بعد إنفاقه 200 مليون يورو... هل أتلتيكو مدريد تهديد حقيقي لدوري أبطال أوروبا؟

جانب من مباراة أتلتيكو مدريد وفالنسيا (أ.ف.ب)
جانب من مباراة أتلتيكو مدريد وفالنسيا (أ.ف.ب)
TT

بعد إنفاقه 200 مليون يورو... هل أتلتيكو مدريد تهديد حقيقي لدوري أبطال أوروبا؟

جانب من مباراة أتلتيكو مدريد وفالنسيا (أ.ف.ب)
جانب من مباراة أتلتيكو مدريد وفالنسيا (أ.ف.ب)

هذه أيام عصيبة بالنسبة لأتليتكو مدريد؛ فقد أُنفق نحو 200 مليون يورو على الانتقالات خلال فترة الانتقالات الصيفية المثيرة والمثمرة، وهناك شعور يسود في ملعب متروبوليتانو بأن فريق دييغو سيميوني يجب أن يفوز بشيء هذا الموسم.

«لدينا لاعبون رائعون وفريق مستعد لكل شيء»، قال رئيس أتليتكو إنريكي سيريزو، في تصريحات لمحطة «تيليسينكو» التلفزيونية الإسبانية هذا الشهر. «إنهم يعلمون أننا نطالب بأقصى ما لدينا. لقد بذلنا جهداً كبيراً، ويجب أن يفهموا أن هذا العام يجب أن يكون عاماً جيداً للغاية على أرض الملعب». وشمل هذا الجهد الكبير دفع أتليتكو مدريد 75 مليون يورو (63 مليون جنيه إسترليني/ 83.4 مليون دولار ) لمهاجمه الأرجنتيني جوليان ألفاريز، وإنفاق 42 مليون يورو للتعاقد مع لاعب الوسط الإنجليزي كونور غالاغر من تشيلسي.

وصل قلب الدفاع الإسباني روبن لو نورماند الفائز بـ«يورو 2024» من ريال سوسيداد مقابل 34.5 مليون يورو. أما المهاجم النرويجي ألكسندر سورلوث، الذي سجل 23 هدفاً في الدوري الإسباني مع فياريال الموسم الماضي، فقد بلغت تكلفته 32 مليون يورو. كما ضم أتليتكو أيضاً الحارس الأرجنتيني خوان موسو، على سبيل الإعارة من أتالانتا والمدافع الفرنسي كليمنت لينغليت المعار من برشلونة لتعزيز عمق الفريق. مثل هذا الإنفاق على هذا العدد الكبير من النجوم المعروفين أثار حماساً كبيراً بين مشجعي أتليتكو مدريد، وقد عزز النادي ذلك بتنظيم حفل تقديم رائع للوافدين الجدد.

في ملعب متروبوليتانو، هتف 30 ألف مشجع في أثناء مرافقة غالاغر من النفق بواسطة موكب من درَّاجي هارلي ديفيدسون في 21 أغسطس (آب)، بينما كان الاستقبال أكبر من ذلك بالنسبة لألفاريز الفائز بكأس العالم 2022 والفائز بـ«كوبا أميركا» مرتين. كان صيفاً مثيراً بالنسبة لأتليتكو مدريد، نظراً لأن الفريق أنهى الموسم الماضي في أسوأ حالاته. فقد خرج الفريق من سباق المنافسة على لقب الدوري الإسباني قبل العطلة الشتوية، ثم أعقبه إقصاء مخيب للآمال أمام بوروسيا دورتموند في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وأتليتك بلباو في نصف نهائي كأس الملك. كانت هناك حاجة إلى إجراء إصلاحات عميقة في الفريق، ونجح المدير الرياضي أندريا بيرتا، في الاستغناء عن اللاعبين ذوي الدخل المرتفع الذين لم يتناسبوا مع خطط سيميوني على المدى الطويل لأسباب مختلفة.

لاعبو أتليتكو مدريد خلال التدريبات التحضيرية لدوري أبطال أوروبا (إ.ب.أ)

تم بيع المهاجم الإسباني ألفارو موراتا لميلان مقابل 13 مليون يورو. وانتقل جواو فيليكس إلى تشيلسي مقابل 52 مليون يورو. وجمع المهاجم الشاب سامو أوموروديون البالغ من العمر 20 عاماً 13 مليون يورو من بنفيكا.

جلب رحيل قلب الدفاع غاغلار سويونجو غير المرغوب فيه إلى فنربخشة 8.5 مليون يورو. وغادر كل من المدافعين ستيفان سافيتش وغابرييل باوليستا وماريو هيرموسو، ورحل كل من لاعبي الوسط ساؤول نيغويز وآرثر فيرمايرين إلى إشبيلية، وآر بي لايبزيغ، وكان رحيل ممفيس ديباي بالتراضي. ومن الأمور المثيرة للقلق في الموسم الماضي أن أتليتكو فقد العزيمة والإصرار اللذين لطالما ميَّزا فرق سيميوني الناجحة. استقبلت شباك أتليتكو 68 هدفاً في 54 مباراة في جميع المسابقات في موسم 2023-24، وهو أكبر عدد من الأهداف في 11 موسماً كاملاً للمدرب الأرجنتيني.

حتى مع بداية هذا الموسم، تساءل مراقبو أتليتكو المخضرمون عن توازن الفريق الجديد. هل أضافوا أسماء هجومية جديدة ومثيرة دون إصلاح الدفاع؟ استمرت هذه التساؤلات بعد التعادل 2-2 على ملعب فياريال في اليوم الافتتاحي للموسم الجديد من الدوري، لكنَّ الفريق حافظ على نظافة شباكه في المباريات الأربع التي خاضها منذ ذلك الحين. كان مفتاح الفوز هو عودة قلب الدفاع الأوروغوياني خوسيه ماريا خيمينيز، إلى مستواه ولياقته البدنية، وهو أحد الناجين القلائل من السنوات الأولى من عهد سيميوني. إن عدوانية خيمينيز وصلابته مُعدية لمن حوله. كما بدا الظهير الجديد لو نورماند وظهير تشيلسي السابق سيزار أزبيليكويتا البالغ من العمر 35 عاماً قوياً أيضاً.

من هذه القاعدة، كان سيميوني يمزج بين عديد من لاعبي الوسط والمهاجمين الموهوبين خلال الأسابيع الأولى من الموسم: سجل سورلوث هدفاً كلاسيكياً من رأسية رقم 9 في أول ظهور له في فياريال. سدد غريزمان ركلة حرة رائعة خلال الفوز على جيرونا 3-0. وسجل ماركوس يورنتي الظهير الجناح والمتجدد ماركوس يورنتي هدفين رائعين في المباراتين الافتتاحيتين. وفي مباراة أتليتك بلباو سجل البديل المتأخر أنخيل كوريا هدف الفوز في الدقيقة 92.

هناك أيضاً كثير من الإثارة حول لاعب الوسط المحلي بابلو باريوس البالغ من العمر 21 عاماً، والذي فاز بالميدالية الذهبية الأولمبية مع إسبانيا هذا الصيف. لا يزال قائد النادي كوكي (32 عاماً) يلعب في خط الوسط، وقد مدد عقده منذ ستة أشهر حتى يونيو (حزيران) 2025.

في نهاية الأسبوع الماضي، على أرضه ضد فريق فالنسيا المتعثر، كان أتليتكو مهيمناً تماماً وسجل الوافدان الجديدان غالاغر وألفاريز أول أهدافهما في الفوز 3-0، مما جعله يحتل المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإسباني بالتساوي مع جاره ريال مدريد (الذي يستضيفه في 29 سبتمبر «أيلول») وبفارق أربع نقاط عن برشلونة متصدر الترتيب بعد خمس مباريات.

ربما فوجئ المشجعون الذين اعتادوا على التفكير في أتليتكو مدريد بقيادة سيميوني على أنهم فريق «كلاب حرب»، بالجودة الفنية للفريق.

كان الهدف الافتتاحي الذي سجله غالاغر في مرمى فالنسيا هدفاً رائعاً من تمريرة حاسمة متقنة من رودريغو دي بول في توقيت مثالي. قام غريزمان بتنظيم التمريرة التي فتحت دفاع الفريق الزائر.

يعد غالاغر بالفعل من اللاعبين المفضلين لدى جماهير أتليتكو مدريد، الذين اعتادوا على أسلوبه النشط، وكان هناك ارتياح كبير لتسجيل ألفاريز للهدف، نظراً لأن لاعب السيتي السابق بدا متوتراً في أثناء إهدار الفرص في المباريات السابقة. وقال سيميوني في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة: «أردنا جميعاً أن يسجل ألفاريز هدفاً، حتى يتمكن من الاسترخاء، تسجيل الأهداف هو ما يحب أن يفعله. يمكنك أن ترى كيف احتفل زملاؤه في الفريق والطريقة التي هتف بها المشجعون في الملعب باسمه. نأمل أن يسجل مزيداً من الأهداف من أجلنا».

دييغو سيميوني (إ.ب.أ)

لقد ترافق بناء هذا الفريق القوي مع تقدم ثابت خارج الملعب في أتليتكو مدريد. التأهل إلى دوري أبطال أوروبا لمدة 12 موسماً متتالياً تحت إدارة سيميوني حقق مكاسب ثابتة من الإيرادات خلال السنوات الأخيرة (على الرغم من أن صافي الدين المالي البالغ 514 مليون يورو هو تذكير بالمشكلات المالية التي طال أمدها). وقد أدى انتقاله في عام 2017 من ملعبه القديم المتهالك «فيسنتي كالديرون» إلى ملعب متروبوليتانو الحديث والملائم للسياح إلى زيادة الدخل السنوي بشكل كبير.

أصبح أتليتكو الآن ثالث أغنى نادٍ في الدوري الإسباني بشكل مريح، حيث شهدت أحدث حساباته المنشورة، التي تغطي موسم 2022-23، إيرادات النادي التي بلغت 358 مليون يورو. ولا يزال الحد الأقصى لراتبهم في الدوري الإسباني البالغ 311 مليون يورو متأخراً عن راتب ريال مدريد (755 مليون يورو) وبرشلونة (426 مليون يورو)، ولكنه يتقدم بشكل كبير على أندية أخرى ذات مستوى مماثل تاريخياً، بما في ذلك الثنائي المتعثر فالنسيا وإشبيلية.

في اجتماع للموظفين الأسبوع الماضي في متروبوليتانو، تحدث الرئيس التنفيذي ميغيل أنخيل جيل مارين، عن التطور الأخير لأتليتكو مدريد. كانت هناك إشارة إلى مكانة أتليتكو التاريخية كمنافس لثنائي كلاسيكو الدوري الإسباني ريال مدريد وبرشلونة -ولكن تم تأكيد ضرورة النجاح داخل وخارج الملعب. وقد تم التذكير بفخر بأن أتليتكو (وليس برشلونة) قد حصل على حق المشاركة في مسابقة كأس العالم للأندية التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الولايات المتحدة الصيف المقبل من خلال تفوقه في تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

ووسط هذا التوقع والضغط على أتليتكو للفوز باللقب، قال سيميوني بعد الفوز على فالنسيا في نهاية الأسبوع، إنه لا يمكن لأحد أن يطالب الفريق بقدر ما يطالب به هو.

وقال في مؤتمر صحافي بعد المباراة: «الفريق الذي نجمعه يتمتع بتوازن جيد، لكن الكلمات لا تهم حقاً. نحن نتخيل الأفضل لهذا الموسم ولكن لا يمكن لأحد أن يطلب منّي أكثر مما أطلبه من نفسي».

عندما تحدث غالاغر هذا الأسبوع، أظهر أنه قد استوعب بالفعل شعار «مباراة بمباراة» الذي زرعه سيميوني في الفريق.

قال غالاغر: «الفوز بشيء ما هو الهدف. الفريق بأكمله واثق من قدرتنا على تحقيق ذلك. قال المدرب إننا بحاجة إلى التعامل مع كل مباراة على حدة. هناك كثير من المباريات وعلينا أن نحافظ على تركيزنا، كل مباراة مهمة للغاية». المباراة القادمة لأتليتكو مدريد هي مباراته الافتتاحية في دوري الأبطال على أرضه أمام آر بي لايبزيغ هذا المساء، وهي مباراة صعبة أمام منافس أقصاه في دور الثمانية خلال المسابقة التي تأثرت بكوفيد-19 في 2020. لا يزال الفوز بدوري الأبطال للمرة الأولى حلم الجميع في أتليتكو مدريد، ولا تزال ذكريات الهزيمة في نهائي 2014 و2016 أمام الجار ريال مدريد مؤلمة. كانت آخر مرة وصل فيها الفريق إلى نصف النهائي في عام 2017 وكان آخر ألقابه لقب الدوري في عام 2021.

أضافت الاستثمارات الكبيرة هذا الصيف شعوراً بأن أتليتكو يتطلع إلى تحقيق قفزة كبيرة إلى الأمام. جُمع ما يقرب من 70 مليون يورو من مساهمي النادي، ومن بينهم شركة «كوانتوم باسيفيك» الإسرائيلية ومستثمرون أميركيون من شركة «آريس مانجمنت». في أوائل شهر يوليو (تموز)، وضع جيل مارين حجر الأساس لملعب التدريب الجديد في موقع بجانب ملعب متروبوليتانو.

ويعتقد كثيرون في صناعة كرة القدم الإسبانية أن جيل مارين وسيريزو سيبيعان حصتهما المسيطرة في أتليتكو لمستثمرين أجانب في المستقبل. أما على المدى القصير فهو الأمل -والتوقعات- في أن يتمكن سيميوني من قيادة فريقه القوي للفوز بشيء ما مرة أخرى هذا العام.


مقالات ذات صلة

تسمية ملعب أتلتيكو بـ«طيران الرياض ميتروبوليتانو» حتى 2033

رياضة عالمية من المقرر أن يجري الكشف عن التسمية الجديدة للملعب رسمياً 20 أكتوبرالحالي (الشرق الأوسط)

تسمية ملعب أتلتيكو بـ«طيران الرياض ميتروبوليتانو» حتى 2033

أعلنت «طيران الرياض»، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة والناقل الجوي الجديد للسعودية، إبرام اتفاقية استراتيجية جديدة، لمدة تسع سنوات، مع نادي «أتلتيكو مدريد»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية دييغو مارتينيز (رويترز)

مارتينيز يتولى مهمة إنقاذ لاس بالماس من الهبوط في الدوري الإسباني

أعلن لاس بالماس متذيل دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم تعيين دييغو مارتينيز مدرباً جديداً للفريق حتى يونيو  2025

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية إصابة داني كارفاخال جعلت ريال مدريد يفكر في البديل (إ.ب.أ)

من سيعوض كارفاخال في ريال مدريد؟

سيتعين على ريال مدريد الاستغناء عن داني كارفاخال لبقية الموسم، بعد أن تعرض الظهير الأيمن لإصابة مروعة في الركبة خلال فوز يوم السبت على فياريال.

The Athletic (مدريد)
رياضة سعودية فيصل بافرط الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه وخافيير تيباس (الشرق الأوسط)

موسم الرياض راعياً لـ«لا ليغا» لـ3 مواسم

وقع «موسم الرياض» ممثلاً بالمهندس فيصل بافرط، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه، الثلاثاء، عقد شراكة مع الدوري الإسباني لكرة القدم.

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة عالمية ريال مدريد عبَّر عن تقديره الجهود الكبيرة التي قدمها إنييستا وذلك بعد اعتزاله كرة القدم (رويترز)

ريال مدريد: إنييستا أسطورة عالمية… سيبقى في ذاكرة الإسبان

عبّر نادي ريال مدريد حامل لقب دوري أبطال أوروبا وبطل الدوري الإسباني عن تقديره الجهود الكبيرة التي قدمها أندريس إنييستا لاعب برشلونة وذلك بعد اعتزاله كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

الإصابات تضرب صفوف البرازيل قبل مواجهتي تشيلي والبيرو

جيماريش وإندريك خلال تدريبات البرازيل (أ.ف.ب)
جيماريش وإندريك خلال تدريبات البرازيل (أ.ف.ب)
TT

الإصابات تضرب صفوف البرازيل قبل مواجهتي تشيلي والبيرو

جيماريش وإندريك خلال تدريبات البرازيل (أ.ف.ب)
جيماريش وإندريك خلال تدريبات البرازيل (أ.ف.ب)

يواجه منتخب البرازيل لكرة القدم وضعا ليس مألوفا بالنسبة له في ظل ضغوط متزايدة وشكوك خلال استعداداته لمباراتين حاسمتين ضمن تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026 أمام تشيلي وبيرو، في غياب العديد من اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابات.

وبعد سلسلة من العروض المتواضعة التي أسفرت عن أربع هزائم للبرازيل في آخر خمس مباريات بالتصفيات، يحتل المنتخب صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بكأس العالم برصيد خمسة ألقاب، المركز الخامس في التصفيات برصيد عشر نقاط وبفارق الأهداف فقط أمام فنزويلا التي تحتل المركز السادس، آخر المراكز المؤهلة للنهائيات.

وتتأخر باراغواي وبوليفيا بفارق نقطة واحدة فقط، وفي حال تعرض البرازيل لكبوة أخرى، قد تخرج من مراكز التأهل وتواجه خطر الغياب عن نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها.

وقاد المدرب دوريفال جونيور البرازيل للفوز في مباراتين رسميتين فقط منذ توليه المهمة في يناير كانون الثاني الماضي، وذلك بعد أن تم إسناد مسؤولية الفريق لمدربين اثنين مؤقتين خلال عام كام من الانتظار للإيطالي كارلو أنشيلوتي، إذ حاول الاتحاد البرازيلي إغرائه للرحيل عن ريال مدريد لكنه فشل.

وبعد أداء باهت في كأس كوبا أمريكا، حيث خرجت البرازيل من دور الثمانية أمام أوروغواي، نجح المنتخب في انتزاع فوز صعب على أرضه أمام الإكوادور في سبتمبر أيلول الماضي، لكنه تعرض لضربة جديدة بعدها بثلاثة أيام عندما قدم أداء باهتا ليخسر 1-صفر أمام باراجواي التي سجلت مرة واحدة فقط في مبارياتها السبع السابقة بالتصفيات.

واستمر تذبذب الأداء الذي عانت منه البرازيل منذ رحيل المدرب تيتي عقب الهزيمة المؤلمة بركلات الترجيح أمام كرواتيا في دور الثمانية بكأس العالم 2022 في قطر، إذ حققت فقط أربعة انتصارات خلال آخر 14 مباراة.

وقبل مواجهة تشيلي في سانتياغو الخميس واستضافة بيرو في العاصمة برازيليا يوم الثلاثاء، اضطر دوريفال لإجراء خمسة تغييرات في تشكيلته الأولية بعد إصابة حارس المرمى أليسون والمدافعين بريمر وإيدر ميليتاو وجيليرمي أرانا ونجم هجوم ريال مدريد فينيسيوس جونيور.

وفجر المدرب مفاجأة الأربعاء بإعلان مشاركة مهاجم بوتافوغو إيغور جيسوس أساسيا في الهجوم أمام تشيلي، وذلك في أول استدعاء له للمنتخب، وإبقاء إندريك لاعب ريال مدريد على مقاعد البدلاء.

وقال دوريفال للصحفيين: ما أراه هو أن هذه اللحظة بالنسبة لإيجور مثيرة للغاية، وإندريك لا يزال يحاول التعرف على ناديه الجديد، إنه ينضم لأكبر ناد في كرة القدم العالمية.

ويشكل جيسوس (23 عاما) موهبة بارزة في صفوف الفريق الذي يتصدر الدوري البرازيلي ويتنافس في الدور قبل النهائي بكأس ليبرتادوريس، وذلك منذ انضمامه إلى بوتافوجو قادما من شباب الأهلي الإماراتي في يوليو تموز، وقد سجل سبعة أهداف خلال 19 مباراة.

وأضاف دوريفال: أعتقد أن تجربة إيغور واللحظة التي يعيشها مختلفة بعض الشيء. ربما يكون من المهم أن يكون لدينا لاعبون بهذه المواصفات لمباراة بهذا الحجم وفي هذا الوقت. في بعض الأحيان لا نستطيع تكرار كل ما نقوم به في التدريبات على أرض الملعب، ولكننا خضنا أمس الثلاثاء جلسة تدريبية أخرى منحتنا توقعات كبيرة. ربما تكون هذه هي اللحظة المناسبة لإيجاد التوازن الذي نريده.

وتحتل تشيلي المركز التاسع في تصفيات أمريكا الجنوبية برصيد خمس نقاط، متقدمة بنقطتين على بيرو صاحبة المركز الأخير.

وتضم تشكيلة البرازيل لمواجهة تشيلي كلا من إيدرسون ودانيلو وماركينيوس وجابرييل وأبنر وأندريه ولوكاس باكيتا وسافينيو ورافينيا ورودريجو وإيجور جيسوس.