سينر وألكاراس… ألمع نجمين بالجيل الذهبي الجديد في التنس

يانيك سينر بعد التتويج بـ«دورة أميركا المفتوحة»... (أ.ف.ب)
يانيك سينر بعد التتويج بـ«دورة أميركا المفتوحة»... (أ.ف.ب)
TT

سينر وألكاراس… ألمع نجمين بالجيل الذهبي الجديد في التنس

يانيك سينر بعد التتويج بـ«دورة أميركا المفتوحة»... (أ.ف.ب)
يانيك سينر بعد التتويج بـ«دورة أميركا المفتوحة»... (أ.ف.ب)

تقاسم الإيطالي يانيك سينر والإسباني كارلوس ألكاراس الدورات الأربع الكبرى لكرة المضرب في 2024، ليؤكدا بذلك مكانتهما بوصفهما ألمع نجمين في الجيل الذهبي الجديد للعبة.

وأضاف سينر لقب «دورة الولايات المتحدة (فلاشينغ ميدوز)»، الذي تُوّج به الأحد، إلى لقب «دورة أستراليا» في يناير (كانون الثاني) الماضي، بعدما هيمن على الأميركي تايلور فريتس في نهائي من جانب واحد على «ملعب آرثر آش» (3 - 0)، ليصبح أول لاعب منذ الأرجنتيني غييرمو فيلاس في عام 1977 يفوز بأول لقبين له في الـ«غراند سلام» خلال الموسم عينه.

سينر أضاف لقب «دورة الولايات المتحدة» الذي تُوّج به الأحد إلى لقب «دورة أستراليا»... (إ.ب.أ)

ولم يحقق هذا الإنجاز لاعبون كبار في تاريخ اللعبة، مثل السويسري روجيه فيدرر، والصربي نوفاك ديوكوفيتش، والإسباني رافاييل نادال، وحتى لم يحققه الأميركيان بيت سامبراس وآندريه أغاسي.

وتُوّج ألكاراس، الذي يصغر سينر بعامين، بدورة «رولان غاروس»، ودافع عن لقبه بنجاح في «ويمبلدون»، ليصبح في جعبته 4 ألقاب في الـ«غراند سلام».

وقال سينر، رداً على سؤال حول تقييمه للعصر الجديد: «إنه مختلف بعض الشيء بالتأكيد. من الجميل أن نرى أبطالاً جدداً. ومن الجميل أن نرى منافسات جديدة».

وتابع: «سأحظى دائماً بلاعبين سيجعلونني لاعباً أفضل؛ لأن هناك أوقاتاً سيهزمونني فيها... ثم عليك أن تحاول إيجاد طريقة للفوز على لاعبين معينين».

وتُوّج الإيطالي البالغ من العمر 23 عاماً بـ6 ألقاب هذا العام، فيما تُوّج ألكاراس بثلاثة، وقد حصد اللاعبان 15 لقباً في المجمل خلال مسيرة كل منهما.

وعلى الرغم من خروجه المفاجئ من الدور الثاني في «فلاشينغ ميدوز»، فإن الإسباني يصنع التاريخ في الـ«غراند سلام» أسرع مما فعل «الثلاثة الكبار»: فيدرر، ونادال، وديوكوفيتش؛ إذ لم يتمكن أي من الأساطير الثلاثة من تحقيق 4 دورات كبيرة قبل بلوغ 22 عاماً.

كارلوس ألكاراس مع كأس «رولان غاروس»... (رويترز)

تسجيل أرقام قياسية في الـ«غراند سلام»

وحقق ديوكوفيتش بطولته الكبرى الرابعة في «فلاشينغ ميدوز» عام 2011 حين كان يبلغ 24 عاماً.

أما نادال فكان يبلغ 22 عاماً حين وصل إلى 4 ألقاب كبرى، وذلك في «رولان غاروس» عام 2008، بينما كان فيدرر في عمر الـ23 حين حقق هذا الإنجاز في «فلاشينغ ميدوز» عام 2004.

ويمكن لألكاراس أن يجمع بين ألقاب الدورات الأربع الكبرى في سن الـ21، إذا تُوّج بـ«دورة أستراليا»، التي تغيب عن خزائنه، في يناير (كانون الثاني) المقبل.

ويملك ديوكوفيتش 24 لقباً في دورات الـ«غراند سلام»، وهو رقم قياسي لدى الرجال، لكنه يبقى متساوياً مع الأسترالية مارغريت كورت على هذا الصعيد، علماً بأنه سينهي الموسم من دون دورة كبرى لأول مرة منذ 2017.

وسيبلغ ديوكوفيتش 38 عاماً في مايو (أيار) المقبل، وإذا أضاف دورة «غراند سلام» أخرى إلى مجموعته، فسيكون أكبر فائز بدورة كبرى في فردي الرجال، متجاوزاً الأسترالي كين روزوول الذي كان يبلغ أكثر من 37 عاماً عندما فاز بـ«دورة أستراليا» عام 1972.

وكان المُعتزل حالياً روجيه فيدرر يبلغ 36 عاماً و5 أشهر حين فاز بلقبه العشرين الأخير في دورات الـ«غراند سلام» وذلك في «أستراليا» عام 2018.

وسيبلغ نادال 39 عاماً في مايو (أيار) من العام المقبل، لكن الإسباني يعاني من الإصابات وعلى وشك الاعتزال، علماً بأنه كان قد بلغ 36 عاماً قبل يومين من تتويجه بلقبه الـ22 في الـ«غراند سلام» والـ14 في «رولان غاروس» عام 2022.

وكان هذا العام هو الأول منذ 2002 الذي لم يُتوّج فيه أحد «الثلاثة الكبار» ببطولة كبرى واحدة على الأقل.

تايلور فريتس (إ.ب.أ)

الوصول بعيداً في الدورات

يعتقد فريتس، الذي خاض أول نهائي له في الـ«غراند سلام» في سن الـ26، أن الدورات الكبرى باتت مفتوحة أكثر من أي وقت مضى.

وقال وصيف «فلاشينغ ميدوز» يوم الأحد: «لا أعتقد أنه يتعيّن عليك اللعب بشكل لا يُصدّق للوصول بعيداً في الدورات والمنافسة».

وتابع: «يمكنك أن تجد نفسك في أدوار متقدمة، مثل الدور ربع النهائي، إذا لعبت بشكل صلب، على الرغم من أنني ما زلت أعتقد أنك تحتاج إلى تقديم أفضل ما لديك للتغلب على أفضل اللاعبين».

ومن المتوقع أن يعود كل من ديوكوفيتش ونادال إلى الظهور في الأيام المقبلة.

ويشارك ديوكوفيتش في «كأس ديفيز» مع صربيا في بلغراد الأسبوع المقبل، بينما من المقرر أن يشارك نادال، الذي لم يلعب منذ «أولمبياد باريس»، في «كأس لايفر» انطلاقاً من 20 سبتمبر (أيلول) الحالي.

ومن المرجح أن يواجه الرجلان تساؤلات حول خططهما المستقبلية في رياضة هيمنا عليها في أغلب العقدين الماضيين، لكن الوقت بدأ ينفد بالنسبة إليهما.


مقالات ذات صلة

«تصفيات أفريقيا»: السودان يسقط أمام أنغولا

رياضة عربية منتخب السودان خسر مباراته أمام أنغولا (الاتحاد السوداني)

«تصفيات أفريقيا»: السودان يسقط أمام أنغولا

خسر السودان 2-1 أمام مضيفه أنغولا الإثنين في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لواندا)
رياضة عالمية راندال كولو مواني (يسار) يحتفل بهدفه في مرمى بلجيكا مع زميله ماركوس تورام (أ.ف.ب)

دوري الأمم الأوروبية: فرنسا تستعيد عافيتها بثنائية في بلجيكا

استعاد المنتخب الفرنسي عافيته وجدّد فوزه على ضيفه البلجيكي بهدفين نظيفين.

«الشرق الأوسط» (ليون)
رياضة عالمية لاعبو إيطاليا يحتفلون مع جماهيرهم بالفوز على إسرائيل (أ.ف.ب)

دوري الأمم الأوروبية: إيطاليا تهزم إسرائيل وتتصدر مجموعتها

هز دافيدي فراتيسي ومويس كين الشباك ليقودا إيطاليا للفوز 2-1 على إسرائيل في دوري الأمم الأوروبية.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
رياضة عربية إبراهيم دياز سجل هدف الفوز للمغرب على ليسوتو (الجامعة المغربية)

تصفيات أفريقيا: المغرب ينجو من فخ ليسوتو

سجل البديل براهيم دياز هدفا قرب النهاية ليقود المغرب للفوز 1-صفر على مضيفه ليسوتو.

«الشرق الأوسط» (أدرار)
رياضة عالمية تأجيل مباراة أخرى لأياكس بسبب إضراب الشرطة (رويترز)

تأجيل مباراة أخرى لأياكس بسبب إضراب الشرطة

قال أياكس أمستردام الاثنين إنه تم إلغاء مباراة ثانية له في دوري الدرجة الأولى الهولندي لكرة القدم بسبب تهديدات بالإضراب من نقابة العاملين في الشرطة.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)

الصين... حلم «القوة العظمى في كرة القدم» يهوي بفعل الفساد وعقلية الآباء

الكرة الصينية ما زالت تواجه العقبة تلو الأخرى في طريق تطورها (أ.ف.ب)
الكرة الصينية ما زالت تواجه العقبة تلو الأخرى في طريق تطورها (أ.ف.ب)
TT

الصين... حلم «القوة العظمى في كرة القدم» يهوي بفعل الفساد وعقلية الآباء

الكرة الصينية ما زالت تواجه العقبة تلو الأخرى في طريق تطورها (أ.ف.ب)
الكرة الصينية ما زالت تواجه العقبة تلو الأخرى في طريق تطورها (أ.ف.ب)

تواصل «الشرق الأوسط» تسليط الضوء على مراحل نهوض وهبوط الكرة الصينية على مدار السنوات الماضية، وذلك بمناسبة المواجهة المرتقبة غداً (الثلاثاء) بين المنتخب السعودي ونظيره الصيني ضمن تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم.

وكشفت الصين عام 2015 عن استراتيجية تهدف إلى أن تصبح «قوة عظمى في كرة القدم العالمية» بحلول عام 2050، مع خطط لجعل 50 مليون طفل وبالغ يمارسون اللعبة بحلول عام 2020.

وتتضمن الأهداف الأخرى، التي وُضعت، توفير ما لا يقل عن 20 ألف مركز تدريب لكرة القدم و70 ألف ملعب بحلول عام 2020.

ورغم تفوق الصين في الألعاب الأولمبية والبارالمبية، فإنها لم تتأهل لكأس العالم لكرة القدم سوى مرة واحدة في عام 2002، ويعد الرئيس شي جينبينغ من عشاق كرة القدم، وقال في وقت سابق إنه يريد أن تفوز الصين بكأس العالم خلال 15 عاماً.

وتتضمن الخطة، التي أُعلنت، أهدافاً قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، بما في ذلك ضمان وجود ملعب كرة قدم واحد لكل 10 آلاف شخص بحلول عام 2030، وذكرت الخطة أن فريق كرة القدم للرجال يجب أن يصبح أحد أفضل الفرق في آسيا، في حين يجب أن يصبح فريق كرة القدم للسيدات كفريق من الطراز العالمي بحلول عام 2030.

وأضاف التقرير الخاص بالخطة والصادر من الحكومة الصينية أنه بحلول عام 2050، من المتوقع أن تصبح الصين «قوة عظمى في كرة القدم من الدرجة الأولى» وأن «تسهم في عالم كرة القدم دولياً».

وواجهت الخطة الصينية انتقادات كبيرة من وسائل الإعلام الصينية، خصوصاً أن التقدم في الخطط المعلنة كان بطيئاً حتى إنه توقف مع أزمة فيروس «كورونا».

ووُجهت سهام النقد للخطة العشرية التي أعلنت عنها الحكومة الصينية، ويعتقد العديد من وسائل الإعلام الصينية أن ضخامة الأهداف التي وُضعت صعبة ولا تسهم في تقدم المشروع الصيني.

وتهدف الخطة العشرية التي وضعها الرئيس شي جينبينغ والتي تمتد من عام 2015 إلى عام 2025، إلى خلق اقتصاد رياضي صيني بقيمة 850 مليار دولار.

وتشير التقديرات المتفائلة إلى أن قيمة الاقتصاد الرياضي العالمي بأكمله يبلغ نحو 400 مليار دولار، لذلك كان هناك نقد مفاده الهدف الصيني الاقتصادي تم رفعه بشكل مبالغ فيه والبعض يرى أنها محاولة من الحكومة الصينية لاستعراض قدراتها للعالم عبر كرة القدم بخطط ضخمة الحجم والمستهدف بها غير منطقي في عالم كرة القدم.

وكانت الخطة العشرية تشمل بناء 20 ألف مدرسة لكرة القدم بحلول عام 2017، تنتج 100 ألف لاعب، بالإضافة إلى زيادة عدد المدارس إلى 50 ألف مدرسة بحلول عام 2025 وكانت الصين تريد من ذلك الوصول إلى 50 مليون طفل يلعبون كرة القدم في عام 2020 ولكن الأمر أيضاً لم ينجح.

وكان الرئيس الصيني شي يريد أن تستضيف الصين كأس العالم وتفوز بها خلال السنوات الـ15 منذ بداية المشروع وهذا أمر أيضاً تم توجيه نقد كبير بشأنه.

وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي انتُخب في عام 2013 لولاية مدتها 10 سنوات يريد أن يترك إرثاً، وقد وضع كرة القدم ضمن المناهج الدراسية في المدارس لمحاولة جعل المنتخبات الوطنية المستقبلية من الطراز العالمي.

وقد أدت حملاته تطهير البلاد من مشكلة التلاعب بنتائج المباريات المنتشرة على نطاق واسع في كرة القدم المحلية إلى اعتقال مئات الأشخاص في بلد يتمتع بثقافة مقامرة متجذرة، الأمر الذي نال استحسان الإعلام الصيني ولا تزال حملات التطهير من الرشاوى والفساد في الصين مستمرة حتى الآن.

والمشكلة الحقيقية التي تواجهها الصين مع كرة القدم أن هناك حواجز اجتماعية وثقافية كبيرة تحتاج إلى معالجة أيضاً، فالآباء الصينيون لا ينظرون إلى كرة القدم باعتبارها مهنة، وفي ظل تراجع النشاط البدني في البلاد يريد الآباء أن يتابع أطفالهم خيارات مهنية أخرى.