ريال مدريد يصطدم بدورتموند مجدداً... ومهمة سهلة تنتظر آرسنال وفيلا

يوفنتوس لمواصلة التقدم على حساب شتوتغارت وسان جيرمان للعودة إلى سكة الانتصارات في الجولة الثالثة لدوري الأبطال

لاعبو أرسنال خلال التدريبات قبل مواجهة شاختار أوروبيا (ا ف ب)
لاعبو أرسنال خلال التدريبات قبل مواجهة شاختار أوروبيا (ا ف ب)
TT

ريال مدريد يصطدم بدورتموند مجدداً... ومهمة سهلة تنتظر آرسنال وفيلا

لاعبو أرسنال خلال التدريبات قبل مواجهة شاختار أوروبيا (ا ف ب)
لاعبو أرسنال خلال التدريبات قبل مواجهة شاختار أوروبيا (ا ف ب)

يحلّ بوروسيا دورتموند الألماني ضيفاً على ريال مدريد الإسباني حامل اللقب اليوم في إعادة لنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الموسم الماضي، في الجولة الثالثة لدوري أبطال أوروبا التي تشهد 8 مباريات أخرى يبرز منها لقاء يوفنتوس الإيطالي ضد شتوتغارت الألماني، وآرسنال الإنجليزي مع شاختار دونيستك الأوكراني، وأستون فيلا مع بولونيا الإيطالي.

لاعبو دورتموند يتطلعون لمواجهة ثأرية أمام الريال بعد نهائي الموسم الماضي (د ب ا)

على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد، سيكون على دورتموند، الذي يعاني من أداء متذبذب وانتقادات متواصلة للمدرب نوري شاهين، إظهار أفضل قدراته أمام الريال الطامح لانتصار جديد في معقله.

وبعد أن كان مرشحاً للخروج من دور المجموعات العام الماضي، بلغ دورتموند نهائي المسابقة على ملعب ويمبلي في يونيو (حزيران)، بعد تطور مستواه بشكل ملحوظ مع تقدم الموسم.

وخلال النهائي هيمن دورتموند على الشوط الأول وأجزاء من الشوط الثاني، لكنه سقط أمام خبرة ريال مدريد في المناسبات الكبرى؛ حيث تلقى هدفين في آخر ربع ساعة ليخسر 2-0.

ورغم الإنجاز القاري، دفع المدرب إدين ترزيتش ثمن الموسم المحلي السيئ وأقصي من منصبه بعد الحلول خامساً، ليتسلم مساعده شاهين مكانه.

وخاض شاهين الذي بدأ مسيرته كناشئ في صفوف دورتموند، ثمّ كانت له محطات قصيرة كلاعب في ريال مدريد وليفربول الإنجليزي، عشر مباريات في جميع المسابقات.

لكنه سيواجه الآن الاختبار الأصعب منذ توليه المسؤولية؛ حيث يعاني الفريق الألماني من انعدام ثبات ولا يزال يبحث عن هوية تكتيكية.

بيلينغهام يتطلع لاستعادة بريق الموسم الماضي مع الريال (رويترز)cut out

وبعد أن استهل دورتموند الموسم بفوز على آينتراخت فرانكفورت 2-0، تعرض لاحقاً لخسارة مذلة أمام شتوتغارت 1-5، وبات يحتل حالياً المركز السابع في «البوندسليغا»، وما يشفي صدور جمهوره بعض الشيء هو تصدره لمجموعة دوري الأبطال التي يشارك فيها هذا الموسم 36 فريقاً، بعد فوزين على كلوب بروج البلجيكي وسلتيك الاسكتلندي.

وسيفتقد دورتموند خدمات العديد من عناصره الهجومية البارزة، على غرار كريم أديمي والبلجيكي جوليان دورانفيل والأميركي جيوفاني رينا والمدافع صاحب النزعة الهجومية البرازيلي يان كوتو. وانتقد شاهين المستوى الدفاعي لفريقه قائلاً: «إنها مشكلة. ليست مقبولة أبداً، يجب أن نؤدي بشكل أفضل».

وجاء كلام شاهين بعد الفوز بشق الأنفس لدورتموند على سانت باولي الصاعد حديثاً بفضل هدف الغيني سيرهو غيراسي في الدقيقة الـ83. وأضاف شاهين: «لقد تلقينا هدفاً مماثلاً أمام سلتيك عندما لم ندافع بشكل جيد، كما تلقينا هدفاً آخر كذلك أمام أونيون برلين، والآن حدث ذلك مرة أخرى».

ومن حظ دورتموند السيئ أنّ ريال سيكون في أعلى درجات تركيزه لتعويض خسارته المفاجئة أمام ليل الفرنسي بهدف وحيد في الجولة السابقة. ويبدو أنّ الريال قد بلغ ذروة مستواه عقب بداية بطيئة للموسم بقيادة نجمه الجديد الفرنسي كيليان مبابي الذي نجح في التسجيل في 5 من آخر 6 مباريات له في الدوري.

ومع أنّ مبابي لم يكن موجوداً في نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، لكنّ دورتموند يملك تجربة كبيرة بمواجهة الفرنسي. وسبق أن تواجها عندما كان مبابي لاعباً في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي 4 مرات الموسم الماضي، ونجح دورتموند في الحدّ من خطورة المهاجم الفرنسي الدولي الذي لم يسجل سوى هدف واحد فقط جاء من ركلة جزاء.

وبعدما ضرب لاعب الوسط الدولي الإنجليزي جود بيلينغهام بقوة في موسمه الأول في صفوف ريال مدريد بتسجيله الكثير من الأهداف ومساهمته في إحراز فريقه ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، بيد أن موسمه الثاني لم يقنع حتى الآن.

بدأ بيلينغهام، الذي انضم للريال في صفقة ضخمة بلغت 112 مليون دولار، الموسم الماضي بتسجيله 10 أهداف في 10 مباريات في الدوري المحلي ودوري الأبطال، في المقابل، وبعد خوضه 9 مباريات هذا الموسم في مختلف المسابقات لم يزر الشباك إطلاقاً. وسيكون على بيلينغهام مواجهة فريقه السابق دورتموند في إعادة للنهائي القاري الماضي.

وأظهر ابن الـ21 بعض الإحباط في بداية الموسم الحالي حيث أوكل إليه مدرب الفريق الإيطالي كارل أنشيلوتي مهام أكثر دفاعية في وسط الملعب، لا سيما بعد قدوم مبابي، وأحياناً على الجهة اليسرى من خط الوسط كما حدث خلال الفوز على سلتا فيغو 2-1، السبت، وهو مركز جديد له. وبدا لاعب خط الوسط مرهقاً في الأشهر الأخيرة من الموسم وعانى من مشاكل في الكتف والكاحل ولم يظهر بيلينغهام في أفضل مستوياته مع إنجلترا في كأس أوروبا 2024 على الرغم من بلوغ «الأسود الثلاثة» النهائي، باستثناء هدفه الرائع من ركلة مقصية ضد سلوفاكيا في الدور ثمن النهائي.

وفي 15 مواجهة بين الريال ودورتموند في المسابقة القارية المرموقة، فاز الملكي الإسباني، المتوج باللقب 15 مرة قياسية في 7، وتعادل في 5، وانتصر دورتموند في 3.

وبعد فوزه اللافت على باريس سان جيرمان 2-0، يبحث آرسنال عن مواصلة عروضه القارية القوية بمواجهة شاختار الأوكراني. ويتطلع آرسنال لتعويض عثرته المحلية بعدما تلقى فريق شمال لندن خسارة صادمة أمام بورنموث 0-2 في المرحلة الثامنة من الدوري الإنجليزي، ما أبعده بفارق 4 نقاط عن ليفربول متصدر الترتيب وثلاث عن مانشستر سيتي الثاني.

وأكد الإسباني ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، على أن الهزيمة أمام بورنموث التي كانت الأولى للفريق محلياً هذا الموسم ستكون حافزاً للرد بقوة عندما يستقبل شاختار. وكان آرسنال تعادل دون أهداف في مباراته الأولى أمام أتلانتا الإيطالي، ثم حقق الفوز 2-0 على ضيفه باريس سان جيرمان ليحتل المركز الـ13 برصيد 4 نقاط من مباراتين في نظام دوري الأبطال الجديد.

وقال أرتيتا: «دعونا نرد بقوة بعد الهزيمة المحلية... علينا أن نمضي قدماً ونستغل الألم الذي نعانيه في مواجهة شاختار، عانينا في مباراة بورنموث بسبب طرد مدافعنا ساليبا، نريد حل أزمة البطاقات الحمراء، الأمر واضح، يتعين علينا التركيز». ولم يحقق شاختار أي فوز في مشواره بدوري أبطال أوروبا بعد تعادله دون أهداف أمام بولونيا وهزيمته 3-0 أمام أتلانتا الإيطالي.

ويبدو أستون فيلا مرشحاً قوياً للفوز على ضيفه بولونيا الإيطالي، خصوصاً بعد أن نجح الفريق الإنجليزي في انتزاع فوز تاريخي على العملاق الألماني بايرن ميونيخ 1- صفر بالجولة الثانية.

ويتطلع يوفنتوس الإيطالي إلى فوز ثالث، عندما يستقبل شتوتغارت الألماني. ومتسلحاً بفوزه على لاتسيو 1-0 في الدوري المحلي، يأمل فريق «السيدة العجوز» في مواصلة بدايته الجيدة بالمسابقة القارية، في حين يأمل شتوتغارت، وصيف «البوندسليغا» الموسم الماضي، بنفض غبار الخسارة القاسية أمام بايرن ميونيخ 0-4، السبت، في الدوري.

ويتطلع ميلان الإيطالي إلى تحقيق فوزه الأول بعد خسارتين، عندما يستضيف كلوب بروج البلجيكي. واستهل ميلان الفائز باللقب القاري 7 مرات، المسابقة بخسارتين، آخرهما على أرض باير ليفركوزن بطل ألمانيا 1-0.

ورغم الخسارة، أشار مدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا إلى أن الفريق خرج بإيجابيات عدّة وقال: «هذه هي المباراة التي أحببتها أكثر من أي شيء آخر منذ وصولي. في الشوط الثاني، لعبنا مباراة رائعة. صنعنا الكثير من الفرص لكننا لم نستطع التسجيل. نشعر بالحزن وخيبة الأمل للنتيجة، لكنني راضٍ عن أدائنا».

ويسعى سان جيرمان للعودة إلى سكة الانتصارات قارياً بعد الخسارة أمام آرسنال في الجولة السابقة عندما يخوض على ملعبه بارك دي برانس مواجهة تبدو في متناوله أمام آيندهوفن الهولندي؛ حيث تغيب جماهير الفريق الزائر لتفادي أعمال شغب.

وقال مدرب الإسباني لويس إنريكي، مدرب سان جيرمان، بعد الخسارة الأخيرة أمام آرسنال: «كنا نعلم أنها ستكون مباراة صعبة، في ظل الضغط الشديد من جانب المنافس. لقد فشلنا في التعامل مع هذا الضغط، لكننا نتعلم وسنعوض في المباريات المقبلة». وفي بقية مباريات اليوم، يلتقي موناكو الفرنسي مع سرفينا زفيداد الصربي، وشتورم غراتس النمساوي مع سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وجيرونا الإسباني مع سلوفان براتيسلافا السلوفاكي. دورتموند يعاني محلياً لكنه يسير بخطى ثابتة قارياً ويتطلع للثأر لخسارة النهائي السابق أمام الريال


مقالات ذات صلة

«لا ليغا»: أتليتكو يتلقى هزيمته الأولى بنيران صديقة

رياضة عالمية دييغو سيميوني حزيناً بعد الهزيمة الأولى لأتليتكو في الليغا (رويترز)

«لا ليغا»: أتليتكو يتلقى هزيمته الأولى بنيران صديقة

مُني أتليتكو مدريد بهزيمة ثانية في غضون 5 أيام وأولى في الدوري الإسباني لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (إشبيلية)
رياضة عالمية فالنسيا فشل في الفوز على خيتافي واستمر بمؤخرة الجدول (إ.ب.أ)

«لاليغا»: فالنسيا يفرّط بالفوز... ويستقر في القاع

فرّط فالنسيا بفوزه الثاني هذا الموسم، واكتفى بالتعادل مع مضيفه خيتافي 1 - 1، الأحد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية جدل واسع حول إساءات عنصرية تعرض لها لامين يامال في «الكلاسيكو» (أ.ب)

الحكومة الإسبانية تنضم إلى تحقيق في إساءات عنصرية خلال «الكلاسيكو»

أدانت الحكومة الإسبانية ورابطة الدوري الإسباني لكرة القدم ونادي ريال مدريد بشدة، الأحد، إساءات عنصرية مزعومة ضد لاعبي برشلونة خلال مباراة «الكلاسيكو».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية لامين يامال تألّق في مواجهة الكلاسيكو ضد ريال مدريد (أ.ب)

يامال: برشلونة أفضل فريق في العالم

يعتقد لامين يامال أن برشلونة هو «أفضل فريق في العالم» بعد فوزه في الكلاسيكو 4-0 على غريمه ريال مدريد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية أنشيلوتي كان عاجزاً عن تقديم المساعدة الحقيقية للاعبيه (أ.ب)

​بعد رباعية برشلونة المذلة... ما المشاكل التي يعاني منها ريال مدريد؟

إن أفضل طريقة لفهم مدى الضرر الذي لحق باللوس بلانكوس بعد الهزيمة برباعية نظيفة على يد غريمه التقليدي برشلونة هي رؤية رد فعل الفريق في الوقت بدل الضائع

The Athletic (مدريد)

فليك سعيد وأنشيلوتي حزين بعد «كلاسيكو» مذل لريال مدريد

ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)
ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)
TT

فليك سعيد وأنشيلوتي حزين بعد «كلاسيكو» مذل لريال مدريد

ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)
ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)

أبدى الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد الإسباني، أسفه للخسارة الثقيلة التي تعرض لها فريقه في عقر داره أمام الغريم الأبدي برشلونة 4 - صفر، بينما أعرب الألماني هانز فليك، مدرب الفريق الكتالوني، عن سعادته بالفوز العريض الذي أوقف سلسلة من 42 مباراة دون هزيمة للفريق الملكي المدريدي.

وبعد أن أهدر الريال كثيراً من الفرص في الشوط الأول الذي انتهى سلباً، دفع الثمن غالياً في الثاني بتلقيه رباعية قاسية، سجل منها البولندي روبرت ليفاندوفسكي هدفين في غضون دقائق قليلة، قبل أن يضيف لامين جمال والبرازيلي رافينيا هدفين آخرين.

وقال أنشيلوتي حزيناً: «نحن متألمون. إنها لحظة عصيبة. لم نكن نستحق هذه الخسارة الثقيلة. لكنني أريد أن أشكر الجماهير على دعمها... يجب علينا نسيان آخر 30 دقيقة. لا يزال الموسم طويلاً جداً. يجب ألا نستسلم. يجب التعلم؛ وسنفعل».

وأوضح: «لقد كانت مباراة متكافئة، إلى أن سجل المنافس أول هدف. لعبنا بقوة في الشوط الأول، لكننا افتقرنا إلى الدقة. سنحت لنا فرص للتقدم في النتيجة، لكن، على عكس سير اللقاء، سجل المنافس هدفين سريعين، حينئذ تغيرت مجريات المباراة».

وأضاف: «كان بمقدورنا التقدم في الشوط الأول. اعتمد برشلونة على الدفاع المتقدم، ولم نستغل ذلك لكسر مصيدة التسلل. كان علينا التعامل بدقة أكبر مع 3 أو 4 فرص».

في المقابل، عبر فليك عن فخره بلاعبيه بعد الفوز العريض على الغريم الأبدي، وهو الأول لبرشلونة في لقاء القمة منذ مارس 2023.

وأبدى فليك سعادته بالانتصار الذي توج أسبوع برشلونة الاستثنائي بتحقيق فوز رائع على اثنين من الفرق الأوروبية القوية؛ إذ سحق بايرن ميونيخ الألماني 4 - 1 في دوري أبطال أوروبا الأربعاء الماضي.

ويحظى فليك ببداية رائعة مع العملاق الكتالوني بتحقيق 10 انتصارات في 11 مباراة بالدوري الإسباني. وقال المدرب الألماني: «سعيد بالعمل في برشلونة والعيش فيها... قدمنا مباراة رائعة، وأنا فخور للغاية بالفريق». وأضاف: «ضغطنا بطريقة أفضل بالكرة ومن دونها. استحوذنا على الشوط الثاني؛ لذا تغيرت المباراة. تدربنا كثيراً على كيفية الدفاع بخط متقدم وعدم ترك أي مساحات أمام لاعبي الريال. نحن متمسكون بفكرتنا، والآن نتمتع بالرشاقة، ونريد المضي قدماً».

وعزز برشلونة صدارته للدوري الإسباني برصيد 30 نقطة، بفارق 6 نقاط عن ريال مدريد، و9 عن فياريال صاحب المركز الثالث.

وتجب الإشارة هنا إلى أن فريق برشلونة في هذه المباراة كان ثاني أصغر فريق من حيث أعمار اللاعبين في لقاء كلاسيكو منذ 80 عاماً، بل وأصغر فريق لبرشلونة منذ عام 1956. ومع ذلك، فإن من صنع الفارق هو ليفاندوفسكي البالغ من العمر 36 عاماً، الذي خطف المباراة من ريال مدريد بفضل براعته في إنهاء الهجمات مع بداية الشوط الثاني.

كانت جماهير الريال، التي ملأت ملعب «سانتياغو برنابيو» عن آخره، تنتظر أن تشهد «كلاسيكو» خاصاً من مهاجمها الجديد الفرنسي كيليان مبابي؛ نظراً إلى أن هذا هو أول لقاء قمة منذ انضمامه المدوي إلى الملكي قادماً من باريس سان جيرمان خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية. لكن الفرنسي الدولي أهدر كثيراً من الفرص في الشوط الأول، قبل أن يستسلم وفريقه للانهيار في الشوط الثاني أمام شباب برشلونة المتحمس.

أهدر مبابي فرصة محققة في بداية المباراة، ثم أحرز هدفاً أُلغي بداعي التسلل بعد العودة إلى تقنية حكم الفيديو، مما مهد الطريق أمام أمسية صعبة للاعب الفرنسي، الذي وقع في مصيدة التسلل كثيراً. في المجمل، وقع مبابي في مصيدة التسلل 6 مرات خلال الشوط الأول؛ أي أكثر من أي مباراة سابقة في مسيرته الكروية بالكامل، قبل أن يقع مجدداً في مصيدة التسلل مرتين أُخريين في الشوط الثاني. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مبابي أصبح أكثر لاعب يقع في مصيدة التسلل خلال مباراة واحدة في آخر 15 موسماً بالدوري الإسباني الممتاز، بـ8 مرات، وكان ينبغي على مبابي أن يتعلم شيئاً مما قام به ليفاندوفسكي على الطرف الآخر!

كان ليفاندوفسكي قد تعرض لانتقادات في بعض الأحيان خلال الموسم الماضي، لكنه يقدم مستويات رائعة هذا الموسم تحت قيادة فليك. لقد سجل المهاجم البولندي الآن 14 هدفاً بالدوري الإسباني الممتاز في 11 مباراة فقط هذا الموسم، و17 هدفاً بجميع المسابقات.

لقد نجحت مرة جديدة خطة برشلونة في اللعب بخط دفاع متقدم، إلى جانب الضغط المستمر على المنافس. قبل مباراة الكلاسيكو، كان برشلونة صاحب أكثر خط دفاع تقدماً في الدوري الإسباني الممتاز بمسافة 61 ياردة عندما تكون الكرة في نصف ملعب الفريق المنافس، وأسقط منافسيه في أكثر من 70 حالة تسلل هذا الموسم؛ أكثر من ضعف أي فريق آخر في الدوريات الخمس الكبرى بأوروبا.

وبعد اجتياز عقبة بايرن ميونيخ في منتصف الأسبوع، كان السؤال الكبير يتعلق بما إذا كان برشلونة سيلعب بخط دفاع متقدم مرة أخرى أمام ريال مدريد، في ظل وجود لاعبين يمتلكون سرعات فائقة مثل مبابي وفينيسيوس؟ كان هناك بعض الحالات التي احتُسب فيها تسلل بفارق ضئيل للغاية في الشوط الأول، ولعل أبرز هذه الحالات الهدف الملغى الذي سجله مبابي، لكن باو كوبارسي ومارتينيز نجحا في مهمتهما، والتزما بالقرب من خط منتصف الملعب قدر الإمكان، وأوقعا لاعبي ريال مدريد في مصيدة التسلل مراراً وتكراراً.

أظهرت هذه المباراة بما لا يدع مجالا للشك أن أنشيلوتي بحاجة إلى مزيد من العمل مع فريقه المدجج بالنجوم؛ لأن ما حدث في معقله «سانتياغو برنابيو» يعدّ كارثة للنادي الملكي، الذي لم يخسر منذ 42 مباراة. تعرض الريال لثالث أكبر خسارة بالدوري الإسباني الممتاز في تاريخه، حيث لم يتلق هزيمة أكبر من هذه على ملعبه في الدوري منذ عام 1974، وبات يتأخر بفارق 6 نقاط عن برشلونة المتصدر.

لقد أظهرت هذه الهزيمة افتقاد الفريق العمل الجماعي المدروس، الذي يعاني منه منذ بداية الموسم، حتى لو كان يُتغاضَي عن ذلك نتيجة العروض الفردية الرائعة، مثل الهاتريك الذي أحرزه فينيسيوس في مرمى بوروسيا دورتموند منتصف الأسبوع.