هل يستطيع هالاند معادلة رقم ميسي القياسي بإحراز 50 هدفاً في موسم واحد؟

سنه الصغيرة وأرقامه المتصاعدة في التهديف مع سيتي ومنتخب النرويج تجعله مرشحاً لمنافسة أساطير اللعبة

هالاند يسدد نحو مرمى فولهام في الظهور الأخير مع سيتي قبل فترة التوقف الدولي (إ.ب.أ)
هالاند يسدد نحو مرمى فولهام في الظهور الأخير مع سيتي قبل فترة التوقف الدولي (إ.ب.أ)
TT

هل يستطيع هالاند معادلة رقم ميسي القياسي بإحراز 50 هدفاً في موسم واحد؟

هالاند يسدد نحو مرمى فولهام في الظهور الأخير مع سيتي قبل فترة التوقف الدولي (إ.ب.أ)
هالاند يسدد نحو مرمى فولهام في الظهور الأخير مع سيتي قبل فترة التوقف الدولي (إ.ب.أ)

سجَّل المهاجم النرويجي العملاق إيرلينغ هالاند 63 هدفاً في أول موسمين له في الدوري الإنجليزي الممتاز، وحصل على لقب الهداف في الموسمين. وعلاوةً على ذلك، أمضى هالاند صيف 2024 بأكمله في إجازة، بينما عانى كثير من اللاعبين الآخرين من الإرهاق نتيجة المشاركة مع منتخبات بلادهم في نهائيات كأس الأمم الأوروبية وكأس أمم أميركا الجنوبية.

لقد بلغ هالاند للتو الرابعة والعشرين من عمره، وهي السن التي يصل فيها المهاجمون إلى قمة عطائهم الكروي.

وبعد 7 جولات من الموسم الجديد، سجَّل هالاند 10 أهداف، أي أكثر مما أحرزته فرق بأكملها في الدوري الإنجليزي الممتاز، مثل وولفرهامبتون. وفي الوقت نفسه، لم يسجل أي لاعب آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز أكثر من 6 أهداف حتى الآن. ورغم أن الموسم ما زال في بدايته فإن احتمالات فوز هالاند للفوز بلقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز قفزت إلى 89 في المائة، وفقاً لتوقعات رأي محلية.

وإذا لم يتعرض هالاند للإصابة، فإنه لن يكتفي بالتفوق على جميع أقرانه من اللاعبين الحاليين، بل سيسعى لكتابة التاريخ، وتحطيم كثير من الأرقام القياسية – بعضها مسجَّل باسمه، والبعض الآخر باسم بعض من أعظم اللاعبين عبر كل العصور. فعلى سبيل المثال، قد يسعى لتحطيم الرقم القياسي المسجَّل باسم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بتسجيله 50 هدفاً في موسم واحد، والسؤال... كم عدد الأهداف التي يمكن أن يسجلها هالاند؟

يحتوي موقع «إف بريف» على البيانات المتعلقة بالأهداف لجميع الدوريات الخمسة الكبرى منذ موسم 1995 - 1996 على الأقل. وتعود بيانات الدوري الفرنسي الممتاز إلى ذلك الوقت، بينما تمتد بيانات الدوري الإنجليزي الممتاز إلى موسم 1992 (الموسم الافتتاحي بعد انطلاق الدوري الإنجليزي بشكله الجديد)، بينما تعود البيانات الخاصة بالدوريات الثلاثة الأخرى (الدوري الألماني، والدوري الإسباني، والدوري الإيطالي) إلى موسم 1988 - 1989.

دعونا نطلق على هذه الفترة اسم «العصر الحديث» لكرة القدم. وهذه هي الفترة التي بدأ فيها معظم أفضل اللاعبين في العالم التوجه للعب في الدوريات الخمسة الكبرى بأوروبا. في موسم 2022 - 2023، حطم هالاند الرقم القياسي لتسجيل أكبر عدد من الأهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم واحد برصيد 36 هدفاً. وكان هذا ملحوظاً بشكل خاص لأن السنوات الثلاث الأولى من الدوري كانت تضم 22 فريقاً، وبالتالي كان كل فريق يخوض 42 مباراة في الموسم بدلاً من العدد الحالي البالغ 38 مباراة. وقبل هالاند، سجل كل من آلان شيرار لاعب بلاكبيرن، وآندي كول لاعب نيوكاسل 34 هدفاً خلال الحقبة التي كان يضم فيه الدوري 22 فريقاً. وفي ظل النظام الحالي، كان حامل الرقم القياسي السابق هو محمد صلاح لاعب ليفربول، الذي سجل 32 هدفاً في موسم 2017 - 2018.

هالاند يحتفل بعدما سجل ثنائية للنرويج ليصبح هداف بلاده التاريخي (إ.ب.أ)

وعلى الرغم من أن هالاند حطم بسهولة رقم صلاح قبل موسمين، فإنه لم يكن قريباً من الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في موسم واحد في جميع الدوريات الأوروبية الكبرى، الذي يحمله ليونيل ميسي مع برشلونة في موسم 2011 - 2012 (50 هدفاً)، ولا الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد موسم 2014 - 2015 (48 هدفاً)، وكلا اللاعبين كسر حاجز الأربعين هدفاً في أكثر من موسم، ولم يقترب منهما سوى الأوروغوياني لويس سواريز مع برشلونة، موسم 2015 - 2016 (40 هدفاً).

لكن يوجد سؤال آخر يجب طرحه في سباق الهدافين التاريخيين، وهو: ماذا لو ألغينا ركلات الجزاء التي أحرزها كل لاعب؟ لو فعلنا ذلك، فإن هالاند لن يحتفظ حتى بالرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز، نظراً لأن جميع الأهداف الـ 34 التي سجلها آندي كول لم يكن من بينها أي ركلة جزاء، بينما في عصر الـ38 مباراة سجل كل من محمد صلاح ولويس سواريز 31 هدفاً دون ركلات جزاء بقميص ليفربول. وفي حال تم رفع ركلات الجزاء من هذه المعايير، سيكون هالاند قد سجل 29 هدفاً في موسم 2022 - 2023.

في الدوريات الأوروبية الكبرى، يعد الرقم القياسي في العصر الحديث لأكبر عدد من الأهداف دون ركلات جزاء هو 42 هدفاً لصالح ميسي في موسم 2012 - 2013، وقد حطم هذا الرقم القياسي السابق البالغ 40 هدفاً – والذي كان باسم ميسي أيضاً في الموسم السابق. لقد سجل ميسي 30 هدفاً أو أكثر في موسم واحد دون ركلات ترجيح 8 مرات، في حين لم ينجح أي لاعب آخر في القيام بذلك أكثر من 3 مرات (رونالدو)، بينما فعلها لاعبان آخران مرتين (البولندي روبرت ليفاندوفسكي والأوروغوياني سواريز).

لكن في سجل الأرقام القياسية - وبالنسبة للحذاء الذهبي - تُحسب ركلات الجزاء تماماً مثل الأهداف الصاروخية التي تُسَجَّل من مسافات بعيدة أو الأهداف الاستثنائية الخرافية التي تُسَجَّل بمهارات تفوق الخيال. لكن هالاند يمتلك ميزة عن كل هؤلاء اللاعبين، حيث يصل متوسط أعمار اللاعبين من المواسم الـ11 التي سجلوا فيها أهدافاً أكثر منه إلى 28 عاماً. وكان عمر ليفاندوفسكي وسواريز 31 عاماً عندما سجَّلا أفضل أرقامهما التهديفية، وبالتالي، لا يزال أمام هالاند 4 سنوات أخرى لكي يعمل على تحطيم هذه الأرقام، إذا ظل محتفظاً بلياقته البدنية.

ومع ذلك، من المثير للاهتمام أن صاحب الرقم القياسي كان أيضاً هو الأصغر سناً. فعندما سجل ميسي الرقم القياسي الحديث وهو 50 هدفاً، كان عمره 24 عاماً - وهو نفس عمر هالاند الآن. وفي عصرنا الحديث، يحتل هالاند المركز الثاني من حيث عدد الأهداف في الدوريات الخمسة الكبرى قبل بلوغه 24 عاماً، حيث أحرز هالاند 136 هدفاً، ولا يتفوق عليه سوى الفرنسي كيليان مبابي، الذي يكبُره بعام ونصف العام، والذي أحرز 164 هدفاً.

لكن إلى جانب هذين اللاعبين، هناك 6 لاعبين سجلوا 100 هدف على الأقل قبل بلوغهم الرابعة والعشرين من العمر وهم: الإسباني راؤول بـ 125 هدفاً مع ريال مدريد، وليونيل ميسي بـ119 هدفاً مع برشلونة، والإنجليزي مايكل أوين بـ118 هدفاً مع ليفربول، ومواطنه روبي فاولر بـ 106 أهداف مع ليفربول أيضاً، وواين روني بـ 106 أهداف مع إيفرتون ومانشستر يونايتد، والإسباني فرناندو توريس بـ100 هدف مع أتلتيكو مدريد وليفربول.

ومن المذهل أنه على الرغم من مسيرته الطويلة مع ريال مدريد، فإن راؤول لم يسجل حتى 20 هدفاً في موسم واحد بعد تجاوزه الرابعة والعشرين من عمره. وكان أفضل ما سجله هو 18 هدفاً وهو في الثلاثين من عمره في موسم 2007 - 2008.

لكن إلى أي مدى يمكن أن يصل هالاند؟ إذا نظرنا إلى جميع اللاعبين الذين سجلوا أهدافاً دون ركلات جزاء أكثر من أفضل موسم لهالاند، فسيظهر شيء مثير للاهتمام. جاء موسم صلاح القياسي في ذلك الوقت وهو في سن 25 عاماً. وجاء موسم آندي كول الذي سجل فيه 34 هدفاً دون أي ركلة جزاء في سن 21 عاماً. وسجل مبابي 32 هدفاً دون ركلات جزاء لباريس سان جيرمان في سن 19 عاماً، بينما سجل البرازيلي رونالدو 30 هدفاً في موسمه الوحيد مع برشلونة في نفس العمر.

عندما سجل ميسي 50 هدفاً، فقد سجل أكثر من 10 أهداف خلال أول 7 مباريات. وخلال 7 مباريات هذا الموسم، سجل هالاند 10 أهداف، وعلى الصعيد الدولي بات هالاند الهداف التاريخي لمنتخب النرويج برصيد 34 هدفاً محطماً الرقم الذي ظل صامداً لمدة 90 عاماً، بعدما سجل ثنائية في فوز بلاده 3 - صفر على سلوفينيا، الخميس.

معدلات هالاند في التسجيل باتت تقترب من ميسي عندما كان الأخير في نفس عمره (24 عاماً) عندما سجل 50 هدفاً؛ لذا زادت التوقعات بأن يستطيع النرويجي العملاق الوصول إلى هذا الرقم القياسي المذهل.


مقالات ذات صلة

محمد صلاح يشعر بخيبة أمل بسبب عقده مع ليفربول

رياضة عالمية محمد صلاح (أ.ف.ب)

محمد صلاح يشعر بخيبة أمل بسبب عقده مع ليفربول

قال محمد صلاح إنه يشعر بخيبة أمل؛ لأن ليفربول لم يقدم له عقداً جديداً؛ مشيراً إلى أنه «ربما هو أقرب إلى الرحيل من البقاء» في النادي، بعد نهاية الموسم.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية كيران ماكينا مدرب إبسويتش (رويترز)

هدوء في إبسويتش تاون بعد انطلاقة مريرة بالبريميرليغ

ربما كان إبسويتش تاون يتساءل عن مدى صعوبة الأمور بعد فشله في الفوز خلال أول 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: سأبحث عن طريقة ليفوز السيتي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه يتحمل مسؤولية إعادة مسار موسم فريقه للطريق الصحيح بعد تلقيه الهزيمة الخامسة على التوالي يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على…

رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أسطورة السباحة الأسترالية ماكيون تعتزل بعد مسيرة أولمبية عظيمة

إيما ماكيون (أ.ف.ب)
إيما ماكيون (أ.ف.ب)
TT

أسطورة السباحة الأسترالية ماكيون تعتزل بعد مسيرة أولمبية عظيمة

إيما ماكيون (أ.ف.ب)
إيما ماكيون (أ.ف.ب)

اعتزلت السبّاحة إيما ماكيون، الأكثر تتويجاً في تاريخ أستراليا الأولمبي وصاحبة ثمانية أرقام قياسية عالمية، الاثنين، عن عمر يناهز 30 عاماً.

حققت ماكيون في مسيرتها 14 ميدالية أولمبية، 6 منها ذهبية، خلال مشاركاتها في ألعاب ريو، طوكيو وباريس في الصيف الماضي.

وقالت الأسترالية، على حسابها عبر «إنستغرام»: «اليوم، أعلنُ رسمياً اعتزالي السباحة التنافسية»، مُرفقة منشورها بمجموعة مقاطع تعرض أبرز لحظات مسيرتها.

وأضافت: «قبل ألعاب باريس كنت أعلم أنها ستكون الأخيرة لي، والأشهر التي تلتها منحتني الوقت للتأمل في رحلتي والتفكير في الشكل الذي أريده لمستقبلي في السباحة».

برز اسم ماكيون بشكل لامع، خلال الألعاب الأولمبية في طوكيو المؤجّلة بسبب جائحة «كوفيد-19» عام 2021، حيث فازت بـ7 ميداليات، وهو رقم قياسي وضعها في لائحة أفضل السباحين في التاريخ.

وتجاوزت ماكيون بفضل ميدالياتها الأربع الذهبية، والثلاث البرونزية، إنجاز الألمانية كريستين أوتو (1988)، والأميركية ناتالي كوفلين (2008).

وعادلت أيضاً الرقم القياسي بوصفها أكثر رياضية تتويجاً في دورة واحدة، بالتساوي مع لاعبة الجمباز الروسية ماريا غورخوفسكايا (1952).

وواجهت الأسترالية صعوبات كادت تهدد مسيرتها بعد فشلها في التأهل لفريق أولمبياد لندن 2012، لكنها واصلت لتصبح أكثر رياضي أسترالي تكريماً في الأولمبياد.

وقالت: «أنا فخورة بنفسي لأنني قدمت كل ما لديّ لمسيرتي في السباحة، جسدياً وذهنياً. أردت أن أكتشف إمكانياتي، وقد فعلت ذلك».

وُلدت ماكيون في ولونغونغ في نيو ساوث ويلز، وهي من عائلة تمتلك إرثاً في السباحة. والدها رون شارك في الألعاب الأولمبية لعامي 1980 و1984، ووالدتها سوزي شاركت في ألعاب الكومنولث 1982، في حين خاض شقيقها دايفد أولمبياد 2012 و2016، مع تحقيق إنجاز كأول أخ وأخت يمثلان أستراليا في السباحة ضمن دورة واحدة منذ 56 عاماً.

وقال روهان تايلور، مدرب فريق السباحة الأسترالي: «كانت نموذجاً رائعاً يُحتذى به للرياضيين الشباب، وستبقى كذلك».

وأضاف مايكل بول، مدربها الشخصي: «كانت متواضعة في إنجازاتها. تكره الضجيج من حولها، ولم تحب الشهرة، لكنها كانت فخورة بتمثيل بلدها ودعم زملائها».

وأشادت اللجنة الأولمبية بماكيون على «إرساء معايير التميز باستمرار».