«مونديال الشابات في كولومبيا»: مواجهات حاسمة بين أميركا وكوريا الشمالية واليابان وهولندا

فرحة لاعبات أميركا عقب فوزهن على ألمانيا بدور ربع النهائي لمونديال كأس العالم بكولومبيا (إ.ب.أ)
فرحة لاعبات أميركا عقب فوزهن على ألمانيا بدور ربع النهائي لمونديال كأس العالم بكولومبيا (إ.ب.أ)
TT

«مونديال الشابات في كولومبيا»: مواجهات حاسمة بين أميركا وكوريا الشمالية واليابان وهولندا

فرحة لاعبات أميركا عقب فوزهن على ألمانيا بدور ربع النهائي لمونديال كأس العالم بكولومبيا (إ.ب.أ)
فرحة لاعبات أميركا عقب فوزهن على ألمانيا بدور ربع النهائي لمونديال كأس العالم بكولومبيا (إ.ب.أ)

دخلت بطولة كأس العالم للسيدات تحت 20 عاماً في كولومبيا المرحلة الحاسمة مع انطلاق فعاليات المربع الذهبي؛ حيث تلتقي اليابان مع هولندا، وكوريا الشمالية مع أميركا، فجر الخميس.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، تتطلع اليابان وكوريا الشمالية والولايات المتحدة إلى إضافة لقب جديد إلى مجموعة ألقابها، فيما تسعى هولندا للوصول إلى أول نهائي لها.

وستكون المواجهة بين أميركا وكوريا الشمالية بمثابة سيناريو مكرر لنهائي 2008 ونصف نهائي 2016.

ويلي ذلك لقاء بين المنتخب الياباني ضد منتخب هولندا الذي يعد الوحيد بين الفرق الأربعة الذي لم يحقق لقب البطولة بعد.

وبعد تحقيق واحدة من أكثر العودات الدرامية في تاريخ البطولة بتغلبها على ألمانيا بركلات الترجيح في دور الـ8، بات من الصعب تخيل ما يمكن أن يقدمه الفريق الأميركي لتحقيق الفوز مرة أخرى، حسب الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الثلاثاء.

والشيء السلبي الذي رافق المنتخب الأميركي خلال مشواره بالمونديال هو أن كلتا مباراتيه في الأدوار الإقصائية ذهبتا إلى الوقت الإضافي، بينما مرت كوريا الشمالية بسهولة في مباراياتها حتى وصلت نصف النهائي.

والجانب الإيجابي للفريق الأميركي هو أنه لم يضطر لتغيير ملعبه وظل في مدينة كالي.

لاعبات كوريا الشمالية يحتفلن بأحد الأهداف في مرمى البرازيل (أ.ف.ب)

وبلغ الفريق الأميركي إلى نصف النهائي السابع له في البطولة، وهو رقم قياسي جديد، بعد أن كانت تقتسم الرقم القياسي مع ألمانيا.

ويُعد منتخب كوريا الشمالية أعلى الفرق تسجيلاً في مونديال كولومبيا 2024، بإحرازه 23 هدفاً، لكن الفريق الأميركي هو الوحيد الذي سجل عدداً أكبر من الأهداف خلال نسخة واحدة من المونديال بتسجيله 26 هدفاً في 2002.

من جانبها، قالت سافي كينغ، مدافعة منتخب أميركا: «نحتاج إلى الالتزام بأسلوبنا في اللعب، فريق كوريا الشمالية قوي للغاية، ولكننا نعلم أن لدينا أيضاً العديد من المميزات والقدرات، سنبقى هادئين ومتوازنين ونعطيهم مواجهة حقيقية».

من جهته، قال ري سونغ هو، مدرب كوريا الشمالية: «سنبذل قصارى جهدنا أمام أميركا، هو فريق قوي وأظهر ذلك في التصفيات، ولكن لدينا أيضاً نقطة قوة وهي العمل الجماعي والتنظيم الجيد».

على الجانب الآخر، وصل منتخب اليابان إلى النهائي في النسختين الماضيتين، وكان واحداً من أكثر الفرق تألقاً في مونديال كولومبيا 2024، حيث استقبلت شباكه هدفين فقط وسجل 16 هدفاً، وهي ثالث أعلى حصيلة.

فرحة لاعبات منتخب هولندا عقب فوزهن على كولومبيا بضربات الجزاء الترجيحية (أ.ف.ب)

أما هولندا فقد كان مشوارها أكثر تقلباً، حيث سجلت 9 أهداف واستقبلت شباكها 8 أهداف، وشاركت في مباراتين امتدتا إلى الوقت الإضافي في الأدوار الإقصائية.

الجانب الإيجابي هو أن هولندا ستستعيد لاعبة الوسط إلسي كيمبر بعد انتهاء عقوبتها، ولكن قد يلجأ المدربان إلى التدوير في التشكيلة لمواجهة الإرهاق وتحديات الأجواء في كالي.

وتسعى اليابان للوصول إلى النهائي الثالث على التوالي في كأس العالم تحت 20 سنة للسيدات، وحتى الآن، ألمانيا هي الفريق الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز في 3 نسخ متتالية (2010، 2012، 2014).

وقد تصبح هولندا رابع فريق أوروبي يصل إلى نهائي هذه البطولة بعد ألمانيا التي بلغت النهائي 4 مرات وإسبانيا التي تأهلت مرتين للمباراة النهائية وفرنسا التي بلغت النهائي مرة واحدة.

جانب من مواجهة اليابان وإسبانيا في دور ربع النهائي (أ.ف.ب)

بدورها، قالت ماناكا ماتسوكوبو، لاعبة وسط اليابان: «إن الفوز على إسبانيا في دور الـ8 لم يكن الهدف النهائي؛ الفوز باللقب هو هدفنا. يمكننا أن نكون سعداء بتغلبنا على إسبانيا، ولكن الآن يجب أن نركز على المباراة المقبلة ضد هولندا».

من جانبها أوضحت روبين لاكروا، لاعبة وسط هولندا: «نحن فريق واحد، نحن معاً، نحتاج إلى الراحة لكننا مستعدون، مستعدون لهذه المرحلة. أعلم أننا ألهمنا الفتيات الصغيرات في وطننا، لقد قاتلنا بالفعل في هذا الملعب في كالي وأظهرنا ما يمكننا القيام به هنا».


مقالات ذات صلة

وسط هيمنة برشلونة... كيف حال الدوري الإسباني للسيدات؟

رياضة عالمية فريق برشلونة للسيدات هو أفضل فريق في العالم (رويترز)

وسط هيمنة برشلونة... كيف حال الدوري الإسباني للسيدات؟

قالت أيتانا بونماتي لاعبة وسط برشلونة ومنتخب إسبانيا في سبتمبر (أيلول) الماضي: من المحزن أن نرى كيف أن الدوريات الأخرى تتفوق علينا بسرعة مذهلة.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية المدربة البريطانية بيف بريستمان (أ.ف.ب)

بريستمان تخسر منصب مدربة سيدات كندا بسبب فضيحة التجسس

خسرت المدربة البريطانية بيف بريستمان واثنان من مساعديها نهائيا وظيفتهم في منتخب سيدات كندا لكرة القدم على خلفية فضيحة التجسس في أولمبياد باريس.

«الشرق الأوسط» (اوتاوا)
رياضة عالمية صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم (الشرق الأوسط)

«فيفا» يوقف إيتو لمدة 6 أشهر عن حضور مباريات الكاميرون

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الاثنين، إيقاف رئيس الاتحاد الكاميروني للعبة النجم الدولي السابق صامويل إيتو 6 أشهر عن حضور جميع مباريات منتخب بلاده.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (الشرق الأوسط)

«الآسيوي» يطلق تصفيات منفصلة للتأهل لمونديال السيدات

قال الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الجمعة، إن منتخبات السيدات في القارة سوف تتأهل إلى بطولة كأس العالم 2031 عبر تصفيات منفصلة للمرة الأولى.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
رياضة عالمية جيتكا كليمكوفا (فيفا)

التشيكية كليمكوفا تستقيل من تدريب منتخب نيوزيلندا للسيدات

استقالت جيتكا كليمكوفا، مدربة منتخب نيوزيلندا للسيدات، من منصبها بعدما قضت نصف عَقدها الممتد لست سنوات بعد أشهر من تبرئتها إثر تحقيق مستقل بشأن توظيف آخرين.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون)

هل مسيرة مبابي مع ريال مدريد مهددة بالفشل؟

مبابي مازال يبحث عن إثبات جدارته في ريال مدريد (رويترز)
مبابي مازال يبحث عن إثبات جدارته في ريال مدريد (رويترز)
TT

هل مسيرة مبابي مع ريال مدريد مهددة بالفشل؟

مبابي مازال يبحث عن إثبات جدارته في ريال مدريد (رويترز)
مبابي مازال يبحث عن إثبات جدارته في ريال مدريد (رويترز)

يقول الناس إنه لا يوجد شيء مماثل لما يمكن وصفه بـ«الحمض النووي للنادي»... لكن كيف يحدث ذلك على أرض الواقع؟ يتغير المديرون الفنيون، ويتغير اللاعبون، ويتغير المسؤولون والموظفون، إذا كيف يمكن أن يكون للنادي هوية مميزة طوال الوقت؟ وكيف يحتفظ ناد مثل توتنهام أو بايرن ميونيخ بهويته على مدار السنين، ولماذا لا يزال أياكس يلعب بطريقة الكرة الشاملة المعروف بها منذ أمد بعيد؟

في كثير من الأحيان لا تسير الأمور على هذا النحو. فقد تنتقل الأجواء والمشاعر من الجماهير، وقد تنتقل من لاعب إلى لاعب، ومن مدير فني إلى آخر، لكن في أحيانٍ أخرى تكون هناك أسباب واضحة تماماً لحدوث ذلك، فريال مدريد يظل ريال مدريد لأن رئيس النادي فلورنتينو بيريز لا يزال في منصبه منذ عام 2000، باستثناء ثلاث سنوات. ومن الواضح للجميع أن بيريز لا يحب شيئاً أكثر من لاعبي كرة القدم المشهورين الذين يتم التعاقد معهم بمبالغ فلكية.

مبابي بات يلعب في قلب هجوم ريال مدريد ففقد الكثير من قدراته في الإنطلاق بالجناح (رويترز)

فبعد تفشي فيروس كورونا، وفي ظل الشعور السائد بأن كرة القدم الأوروبية بأكملها تعاني من أزمة مالية، بدا الأمر وكأن ريال مدريد قد تغير! فقد أجرى النادي سلسلة من التعاقدات الجيدة، واشترى لاعبين شباب في طريقهم نحو النجومية. لم يكن أوريليان تشواميني وإدواردو كامافينغا وجود بيلينغهام زهيدي الثمن تماماً - فقد كلفوا خزينة النادي ما يزيد قليلاً عن 250 مليون دولار فيما بينهم - لكنهم لم يكونوا أيضاً من فئة تلك «النجوم الخارقة»، التي أدمن النادي على التعاقد معهم. لا يزال بإمكان هؤلاء اللاعبين التحسن والتطور، وبدا أنهم يتطورون بالفعل إلى جانب فينيسيوس جونيور ورودريغو وفيدي فالفيردي، وبدا الفريق منسجماً ومتجانساً. وبعد ذلك، أضاف بيريز كيليان مبابي إلى هذا الفريق، في خطوة تشبه ما حدث في صيف 2003، عندما اشترى ديفيد بيكهام لكنه باع حينها كلود ماكيليلي ودمر توازن الفريق.

 

"كان بإمكان مبابي أن يفعل ما يريد في سان جيرمان لكن في ريال مدريد صدم بالتحدي الصعب"

 

 

لقد قاطع ريال مدريد حفل الكرة الذهبية هذا العام بعد أن أصبح من الواضح أن الجناح البرازيلي فينيسيوس لن يفوز بالجائزة. ويأخذنا هذا لطرح السؤال التالي: إذا كان مسؤولو ريال مدريد يرون حقاً أنه من العار أن تُمنح الجائزة لرودري على حساب فينيسيوس الذي يؤمنون تماماً بأنه أفضل لاعب في العالم، فلماذا تعاقدوا إذن مع لاعب يلعب في نفس مركزه وله قدرات وإمكانيات مشابهة جداً، بمقابل مادي كبير للغاية. يحب فينيسيوس أن يلعب ناحية اليسار، ومن الممكن ألا يتسلم الكرة كثيراً في بعض الأوقات، لكنه يمتلك سرعة خارقة ومهارة كبيرة وإبداع استثنائي، كما يمتاز بالقدرة على إنهاء الهجمات، وهو لاعب غير عادي، تماماً كما هو الحال مع مبابي.

خلال الموسم الماضي، بدا خط هجوم ريال مدريد مثالياً ومتوازناً للغاية. كان بيلينغهام يلعب في خط الوسط، وينطلق من الخلف للأمام لكي يخلق مساحة لفينيسيوس من اليسار أو رودريغو من اليمين للانطلاق فيها. لكن إضافة مبابي تسببت في حالة من الفوضى العارمة في الفريق هذا الموسم. سجل بيلينغهام 19 هدفاً في 28 مباراة بالدوري الموسم الماضي، في المقابل كان هدفه في مرمى أوساسونا في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري هو أول أهدافه بقميص ريال مدريد هذا الموسم، بعدما اضطر للعب في عمق الملعب. وانتهى الأمر باستبعاد رودريغو من التشكيلة الأساسية، وذلك لأنه لا يحظى بالشهرة الكافية، في حين أن مبابي، على الرغم من تسجيله ستة أهداف في الدوري، يقدم مستويات محبطة مع الفريق الذي مُني بخسارة ثقيلة على ملعبه أمام الغريم التقليدي برشلونة في الدوري الإسباني الممتاز، وقدم مستويات متواضعة في بداية مشواره في دوري أبطال أوروبا.

مبابي تألق في سان جيرمان لأنه التزم باللعب جناحا أيسر (ا ف ب)cut out

من المؤكد أن مبابي يمتلك قدرات مذهلة، ليس فقط من الناحية الفنية، ولكن أيضاً فيما يتعلق بسرعته الفائقة، وقد رأيناه جميعاً كيف تلاعب بمنتخب الأرجنتين في كأس العالم 2018. وعلى الرغم من أنه كان في التاسعة عشرة من عمره فقط في ذلك الوقت، إلا أنه بدا ناضجاً بشكل مذهل. لكن منذ ذلك الحين، ظلت إمكانياته مجمدة مع باريس سان جيرمان، ذلك النادي الذي نادراً ما كان يواجه تحديات صعبة والذي يتمتع بنفوذ هائل في فرنسا، وبالتالي كان يُنظر إلى استمراره مع النادي الباريسي على أنه يعيق تطوره.

لقد كان بإمكان مبابي أن يفعل ما يريد مع هذا الفريق وفي ذلك الدوري. لقد كان كل شيء سهلاً للغاية بالنسبة له، لكن النتيجة كانت تتمثل في أن مبابي لم يكن يظهر بشكل جيد في المباريات الكبيرة. وتكرر الأمر نفسه أيضاً مع منتخب فرنسا، ففي مباراتي الدور نصف النهائي والنهائي لكأس العالم 2022، كان لا بد من تغيير مركزه من الجناح الأيسر المفضل لديه إلى الوسط بسبب رفضه القيام بواجباته الدفاعية أمام الظهير الأيمن للفريق المنافس. لقد فعل ذلك، وقام بعمل جيد في المباراة النهائية - على الرغم من أن الهاتريك الذي سجله تضمن هدفين من ركلتي جزاء وتسديدة مذهلة - لكن لو كان مبابي يقوم بعمله الدفاعي كما ينبغي، فربما لم تكن الأرجنتين ستتقدم بهدفين دون رد منذ البداية.

مبابي تألق مع سان جيرمان لالتزامه باللعب في الجناح الأيسر (أ.ف.ب)

والآن، استبعد مبابي من قائمة المنتخب الفرنسي، حيث يمر بما وصفه مديره الفني ديدييه ديشامب بـ«الفترة الصعبة التي تسببت في تداعيات بدنية ونفسية له». ربما تكون هذه الفترة من الراحة مفيدة له، ومن السهل تفهم حاجة اللاعبين لإجازة نظراً لجدول المباريات المزدحم الذي لا يرحم. لم يسجل مبابي سوى هدف وحيد في آخر ثماني مباريات، لكن الأسوأ من ذلك أنه بدا عاجزاً تماماً عن معرفة كيفية التعامل مع خط دفاع برشلونة المتقدم في مباراة الكلاسيكو، حيث وقع في مصيدة التسلل ثماني مرات.

هناك شعور بالقلق من أن الفترة التي لعب خلالها في باريس قد أفقدته القدرة على حل المشكلات الصعبة داخل الملعب أمام الأندية القوية. ونأمل أن يستعيد هذه القدرة، لأن ذلك سيكون جيداً له ولكرة القدم بشكل عام، لكن ما يمر به مبابي حالياً يُظهر ما يمكن أن يحدث للاعب عندما يختار النادي غير المناسب له، مهما كانت قدرات وإمكانيات هذا اللاعب. ونظراً للمشكلات التكتيكية حالياً، فقد لا يكون ريال مدريد هو النادي المناسب لمبابي أيضاً!