قرعة «رابطة محترفات التنس» تضع سابالينكا في مواجهة باوليني

جوائز البطولة المقرر انطلاقها السبت في الرياض تتجاوز 15 مليون دولار

يستند تصنيف اللاعبات إلى أساس سباق «اتحاد لاعبات التنس المحترفات»... (دبليو تي إيه)
يستند تصنيف اللاعبات إلى أساس سباق «اتحاد لاعبات التنس المحترفات»... (دبليو تي إيه)
TT

قرعة «رابطة محترفات التنس» تضع سابالينكا في مواجهة باوليني

يستند تصنيف اللاعبات إلى أساس سباق «اتحاد لاعبات التنس المحترفات»... (دبليو تي إيه)
يستند تصنيف اللاعبات إلى أساس سباق «اتحاد لاعبات التنس المحترفات»... (دبليو تي إيه)

أوقعت قرعة نهائيات «رابطة لاعبات التنس المحترفات»، المقررة بالعاصمة السعودية الرياض في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، البيلاروسية أرينا سابالينكا في مواجهة المصنفة الرابعة عالمياً الإيطالية جاسمين باوليني، حيث تسعى لتحقيق 3 انتصارات من شأنها أن تؤكد أنها المصنفة الأولى عالمياً في نهاية العام.

ووفق شبكة «The Athletic»، ستواجه سابالينكا أيضاً الكازاخستانية إيلينا ريباكينا والصينية زينغ تشينوين في دور المجموعات الذي يبدأ السبت المقبل.

وستواجه إيغا شفيونتيك المصنفة الثانية عالمياً، التي تحتاج إلى الفوز بالبطولة دون خسارة أي مباراة لتطيح سابالينكا المصنفة الأولى عالمياً، كوكو غوف التي تملك سجلاً بـ10 - 1 ضدها.

كما ستواجه أيضاً جيسيكا بيغولا، التي تغلبت عليها في ربع نهائي «بطولة أميركا المفتوحة»، وباربورا كريتشيكوفا بطلة «ويمبلدون».

قُسمت اللاعبات الثماني المتأهلات إلى 4 مجموعات بالقرعة. المجموعة الأولى تضم المصنفتين الأولى والثانية. والمجموعة الثانية تضم المصنفتين الثالثة والرابعة... وهكذا.

ويستند تصنيف اللاعبات إلى أساس سباق «اتحاد لاعبات التنس المحترفات»، وهو الجدول الذي يحتسب نقاط التصنيف المكتسبة في عام 2024 فقط.

تلعب كل لاعبة بعد ذلك 3 مباريات في الأدوار الإقصائية. وتتنافس أفضل لاعبتين من كل مجموعة في الدور ما قبل النهائي، وتلتقي الفائزتان في النهائي.

هذا العام، تأهلت باربورا كريتشيكوفا ثامنةً على الرغم من أنها رقم «12» في السباق.

وفازت كريتشيكوفا ببطولة «ويمبلدون»، وتغلبت على جاسمين باوليني في النهائي، وتتأهل تلقائياً إلى الحدث أي بطلة في البطولات الأربع الكبرى التي تحتل مركزاً بين رقم «8» ورقم «20» في السباق خلال العام الذي فازت فيه بلقبها.

فازت إيغا شفيونتيك بنهائيات جولة «اتحاد لاعبات التنس المحترفات» لعام 2023 في كانكون بالمكسيك، حيث فازت على جيسيكا بيغولا 6 - 1 و6 - 0 في النهائي. كما فازت المصنفة الثانية عالمياً حالياً بجميع مبارياتها الخمس العام الماضي، وتغلبت على أرينا سابالينكا لتنهي العام في المركز الأول عالمياً.

شفيونتيك خلال تدريباتها في الرياض (حسابها على إنستغرام)

وتسعى شفيونتيك إلى تكرار إنجازها في هذا العام أيضاً، بعد أن تفوقت سابالينكا عليها في 21 أكتوبر (تشرين الأول).

يبلغ إجمالي الجوائز المالية 15.25 مليون دولار أميركي، وهو رقم قياسي للحدث، وتخصَّص جوائز مالية لكل فوز في كل مباراة، وتحصل البطلة على 5.15 مليون دولار إذا خاضت الحدث دون هزيمة بـ5 انتصارات (3 انتصارات في الأدوار الإقصائية، وفوز في نصف النهائي، ثم الفوز بالنهائي).

سيحصل الفائز في المباراة النهائية على 2.5 مليون دولار، بينما سيحصل الفائز في كل مباراة نصف نهائية على 1.27 مليون دولار؛ وتبلغ جائزة الفوز في مباراة الدورين 350 ألف دولار، ويحصل كل لاعب على 335 ألف دولار لمجرد ظهوره في الحدث.

ومجموع الجوائز يزيد 6 ملايين دولار أميركي على «بطولة كانكون 2023»، وجائزة الفائز أكبر من أي من البطولات الأربع الكبرى، وأكبرها «بطولة الولايات المتحدة المفتوحة» التي تبلغ قيمتها 3.6 مليون دولار.

قُسمت اللاعبات الـ8 المتأهلات إلى 4 مجموعات (دبليو تي إيه)

وأكملت وزارة الرياضة السعودية والاتحاد السعودي للتنس صفقة مدتها 3 سنوات لنهائيات جولة «اتحاد لاعبات التنس المحترفات» في أبريل (نيسان) من هذا العام.

ويرعى «صندوق الاستثمارات العامة السعودي» التصنيف العالمي لـ«رابطة لاعبي التنس المحترفين» و«رابطة لاعبات التنس المحترفات».

والمملكة متحمسة لاستضافة بطولة سنوية على «مستوى ألف نقطة»، ولكن خطط هذه البطولة متوقفة حالياً على المفاوضات الأساسية، بما في ذلك موعد إقامتها، وما إذا كانت ستقام في حدث مشترك أم لا، حيث يلعب لاعبو «رابطة لاعبي التنس المحترفين» و«رابطة لاعبات التنس المحترفات» في المكان نفسه خلال الأسبوعين نفسيهما.

وقال ستيف سايمون، رئيس «اتحاد لاعبات التنس المحترفات»، العام الماضي، إن «المنظمين السعوديين ملتزمون مثلنا ببناء الحدث والحصول على حضور جيد فيه».


مقالات ذات صلة

دورة باريس: هومبرت يطيح بألكاراس... ويضاعف معاناته

رياضة عالمية  أوغو هومبرت محتفلا بفوزه على ألكاراس (أ.ف.ب)

دورة باريس: هومبرت يطيح بألكاراس... ويضاعف معاناته

ودّع الإسباني كارلوس ألكاراس المصنّف ثانيا عالميا دورة باريس للماسترز في كرة المضرب (الف نقطة) من الدور الثالث بخسارته امام الفرنسي أوغو هومبرت.

«الشرق الأوسط» (باريس )
رياضة سعودية العزاز وسابالينكا وأقاربها في إحدى مطاعم الرياض (الشرق الأوسط)

سابالينكا تجوب شوارع الرياض بصحبة «الشيهانة»

نشرت الشيهانة العزاز رئيس مجلس الهيئة السعودية للملكية الفكرية صورا تظهر وجود لاعبة التنس البيلاروسية سابالينكا إلى جانبها وهما تجوبان الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عالمية الجلسة الأولى أقيمت بحضور النجمة التونسية أُنس جابر سفيرة رابطة محترفات التنس (الاتحاد السعودي للتنس)

نجمات العالم يشاركن الأطفال في دورة تدريبية للتنس

أقامت اللجنة المنظمة لنهائيات رابطة محترفات التنس المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة، الأربعاء مبادرة دعمتها نجمات الرابطة واستضافت فيها أطفال الاتحاد السعودي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية ألكسندر زفيريف (د.ب.أ)

دورة باريس: زفيريف إلى الدور الثالث

تأهل الألماني ألكسندر زفيريف إلى الدور الثالث بدورة باريس للأساتذة بعد تغلبه على الهولندي تالون غريكسبور 7 - 6 و6 - 3  في الدور الثاني من الدورة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية دانييل ميدفيديف (أ.ف.ب)

دورة باريس: خروج ميدفيديف من الدور الثاني أمام بوبيرين

خرج الروسي دانييل ميدفيديف المصنف الخامس عالمياً من الدور الثاني لدورة باريس للماسترز في كرة المضرب (ألف نقطة) عقب خسارته أمام الأسترالي أليكسي بوبيرين.

«الشرق الأوسط» (باريس)

فوز رودري بـ«الكرة الذهبية» أنصف فئة من اللاعبين لا تحظى بالتقدير اللازم

رودري وعيتانا بونماتي لاعبة بارشلونا توجا بالكرة الذهبية لأفضل لاعبين في العالم (رويترز)
رودري وعيتانا بونماتي لاعبة بارشلونا توجا بالكرة الذهبية لأفضل لاعبين في العالم (رويترز)
TT

فوز رودري بـ«الكرة الذهبية» أنصف فئة من اللاعبين لا تحظى بالتقدير اللازم

رودري وعيتانا بونماتي لاعبة بارشلونا توجا بالكرة الذهبية لأفضل لاعبين في العالم (رويترز)
رودري وعيتانا بونماتي لاعبة بارشلونا توجا بالكرة الذهبية لأفضل لاعبين في العالم (رويترز)

عندما كان رودريغو هِرنانديز طالباً يعيش داخل سكن جامعي ويدرس الأعمال التجارية في جامعة بمقاطعة قسطلونة الإسبانية، كان، على حد تعبيره، «الشخص العاجز الذي لا يفعل أي شيء على الإطلاق». ربما كان يذهب لتناول العشاء، وربما يتوقف لفترة وجيزة عند الحانة، لكنه لم يكن يفعل أياً من الأشياء التي يفعلها زملاؤه بعد انتهاء ساعات الدراسة. لم يستطع معظم زملائه فهم ذلك، حتى رأوه وهو يلعب لمصلحة فياريال. كان في التاسعة عشرة من عمره، ولم يقل أي شيء عن مسيرته الكروية، ولم يكن زملاؤه في الدراسة يعرفون حتى أنه لاعب كرة قدم. والآن، حصل رودري، وهو في الثامنة والعشرين من عمره، على جائزة «أفضل لاعب في العالم»، ليكون بذلك أول إسباني يفوز بالكرة الذهبية منذ الراحل لويس سواريز قبل 64 عاماً.

وفي يوم درامي هيمنت عليه الانتقادات والاتهامات بالظلم، كان تتويج رودري بهذه الجائزة المرموقة بمثابة عمل من أعمال العدالة، ليس لرودري فقط، ولكن لهذه الفئة من اللاعبين والأشخاص، ولفكرة ولمفهوم معين، وللجماعية التي يجسدها فرد، بل وربما حتى لكرة القدم نفسها. كما أن الأمر شكل من أشكال العدالة لإسبانيا نفسها، حتى لو لم يُنظر إليه بهذه الصورة في نادي ريال مدريد الإسباني، الذي رفض مسؤولوه السفر إلى باريس عندما علموا أن فينيسيوس جونيور لن يكون الفائز.

لعب رودري دوراً بارزاً في فوز مانشستر سيتي بالكثير من الألقاب والبطولات (غيتي)

وحتى في مسرح «شاتليه»، عندما فتح النجم الليبيري جورج واياه الظرف وبدأ يقول: «الفائز هو...»، كانت هناك صيحات تقول «فينيسيوس!» وكانت هناك بعض الصافرات عندما أُعلن عن فوز رودري بالجائزة. لقد كان الأمر برمته محزناً بعض الشيء، وكأن رودري قد فعل شيئاً فظيعاً ولم يلعب كرة القدم بشكل جيد للغاية. وعلاوة على ذلك، لم يلتفت النجم الإسباني إلى كل ما حدث، وتحدث بكل وضوح وتواضع، كما هي حاله داخل الملعب. وعلى الرغم من أن فينيسيوس لديه كل المبررات التي تجعله يؤمن بأحقيته في الفوز بالجائزة، فإن فكرة عدم استحقاق رودري الجائزة أمر سخيف.

فعندما يتعلق الأمر بالتأثير على الطريقة التي يلعب بها الفريق، والتكيف مع كل الظروف، فلا يوجد أحد مثل رودري في حقيقة الأمر. لقد أكد النجم الإسباني مراراً على أن دوره يتمثل في «مساعدة فريقي على تحقيق النجاح»، وقد لعب دوراً حاسماً بالفعل في فوز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، كما قاده للفوز بدوري أبطال أوروبا العام الماضي. ومع منتخب إسبانيا، حصل رودري على بطولة «كأس الأمم الأوروبية 2024»، وهي البطولة التي رجحت كفته في الحصول على الجائزة هذه المرة. وقد وصفه جوسيب غوارديولا، مديره الفني في مانشستر سيتي، بأنه «أفضل لاعب خط وسط في العالم دون منازع»، بينما وصفه المدير الفني لمنتخب إسبانيا، لويس دي لا فوينتي، بأنه «الكومبيوتر المثالي»، الذي قاد منتخب بلاده للفوز ببطولة اليورو.

وأكد غوارديولا أن فوز مواطنه ولاعب فريقه بجائزة «الكرة الذهبية» لـ«أفضل لاعب في العالم» بمثابة لحظة فخر لمانشستر سيتي، وأيضاً برهان على ما يفتقده الفريق في ظل غياب اللاعب حتى نهاية الموسم بداعي الإصابة. وأضاف غوارديولا: «قبل كل شيء بالطبع، التهنئة له ولكل عائلته وأصدقائه. إنه نبأ مذهل له، وبالطبع لنا جميعاً، الجميع في سيتي وجماهيرنا. نحن فخورون للغاية به. إنها المرة الأولى». وأوضح: «لم نكن لنتخيل قبل أعوام أن أحد لاعبينا سينال هذه الشرف العظيم. سعداء أيضاً بأننا جزء من هذا، وأن نتشارك معه فيه. وأتمنى أن يمنحه هذا الإنجاز الطاقة للتعافي بشكل جيد من أجل الموسم المقبل، وأن يكون معنا مجدداً». وأصبح رودري عنصراً محورياً في صفوف سيتي منذ انتقاله من صفوف أتلتيكو مدريد في 2019، حيث خسر الفريق في 11 بالمائة فقط من المباريات التي شارك فيها اللاعب الإسباني، مقارنة بالخسارة في 24 بالمائة من المباريات التي غاب عنها.

لقد وافق عدد كافٍ من المصوتين البالغ عددهم 100 شخص (حقيقةُ أن هذه ديمقراطية، وإن كانت معيبة، تُنسى بسهولة) على منحه هذه الجائزة. لقد نهض رودري، وتسلم عكازيه من روبن دياز، الذي شكره على مرافقته إلى فرنسا، وتقدم ببطء إلى المسرح، حيث ساعده ديدييه دروغبا في الوصول إلى المكان المحدد له. لقد أكد رودري مراراً على أنه لم يكن يهتم بالحصول على هذه الجائزة، لكن حتى لو كان هذا صحيحاً من قبل، فإن الأمر يختلف تماماً عندما تصعد المسرح وتمسك الجائزة بيديك. لقد تنهد عندما نظر إلى الجائزة، وكانت مشاعر السعادة واضحة تماماً عليه، قال: «لم أكن أتخيل مطلقاً أن يحدث هذا يوماً ما».

وقال رودري: «إنه ليس انتصاراً لي؛ بل لكرة القدم الإسبانية»، مردداً أكثر من مرة كلمة «بلدي». وأشار إلى لاعبين آخرين كان بإمكانهم، وربما كان ينبغي لهم، الفوز بهذه الجائزة، وكانوا جميعهم من إسبانيا، حيث ذكر أسماء تشافي هِرنانديز، وآندريس إنييستا، وإيكر كاسياس، وسيرجيو بوسكيتس. وأشار أيضاً إلى داني كارفاخال، الذي تعرض للإصابة نفسها في الركبة، والذي قال إنه كان يستحق أن يكون على المسرح.

رودري لاعب مانشستر سيتي يتوج بـ«الكرة الذهبية» لـ«أفضل لاعب في العالم» (أ.ف.ب)

وكانت هذه الرسالة تشبه كثيراً ما قاله رودري خلال مشاركته مع منتخب بلاده في نهائيات كأس الأمم الأوروبية في ألمانيا. في بعض الأحيان كان من الممكن رؤية رودري كأنه المدرب الفعلي للمنتخب الإسباني. وقال رودري: «إنني أعتقد دائماً أن دور لاعب خط الوسط مهم جداً؛ من حيث القيادة، ومن حيث النواحي الخططية والتكتيكية، وما يحدث داخل الملعب. أحب هذا الدور، وهو الدور الذي يجب أن يلعبه لاعب خط الوسط إذا كان يريد أن يعمل الفريق بشكل جيد».

في الواقع، كان رودري يؤدي هذا الدور القيادي دائماً، وبشكل طبيعي وتلقائي، على الرغم من أنه روى قصة في حفل يوم الاثنين عن كيف كان مستعداً ذات يوم، عندما كان في الـ17 من عمره، لترك كرة القدم بأكملها. لقد كان يكرس حياته لكرة القدم، لكنه شعر بأنه غير قادر على مواصلة اللعب، قبل أن يقنعه والده بالاستمرار. وقال: «حتى عندما كنت طفلاً، كنت أفهم المباريات وأقرأها بشكل جيد. وعندما كان الفريق ينجح، كنت أستطيع أن أرى السبب وراء ذلك، وكيف كان الفريق يخلق المساحات اللازمة داخل الملعب. وكنت أتوقع تحركات اللاعبين». وعلاوة على ذلك، كان رودري يستمع لنصائح اللاعبين الأكثر خبرة. ويتذكر إلكاي غوندوغان كيف كان رودري، في موسمه الأول مع مانشستر سيتي، يبقى في النادي بعد انتهاء التدريبات لمدة 30 أو 35 دقيقة كل يوم، ليس لمواصلة التدريب، ولكن للتحدث والاستماع. يقول غوندوغان: «كان دائماً يناقش ويتعلم ويسعى لإتقان الطريقة التي يلعب بها».

وقبل كل شيء، فإنه يساعد الجميع داخل الملعب، حيث يؤمن بأن الأداء الجماعي هو وظيفته. ويقول عن ذلك: «إذا اتخذت قرارات جيدة، فسيقوم الفريق بأشياء جيدة». قد لا يرى الجمهور دائماً هذا الدور، ومن هنا يأتي التناقض... هناك لحظة تصبح فيها حقيقة «التقليل من شأنك» صفة يقيَّم اللاعب من أجلها. ويجذب التواضع والهدوء والتلقائية الانتباه، ويساعد العمل الجاد الذكي والجماعي على وصول اللاعب إلى المكانة التي يستحقها في نهاية المطاف.

قاد رودري المنتخب الأسباني للفوز بـ«يبورو 2024»

لقد أصبح التصويت له كأنه واجب لإعادة الأمور إلى نصابها ولخلق حالة من التوازن. في الحقيقة، سوف يؤدي حصول رودري على «الكرة الذهبية» إلى حدوث تحول في عالم كرة القدم، وإعادة تعريف الأولويات، بحيث لا تركز كرة القدم بالكامل على الأهداف أو النجوم الذين يسعون لخطف الأضواء؛ على الرغم من أن الأحداث المثيرة المحيطة بعدم فوز فينيسيوس بالجائزة تشير إلى أنه لم يُتغلب على هذا الأمر تماماً حتى الآن. إن منح رودري الجائزة لا يعني فقط الاعتراف بما فعله هذا اللاعب، ولكن يعني إعطاء التقدير اللازم لهذا النوع من اللاعبين ولأهميتهم في الفرق التي يلعبون لها، ولهذه الفئة من اللاعبين الذين كان ينبغي لهم الفوز بهذه الجائزة من قبل، بل وللعدالة ولكرة القدم نفسها. وقال رودري: «وجودي هنا يعكس أهمية لاعبي خط الوسط: لم يحصلوا على التقدير الذي يستحقونه، لكنهم أصبحوا في دائرة الضوء اليوم».

وقبل بطولة كأس الأمم الأوروبية في الصيف الماضي، أكد ألفارو موراتا حينئذ على أن رودري كان ليفوز بجائزة «الكرة الذهبية» بالفعل لو روج لنفسه أكثر قليلاً؛ فالطالب الجامعي الذي لم يخبر الجميع بأنه لاعب كرة قدم كان بحاجة إلى التحدث قليلاً. وقال قائد منتخب إسبانيا: «كان بإمكانه أن يفوز بالجائزة بسهولة العام الماضي؛ فكل ما ينقصه هو التسويق لنفسه، وأقول له ذلك دائماً». وقال رودري رداً على ذلك: «لكنني لا ألعب كرة القدم من أجل هذا. يخبرني في بعض الأحيان بأنه يتعين عليّ فعل هذا الشيء أو ذاك، لكنني أفهم كرة القدم بشكل مختلف. وأنا أعرف كيف تسير الأمور؛ لذلك لا أشعر بالإحباط. لا يزعجني هذا الأمر، لكن لو أراد أحدهم ذات يوم مكافأتي على العمل الذي أقوم به، فهذا أمر مرحب به». وفي مساء الاثنين الماضي في باريس، كوفئ بالفعل هذا النجم الكبير على العمل الرائع الذي يقوم به.

* خدمة «الغارديان»