تيلا لاعب باير ليفركوزن: أنظر إلى صورة ميداليتي كل يوم

المهاجم النيجيري يتحدّث عن رحلته غير الموفّقة في إنجلترا إلى بطل للدوري الألماني

تيلا تألق بقوة وقاد باير ليفركوزن للفوز بلقب «البوندسليغا» (غيتي)
تيلا تألق بقوة وقاد باير ليفركوزن للفوز بلقب «البوندسليغا» (غيتي)
TT

تيلا لاعب باير ليفركوزن: أنظر إلى صورة ميداليتي كل يوم

تيلا تألق بقوة وقاد باير ليفركوزن للفوز بلقب «البوندسليغا» (غيتي)
تيلا تألق بقوة وقاد باير ليفركوزن للفوز بلقب «البوندسليغا» (غيتي)

عندما انتهت فترة إعارة ناثان تيلا مع بيرنلي في مايو (أيار) 2023 لم يكن يتوقع قط ما سيحدث بعد ذلك. فبعد تسجيله 17 هدفاً وقيادته بيرنلي للصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد الحصول على أكثر من 100 نقطة، كان المهاجم النيجيري يتوقع أن يعود إلى ناديه الأصلي، ساوثهامبتون، الذي كان قد هبط للتو، أو أن يعود إلى بيرنلي ليلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. يقول تيلا عندما سُئل عن موقفه الصيف الماضي: «حسناً، بالتأكيد لم أكن أتوقع على الإطلاق أن ألعب خارج إنجلترا، وهذه هي النقطة الأساسية. لكن باير ليفركوزن تقدّم بعرض لضمي مع اقتراب فترة الانتقالات من نهايتها. أتذكر أنني سألت والدي عندما حدث ذلك عن رأيه، وعما إذا كان يجب عليّ الموافقة على هذا العرض أم لا، فأخبرني بأن هذه ربما تكون الخطوة التالية المثالية في مسيرتي الكروية. لديّ علاقة جيدة جداً مع والدي، فهو بمثابة وكيل أعمالي الثاني».

لقد ثبت أن هاري تيلا كان محقاً تماماً في وجهة نظره؛ إذ تألّق نجله بشدة وقاد باير ليفركوزن للفوز بلقب «البوندسليغا». سجل تيلا خمسة أهداف في موسم استثنائي أصبح فيه باير ليفركوزن، بقيادة المدير الفني الإسباني الشاب تشابي ألونسو، أول فريق يفوز بلقب الدوري الألماني الممتاز دون خسارة. لم يكتفِ باير ليفركوزن بذلك، وإنما فاز بلقب كأس ألمانيا، بعد أيام قليلة من تعرّضه لأول خسارة في 51 مباراة ضد أتالانتا في نهائي «الدوري الأوروبي». يقول تيلا: «كان من الصعب علينا جميعاً التعرّض لشيء مثل هذا في المباراة النهائية، لكنني أعتقد أننا بصفتنا فريقاً واحداً، شعرنا بأن الطريقة المثلى لتعويض الخسارة في هذا النهائي هي الفوز بنهائي آخر. لذلك، كان لدينا جميعاً هذا الدافع الداخلي بأننا لا نريد أن نخسر بطولتين في أسبوع واحد».

حمل تيلا، البالغ من العمر 25 عاماً، ميدالية الفوز بالدوري الألماني الممتاز إلى منزله في ستيفيناغ، ويقول عن ذلك: «لم أرغب في إعادتها إلى ألمانيا... أشعر وكأنني أتباهى بها. لكن لديّ صورة وأنا أرتديها على هاتفي، وأنظر إليها كل يوم. لديّ صورة أخرى وأنا أرتدي الميداليتين حول رقبتي، وصورة أخرى مع عائلتي بأكملها ودرع الدوري الألماني».

قضى تيلا 10 سنوات في أكاديمية آرسنال للناشئين قبل أن يستغني عنه النادي، لينضم بعد ذلك إلى ساوثهامبتون، وكان يلعب في فريق الشباب نفسه إلى جانب إيدي نكيتياه وريس نيلسون. ويشعر تيلا بالامتنان للمديرين الفنيين الذين قدموا له كل الدعم اللازم بعدما علم بقرار النادي بالاستغناء عنه. ويقول: «قالوا إنه كان قراراً صعباً، لكنهم أخبروني بأن هذا قد يكون أفضل شيء بالنسبة إليّ، لأنني حتى لو بقيت فإنه لن يكون بإمكانهم منحي كثيراً من الوقت للعب، وبالتالي كنت سأشعر بالإحباط في نهاية المطاف. لقد كانوا دائماً صادقين معي، وعندما كنت أذهب إلى إجراء اختبار في مكان آخر، كانوا دائماً ما يتواصلون معي ويسألونني عما فعلت، وعما إذا كنت أحتاج إلى أي شيء. لم أشعر قط أنهم قد تخلوا عني بمجرد رحيلي عن النادي».

ويضيف: «عندما كنت أصغر سناً، كنت أعاني فقدان الثقة بالنفس، لكنني تخلصت من ذلك تماماً مع تقدمي في السن. لا يزال بعض المدربين يتذكرونني مثل طفل خجول جاء إلى آرسنال ولم يكن يتحدث كثيراً مع أي شخص حتى أصبح الآن بطلاً للدوري الألماني الممتاز وكأس ألمانيا». لا يوجد أدنى شك لدى تيلا في أن التعلم من ألونسو -الذي كان محط اهتمام عديد من كبار الأندية الأوروبية؛ لكنه قرر البقاء في ليفركوزن- ساعده على تغيير الطريقة التي يفكر بها الآن في اللعبة. يقول المهاجم النيجيري: «كان يؤكد لي دائماً أنه لم يكن ليحضرني إلى هذا النادي إذا لم يكن متأكداً تماماً من قدرتي على تقديم الإضافة اللازمة إلى الفريق. وحتى عندما أشاهد مباريات أخرى، أتخيّل نفسي ألعب ضد الخصم، وأحاول اكتشاف نقاط قوته من أجل إبطال مفعولها».

ويضيف: «حتى خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، كنت أحاول التفكير في الكيفية التي يمكننا أن نلعب بها ضد فرق معينة. أعتقد أنه قد ساعدني كثيراً فيما يتعلّق بتعاملي بذكاء مع المباريات. وبالنظر إلى النجاح الكبير الذي حققناه العام الماضي، فمن المفهوم تماماً أن يصبح ألونسو محط اهتمام الجميع. إنه مدير فني شاب ومذهل، ولا توجد أي حدود لطموحاته».

لعب تيلا أول مباراة دولية مع منتخب نيجيريا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهو ما كان بمثابة مكافأة أخرى لصبر تيلا وشجاعته في البحث عن تحدٍ جديد في الخارج، رغم أنه يعترف بأن الانتقال للعيش في ألمانيا لم يكن سهلاً. ويقول عن ذلك: «في البداية، كنت تقريباً مثل الطفل الصغير، فقد كان الجميع يفعلون كل شيء من أجلي، ويخبرونني إلى أين يجب أن أذهب، ويتحدثون نيابة عني؛ لأنني لا أستطيع التحدث باللغة الألمانية. لكن مستواي في اللغة الألماني تحسّن، وأصبحت يوماً بعد يوم قادراً على أن أقول مزيداً من الأشياء وأفهم مزيداً من الأمور بالألمانية».

ويختتم النجم النيجيري حديثه قائلاً: «الشيء الرائع في هذا النادي هو أن لدينا فريقاً متنوعاً للغاية، فلدينا لاعبون يتحدّثون الإسبانية، ولاعبون يتحدّثون الألمانية، ولاعبون يتحدّثون الإنجليزية، لكننا جميعاً نتواصل مع بعضنا بصورة فعّالة. لدينا لاعبون من جنسيات مختلفة في غرفة خلع الملابس، لكن لدينا جميعاً علاقة قوية مع بعضنا».

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

«البوندسليغا»: ليفركوزن ودورتموند يستعيدان ذاكرة الانتصارات

رياضة عالمية ليفركوزن اكتسح ضيفه هايدنهايم بخماسية (أ.ف.ب)

«البوندسليغا»: ليفركوزن ودورتموند يستعيدان ذاكرة الانتصارات

استعاد فريقا باير ليفركوزن، حامل اللقب، وبوروسيا دورتموند نغمة الانتصارات في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (البوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية الإنجليزي هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ الألماني (د.ب.أ)

كين: سأواجه الانتقادات «في أرض الملعب»

ردّ الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، على الانتقادات الموجَّهة إليه، قائلاً إنه سيتحدَّث «في أرض الملعب».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
ليون غوريتسكا (يمين) شارك أساسياً بعد غياب (أ.ب)

كومباني: غوريتسكا نموذج للاعبي بايرن

يرى فينسنت كومباني، المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ، أن ليون غوريتسكا قدوة لكل اللاعبين الذين لا يوجدون ضمن الخيارات الأساسية للفريق.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية كين محتفلا بأحد أهدافه في المباراة (أ.ف.ب)

هاتريك كين يقود بايرن للفوز على أوجسبورج في الدوري الألماني

أحرز هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ ثلاثية منها هدفان في الوقت بدل الضائع للمباراة ليمنح متصدر دوري الألماني الفوز 3- صفر على ضيفه أوجسبورج.

«الشرق الأوسط» (برلين )
رياضة عالمية النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس مهاجم باير ليفركوزن (أ.ف.ب)

ليفركوزن يخسر بونيفاس «مباريات عدة»

خسر باير ليفركوزن بطل ألمانيا جهود مهاجمه النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس «مباريات عدة» بعد عودته من النافذة الدولية الأخيرة مصاباً.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)

جماهير الميلان تطلق صيحات الاستهجان ضد لاعبيها

جماهير الميلان أطلقت صيحات الاستهجان على لاعبيها (أ.ف.ب)
جماهير الميلان أطلقت صيحات الاستهجان على لاعبيها (أ.ف.ب)
TT

جماهير الميلان تطلق صيحات الاستهجان ضد لاعبيها

جماهير الميلان أطلقت صيحات الاستهجان على لاعبيها (أ.ف.ب)
جماهير الميلان أطلقت صيحات الاستهجان على لاعبيها (أ.ف.ب)

أبدى باولو فونسيكا مدرب ميلان تعاطفا مع الجماهير التي أطلقت صيحات الاستهجان ضد لاعبيه بعد مباراة باهتة انتهت بالتعادل السلبي مع يوفنتوس السبت في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وحث فريقه على التحلي بمزيد من الجرأة الهجومية في المستقبل.

وتعادل ميلان مع يوفنتوس في مباراة بدت مملة على ملعب سان سيرو، واستقبل المشجعون صفارة النهاية بصيحات استهجان إذ لم يقدم أي من الفريقين الفرص الكافية للتسجيل وانتزاع النقاط الثلاث.

وقال فونسيكا لمنصة دازون: عندما لا تفوز، وبعد مباراة مثل هذه، ربما لو كنت مشجعا لفعلت الشيء نفسه. أنا لا أدافع وأتفهم الجماهير تماما.

وكانت الفرصة الحقيقية الوحيدة لميلان في الشوط الأول من نصيب إيمرسون رويال الذي تلقى الكرة من ركلة ركنية ووجهها بضربة رأس لكنها مرت بجوار القائم.

وجاءت التسديدة الوحيدة لميلان في حدود إطار مرمى المنافس في الوقت بدل الضائع للشوط الثاني، عندما وجه تيو هرنانديز كرة بضربة رأس لكنها كانت ضعيفة وأمسك بها حارس يوفنتوس بسهولة.

وقال فونسيكا: كانت مباراة تكتيكية للغاية. كان الفريق يحترم يوفنتوس كثيرا، وكان يوفنتوس يحترمنا كثيرا. نعلم أن يوفنتوس يدافع بشكل جيد للغاية، وليس من السهل الحصول على فرص أمامهم، ولم نستغل تلك التي أتيحت لنا للهجوم بشكل جيد. كان بإمكاننا أن نقدم أكثر من ذلك في الجانب الهجومي، لقد ارتكبنا خطأ فيما يتعلق بالتمريرة الأخيرة ولم نخاطر أبدا. الأمر ليس سهلا أمام يوفنتوس، ولكن عندما تتاح لنا الفرصة، يتعين علينا أن نؤدي بشكل أفضل في اللمسات الأخيرة.

"دائما ما يرغب الفريق في اللعب بأمان، ولكن إذا أردنا التسجيل، يتعين علينا المخاطرة أكثر".

ولدى سؤاله حول ما إذا كان وجود ميلان في المركز السابع برصيد 19 نقطة لا يزال يشكل فرصة للفريق للمنافسة على اللقب هذا الموسم، رد فونسيكا بالإيجاب.

وقال المدرب "الأمر صعب في نظر آخرين ولكنني مازلت أؤمن بذلك. لا يزال هناك العديد من المباريات وقد تخسر الفرق الأخرى نقاطا".