متأثراً بخيبته القارية، يسافر باريس سان جيرمان إلى مرسيليا لخوض مواجهة صعبة (الأحد) ضمن المرحلة التاسعة من الدوري الفرنسي لكرة القدم، في حين يسعى موناكو لفض شراكته في الصدارة مع نادي العاصمة عندما يحلّ ضيفاً على نيس قبل «الكلاسيكو» المنتظر.
بعد بداية مثالية حقق خلالها 4 انتصارات و16 هدفاً، خفتت وتيرة سان جيرمان عقب مشاركته القارية في دوري أبطال أوروبا، فتعادل مرتين في الدوري، سامحاً لموناكو بمشاركته الصدارة (20 نقطة لكل منهما).
تراجُع الأداء والمستوى تُرجِم على الساحة القارية أيضاً، فبعد الفوز الافتتاحي على جيرونا الإسباني بهدف نظيف، سقط فريق العاصمة أمام آرسنال الإنجليزي 0 - 2، وفشل في الفوز على أرضه أمام آيندهوفن الهولندي، مكتفياً بالتعادل 1 - 1.
نتائج لا تسر إدارة النادي، المملوك قطرياً، الباحثة عن تتويج قاري طال انتظاره، والتي يدخل فريقها مواجهة مرسيليا على وقع تدخّل وزير الداخلية والنيابة العامة في المباراة الأخيرة التي احتضنها سان جيرمان على ملعبه (بارك دي برينس) أمام ستراسبورغ التي انتهت 4 - 2؛ بسبب هتافات بعض مشجعيه المعادية للمثليين.
كما أطلق مشجعو سان جيرمان هتافات ضد مرسيليا قبل المواجهة المرتقبة بين الفريقين على ملعب «فيلودروم»، في حين أُصيب في اليوم التالي 6 من عناصر الشرطة بجروح طفيفة بعد مواجهات مع جماهير النادي الجنوبي، الذين تجاوز عددهم الحد المسموح به خلال سفرهم إلى مونبلييه، إذ عدّ الوزير ما حصل «أعمال عنف غير مبرَّرة».
على أرض الملعب، تبدو المنافسة أكثر ندية من السنوات الماضية، إذ غالباً ما كان سان جيرمان المهيمن، لكن أسلوب لعب المدرب الإيطالي روبرتو دي زيربي في عامه الأول مع مرسيليا يفرض تعاملاً خاصاً من قبل نظيره الإسباني لويس إنريكي.
ويبدو أن إنريكي بدأ يستشعر الخطر من خسارة أولى ممكنة في الدوري، إذ قال بعد التعادل مع آيندهوفن: «علينا أن نكون جاهزين، وأن نتطور، لدينا مجموعة (جدول) صعبة جداً. نعم، أنا قلق».
وأضاف: «هناك حالة من التشاؤم بسبب النتائج، لكنني هادئ. استحققنا الفوز»، متابعاً: «بالطبع الفريق شاب جداً، لكنني أتوقّع أن نصنع عدد الفرص ذاته ضد أتلتيكو (مدريد الإسباني) أو مرسيليا الأحد»، في إشارة إلى أن فريقه صنع كثيراً من الفرص السانحة للتسجيل أمام آيندهوفن.
ويفتقد سان جيرمان مدافعَيه الدوليَّين بريسنيل كيمبيمبي ولوكاس هيرنانديز، إضافة إلى المهاجم البرتغالي غونسالو راموش؛ بسبب الإصابة، ولو أن الأول عاد إلى التمارين الأسبوع الماضي.
على الجانب الآخر، تبدو المواجهة خاصة بالنسبة إلى لاعب الوسط أدريان رابيو بمواجهة فريقه السابق الذي دافع عن ألوانه خلال 8 مواسم، وذلك لأول مرة بعد انتقال مفاجئ إلى مرسيليا، قادماً من يوفنتوس الإيطالي.
خاض رابيو مباراته الأولى لاعباً أساسياً في الفوز الساحق الأخير على مونبلييه بخماسية نظيفة، بعد مشاركتَين سابقتَين بديلاً.
ويدخل المدرب دي زيربي المباراة وهو غير مثقل بضغط المباريات القاريّة، إذ يأمل الإيطالي في أن يُنهي سلسلة من 10 مباريات من دون فوز لفريقه أمام سان جيرمان في الدوري، علماً بأن مرسيليا فاز على منافسه في الكأس المحلية العام الماضي.
وعلى الرغم من أن تاريخ المواجهات في السنوات الماضية يبدو كارثياً بالنسبة إلى مرسيليا، مع عدم تسجيله أي هدف على ملعبه في آخر 5 زيارات لفريق العاصمة، فإنه سجَّل 21 هدفاً في الدوري حتى الآن، ما يجعله صاحب ثاني أقوى خط هجوم، بعد سان جيرمان نفسه (25). وهو أكثر عدد من الأهداف يسجِّله النادي الجنوبي خلال هذه الفترة منذ 75 عاماً!
بالنسبة إلى دي زيربي مدرب برايتون الإنجليزي السابق، فيقول: «لا نزال نبني أسلوب اللعب والتنظيم الدفاعي والعقلية والذهنية... يمكننا أن نتطور كثيراً».
وقال عن المواجهة المرتقبة: «نستعد لمواجهة الأبطال الحاليين. نحن نعرف مَن نحن، والطريق الذي يجب أن نسلكه، وما الذي يجب تحسينه للوصول إلى مستواهم. نستعد للفوز، كما نفعل في كل مباراة».
ويسعى موناكو لفضّ شراكة الصدارة مع سان جيرمان لساعات إذا حقق نتيجة إيجابية أمام مستضيفه نيس الثامن، أو بشكل نهائي في حال تعثر نادي العاصمة.
ويعود فريق الإمارة إلى الساحة المحلية منتشياً بفوزه الكبير على النجم الأحمر الصربي 5 - 1 في المرحلة الثالثة من دوري الأبطال، رافعاً رصيده إلى 7 نقاط.
قبل هذا الفوز، تعادل نادي الإمارة مع ليل سلباً في الدوري، لتتوقف سلسلة انتصاراته المحلية عند 4 توالياً، بدأها أمام أوكسير بنتيجة 3 - 0 في المرحلة الرابعة، واختتمها بمواجهة رين بنتيجة 2 - 1 في المرحلة السابعة.
كما لم يذق موناكو، بإشراف مدربه النمساوي آدي هوتر، طعم الخسارة في 11 مباراة امتداداً من الموسم الماضي.