«فلاشينغ ميدوز»: سابالينكا إلى نصف نهائي السيدات… ومواجهة أميركية مرتقبة

أرينا سابالينكا في مقابلة بعد فوزها في مباراة ربع النهائي للسيدات ضد الصينية (أ.ف.ب)
أرينا سابالينكا في مقابلة بعد فوزها في مباراة ربع النهائي للسيدات ضد الصينية (أ.ف.ب)
TT

«فلاشينغ ميدوز»: سابالينكا إلى نصف نهائي السيدات… ومواجهة أميركية مرتقبة

أرينا سابالينكا في مقابلة بعد فوزها في مباراة ربع النهائي للسيدات ضد الصينية (أ.ف.ب)
أرينا سابالينكا في مقابلة بعد فوزها في مباراة ربع النهائي للسيدات ضد الصينية (أ.ف.ب)

حققت البيلاروسية أرينا سابالينكا، المصنفة ثانية عالمياً، فوزاً ساحقاً على الصينية كينوين جينغ، صاحبة الميدالية الذهبية الأولمبية في باريس 2024، 6-1 و6-2 لتبلغ الدور نصف النهائي من بطولة فلاشينغ ميدوز، آخر البطولات الأربع الكبرى، ضمن الغراند سلام في كرة المضرب.

في حين تبرز لدى الرجال مواجهة أميركية خالصة في نصف النهائي، بعد تأهل فرانسيس تيافو وتايلور فريتز؛ إذ ضمنت الدولة المستضيفة وجود أحد ممثليها في النهائي للمرة الأولى منذ 18 عاماً.

كينوين جينغ (إ.ب.أ)

وتواجه سابالينكا التي حلّت وصيفة في البطولة الأميركية العام الماضي مواطنتها إيما نافارو في الدور التالي.

وهي المرة التاسعة التي تبلغ فيها البيلاروسية نصف نهائي في إحدى بطولات الغراند سلام.

وكانت سابالينكا قد تغلّبت على منافستها الصينية في الدور ذاته من فلاشينغ ميدوز العام الماضي، قبل أن تُجدد فوزها عليها في نهائي بطولة أستراليا المفتوحة مطلع العام الحالي.

وقالت سابالينكا بعد فوزها في 73 دقيقة: «كان من المهم أن أحصل على كسر الإرسال في وقت مبكر؛ لأن المواجهة ضد منافستي غالباً ما تكون صعبة».

في المقابل، بلغت إيما نافارو الدور نصف النهائي للمرة الأولى في البطولات الأربع الكبرى، بفوزها على الإسبانية باولا بادوسا 6-2 و7-5.

وسبق لسابالينكا وإيما نافارو أن التقتا مرتين، فكان الفوز مرة واحدة لكل منهما، حيث فازت نافارو في دورة أنديان ويلز الأميركية خلال العام الحالي، وثأرت سابالينكا في بطولة رولان غاروس.

أرينا سابالينكا (أ.ف.ب)

ومازحت سابالينكا جماهير ملعب «آرثر آش» في محاولة لحشد الدعم لمواجهة إيما نافارو -المولودة في نيويورك- في الدور قبل النهائي: «المشروبات على حسابي إذا شجعتموني»، وأردفت: «إنها لاعبة جيدة فعلاً. لقد خضنا معركتين، وكانتا متقاربتين حقاً».

وفي فئة الرجال، تأهل الأميركي فرانسيس تيافو بفوزه على البلغاري غريغور ديميتروف 6-3 و6-7 (5-7) و6-3 و4-1، ثم بانسحاب الأخير بداعي الإصابة، ليضرب الفائز موعداً في نصف النهائي مع مواطنه تايلور فريتز الفائز في وقت سابق على الألماني ألكسندر زفيريف المصنف ثالثاً 7-6 (2/7)، 3-6، 6-4، و7-6 (3/7)، ومن ثم ضمان وجود أميركي في النهائي للمرة الأولى منذ 18 عاماً في فلاشينغ ميدوز.

وكان تيافو قد بلغ نصف النهائي أيضاً عام 2022، وعلّق على تغلبه على ديميتروف: «لم تكن هذه هي الطريقة التي أردت الفوز بها، حتى لو كنت سعيداً بالوصول إلى نصف النهائي».

وأضاف: «كانت مباراة عالية المستوى للغاية. ستشاهدونني ضد أميركي آخر، سيكون الأمر رائعاً. ستكون أكبر مباراة في مسيرتنا، لقد عرفنا بعضنا منذ أن كنا في الرابعة عشرة من عمرنا».

فرانسيس تيافو (أ.ف.ب)

وكان آندي روديك آخر أميركي يتوج بطلاً في فلاشينغ ميدوز عام 2003، وهو أيضاً آخر لاعب بلغ النهائي عندما خسر أمام السويسري روجيه فيدرر عام 2006. وستكون مواجهة نصف النهائي بين تيافو وفريتز أول مباراة أميركية خالصة في نصف النهائي لفردي الرجال منذ فوز أندري أغاسي على روبي غينيبري عام 2005.

وكسر تيافو إرسال ديميتروف ليتقدم 3-2 في المجموعة الأولى، قبل أن يحافظ على تقدمه ويفوز بها.

وتقدم الأميركي 3-1 في المجموعة الثانية لكن ديميتروف لحق به وفرض جولة فاصلة كانت من نصيبه.

ولم يجد تيافو صعوبة في الفوز بالمجموعة الثالثة، قبل أن يتعرض ديميتروف للإصابة، ويخضع للعلاج لكنه لم يتمكن من إكمال المباراة في المجموعة الرابعة عندما كانت النتيجة تشير إلى تأخره 1-4.

ديميتروف يصافح الأميركي تيافو بعد أن اضطر إلى الانسحاب بسبب إصابة واضحة (أ.ب)

وفي المباراة الثانية، تأهل فريتز إلى الدور نصف النهائي من بطولة كبرى للمرة الأولى في مسيرته بفوزه على زفيريف.

وبخروج زفيريف، يكون الإيطالي يانيك سينر الوحيد المتبقي بين المصنّفين الأربعة الأوائل في المنافسة، بعد الخروج المبكر المفاجئ للصربي نوفاك ديوكوفيتش والإسباني كارلوس ألكاراس.

وقال فريتز، البالغ من العمر 26 عاماً، والذي حقّق 12 إرسالاً ساحقاً في المباراة: «لقد خضت مباريات عدّة في ربع نهائي بطولات غراند سلام عبر السنوات؛ لذا شعرت بأن دوري قد حان للمضي خطوة إضافية».

وتمكن فريتز من حسم المجموعة الأولى بصعوبة، بعد أن تناوب اللاعبان على التقدم قبل أن يحسم الأميركي الجولة الفاصلة لصالحه. ردّ زفيريف بكسر إرسال منافسه في الشوط الثامن من المجموعة الثانية في طريقه لمعادلة النتيجة.

تبادل اللاعبان كسر الإرسال في الثالثة إلى أن خسر زفيريف إرساله في الشوط العاشر، متيحاً لفريتز استعادة زمام المبادرة.

وجاءت المجموعة الرابعة قمة في الإثارة والندية، بعد أن تعادلت النتيجة 6-6، ليحسم فريتز اللقاء بعد فوزه بشوط كسر التعادل 7-3.


مقالات ذات صلة

مدرب إندونيسيا: نعرف قوة «الأخضر»... ونستهدف المركز الثالث

رياضة سعودية الكوري الجنوبي شين تاي يونغ المدير الفني لمنتخب إندونيسيا (واس)

مدرب إندونيسيا: نعرف قوة «الأخضر»... ونستهدف المركز الثالث

قال شين تاي يونغ المدير الفني لمنتخب إندونيسيا إنه يطمح لقيادة المنتخب إلى كأس العالم 2026 لكنه أوضح أن ذلك لن يكون من خلال المركزين الأول والثاني

نواف العقيّل (جدة )
رياضة عالمية تشوان هونغتشان (أ.ف.ب)

الصين تواجه «هوَس» المشجعين «السام» بالرياضيين الأولمبيين

تدفقت الحشود إلى منزل بطلة الغطس الصينية تشوان هونغتشان البالغة من العمر 17 عاماً، بعد فوزها بميداليتين ذهبيتين في أولمبياد باريس، بينما اختبأ لاعب الجمباز جانغ

«الشرق الأوسط» (بكين)
رياضة عالمية ليروي ساني (رويترز)

ساني: أسير في الطريق الصحيح للعودة لبايرن

يعتقد ليروي ساني، جناح فريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، أنه يسير في الطريق الصحيح للعودة بعد معاناته من مشكلات في الفخذ طوال الموسم الماضي وخضوعه لعملية.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية كالوم روبنسون (رويترز)

روبنسون: غريليش لاعب إنجلترا سيتعرض لإساءات من الجماهير الآيرلندية

قال كالوم روبنسون، مهاجم آيرلندا، إن جاك غريليش، الذي مثّل آيرلندا على مستوى الشباب قبل أن يُغير الولاء لمنتخب إنجلترا، سيتعرض لإساءات من الجماهير المحلية.

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)
رياضة عالمية فرنسيس تيافو (أ.ف.ب)

تيافو بعد التأهل لنصف نهائي «فلاشينغ ميدوز»: جهزوا الفشار

توقع فرنسيس تيافو مواجهة ملحمية في الدور قبل النهائي لدورة فلاشينغ ميدوز (أميركا المفتوحة) للتنس أمام تايلور فريتز إذ يتطلع أصدقاء الطفولة بشخصيات متناقضة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الصين تواجه «هوَس» المشجعين «السام» بالرياضيين الأولمبيين

تشوان هونغتشان (أ.ف.ب)
تشوان هونغتشان (أ.ف.ب)
TT

الصين تواجه «هوَس» المشجعين «السام» بالرياضيين الأولمبيين

تشوان هونغتشان (أ.ف.ب)
تشوان هونغتشان (أ.ف.ب)

تدفقت الحشود إلى منزل بطلة الغطس الصينية تشوان هونغتشان البالغة من العمر 17 عاماً، بعد فوزها بميداليتين ذهبيتين في أولمبياد باريس، بينما اختبأ لاعب الجمباز جانغ بوهينغ في مرحاض بمطار بكين هرباً من المعجبين المتحمسين لرؤيته.

هما مجرد مثالين حديثين لما تسميه وسائل الإعلام الحكومية «الهوس السام» من المعجبين، وقد تعهدت السلطات الصينية بالتصدي له.

بعض هذا الإعجاب بنجوم الرياضة في الصين اتخذ طابعاً أكثر خطورة، حيث يتابع المعجبون حياة الرياضيين الشخصية بهوَس، وينخرطون في التنمر الإلكتروني ضد المنافسين أو ينتقدون حكّام المباريات بزعم فسادهم.

يقول الخبراء إن هذا السلوك يعكس نوعاً من التصرفات التي كانت مخصصة في السابق للمشاهير في مجال الترفيه، قبل أن يتحرك الحزب الشيوعي الحاكم للحد من الضجة الهائلة المحيطة بهم.

منذ فوزها بذهبيتين في منافسات الغطس خلال أولمبياد باريس 2024، باتت هونغتشان محور الاهتمام في بلدها، وهي التي فازت بذهبية في أولمبياد طوكيو 2021.

حجم الاهتمام بها كان كبيراً لدرجة أنها تجنبت العودة إلى مسقط رأسها في الريف الجنوبي لمقاطعة غوانغدونغ، حيث تدفق المعجبون إلى هناك.

هذا الأسبوع، بينما كان فريق الصين الأولمبي يزور ماكاو، ظهرت تشوان وهي تبكي بعد أن توافد عدد كبير من المعجبين إلى الفندق الذي كانت فيه.

قال جيان شو، خبير في دراسة المشاهير الصينيين في جامعة ديكين في أستراليا، إن نجوم الرياضة في الصين ظهروا بشكل متزايد في البرامج التلفزيونية والبث المباشر؛ مما جعلهم يتحولون مشاهير.

اعتبر جيان أن هذا الحضور على البرامج هو «تجاري» و«ترفيهي» في الصين.

لكن هناك جانباً آخر من القصة. في حين تم الاحتفاء ببعض الرياضيين بصفتهم أبطالاً وطنيين، تعرّض آخرون لهجوم من قبل المتنمرين عبر الإنترنت.

لاعب الجمباز سو ويدي (24 عاماً) تلقى إساءات عبر الإنترنت بعد أن سقط مرتين أثناء أدائه على العارضة في الأولمبياد.

أحد التعليقات على موقع «ويبو» بـ«إكس» قال: «لقد سحب الفريق بأكمله إلى الأسفل بمفرده»، بينما اتهمه آخرون بالحصول على مكانه في الفريق من خلال «الوساطات» بدلاً من الموهبة.

في المباراة النهائية لكرة الطاولة للسيدات بين منغ تشين وينغشا سون، تلقت الأخيرة دعماً كبيراً في الصالة وعلى الإنترنت، بينما تعرّضت تشين للسخرية والإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي.

أحد المعلّقين على «ويبو» قال لتشين المتوّجة بالذهب: «كانت البلاد كلها تأمل في فوز وينغشا سون بالميدالية الذهبية لفردي السيدات، أين إحساسك بالعدالة؟».

بعد أيام، أعلنت وزارة الأمن العام الصينية اعتقال أحد المشجعين المسيئين عبر الإنترنت.

منذ ذلك الحين، احتُجز أو عوقب ما لا يقل عن خمسة أشخاص لاستهدافهم الرياضيين أو المدربين الصينيين، جزءاً من الجهود المبذولة لمواجهة المشجعين المسيئين والمجموعات الجماهيرية.

بدوره، حلّ السباح بان جانلي (20 عاماً) الذي حطم الرقم القياسي العالمي في سباق 100 متر سباحة حرة في طريقه للفوز بالميدالية الذهبية، دائرة معجبيه الرسمية على «ويبو» بعد أسابيع قليلة من انتصاره.

تشتهر الأندية الجماهيرية عبر الإنترنت بولائها الشديد لرموزها، حيث تروّج وتدافع عن نجومها، وتحاول تعزيز مسيرتهم المهنية وتشويه سمعة منافسيهم.

كانت هذه المجموعات عادة مخصصة لمغني البوب ونجوم السينما، لكن تشكلت أخيراً حول نجوم الرياضة الصينيين الذين بات يُركّز عليهم تجارياً وتسويقياً بشكل أكبر.

وفقاً للخبير جيان، وجّه الكثير من الشباب انتباههم عبر الإنترنت إلى نجوم الرياضة بعد أن بدأت السلطات في تعزيز الرقابة على مجموعات المعجبين بالمشاهير في عام 2021.

كانت السلطات قلقة بشأن تأثير الأندية الجماهيرية على الشباب وبعض السلوكيات المرتبطة بها.

ظن المشجعون أن العالم الرياضي كان «منطقة آمنة نسبياً نظراً لأهمية الرياضة للأمة والمكانة العالية لنجوم الرياضة كونهم نماذج يُحتذى بهم»، وفقاً لما قاله لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

أضاف: «يمكنهم التعبير عن فخرهم الوطني وحبهم للوطن من خلال دعم رموزهم الرياضية الذين يقاتلون من أجل الصين».

لكن يبدو أن السلطات الآن تعتقد أن هذا الأمر قد ذهب أبعد من وسيلة للتعبير عن الفخر الوطني.

أدانت الإدارة العامة للرياضة في الصين الأسبوع الماضي، «ثقافة المعجبين المشوهة»؛ لتسببها في «الإضرار بسمعة صناعة الرياضة».

وحذّر غاو تشي دان، مدير الإدارة العامة للرياضة، الرياضيين من أنه يمكنهم لعب دورهم كونهم نماذج يُحتذى بهم من خلال تبني «نظرة صحيحة للحياة (والتعامل مع الشهرة بشكل عقلاني)».

السيدة تان (41 عاماً) التي لم تُفصح عن اسم عائلتها وتقطن في شانغهاي، أيدت قرار السبّاح جانلي بحل مجموعة معجبيه.

قالت إن النجوم الناجحين، سواء في الرياضة أو في مجالات أخرى، «يجب أن يهتموا بتقدمهم الشخصي أكثر من الاهتمام بما يعتقده الناس من حولهم أو معجبيهم».