تشيلسي فوق صفيح ساخن... والوقت يمضي بسرعة

ماريسكا يقول إن هدف تشيلسي الرئيسي هو التخلص من لاعبين قبل فوات الأوان

الفوز على وولفرهامبتون بسداسية ضمن  الجولة الثانية لا يعني أن الفوضى في تشيلسي انتهت (ب.أ)
الفوز على وولفرهامبتون بسداسية ضمن الجولة الثانية لا يعني أن الفوضى في تشيلسي انتهت (ب.أ)
TT

تشيلسي فوق صفيح ساخن... والوقت يمضي بسرعة

الفوز على وولفرهامبتون بسداسية ضمن  الجولة الثانية لا يعني أن الفوضى في تشيلسي انتهت (ب.أ)
الفوز على وولفرهامبتون بسداسية ضمن الجولة الثانية لا يعني أن الفوضى في تشيلسي انتهت (ب.أ)

لا يتطلب الأمر شخصاً صاحب عقلية مالية فذة لكي يدرك المعضلة الكبيرة التي يواجهها تشيلسي قبل إغلاق فترة الانتقالات الصيفية الحالية بعد أيام قليلة. فرغم فوز تشيلسي على ولفرهامبتون بنتيجة 6 - 2 ضمن منافسات الجولة الثانية بالدوري الإنجليزي، هناك حالة من الإحباط الشديد بين اللاعبين، وكل شيء يتأثر بالمخاوف من إمكانية انتهاك قواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي هذا السياق من الصعب تخيل فرص المدير الفني للبلوز إنزو ماريسكا في بيع رحيم ستيرلينغ؛ نظراً لأن الجناح البالغ من العمر 29 عاماً لا يزال يتبقى في عقده مع النادي ثلاث سنوات ويحصل على 325 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع!

وفي ظل فوضى يعيشها النادي، قال ماريسكا (الثلاثاء) إن هدف فريقه الرئيسي خلال فترة الانتقالات هو التخلص من لاعبين في تشكيلته حتى يتمكن النادي من تحقيق التوازن في الإنفاق. وأنفق تشيلسي الكثير في سوق الانتقالات منذ استحواذ مالكه الأمريكي تود بوهلي على النادي قبل عامين. وأنفق النادي أكثر من 160 مليون جنيه إسترليني (211.50 مليون دولار) على 11 صفقة جديدة هذا الموسم، بينها الجناح بيدرو نيتو، والمهاجم جواو فيلكس، ولاعب الوسط كيرنان ديوسبري - هال والحارس فيليب يورجنسن.

وباع تشيلسي كونور غالاغر إلى أتليتيكو مدريد الإسباني وانضم المدافع إيان ماتسن إلى أستون فيلا، لكن لا يزال لديه أكثر من 40 لاعباً مسجلاً في الفريق الأول معرّضين لخطر الوقوع في مخالفة قواعد الربح والاستدامة. وقال ماريسكا لموقع النادي على الإنترنت: «الهدف هو حل المشكلة الاقتصادية فيما يتعلق ببيع اللاعبين. انطلاقاً من هناك، نحاول بذل قصارى جهدنا ونرى إلى أين سنصل».

وظهرت معاناة تشيلسي في التخلص من لاعبيه في ظل وجود اللاعبين الدوليين الإنجليزيين بن تشيلويل وستيرلينغ ضمن مجموعة مكونة من نحو 15 لاعباً من أصحاب الدخل المرتفع لا يستعين بهم المدرب ولا يتدربون مع الفريق الأول. وأضاف الإيطالي ماريسكا: «بالنسبة لنا، الهدف في هذه اللحظة هو تطوير اللاعبين. لم يطلب مني أحد من النادي التنافس على الدوري الإنجليزي الممتاز أو المنافسة على أحد المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. أود أن أرى فريقي يؤدي بالطريقة التي نريد اللعب بها وننافس في كل مباراة... الشيء الأكثر أهمية هو أن نتحسن من مباراة لأخرى».

وكان ماريسكا، الذي يُعد أحدث مدير فني مُكلف إضفاء النظام التكتيكي على المشروع مترامي الأطراف لتود بوهلي، قد وصف قرار استبعاد ستيرلينغ من حساباته بأنه «قرار فني». لكن في ضوء صيف آخر من الإنفاق الهائل، ناهيك عن التصرفات المشينة المتمثلة في منع اللاعبين غير المرغوب فيهم من استخدام مرافق الفريق الأول، فهناك وجهة نظر ترى أن ما حدث ما ستيرلينغ ما هو إلا محاولة أخرى لخفض التكاليف من خلال إجبار اللاعب على الرحيل.

ستيرلينغ شارك في فترة الاستعداد ووصفه ماريسكا بأنه لاعب مهم (أ.ف.ب)

في الحقيقة، لا يُعد هذا أمراً منطقياً إلى حد كبير. وفي الوقت نفسه، يشعر ستيرلينغ بالحيرة، ويريد من النادي توضيحاً بشأن مستقبله. لقد شارك في فترة الاستعداد للموسم الجديد، ووصفه ماريسكا مؤخراً بأنه «لاعب مهم»، وفي توقيت يدعو إلى السخرية، ظهر ستيرلينغ في صورة ترويجية عندما كشف تشيلسي بفخر عن الراعي الجديد لقميص الفريق مؤخراً! يشعر ستيرلينغ بأنه ليس في المكان المناسب. لقد تم التعاقد معه خلال الصيف الأول للملكية الجديدة للنادي، عندما كان هناك تركيز أكبر على التعاقد مع اللاعبين الموهوبين أصحاب الخبرات الجيدة، لكن هذه الأولوية تغيرت تماماً. ويتطلع تشيلسي، الذي لا يزال واثقاً من التزامه بقواعد الربح والاستدامة، إلى خفض فاتورة أجوره، وهناك تركيز في الوقت الحالي على التعاقد مع لاعبين صغار في السن بموجب عقود طويلة الأمد. في الحقيقة، يمتلك الفريق عناصر رائعة، ومن الممكن تكوين فريق قوي في حال تمكن أي شخص من معرفة كيفية الحفاظ على الاستقرار داخل الملعب وخارجه.

لكن المشكلة الأساسية تكمن في التغييرات المستمرة داخل النادي. فهل سيرحل ستيرلينغ؟ وهل يستطيع أي نادٍ تحمّل راتبه المرتفع؟ لقد استقرت عائلته الصغيرة في لندن، ولا تروق له فكرة الانتقال إلى المملكة العربية السعودية. أشارت تقارير إلى اهتمام نادي يوفنتوس بالتعاقد معه، لكن العديد من الأندية الأوروبية العريقة لا تمتلك الكثير من المال. وقد يتوقف الأمر على ما إذا كان تشيلسي قادراً على إيجاد حل غير تقليدي لمشكلة الأجر المرتفع لستيرلينغ.

ومع ذلك، فإن ستيرلينغ ليس سوى مجرد جزء واحد من المشكلة الكبيرة التي يواجهها ماريسكا. فالمدير الفني الإيطالي يقود فريقاً «متضخماً»، وأوضح (الثلاثاء) أن هدف النادي الرئيسي هو التخلص من لاعبين في تشكيلته؛ حتى يتمكن النادي من تحقيق التوازن في الإنفاق وأنه يجب بيع بعض اللاعبين، خصوصاً أن المساحة في غرفة خلع الملابس محدودة. وتشير مصادر قريبة من النادي إلى أن الوضع فوضوي للغاية. ولا يعد ستيرلينغ هو اللاعب الوحيد الذي يشعر بالارتباك. لقد تم الاستغناء عن غالاغر، الصاعد من أكاديمية الناشئين بالنادي، بعد تألقه تحت قيادة بوكيتينو الموسم الماضي. يُقال إنه ليس جيداً بما يكفي من الناحية الخططية لكي يلعب تحت قيادة ماريسكا، لكن لا ينبغي لنا أن ننسى أن الأموال التي يحصل عليها النادي مقابل بيع اللاعبين الصاعدين من أكاديمية الناشئين تُسجل في الحسابات المالية باعتبارها ربحاً صافياً!

وتتسم البيئة داخل تشيلسي، كما يقول أحد المصادر بالنادي، بأنها متقلبة للغاية. وهناك شعور على نطاق واسع بأن هناك معاملة تفضيلية لبعض اللاعبين؛ وهو الأمر الذي يؤدي إلى إحباط اللاعبين الذين لا يشاركون في التشكيلة الأساسية. كل هذا يبدو قاسياً للغاية. ويتمثل الخطر الحقيقي في أن ينظر اللاعبون إلى الكيفية التي يتم بها التعامل مع زملائهم في الفريق – خصوصاً الصاعدين من أكاديمية الناشئين بالنادي - ويتساءلون عما إذا كان الدور سيأتي عليهم. لا شيء يدوم، بخلاف أن تشيلسي يخلق المشاكل لنفسه!

وقبل كل شيء، لم يكن ستيرلينغ هو من يمنح نفسه 325 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع! من الذي يبرم الصفقات؟ لقد قام المُلاك الحاليون بتمديد عقود بروخا وشالوباه وبن تشيلويل. ويحق لهؤلاء اللاعبين انتظار الفرصة المناسبة للرحيل أو البقاء إذا لم تظهر الفرصة المناسبة، حتى لو كان ذلك يعني أن تشيلسي سيضم الكثير من اللاعبين المحبطين وغرفة ملابس مزدحمة بمجرد إغلاق فترة الانتقالات الحالية!


مقالات ذات صلة

ميكيل ميرينو ينهي إجراءات انتقاله إلى آرسنال

رياضة عالمية ميكيل ميرينو لاعباً جديداً في آرسنال (أ.ب)

ميكيل ميرينو ينهي إجراءات انتقاله إلى آرسنال

أكمل آرسنال التعاقد مع اللاعب ميكيل ميرينو من ريال سوسيداد.

«ذا أثتليك» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو مهاجم برايتون يعاقب ليفربول بهدف الفوز القاتل (رويترز)

10 نقاط جديرة بالدراسة في الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي

تعد أرقام هالاند «المذهلة» بمثابة نذير شؤم في بداية الموسم للفرق التي تنافس مانشستر سيتي على لقب الدوري.

رياضة سعودية إيفان توني (رويترز)

تشيلسي يسابق الأهلي للفوز بصفقة إيفان توني

أبدى نادي تشيلسي اهتمامه بالتعاقد مع مهاجم برينتفورد إيفان توني في الساعات الأخيرة، ولم يكن النادي الوحيد في الدوري الإنجليزي الذي فعل ذلك.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة عالمية أماد ديالو (رويترز)

ديالو مهاجم يونايتد يعود لتشكيلة كوت ديفوار بعد 18 شهراً

عاد أماد ديالو مهاجم مانشستر يونايتد إلى تشكيلة منتخب كوت ديفوار لأول مرة منذ نحو 18 شهراً؛ إذ يبدأ الفريق الدفاع عن لقبه في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا (د.ب.أ)

ماريسكا: هدف تشيلسي الرئيس التخلّص من لاعبين

قال إنزو ماريسكا، مدرّب تشيلسي، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الثلاثاء، إن هدف فريقه الرئيسي خلال فترة الانتقالات التخلّص من بعض اللاعبين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إلغاء مباراة القمة بين فينورد وأياكس بسبب «إضراب الشرطة»

قمة فينورد وأياكس ألغيت بسبب إضراب الشرطة (أ.ف.ب)
قمة فينورد وأياكس ألغيت بسبب إضراب الشرطة (أ.ف.ب)
TT

إلغاء مباراة القمة بين فينورد وأياكس بسبب «إضراب الشرطة»

قمة فينورد وأياكس ألغيت بسبب إضراب الشرطة (أ.ف.ب)
قمة فينورد وأياكس ألغيت بسبب إضراب الشرطة (أ.ف.ب)

ألغيت مباراة القمة بين الغريمين التقليديين فينورد وأياكس، المقررة الأحد، ضمن الدوري الهولندي لكرة القدم بسبب «إضراب الشرطة»، حسب ما أعلن عمدة روتردام أحمد أبو طالب، الثلاثاء.

وجاء القرار بعدما أعلنت نقابات الشرطة، الاثنين، أنها لن تكون حاضرة في تأمين أمن المباراة، التي غالباً ما تكون متشنجة، وكان من المقرر أن تقام على ملعب «دي كويب» التابع لفينورد في روتردام، الأحد.

وقال أبو طالب، في بيان أرسله لوكالة «فرانس برس»: «لا يمكن ضمان سلامة اللاعبين والجمهور بشكل كافٍ دون مشاركة الشرطة».

وأضاف: «اتُّخذ القرار بالتشاور مع مسؤولي السلامة والأمن، وتم إبلاغ الأطراف المعنية».

ولم يتم تحديد أي موعد جديد لمباراة القمة بعد.

ونظّمت نقابات الشرطة الهولندية إضرابات عدّة منذ عدة أشهر احتجاجاً على إلغاء خطة المعاشات التقاعدية المبكرة لعناصر الشرطة العام المقبل.

وأدّت الخصومة التقليدية بين الفريقين الى صدامات عدّة بين مشجعي الناديين في الماضي، ما أدّى الى منع جمهور الفريق الضيف من الحضور في المدرجات.

ولم يكن أمن المشجعين في أعلى المستويات، حتى مع حضور رجال الشرطة، إذ ألغيت مباراة بين الجانبين العام الماضي على ملعب «يوهان كرويف» في أمستردام بسبب قيام بعض مشجعي أياكس برمي مفرقعات على أرض الملعب.

واندلعت أعمال شغب آنذاك بعد المباراة، حيث تم اعتقال 15 شخصاً، وإصابة اثنين من ضباط الشرطة. وعاد فينورد ليفوز بالمباراة التي استكملت بعد أيام 4 - 0.

وفي أبريل (نيسان) 2023، توقفت مباراة ضمن مسابقة الكأس بين الغريمين أيضاً، بعد إصابة لاعب وسط أياكس، دافي كلاسن، في رأسه بولاعة سجائر ألقيت من المدرجات.

وقال فينورد، الثلاثاء، إنه يشعر «بخيبة أمل كبيرة» لعدم إقامة المباراة كما كان مخططاً لها.

وقال النادي، في إشارة إلى إضراب الشرطة: «نحن نتفهم أن الناس يجب أن يدافعوا عن قضيتهم. لكننا نأسف لاستخدام كرة القدم، وليس للمرة الأولى، كأداة لفرض شيء لا علاقة لنا به».

وأضاف فينورد: «نحن نتفهم ونتفق على أن عمدة المدينة لا يرى أنه من المعقول السماح بإقامة المباراة دون وجود الشرطة».

من جهته، أعرب أياكس أيضاً عن أسفه لأن «كرة القدم هي الضحية في هذه الحالة».

وحذّر الاتحاد الهولندي لكرة القدم من أنه «في حالة استمرار هذه الإجراءات التي تقوم بها الشرطة بشكل أسبوعي فإن إقامة المسابقات قد تتعرض للخطر في مرحلة ما، أو على الأقل التأثير على ديمومة الرياضة».