الأولمبية الدولية لاتحاد الملاكمة: اختباراتكم حول الأهلية الجنسية تفتقد للمصداقية

توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية (أ.ف.ب)
توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية (أ.ف.ب)
TT

الأولمبية الدولية لاتحاد الملاكمة: اختباراتكم حول الأهلية الجنسية تفتقد للمصداقية

توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية (أ.ف.ب)
توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية (أ.ف.ب)

قالت اللجنة الأولمبية الدولية، الأحد، إن اختبارات تحديد الجنس التي أجراها الاتحاد الدولي للملاكمة لملاكمتين اثنتين خلال بطولة العالم في العام الماضي، التي أدت لاستبعادهما، غير مشروعة وتفتقد المصداقية.

وتم السماح للملاكمتين؛ الجزائرية إيمان خليف، والتايوانية لين يو تينغ، بطلة العالم مرتين، بالمشاركة في أولمبياد باريس 2024، رغم استبعادهما خلال بطولة العالم 2023، بعد أن أعلن الاتحاد الدولي فشلهما في اجتياز اختبارات الأهلية الخاصة بتحديد الجنس.

وقالت اللجنة الأولمبية الدولية إن عملية الاختبار في تلك البطولة، التي جاءت قرب نهاية المنافسات، بعد أن خاضت الملاكمتان بالفعل عدة نزالات، كانت تعسفية تماماً.

وقال مارك آدامز، المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية، في مؤتمر صحافي: «تلك الاختبارات ليست اختبارات مشروعة. الاختبارات نفسها وعملية الاختبار، وطبيعة الهدف من الاختبارات، ليست مشروعة». وأضاف: «الاختبار وطريقة الاختبار وفكرة الاختبار الذي أجري بين عشية وضحاها. لا شيء من ذلك مشروع أو يستحق أي ردّ».

وكانت اللجنة الأولمبية الدولية قد جردت الاتحاد الدولي من أهليته كهيئة عالمية للعبة، بسبب قضايا تتعلق بالحوكمة والتمويل، وقد تولت إدارة منافسات الملاكمة في أولمبياد باريس، وطبّقت معايير الأهلية التي تم تطبيقها في نسختي 2016 و2021 من الأولمبياد.

وتزايد الجدل حول مشاركة إيمان ولين في الأولمبياد، بعد أن تغلبت الملاكمة الجزائرية في دور 16 على الإيطالية أنجيلا كاريني، التي انسحبت بعد 46 ثانية فقط من بداية النزال يوم الخميس الماضي، بعد تلقي عدة لكمات قوية.

وأعلن الاتحاد الدولي للملاكمة، الجمعة الماضي، أنه سيمنح كاريني مكافأة مالية قدرها 50 ألف دولار، وهو ما زاد من حدة الخلاف القائم مع اللجنة الأولمبية الدولية.

وضمنت كل من إيان ولين الفوز بميدالية أولمبية، بعد أن حسمت كل منهما التأهل للدور قبل النهائي في الوزن الذي تتنافس به.

وكتب رئيس تايوان، لاي تشينغ - ته، عبر صفحته على «فيسبوك»، بعد فوز لين اليوم (الأحد) في دور الثمانية بمنافسات وزن الريشة للسيدات «يو تينغ عظيمة».

وأضاف الرئيس: «خلال الأيام الأخيرة، شعر شعب تايوان بالغضب بسبب الإساءة التي وجّهت إليها. لكن يو تينغ لم تشعر بالخوف، وواجهت التحدي، مستغلة قوتها في دحض الشائعات. دعونا نمضي قدماً في تشجيعها».

وقال توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، إن موقف الاتحاد الدولي للملاكمة كان جزءاً مما وصفه بحملة تشهير. ونشر عمر كريمليف، رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة، وهو رجل أعمال روسي، مراراً وتكراراً تعليقات تحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي ضد كل من باخ واللجنة الأولمبية الدولية، بسبب قرار السماح للملاكمتين بالمشاركة في أولمبياد باريس.


مقالات ذات صلة

القطري سامبا: أريد الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة

رياضة عربية عبد الرحمن سامبا (رويترز)

القطري سامبا: أريد الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة

أكد العداء القطري عبد الرحمن سامبا أنه حقق هدفه المتمثل في التأهل إلى نصف نهائي سباق 400 متر حواجز رجال ضمن منافسات ألعاب القوى في أولمبياد باريس 2024.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية تشافي سيمونز (أ.ف.ب)

الهولندي سيمونز يستمر مع لايبزيغ موسماً إضافياً

سيستمر لاعب الوسط الهجومي الهولندي تشافي سيمونز مع لايبزيغ بالإعارة من ناديه باريس سان جيرمان الفرنسي لموسمٍ جديدٍ واحدٍ دون خيار الشراء

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية كارستن فارهولم (أ.ب)

«أولمبياد باريس»: بداية قوية للبطل فارهولم في الـ400 م حواجز

تقدم حامل اللقب النرويجي كارستن فارهولم في تصفيات سباق 400 متر حواجز في أولمبياد باريس الاثنين ليقترب من مواجهة منافسيْه الرئيسيين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية «أولمبياد باريس-سباحة»: الصين تتحدى تهم التنشط بإحراز 12 ميدالية

«أولمبياد باريس-سباحة»: الصين تتحدى تهم التنشط بإحراز 12 ميدالية

ردت الصين على تهم تنشط سباحيها من خلال الفوز بـ12 ميدالية في أحواض أولمبياد باريس 2024، وذلك بقيادة جانلي بان ويوفي جانغ التي كانت «قلقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ياروسلافا ماهوتشيخ (أ.ف.ب)

ماهوتشيخ تُهدي ذهبيتها الأولمبية للرياضيين الذين قُتلوا في الحرب الروسية

أهدت الأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيخ الميدالية الذهبية التي أحرزتها الأحد بمسابقة الوثب العالي ضمن منافسات ألعاب القوى للسيدات في دورة الألعاب الأولمبية باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«أولمبياد باريس - قوى»: لايلز يطرد شياطين طوكيو بذهبية باريس

نواه لايلز يعبر خط النهاية ليفوز بنهائي سباق 100م للرجال (أ.ف.ب)
نواه لايلز يعبر خط النهاية ليفوز بنهائي سباق 100م للرجال (أ.ف.ب)
TT

«أولمبياد باريس - قوى»: لايلز يطرد شياطين طوكيو بذهبية باريس

نواه لايلز يعبر خط النهاية ليفوز بنهائي سباق 100م للرجال (أ.ف.ب)
نواه لايلز يعبر خط النهاية ليفوز بنهائي سباق 100م للرجال (أ.ف.ب)

طرد العدّاء الأميركي نواه لايلز شياطين أولمبياد طوكيو قبل ثلاث سنوات حين أخفق في إحراز أي ذهبية، بفوزه بالمعدن الأصفر في سباق 100 متر في ألعاب باريس، ضمن سعيه لملء الفراغ الذي خلفه اعتزال أسطورة سباقات السرعة الجامايكي أوسين بولت.

واصل الفصل الثاني من مسلسل الثلاثية الذهبية الذي استهله في بطولة العالم في بودابست العام الماضي (100م و200م والتتابع 4 مرات 100م) بنيله المعدن الأصفر في سباق 100 متر في ستاد فرنسا بوقت قدره (9.79 ث)، متفوّقاً بالصورة النهائية (فوتو فينيش) على تومسون صاحب الفضية (9.79 ث وبالتحديد 9.789 ث).

وأنهى لايلز فترة عجاف استمرت 20 عاماً لم يتوقف خلالها العداؤون الأميركيون عن مهمة البحث عن الذهب لهذه المسافة. كان جاستن غاتلين آخر من فاز بالذهب الأولمبي في 100 متر لدى الرجال والسيدات، وذلك في أثينا 2004.

وصف البريطاني سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى العداء لايلز، الذي جدّد عقده مع «أديداس» هذا الموسم، وعدّ الأكبر منذ تجديد عقد بولت مع بوما، بأنه «نجم روك مطلق».

وبدا للبعض أن لايلز، البالغ 27 عاماً، أشبه بمغنّي الراب الأميركي صاحب الشعر المجعّد أكثر من كونه نجم روك، حين صُوّر في العاصمة المجرية سلسلة وثائقية على منصة «نتفليكس» بعنوان «سبرينت».

وفي الموسم الثاني لهذه السلسلة، ستشكّل الألعاب الأولمبية في باريس المسرح المثالي.

تُسلّط الكاميرات الضوء بقوة على لايلز الواثق من نفسه، والذي يبدو أنه أكثر من مستعد لإعادة شعبية سباقات السرعة، حيث إن وقاحته كانت واضحة للجميع في سلسلة من المقاطع الصوتية الجديرة بالاقتباس في الموسم الأول.

قال لايلز عن كونه عداءً سريعاً في سباقات «السبرينت»: «يجب أن تكون لديك عقلية إلهية».

وتابع: «أنا مؤمن بأن اللحظة ليست أكبر مني، بل اللحظة خُلقت من أجلي».

وفي حين يصرّ الكثير من الخبراء على أن مثل هذه النظرة ليست نادرة بين الرياضيين النخبة، فلا شك أن أسلوبه الوقح يزعج كثيراً من الأشخاص الآخرين، ولا سيما جحافل نجوم دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، وجماهيرهم، بعدما شكّك لايلز في ادعائهم بأنهم «أبطال العالم» الحقيقيون.

ويقرّ لايلز الذي تحدث علناً عن معاناته مع مشاكل صحية عقلية ومع الاكتئاب في السنوات الأخيرة، بأن شهرته الواسعة باتت تسبب مشكلة له في القرية الأولمبية.

«لقد أصبحت مشهوراً في القرية، ولسوء الحظ، كان ذلك مصحوباً بمجموعة من التحديات الخاصة في القدرة على إيجاد مساحتي الخاصة داخل القرية، سواء كان ذلك خلال تناول الطعام أو التدرّب في صالة الألعاب الرياضية»، هكذا قال لايلز.

حصده الذهب في باريس، يعوّض تجربته المخيبة للآمال في طوكيو حين لم ينل سوى برونزية سباق 200م.

واستطرد قائلا: «لا تزال تلك البرونزية تُحرق ثقباً في صدري»، مضيفاً: «سأحملها معي أثناء باريس فقط لتذكيري بأن هذا ليس اللون الذي سأعود به».

أصرّ لايلز الذي عانى من الربو المزمن عندما كان طفلاً، على أنه يتألق والأضواء مسلطة عليه «كلما زاد عدد العيون عليّ، كان أدائي أفضل، أو على الأقل هذا ما يقوله معالجي. عندما تكون كاميرات التلفزة موجّهة نحوي والناس هناك، فأنا لا أخسر».

لا يزال الأميركي يأمل في إكمال محاولة جريئة للفوز بالذهب في أربع مسابقات في باريس، بإضافة سباق التتابع 4 مرات 400م إلى برنامجه.

لقد أثار ضجة في العالم داخل القاعة في غلاسكو في مارس (آذار)، بعد حصوله على الميدالية الفضية في سباق 60م خلف زميله في الفريق كريستيان كولمان، واختير عضواً في فريق التتابع 4 مرات 400م الذي أحرز أيضا الميدالية الفضية. وتسبب ذلك في اتهام الاتحاد الأميركي بمحاباة لايلز.

انتقد صاحب الشأن المشككين، قائلاً: «دعونا نقول فقط إن كثيراً من الناس في الولايات المتحدة كانوا منزعجين للغاية لأنني شاركت في سباق التتابع 4 مرات 400م، وأود أن أقول لهم: اركضوا بشكل أسرع، ادفعوني للأمام!».

وضع بولت حداً لمسيرته على المضمار في عام 2017 بعد فوزه بـ11 ميدالية عالمية وثماني ميداليات أولمبية.

قال لايلز الذي حقق ثنائية السبرينت (100م و200م) في بودابست للمرة الأولى منذ الإنجاز ذاته لبولت في بكين عام 2015: «لقد فعلها أوسين بولت، وقوله لي إنه يرى ما أفعله ويحترمه، أمر مذهل».

وأكّد: «أنا الرجل الذي يريد تجاوز الشهرة على المضمار. أريد أن يراني الناس على المضمار، ولكن أيضاً في مجلة (جي كيو) ومسلسلاتي الوثائقية، وأن يدركوا أنني الرجل الرائع».

تابع: «الميداليات هي الخطوة الأولى لأنها تلفت انتباه الناس. بعد ذلك يمكنك الذهاب إلى اتجاهات مختلفة: الموضة والموسيقى. يمكنك أن تبدأ في التعاون مع أشخاص آخرين وفنانين والعالم».

وصل لايلز إلى باريس وهو يعلم تمام العلم أنه يحتاج إلى تقديم أفضل ما يملك، وذلك ببساطة لأنه لكي يستمر في جذب الانتباه، فهو يحتاج إلى الاستمرار في ترصيع سجلّه بالميداليات، والألعاب الأولمبية هي البطولة العالمية التي يتابعها الأميركيون بشغف.

كانت تلك هي جاذبية بولت: قدرته على الهيمنة والفوز بكثير من الميداليات الذهبية في البطولات العالمية. فاز لايلز بميدالية ذهبية واحدة، ولكن يلوح في الأفق مزيد من منصات التتويج.