أوناي إيمري يستعد لقيادة أستون فيلا لمزيد من النجاح

النادي تعاقد مع لاعبين في أوائل العشرينات من العمر بهدف تدعيم وتنشيط الفريق

لاعبو أستون فيلا وفرحة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا (غيتي)
لاعبو أستون فيلا وفرحة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا (غيتي)
TT

أوناي إيمري يستعد لقيادة أستون فيلا لمزيد من النجاح

لاعبو أستون فيلا وفرحة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا (غيتي)
لاعبو أستون فيلا وفرحة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا (غيتي)

هناك استراتيجية واضحة في الصفقات التي أبرمها أستون فيلا مؤخرا. كان معدل أعمار التشكيلة الأساسية لأستون فيلا الموسم الماضي هو خامس أكبر معدل بين جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز العشرين، ونجح الفريق في تحقيق أفضل مركز له في المسابقة منذ 28 عاماً، كما تأهل إلى دوري أبطال أوروبا لأول مرة. لكن المدير الفني للفريق، أوناي إيمري، ورئيس عمليات كرة القدم مونشي يعملان بقوة على تدعيم صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الحالية - ومن الواضح أن النادي لا يتعاقد تقريبا إلا مع لاعبين في أوائل العشرينات من العمر.

تعاقد أستون فيلا مع أمادو أونانا (22 عاما)، وإيان ماتسن (22 عاما)، وكاميرون آرتشر (22 عاما)، وجادن فيلوغين (22 عاما)، وصامويل إيلينغ جونيور (20 عاما)، ولويس دوبين (21 عاما)، وإنزو بارينيشيا (23 عاما)، وكان الاستثناء الوحيد لذلك هو روس باركلي البالغ من العمر 30 عاماً. وهناك أيضاً احتمال لانضمام كوستا نيديلكوفيتش - البالغ من العمر 18 عاماً والذي تم التعاقد معه في يناير (كانون الثاني) الماضي قبل العودة إلى ريد ستار بلغراد على سبيل الإعارة لبقية الموسم - إلى قائمة الفريق الأول هذا الموسم.

وبالنظر إلى اللاعبين الذين تعاقد معهم أستون فيلا في فترة الانتقالات الشتوية الماضية - مورغان روجرز (22 عاما)، ولينو سوزا (19 عاما)، وحارس المرمى البديل جو غوتشي (24 عاما) - فمن الواضح أن العمل يجري على قدم وساق لتقليل معدل أعمار لاعبي الفريق. كان متوسط أعمار لاعبي أستون فيلا الموسم الماضي 27 عاماً و149 يوماً. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن أربعة أندية فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي كان لديها معدل أعمار أكبر من أستون فيلا، لكن لم تكن هناك مشكلة في ذلك في حد ذاته - كانت تشكيلة مانشستر سيتي في المتوسط أصغر من تشكيلة أستون فيلا بـ 113 يوماً فقط، ومع ذلك فاز الفريق بلقب الدوري للمرة الرابعة على التوالي - لكن أستون فيلا يتطلع الآن إلى المستقبل.

جون ماكجين قائد أستون فيلا في مواجهة ودية أمام أتلتيك بيلباو (رويترز)

وهناك لاعبان مهمان في الفريق الأول، هما لوكاس ديني ودييغو كارلوس، في الثلاثين من عمرهما، وسيبلغ جون ماكجين الثلاثين أيضا في أكتوبر (تشرين الأول) القادم. لقد كان معظم لاعبي أستون فيلا الأساسيين الموسم الماضي في قمة عطائهم الكروي، وهو أمر جيد الآن وفي المستقبل القريب، لكنه ليس مثالياً على المدى الطويل. وأعطى إيمري 658 دقيقة فقط من مباريات الدوري للاعبين تقل أعمارهم عن 21 عاماً، وذهبت كل هذه الدقائق باستثناء 38 دقيقة فقط لتيم إيروغبونام، الذي انتقل الآن إلى إيفرتون، وجون دوران، الذي يبدو أنه يبذل قصارى جهده لإجبار النادي على بيعه.

من الواضح أن أستون فيلا يعطي الأولوية للتعاقد مع اللاعبين الشباب في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، لكنه في نفس الوقت يريد أيضاً لاعبين يمكنهم اللعب مع الفريق الأول على الفور. وفي حالة أونانا (50 مليون جنيه إسترليني) وماتسن (37.5 مليون جنيه إسترليني)، كان هذا يعني دفع أموال طائلة. يضيف أونانا إلى خط وسط الفريق ميزة القدرة على استخلاص الكرة، حيث بلغ متوسط استخلاصه للكرات عن طريق التاكلينغ 3.1 مرة لكل 90 دقيقة خلال الموسم الماضي - ليأتي في المرتبة السادسة بين لاعبي خط الوسط الذين لعبوا 2000 دقيقة على الأقل في الدوري الإنجليزي الممتاز - بالإضافة إلى القوة في الصراعات الهوائية، والكثير من المهارات الفنية الكبيرة.

ولم يتمكّن أونانا من إثبات إمكاناته مع إيفرتون منذ انضمامه إليه قبل عامين قادماً من ليل الفرنسي. من الناحية النظرية، كان أونانا يبدو مناسبا تماما لإيفرتون تحت قيادة المدير الفني شون دايك، فهو لاعب خط وسط قوي للغاية من الناحية البدنية ويقدم أفضل مستوياته عندما يلعب محور ارتكاز. لكن من الناحية العملية، يتمتع المدافع البلجيكي، البالغ من العمر 22 عاماً، بالقدرة على الاحتفاظ بالكرة والتمرير الدقيق، وهو ما يجعله مناسباً بشكل أفضل لأي مدير فني يقدم كرة قدم هجومية.

وشارك لاعب الوسط مع منتخب بلاده في كأس أوروبا 2024 التي استضافتها ألمانيا، حيث وصل رفقة «الشياطين الحمر» إلى دور الستة عشر قبل الخسارة أمام فرنسا 0-1. وخاض أونانا 17 مباراة مع بلجيكا، كما شارك في 72 مباراةً بقميص إيفرتون ضمن مختلف المسابقات، مسجّلاً أربعة أهداف. ولد أونانا في دكار بالسنغال، وبدأ مسيرته المهنية في نادي هامبورغ الألماني قبل أن ينتقل إلى ليل في الدوري الفرنسي عام 2021.

أمادو أونانا (وسط) يحاول هز شباك كلوب أميركا في مباراة ودية (أ.ف.ب)

ويعتبر ماتسن أفضل من ديني في مركز الظهير الأيسر بمتطلبات كرة القدم الحديثة، ويفضل الاعتماد على التمريرات القصيرة المتقنة بدلا من الانطلاق بسرعة ذهابا وعودة بجوار خط التماس وإرسال الكرات إلى منطقة الجزاء، لذلك فهو يُعد بديلاً مناسباً في هذه الجبهة. ووصل معدل نجاح تمريرات ماتسن الناجحة إلى 89.4 في المائة في الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي أثناء إعارته من تشيلسي إلى بوروسيا دورتموند، بينما أرسل 1.7 كرة عرضية من اللعب المفتوح لكل 90 دقيقة. وعلى سبيل المقارنة، أكمل ديني 81.4 في المائة فقط من تمريراته في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه أرسل 4.6 كرة عرضية من اللعب المفتوح كل 90 دقيقة.

وفي مراكز أخرى، أبرم أستون فيلا صفقات أخرى بمقابل مادي أقل للتعاقد مع لاعبين سيكونون خيارات احتياطية في البداية، على أمل أن ينجحوا في الدخول في التشكيلة الأساسية بعد ذلك. لقد أثار قرار إعادة التعاقد مع آرتشر من شيفيلد يونايتد، وفيلوغين من هال سيتي، علامات الدهشة والتعجب لدى البعض، لكن هذين اللاعبين خرجا فعلياً على سبيل الإعارة لمدة عام وعادا الآن إلى النادي بعدما اكتسبا خبرة اللعب لعام واحد مع الفريق الأول - حتى لو كانت تكلفة إعادة فيلوغين أكثر بكثير من المبلغ الذي حصل عليه النادي مقابل بيعه.

وكواحدة من العلامات المضيئة القليلة في شيفيلد يونايتد الموسم الماضي، أثبت آرتشر أنه قادر تماما على اللعب على هذا المستوى، كما أظهر فيلوغين إمكاناته الهجومية الكبيرة مع هال سيتي. لقد تصدر فيلوغين قائمة لاعبي دوري الدرجة الأولى في موسم 2023-2024 من حيث عدد التسديدات على المرمى ومن حيث خلق الفرص بعد التقدم بالكرة، حيث فعل ذلك بمعدل 2.7 مرة لكل 90 دقيقة، كما كان الهداف الأول لهال سيتي برصيد 12 هدفاً، وأفضل صانع أهداف للفريق برصيد ست تمريرات حاسمة.

ويُعد إيلينغ جونيور ودوبين من اللاعبين الواعدين المثيرين للاهتمام حقا، ويحتاجان إلى اللعب لبعض الوقت على مستوى الفريق الأول لأستون فيلا لكي يظهرا القدرات والإمكانات الهائلة التي يمتلكانها. لقد لعب إيلينغ جونيور 24 مباراة مع يوفنتوس في الدوري الإيطالي الممتاز الموسم الماضي، ولعب 801 دقيقة مع يوفنتوس الذي يعد أحد عمالقة كرة القدم الأوروبية، لذا فمن المتوقع أن يظهر بانتظام مع أستون فيلا خلال الفترة المقبلة. كما لعب لمدة 90 دقيقة في نهائي كأس إيطاليا، لذلك فلديه خبرة لا تقدر بثمن فيما يتعلق بالفوز بالبطولات الكبرى.

كان من المتوقع أن يشارك دوبين في التشكيلة الأساسية الموسم الماضي بعدما قضى عاما على سبيل الإعارة مع ديربي كاونتي وكان يشارك معه بانتظام في دوري الدرجة الأولى، لكنه وجد صعوبة في ترك بصمة مع إيفرتون، ولم يلعب معه سوى 286 دقيقة فقط. والآن، يأمل أن يؤدي انتقاله إلى أستون فيلا إلى إحياء مسيرته الكروية مرة أخرى. يلعب دوبين وإيلينغ جونيور - وكذلك فيلوغين - على الأطراف، لذا ستكون هناك منافسة شرسة للغاية على حجز مكان في التشكيلة الأساسية لأستون فيلا فيما يتعلق بمركز الجناح.

ويُعد موقف بارينيشيا هو الأكثر غموضاً، لكن بعدما أمضى الموسم الماضي يلعب مع فروزينوني في الدوري الإيطالي الممتاز على سبيل الإعارة من يوفنتوس - حيث شارك في التشكيلة الأساسية 32 مرة من أصل 38 مباراة للفريق في الدوري، وشارك بديلا في أربع من المباريات الست المتبقية - فإن هذا يعني أنه يمتلك الآن خبرة اللعب في الدوري الممتاز لمدة عام. يعتبر بارينيشيا لاعب خط وسط متمكنا للغاية ويستحوذ على الكرة بأريحية كبيرة، ويحب أن يفرض أسلوب لعبه داخل الملعب، لكنه نادرا ما يقترب من مرمى الخصم. كما يضيف القوة والصلابة لخط الوسط لكنه حصل على 10 بطاقات صفراء في الدوري الموسم الماضي.

إيمري قاد أستون فيلا إلى نجاح غير متوقع (أ.ف.ب)

يؤدي كل هذا إلى ضخ دماء جديدة في صفوف أستون فيلا، من خلال ضم عدد من اللاعبين المتحمسين لإثبات أنفسهم وتقديم مستويات جيدة على مدار سنوات قادمة. يرى البعض أنه كان يتعين على إيمري أن ينظر إلى اللاعبين الصاعدين من أكاديمية الناشئين بالنادي بدلا من شراء لاعبين صغار في السن، لكن في ظل المنافسات القوية ومشاركة النادي في دوري أبطال أوروبا، ربما لم يكن المدير الفني الإسباني يرغب في المغامرة بشكل كبير.

وتتمثل إحدى طرق تقليل هذه المغامرة في التعاقد مع لاعبين من أصحاب الخبرات. وبعد التعاقد بالفعل مع روس باركلي، تشير تقارير إلى اهتمام أستون فيلا بالتعاقد مع جواو فيليكس ورافينيا وكالفين فيليبس، والذين يمكنهم جميعا مساعدة الفريق من خلال الخبرات الهائلة التي يمتلكونها في اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. إنها فترة مثيرة للغاية في «فيلا بارك»، وإذا نجحت خطة النادي في الانتقالات الصيفية الحالية، فقد تظل الأمور على هذا النحو لفترة من الوقت.

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

وست هام يضم مدافع مانشستر يونايتد وان بيساكا

رياضة عالمية آرون وان بيساكا (أ.ف.ب)

وست هام يضم مدافع مانشستر يونايتد وان بيساكا

أعلن وست هام يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الثلاثاء، تعاقده مع الظهير الأيمن آرون وان بيساكا قادماً من مانشستر يونايتد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أوغو بوينو (رويترز)

بوينو مدافع وولفرهامبتون ينضم إلى فينوورد على سبيل الإعارة

قال نادي وولفرهامبتون واندرارز المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم الثلاثاء إن مدافعه أوغو بوينو انضم إلى نادي فينوورد الهولندي لمدة موسم واحد.

«الشرق الأوسط» (فرهامبتون )
رياضة عالمية كأس «البريميرليغ» حلم كثير من الأندية الإنجليزية (رويترز)

ماذا تَغيَّر في «البريميرليغ» قبل انطلاقته الجمعة؟

تترقب أنظار العالم انطلاقة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم؛ حيث سيبدأ يوم الجمعة، وسط اختلافات كثيرة حدثت خلال فترة التحضيرات للموسم الجديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا يتطلع لمواصلة المجد مع كتيبته الاستثنائية (أ.ب)

ثنائية غوارديولا ومان سيتي... هل ما زال للمجد بقية؟

تبدو هيمنة مانشستر سيتي على الدوري الإنجليزي الممتاز لم يسبق لها مثيل في تاريخ دوري الدرجة الأولى بإنجلترا على مدار 136 عاماً.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية هالاند يحمل كأس البريمرليغ الموسم الماضي (د.ب.أ)

السيتي يسيطر على قائمة المرشحين لأفضل لاعب بالبريمرليغ في 2024

سيطر مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز على القائمة المختصرة للمرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في 2024 بوجود ثلاثة من لاعبيه هم هالاند ورودري وفودن.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

البريطانية روتر للاتحاد الدولي للرماية: حرموني من الذهبية في أولمبياد باريس

آمبر روتر تحتضن ابنها خلال وصولها إلى لندن بعد مشاركتها في أولمبياد باريس 2024 (د.ب.أ)
آمبر روتر تحتضن ابنها خلال وصولها إلى لندن بعد مشاركتها في أولمبياد باريس 2024 (د.ب.أ)
TT

البريطانية روتر للاتحاد الدولي للرماية: حرموني من الذهبية في أولمبياد باريس

آمبر روتر تحتضن ابنها خلال وصولها إلى لندن بعد مشاركتها في أولمبياد باريس 2024 (د.ب.أ)
آمبر روتر تحتضن ابنها خلال وصولها إلى لندن بعد مشاركتها في أولمبياد باريس 2024 (د.ب.أ)

قالت آمبر روتر إنها تستحق اعتذاراً من الاتحاد الدولي للرماية بعد حرمانها من الفوز بميدالية ذهبية في أولمبياد باريس.

ووفقاً لوكالة «رويترز»، اضطرت البريطانية روتر للاكتفاء بالميدالية الفضية في نهائيات رماية سكيت (الأطباق الطائرة) للسيدات في 4 أغسطس (آب)، بعد تسجيل خطأ ضدها، بينما أظهرت الإعادة التلفزيونية أنها أصابت الهدف.

واحتجت روتر ومدربها على القرار في حينها، وجددت، الثلاثاء، مطالبتها بالعدالة، إما بتحسين مستوى الحكام أو اللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد الموجودة في المسابقات الأخرى التي يرعاها الاتحاد الدولي للرماية.

وقالت روتر، عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي: «أشعر بأنني مدينة ليس فقط لنفسي، ولكن لمجتمع الرماية بأكمله، بتسليط الضوء على هذا الموضوع ومعالجته».

وأضافت: «يستحق كل لاعب، خصوصاً في الأولمبياد، أن تقام المنافسات في أجواء عادلة، سواء بحكام يتمتعون بالخبرة والكفاءة أو التقنيات الجديدة مثل حكم الفيديو المساعد».

وواصلت بطلة الرماية البريطانية: «لا أتصور ولا أبحث عن عمل كبير يتحقق في هذا الموضوع خلال المرحلة الحالية».

واستدركت روتر: «ولكن لا بد من تحمل بعض المسؤولية للاعتراف بالقرار الخاطئ والاعتذار عنه، والذي كلفني في النهاية فرصة الفوز بذهبية أولمبية».

وختمت رسالتها: «الآن حان الوقت لأكون أماً وزوجة مجدداً، وأستمتع بالحياة مع ميداليتي الفضية».