أولمبياد باريس: ديوكوفيتش وألكاراز يواصلان صراعهما على الذهب

حمى «الألعاب» تجتاح فرنسا... والاستادات مكتظة والحماس يزداد

ملاعب الأولمبياد شهدت حضورا جماهيريا لافتا في جميع الرياضات (أ.ف.ب)
ملاعب الأولمبياد شهدت حضورا جماهيريا لافتا في جميع الرياضات (أ.ف.ب)
TT

أولمبياد باريس: ديوكوفيتش وألكاراز يواصلان صراعهما على الذهب

ملاعب الأولمبياد شهدت حضورا جماهيريا لافتا في جميع الرياضات (أ.ف.ب)
ملاعب الأولمبياد شهدت حضورا جماهيريا لافتا في جميع الرياضات (أ.ف.ب)

على غرار صراعهما المثير في ميادين البطولات الكبرى للتنس، واصل الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف الثاني عالمياً والإسباني كارلوس ألكاراز الثالث، زحفهما نحو لقبيهما الأولمبي الأولين، بعدما بلغا ربع نهائي مسابقة كرة المضرب في دورة الألعاب الأولمبية في باريس.

وفاز الصربي على الألماني دومينيك كويبفر 7 - 5 و6 - 3 الأربعاء في الدور الثالث على ملاعب رولان غاروس، ولحقه الإسباني بفوزه على الروسي رومان سافيولين (66 عالمياً) المشارك تحت علم محايد بنتيجة 6 - 4 و6 - 2.

ويمني ديوكوفيتش البالغ من العمر 37 عاماً، النفس بالظفر باللقب الأولمبي الوحيد الذي يغيب عن سجله القياسي من الألقاب، لكن قد يكون ألكاراز حجر عثرة في طريقه في حال تواجها في النهائي، كما تشير التوقعات.

وبات ديوكوفيتش أول لاعب يبلغ ربع نهائي المسابقة في الألعاب الأولمبية 4 مرات، بعدما نال برونزية بكين 2008، وحل رابعاً في لندن 2012، وطوكيو 2021، وخرج من الدور الأول في 2016.

الصربي ديوكوفيتش يحتفل ببلوغه ربع نهائي منافسات التنس في الأولمبياد (أ.ف.ب)

وكسر ديوكوفيتش إرساله كويبفر في الشوط الرابع من المجموعة الأولى وتقدم 3 - 1، لكن الألماني رد التحية مباشرة مقلصاً الفارق إلى 2 - 3، ثم أدرك التعادل 3 - 3، قبل أن يفعلها الصربي للمرة الثانية في الشوط الثاني عشر فحسم المجموعة في صالحه 7 - 5. وتابع ديوكوفيتش أفضليته في المجموعة الثانية وكسر إرسال منافسه في الشوط الثاني، وتقدم 2 - 0، ثم 3 - 0، حتى أنهاها في صالحه 6 - 3.

وقال ديوكوفيتش عقب الفوز: «أنا مبلل بالكامل، الجو شديد الرطوبة»، في إشارة إلى الظروف القاسية على ملعب فيليب شاترييه، مضيفاً: «آمل في أن تهطل الأمطار لتبريد الجو، لكن هذا هو الحال. يجب أن تتقبل الظروف».

وضرب ديوكوفيتش الذي تغلب على غريمه الإسباني رافايل نادال الذي أخرجه من نصف نهائي بكين 2008، في الدور الثاني، موعداً مع اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس، المصنف 12 عالمياً ووصيفه في رولان غاروس عام 2021، في ربع النهائي بعدما تغلب الأخير على الأرجنتيني سيباستيان بايس 7 - 5 و6 - 1.

ويتفوق ديوكوفيتش على اليوناني، إذ حقق 11 انتصاراً، بينها الفوز التاريخي حين قلب تأخره بمجموعتين إلى فوز في نهائي بطولة فرنسا 2021، مقابل هزيمتين.

من مباراة بورتوريكو وصربيا في منافسات كرة السلة للرجال (أ.ف.ب)

وقال تسيتسيباس عندما سُئل عن تلك الهزيمة القاسية: «لقد محوتها»، مضيفاً: «أستطيع أن أرى أنه متحمس لهذه النسخة من الألعاب الأولمبية، لكنني أريد النزول إلى الملعب وإظهار أنني لاعب جدير على الملاعب الترابية».

ورغم الثقة التي أبداها، لم يهزم تسيتسيباس منافسه ديوكوفيتش منذ ما يقرب من خمس سنوات، حيث فاز المصنف الثاني عالمياً في آخر 10 مواجهات.

في المقابل، بات ألكاراز في سن الـ21 عاماً، أصغر لاعب منذ ديوكوفيتش عام 2008 يصل إلى ربع النهائي، حيث احتاج إلى 90 دقيقة فقط لتحقيق هذا الإنجاز.

ويواجه ألكاراز، الفائز ببطولتي رولان غاروس وويمبلدون توالياً هذا العام، وأحد أبرز المرشحين للذهب، الأميركي تومي بول الذي فاز على كورنتان موتيه 7 - 6 و6 - 3، منهياً آمال فرنسا في الحصول على ميدالية في المسابقات الخمس الأولمبية لكرة المضرب.

من جهة ثانية، وبعد أشهر من الترقب والقلق وكذلك التوتر، اجتاحت حمى الأولمبياد فرنسا، إذ باتت الاستادات تكتظ بالجماهير وظهرت مشاعر الحماس بوضوح على المشجعين عبر الهتافات والأغاني والتصفيق ودعم الرياضيين المحليين، إلى جانب متابعة المنافسات من قبل الملايين عبر شاشات التلفزيون.

وقالت مانو أبيتي برونيه عن الدعم الجماهيري إثر فوزها بذهبية السيف العربي لفردي السيدات، ضمن منافسات المبارزة في جران باليه (القصر الكبير) بقلب العاصمة باريس: «يا إلهي... إنه جنون».وفي الأشهر الأخيرة، لم تشهد فرنسا مؤشرات تذكر على الحماس، وإنما كانت المخاوف منتشرة بين الفرنسيين بشأن ما إذا كانت باريس، وفرنسا بأكملها، جاهزة لاستضافة الأولمبياد.

ويقول مواطنون في باريس إن الشكوى من المخاطر الأمنية وأعمال البناء المرتبطة بالأولمبياد كانت تفوق الحماس لهذا الحدث بكثير.

لكن بعد إقامة حفل افتتاح باهر على نهر السين دون أي خلل، رغم هطول الأمطار وبعض الجدل في الأوساط الكاثوليكية واليمينية، ومع بدء الرياضيين الفرنسيين في حصد الميداليات واحدة تلو الأخرى، تحسنت الحالة المزاجية.

وقالت خبيرة تجميل تدعى إيلودي جينت (42 عاماً) خلال مشاهدة المرجل الأولمبي: «كل شيء أصبح أفضل منذ حفل الافتتاح. بالطبع تذمر الفرنسيون كثيراً من قبل، لكن من الطبيعي أن يشتكي الفرنسيون».

كذلك قالت محاسبة تدعى إينيس بارتيليمي (27 عاماً) وهي تشاهد المرجل الأولمبي غير التقليدي: «كان هناك بعض التوتر قبل انطلاق الألعاب الأولمبية، والآن أصبحت الأمور أفضل».


مقالات ذات صلة

«أولمبياد باريس-جودو»: خسارة وولف حامل اللقب... وماريا تشق طريقها

رياضة عالمية آرون وولف (أ.ب)

«أولمبياد باريس-جودو»: خسارة وولف حامل اللقب... وماريا تشق طريقها

لن يتمكن الياباني آرون وولف من الدفاع عن لقب الجودو تحت 100 كيلوغرام للرجال بعد خسارته الخميس، بينما شقت الألمانية آنا ماريا فاغنر طريقها إلى الدور قبل النهائي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية شين يوبين (رويترز)

«أولمبياد باريس-تنس طاولة»: شين تنتصر... وكالديرانو يصنع التاريخ

تغلبت شين يوبين القادمة من كوريا الجنوبية 4-3 على اليابانية هيرانو ميو في مباراة ملحمية بدور الثمانية بمنافسات فردي السيدات بتنس الطاولة بأولمبياد باريس 2024.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية المتحدثة باسم أولمبياد باريس قالت تم الإبلاغ عن تلك الحوادث للشرطة (أ.ف.ب)

«ألعاب باريس»: الإبلاغ عن حوادث سرقة في القرية الأولمبية

قال منظمون، اليوم الخميس، إن رياضيين وقعوا ضحية لعمليات سرقة في القرية الأولمبية خلال المشاركة في أولمبياد باريس 2024 وتم الإبلاغ عن تلك الحوادث للشرطة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لاعبو الأرجنتين يحتفلون بالهدف الثاني (رويترز)

«أولمبياد باريس - هوكي»: أستراليا والأرجنتين إلى «الثمانية»... وآيرلندا تودّع

تأهل المنتخب الأسترالي لدور الثمانية بمسابقة الهوكي للرجال عقب فوزه على نيوزيلندا 5-صفر، اليوم (الخميس)، في الجولة الرابعة من دور المجموعات بأولمبياد باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية فرحة لاعبات المنتخب الألماني بتأهلهن لربع النهائي (رويترز)

«أولمبياد باريس - سلة»: ألمانيا إلى ربع النهائي

لحقت ألمانيا بصربيا وإسبانيا إلى الدور ربع النهائي لمسابقة كرة السلة للسيدات في أولمبياد باريس 2024، بفوزها الخميس في ليل على اليابان، وصيفة البطلة 75 - 64.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الإيطالية كاريني بعد مواجهة الجزائرية إيمان خليف: هناك شيء غير صحيح!

أنغيلا كاريني (أ.ف.ب)
أنغيلا كاريني (أ.ف.ب)
TT

الإيطالية كاريني بعد مواجهة الجزائرية إيمان خليف: هناك شيء غير صحيح!

أنغيلا كاريني (أ.ف.ب)
أنغيلا كاريني (أ.ف.ب)

قالت أنجيلا كاريني، الملاكمة الإيطالية، التي انسحبت من مباراتها في دور الستة عشر لوزن الوسط أمام الجزائرية إيمان خليف، بعد 46 ثانية فقط، «إنها لا تعدّ نفسها مهزومة في نزال الخميس».

وكانت إيمان خليف، منافسة أنجيلا كاريني، محط الأنظار منذ استبعادها قبل ساعات فقط من مباراتها على الميدالية الذهبية في بطولة العالم للسيدات في نيودلهي العام الماضي، بعد فشلها في تلبية معايير الأهلية التي وضعها الاتحاد الدولي للملاكمة، والتي تمنع الرياضيات اللاتي لديهن كروموسومات ذكورة من المنافسة في منافسات السيدات.

ورغم ذلك، فإن اللجنة الأولمبية الدولية المنظمة لمنافسات الملاكمة في ألعاب باريس سمحت بمشاركتها في الأولمبياد.

واتجهت أنجيلا كاريني، التي تعد أقصر بـ6 سنتيمترات من إيمان، إلى مدربها بعد 30 ثانية لكي تعيد ضبط واقي الرأس، لكن بعد استئناف النزال عادت مجدداً للزاوية الخاصة بها، وأوقفت المباراة لتغادر الحلبة سريعاً.

الجزائرية إيمان خليف (أ.ف.ب)

وقالت: «بالنسبة لي إنها ليست هزيمة. عندما تصعد على الحلبة فأنت بالفعل محارب، فأنت بالفعل فائز.

بغض النظر عن كل شيء، فالأمر على ما يرام كما هي الحال الآن. لم أخسر الليلة... فقط أديت عملي بصفتي ملاكمة. دخلت إلى الحلبة، وقاتلت، ولم أنجح. أغادر ورأسي مرفوع وقلبي مكسور».

وأضافت: «أنا امرأة ناضجة، الحلبة هي حياتي. لطالما أستخدم حدسي عندما أشعر بأن هناك شيئاً غير صحيح». متابعة: «الأمر لا يتعلق بالاستسلام. أتحلّى بالنضج الكافي للتوقف، وأتمتع بالنضج الكافي لقول (حسناً، هذا يكفي)».