباراة. لكن بشكل عام، كانت هذه ليلة للنسيان بالنسبة لريال مدريد!

في الواقع، لم يكن هناك شيء جيد بالنسبة لريال مدريد، بل كانت هناك تسديدات سيئة ومثيرة للسخرية بعيدة عن المرمى تماما من لاعبين موهوبين مثل لوكا مودريتش وجود بيلينغهام، في الوقت الذي أهدر فيه مبابي الفرص واحدة تلو الأخرى. لقد سدد اللاعب الفرنسي ثماني تسديدات، من بينها ثلاث تسديدات فقط على المرمى، ومتوسط أهداف متوقعة بلغ 0.54. لقد كان هناك شعور بالإحباط من جانب مشجعي ريال مدريد، بل وأطلقت الجماهير صافرات الاستهجان ضد لاعب خط الوسط أوريليان تشواميني أثناء خروجه من المباراة في الشوط الأول.

مبابي يغادر ملعب «سانتياغو برنابيو» بعد أن تلقى ريال مدريد هزيمة ثقيلة أمام ميلان (أ.ف.ب)

فهل من المفترض أن يكون الأمر صعباً إلى هذا الحد في فريق يضم فينيسيوس ومبابي في الهجوم، وبلينيغهام وفيديريكو فالفيردي في خط الوسط، وروديغر وإيدر ميليتاو في الدفاع؟ من المؤكد أن هذا الفريق يضم كوكبة من النجوم العالميين، لكن الأداء لا يرتقي أبدا إلى مستوى هذه الأسماء، على الأقل خلال الموسم الجاري. وبالتالي، تتزايد الضغوط على أنشيلوتي. في الواقع، تتسم كل المستويات التي قدمها ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بدرجات متفاوتة من عدم الإقناع. فأمام شتوتغارت، احتاج الفريق إلى هدفين في وقت متأخر من المباراة من توقيع روديغر وإندريك ليفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. وأمام ليل، خسر ريال مدريد بهدف دون رد، بعد أن أهدر لاعبوه كثيرا من الفرص السهلة. وكانت العودة في النتيجة أمام بوروسيا دورتموند والفوز بخمسة أهداف مقابل هدفين مثيرة للإعجاب، بفضل الأداء المذهل الذي قدمه النجم البرازيلي فينيسيوس في الشوط الثاني، لكن ذلك لم يحدث إلا بعد أداء سيئ آخر في الشوط الأول.

في الحقيقة، من الصعب تجاهل التأثير الذي خلفه وصول مبابي الذي طال انتظاره على هذا الفريق، وكذلك تأثيره غير المباشر على مركز ومكانة فينيسيوس وبيلينغهام في الفريق. لا يزال فينيسيوس، إلى حد كبير، يقدم مستويات جيدة هذا الموسم، ففي هذه المباراة أمام ميلان حصل على ركلة جزاء وسجلها بشكل رائع على طريقة «بانينكا» ليعادل النتيجة بهدف لكل فريق، وأعاد ريال مدريد إلى المباراة بعد أن وضع ماليك ثياو ميلان في المقدمة بهدف من ضربة رأس متقنة.

أنشيلوتي يفضل المحافظة على فينيسيوس في مركز الجناح الأيسر الذي يفضل مبابي أن يشغله (غيتي)

لكن ما يقدمه بيلينغهام حتى الآن خلال الموسم الجاري مثير للحيرة والتساؤلات. إنه لا يلعب بشكل سيئ في المجمل، لكن بحلول الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في موسمه الأول، كان قد سجل 13 هدفاً لريال مدريد، لكنه لم يسجل أي هدف هذا الموسم. ويبدو أن أنشيلوتي لا يعرف على وجه التحديد ما الذي يتعين عليه القيام به مع بيلينغهام، حيث أعاده يوم الثلاثاء إلى اللعب في الناحية اليسرى لوسط الملعب، وهو المركز الذي لعب به خلال معظم فترات الموسم الماضي، بعد أن لعب ناحية اليمين في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك مباراة برشلونة. وكان آخر هدف سجله بيلينغهام مع ريال مدريد قبل 176 يوماً.

التصريحات التي أدلى بها مهاجم الاتحاد السعودي حاليا ومنتخب فرنسا وريال مدريد الإسباني سابقا كريم بنزيمة، قد تؤكد مدى حيرة أنشيلوتي حول مركزي فينيسيوس ومبابي. بنزيمة طالب مواطنه مبابي بتعلم كيفية شغل مركز رأس الحربة، لأنه لا يستطيع إزاحة فينيسيوس من مركز الجناح الأيسر. مبابي لم يصل إلى ذروة مستواه حتى الآن في صفوف فريقه الجديد بعد رحيله عن باريس سان جيرمان. وقام أنشيلوتي بالمحافظة على فينيسيوس في مركز الجناح الأيسر، في حين أشرك مبابي مهاجما صريحا.

وقال بنزيمة في هذا الصدد: «المشكلة بنظري أن مبابي ليس مهاجما صريحا حتى مع المنتخب الوطني، وفي كل مرة يلعب بقميص الرقم 9 لا يكون على ما يرام، لأن هذا المركز ليس مركزه». وتابع: «في اليسار هناك لاعب بمستواه هو فينيسيوس، وبالتالي ثمة مشكلة، لا يمكن إشراك فينيسيوس في مركز قلب الهجوم أو على اليمين، لأنه عندما يلعب على الجهة اليسرى يصنع الفارق».

وأوضح: «مبابي ليس رقم 9 حقيقيا. الناس تطالبه بالكثير وهو يعاني من ضغوطات كبيرة، هنا ليس باريس سان جيرمان»، وأردف: «أنصحه بعدم اليأس لأنني لا أعتقد أنه سيزيح فينيسيوس، لان الأخير أفضل لاعب في العالم حاليا». وأوضح: «يتعين على مبابي أن يضع في الحسبان أنه اليوم هو الرقم 9 ونسيان شغل مركز الجناح الأيسر في الوقت الحالي». ومنذ انتقاله من فريق العاصمة الفرنسية بصفقة حرة، سجل مبابي 8 أهداف في 14 مباراة في مختلف المسابقات.

وحتى خط دفاع ريال مدريد، الذي كان يمثل إحدى أبرز نقاط قوته العظيمة في الموسم الماضي، أصبح الآن مهلهلا، لقد استقبلت شباك الفريق 10 أهداف في آخر أربع مباريات. وأمام ميلان، كان مرمى ريال مدريد مكشوفا تماما، وكان خط الوسط مفتوحاً على مصراعيه، وهو ما يجعله مسؤولا بنفس قدر مسؤولية خط الدفاع عن الأهداف التي استقبلها الفريق. وتلاعب نجم ميلان رافائيل لياو بالظهير الأيمن البديل لوكاس فاسكيز.

ثم كان هناك ألفارو موراتا، الذي لعب دور العدو اللدود لجمهور ريال مدريد، والذي سجل في مرمى فريقه السابق - هذا هو هدفه السابع ضد ريال مدريد، بعد أن سبق له التسجيل بقميصي يوفنتوس وأتلتيكو مدريد - ليجعل النتيجة تشير إلى تقدم ميلان بهدفين مقابل هدف وحيد مع نهاية الشوط الأول. وبعدما أحرز موراتا هدفه، كانت هناك ابتسامة على وجهه ووضع إصبعه على شفتيه، قبل أن يقرر عدم الاحتفال ضد ناديه السابق. لقد بذل موراتا مجهودا كبيرا في هذه المباراة، وكان يعود كثيرا إلى الخلف، ويلعب كمحطة قوية في الخط الأمامي، وهي الأمور التي لم يتمكن مبابي من القيام بها بنفس الشكل.

معاناة مبابي منذ وصوله إلى ريال مدريد تتزايد (رويترز)

وكان من الممكن أن تصبح الأمور أكثر سوءا بالنسبة لريال مدريد، حيث تصدى لونين ببراعة لتسديدة قوية من لياو في الدقيقة 52. وبينما كان ريال مدريد يبحث عن هدف التعادل ويسعى لخلق فرص للتسجيل، كان ميلان يمثل خطورة هائلة في الهجمات المرتدة السريعة. وسجل تيجاني رايندرز هدفا آخر في الدقيقة 73، لتصبح النتيجة تقدم ميلان بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وتزداد الأمور صعوبة على ريال مدريد، الذي لم يتمكن من العودة في النتيجة.

لن يلعب ريال مدريد أي مباراة أخرى في دوري أبطال أوروبا قبل شهر من الآن، عندما يصطدم بليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز. وقبل ذلك، هناك فترة توقف دولية ومباراتان في الدوري الإسباني الممتاز أمام أوساسونا وليغانيس. إنهما مباراتان يمكن الفوز بها على الورق، لكن مستوى ريال مدريد في الوقت الحالي لا يجعل أي شيء مضمونا! وبحلول الوقت الذي سيذهب فيه ريال مدريد إلى ملعب «آنفيلد»، قد تكون الضغوط المتراكمة على الفريق ومديره الفني قد وصلت إلى نقطة الغليان!


مقالات ذات صلة

هل مسيرة مبابي مع ريال مدريد مهددة بالفشل؟

رياضة عالمية مبابي مازال يبحث عن إثبات جدارته في ريال مدريد (رويترز)

هل مسيرة مبابي مع ريال مدريد مهددة بالفشل؟

يقول الناس إنه لا يوجد شيء مماثل لما يمكن وصفه بـ«الحمض النووي للنادي»... لكن كيف يحدث ذلك على أرض الواقع؟ يتغير المديرون الفنيون، ويتغير اللاعبون، ويتغير

جوناثان ويلسون (لندن)
رياضة عالمية جانب من عمليات تجديد ملعب «كامب نو» (نادي برشلونة)

برشلونة يؤجل عودته لملعب «كامب نو»

أرجأ نادي برشلونة المنافس في الدوري الإسباني الممتاز العودة إلى ملعبه كامب نو، الذي تم تجديده، حتى منتصف فبراير (شباط) المقبل.

«الشرق الأوسط» (مدريد )
رياضة عالمية جانب من أعمال التحديث والتوسيع لملعب برشلونة الشهير الكامب نو (الشرق الأوسط)

تأجيل عودة برشلونة إلى كامب نو وتمديد عقد مونتجويك

أعلن برشلونة الإسباني الأربعاء إن عودته إلى ملعب كامب نو ستؤجل حتى منتصف فبراير (شباط) على الأقل حيث يخضع الاستاد الشهير لأعمال التحديث والتوسيع.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية أنسو فاتي ما زال يعاني من الإصابات المتتالية (أ.ب)

أنسو فاتي مصاب مرة أخرى

إذن، أصيب أنسو فاتي مرة أخرى.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية يعاني ريال مدريد من إصابات عديدة هذا الموسم (د.ب.أ)

25 إصابة في ريال مدريد... ما السبب يا ترى؟

سحق ريال مدريد أوساسونا 4 - 0 في نهاية الأسبوع الماضي، لكن المباراة لخصت مصائبهم هذا الموسم.

The Athletic (مدريد)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)
غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)
TT

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)
غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.بحسب شبكة The Athletic, غنّت جماهير برايتون «ستتم إقالتك في الصباح» عندما خسر السيتي مباراته الرابعة على التوالي قبل فترة التوقف الدولي، لكن جودة المدرب وثقة أرباب عمله المطلقة فيه تعني أنه بعيدًا عن التدقيق، في الأسبوعين اللذين قضاهما في إجازته، حصل على عقد جديد من المفترض أن يجعله يبقى في السيتي لمدة عامين آخرين.إن قدرة غوارديولا تتحدث عن نفسها وقد أكدها الفيلم الوثائقي الأخير الذي تم بثه داخل السيتي، ولكن حقيقة بقائه في منصبه هي بالتأكيد ذات قيمة كبيرة في ظل تغيير المدير الرياضي والرحيل المحتمل لبعض اللاعبين الأساسيين، وبالطبع، نتيجة وشيكة لملف الدوري الإنجليزي الممتاز.لن توفر هذه الأخبار بالضرورة حلًا فوريًا لمشاكل السيتي الحالية على أرض الملعب لأن سلسلة الهزائم الأخيرة في معظمها كانت بسبب شيء لا يمكن أن تصلحه الإصابات.

قد يفتقر السيتي أيضًا إلى اللياقة البدنية والقدرة على الحركة بدون رودري حتى عندما يكون الجميع لائقًا بدنيًا، وقد يكون هذا أمرًا يشعرون أنه يتعين عليهم تصحيحه في يناير/كانون الثاني المقبل.

وبالنظر إلى هذه العيوب الحالية، فإن المباريات ضد توتنهام هوتسبير وليفربول بعيدة كل البعد عن المثالية. عندما وقّع غوارديولا عقدًا جديدًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كان فريقه يعاني منذ فترة ولم يتحسن على الفور، بل خسروا في الواقع في المباراة التالية أمام توتنهام واستغرق الأمر بضعة أسابيع حتى تتحسن الأمور.والأهم من ذلك أن الأمور تحسنت بالفعل. هذا هو ما تحصل عليه مع غوارديولا؛ إن لم يكن ضمانًا تامًا، فهو ثقة بأن الأمور ستسير على ما يرام، وهذا ما ضمنه السيتي لموسم آخر على الأقل.قد يضطرون إلى الانتظار قليلًا حتى تتضح تلك الدفعة بسبب تلك الإصابات، لكنها ستظهر بالتأكيد.لقد حصل القائمون على قمة النادي على أكثر مما أرادوا (سنتان أكثر مما كان يأمله معظمهم) وكذلك الجماهير. سيعرف اللاعبون أن القوة الدافعة الأكبر، القوة التي تساعدهم على إخراج أفضل ما لديهم، ستبقى في مكانها، وحتى أولئك الذين قد لا يكونون مغرمين بالمدرب سيعرفون أن قاعدة قوته أقوى من أي وقت مضى.يتمكن السيتي بشكل عام من توليد الزخم من مكان ما عندما يكون في أمس الحاجة إليه: في الموسم الماضي، كان لديهم رحلة منتصف الموسم إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في كأس العالم للأندية، والتي سمحت لهم بإعادة ترتيب أوراقهم بعد التعادل المؤلم على أرضهم أمام كريستال بالاس.وفي العام الذي سبق ذلك، بدا أن الإعلان عن التهم الموجهة ضد النادي من قبل رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز قد حفز الفريق بالتأكيد عندما كان يعاني من أجل تحقيق الثبات.لذا، في حين أن حالة الإصابات هي مصدر قلق فوري (والتي من المفترض أن تتضح قريبًا، باستثناء غياب رودري الذي سيستمر لمدة موسم كامل)، فإن فوائد تجديد غوارديولا واضحة على المدى المتوسط والطويل، ليس أقلها عندما يتعلق الأمر بالتخطيط للفريق.بالنسبة للمبتدئين، قد يساعد ذلك في يناير/كانون الثاني المقبل إذا حاول السيتي تعزيز خط الوسط - فالقدرة على القول بأن غوارديولا موجود ومتحمس تمامًا سيساعد في جذب اللاعبين في معظم الحالات (ربما يكون هذا هو الحال عندما يتعلق الأمر بربط إرلينغ هالاند بصفقة جديدة أيضًا).من المقرر أن يقوم السيتي بتغيير مدير الكرة في الصيف، مع وصول هوغو فيانا ليحل محل تكسيكي بيغيريستاين الذي عمل هناك لمدة 12 عامًا. وغني عن القول إن عدم الاضطرار إلى استبدال مدير الكرة والمدير الفني في نفس الوقت ربما يكون مفيدًا، ولكن بعيدًا عن ذلك، يجب أن تكون هناك ثقة إضافية في أن بقاء غوارديولا في منصبه سيساعد على تسهيل عملية الانتقال من فوقه، خاصة عندما يتعلق الأمر بجلب لاعبين جدد إلى بيئة مستقرة نسبيًا.من المؤكد أن هناك إمكانية لإجراء بعض التغييرات الكبيرة في الصيف، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى أن عقد كيفن دي بروين سينتهي في الصيف، ولكن أيضًا بسبب عدم اليقين الذي يحيط بلاعبين أساسيين آخرين في المواسم الأخيرة، والذي قد يطل برأسه مرة أخرى، وتحديدًا فيما يتعلق بإيدرسون وكايل ووكر وبرناردو سيلفا - الأخير كان مفتوحًا للخروج منذ سنوات ولكن، باعتراف الجميع، لم يغادر بالفعل.أما إلكاي غوندوغان فقد عاد للتو في الصيف الماضي ويتبقى له 18 شهرًا في عقده، لكنه لم يستعيد أفضل مستوياته، وإذا استمر هذا الوضع، فإنه على أقل تقدير سيبحث عن دور أقل في الموسم المقبل.لم يقم السيتي بتحركات كبيرة في الفترة الأخيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن معظم اللاعبين الأساسيين لم يرحلوا بالفعل، لذلك لم تكن هناك حاجة لاستبدالهم، ولكن هذا قد يتغير في الصيف المقبل.من المؤكد أن هناك شعور، من الخارج على الأقل، بأن السيتي قد يحتاج إلى تجديد خط الوسط، وقد يكون هناك أيضًا وضع يكون فيه مستقبل جاك غريليش مطروحًا للنقاش، حيث غاب عن معظم الموسم الماضي بسبب الإصابة والمشاكل خارج الملعب ولم يتمكن حتى الآن من تصحيح ذلك.

هناك أيضًا الأموال التي يمكن إنفاقها، وهو ما يبدو واضحًا بالنظر إلى دعم السيتي والتصور العام لإنفاقهم، لكنهم لا يستغلون دائمًا ثرواتهم الهائلة.

في الواقع، على مدى السنوات الخمس الماضية، جلب السيتي أموالاً أكثر بكثير مما أنفقه في فترة الانتقالات. لم يرغب غوارديولا شخصيًا في جلب الكثير من اللاعبين أيضًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه لا يريد فريقًا مزدحمًا وما يرتبط بذلك من مخاطر عدم استقرار اللاعبين الذين لا يلعبون، وأيضًا لأنه يراقب الشؤون المالية للنادي أيضًا.على سبيل المثال، كانت هناك صفقة قريبة من الاتفاق على التعاقد مع مهاجم سيلتك كيوغو فوروهاشي في الصيف، لكن غوارديولا هو من قرر عدم إتمامها، على الرغم من رحيل جوليان ألفاريز إلى أتلتيكو مدريد.ومن هذا المنطلق، لا توجد أي ضمانات بأن استمرار غوارديولا في السيتي سيجلب تغييرات كبيرة في الفريق. في الواقع، يشير ذلك إلى العكس، لكن من المغري الاعتقاد أنه مع رحيل بيغيريستاين والتزام غوارديولا الآن مع النادي لموسم آخر على الأقل - ربما حتى يتمكن من المساعدة في تسهيل عملية الانتقال - بالإضافة إلى احتمال انتقال لاعبين كبيرين على الأقل، قد يقوم السيتي ببعض التحركات الجادة لضمان أن يكون النادي في وضع قوي في السنوات الأخيرة من عهد غوارديولا.ومن المحتمل جدًا للسنوات الأولى من حقبة ما بعد بيب أيضًا؛ لطالما أراد غوارديولا أن يترك النادي في وضع جيد وهذا هو الحال بالتأكيد الآن أكثر من أي وقت مضى. وبالنظر إلى وصول فيانا - الذي سيقضي بعض الوقت في النادي قبل نهاية الموسم للمساعدة في عملية الانتقال - وصفقة غوارديولا الجديدة، سيكون هناك تركيز خاص على السيتي في وضع يسمح له بالازدهار عندما يرحل المدرب في النهاية.ومن ثم هناك تلك الاتهامات. لقد أصبحنا أخيرًا على مسافة قريبة من نتيجة سيكون لها بالطبع آثار كبيرة. إذا ثبتت إدانة السيتي في بعض أو العديد من التهم الأكثر خطورة، فمن المؤكد أن عقوبة خطيرة ستتبع ذلك وقد يحد ذلك من قدرتهم أو رغبتهم في تعزيز الفريق.أما إذا تفادوا أي عقوبات كبيرة وأزاحوا شبح الهبوط أو الغرامة المالية الضخمة على سبيل المثال، فقد يشعرون بالجرأة لإنفاق الأموال التي جلبوها في السنوات الأخيرة.وفيما يتعلق بما يمكن أن نقرأه في صفقة غوارديولا الجديدة عندما يتعلق الأمر بالتهم الموجهة إليه، فمن الإنصاف القول إنه لو كان قد أعلن رحيله هذا الأسبوع، لكان هناك بالتأكيد افتراض واسع النطاق بأن السيتي كان يخشى الأسوأ فيما يتعلق بجلسة الاستماع. لقد قيل الكثير عن تعليقاته في عام 2022 عندما قال: «إذا كذبتم عليّ، في اليوم التالي لن أكون هنا»، ولكن في العديد من المناسبات منذ ذلك الحين، كان أكثر تحديًا وأصر على أنه سيكون أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على البقاء، حتى لو هبط النادي.ونظراً لأن غوارديولا باقٍ، فمن المنطقي أن تكون هناك تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي بأن السيتي واثق من أن الأمور ستسير في صالحه.في الواقع، اتخذ غوارديولا قراره بناءً على عوامل أخرى - طاقته في الاستمرار وسعادة عائلته - لأن الجميع في جانب كرة القدم في السيتي كان يسير في عمله على افتراض أن النادي لم يرتكب أي خطأ ولن يعاقب. كانت هذه هي الرسالة من أعلى المستويات، ليس فقط منذ توجيه الاتهامات في فبراير الماضي، ولكن منذ التقارير الأولى التي قادتها «فوتبول ليكس» في عام 2018.العمل كالمعتاد، إذن، بينما يستعد غوارديولا لتحديه الكبير القادم حيث توتنهام يوم السبت.