بعدما كان مصدر أرق للمنظمين حتى قبل انطلاق أولمبياد باريس، تجاوز نهر السين «قطوع» مسابقة الترياثلون التي أجريت الأربعاء وفاز بذهبيتها الفرنسية كاساندر بوغران عند السيدات والبريطاني أليكس لي عند الرجال.
وأقيمت مسابقة الترياثلون الأربعاء بعد الحصول على الضوء الأخضر من المنظمين عقب التقارير الإيجابية عن تحاليل المياه.
واضطر المنظمون إلى إلغاء التمارين في النهر وتأجيل سباق الرجال من الثلاثاء إلى الأربعاء، بسبب نسبة التلوث في نهر السين الذي استضاف الجمعة حفل الافتتاح الأول في تاريخ الألعاب الأولمبية خارج الملعب الرئيسي.
انطلق سباق السيدات، بعد بداية ممطرة في الصباح، في الساعة 8:00 صباحاً (06:00 توقيت غرينيتش) على جسر ألكسندر الثالث في قلب باريس. ثم غطس الرجال في النهر الساعة 10:45 صباحاً (08:45 ت غ).
وكان من المقرر في البداية إقامة منافسات السباحة للرجال صباح الثلاثاء، لكن تم تأجيلها «لأسباب صحية»، إذ إن مستويات البكتيريا المسجلة «في أماكن معينة» من النهر «لا تزال أعلى من الحدود المقبولة».
وبعد الأمطار الغزيرة التي هطلت يومي الجمعة والسبت الماضيين على العاصمة الفرنسية، أدى تحسّن الأحوال الجوية بين الأحد والثلاثاء إلى تحسن نوعية المياه.
كان هذا بمثابة ارتياح للرياضيين الذين تخوّفوا من إمكانية إلغاء قسم السباحة من المسابقة لتتحول إلى دواثلون (ركوب الدراجات والجري فقط).
وأحرزت بوغران ذهبية السيدات بعدما أحدثت ابنة الـ27 عاماً فارقاً في القسم الأخير من سباق الجري، متقدمة في النهاية على السويسرية جولي ديرون والبريطانية بيث بوتر اللتين نالتا الفضية والبرونزية توالياً.
وأنهت بوغران المسابقة الثلاثية التي تتضمن السباحة والدراجات الهوائية والجري، في 1:54.55 ساعة، فيما سجلت ديرون 1:55.01 س وبوتر 1:55.10 س.
وكشفت بوغران بعد الفوز: «تقيأت قبل البداية، وهو أمر لم يحدث لي مطلقاً. طوال بقية السباق، كنت في كامل تركيزي»، مضيفةً: «كانت أطول 1500 متر في حياتي (القسم الأخير من سباق الجري الذي يمتد لعشرة كيلومترات). صررت على أسناني حتى النهاية وأواجه صعوبة في استيعاب ذلك (الفوز)».
وأدرجت مسابقة الترياثلون لأول مرة في الألعاب الأولمبية خلال نسخة سيدني 2000 حين توجت السويسرية بريجيت ماكماهون بالذهبية، قبل أن تخلفها النمساوية كايت ألن عام 2004 والأسترالية إيما سنوسيل عام 2008 والسويسرية الأخرى نيكولا سبيريغ عام 2012 والأميركية غوين يورغنسن عام 2016، وصولاً إلى فلورا دافي من برمودا صيف 2021 في طوكيو.
وكانت دافي الأفضل الأربعاء في قسم السباحة، لكن أول بطلة أولمبية في تاريخ بلادها حلت في نهاية المسابقة خامسة بعدما خسرت الكثير من الوقت في سباق الدراجات الهوائية، حيث حلت في المركز الثالث والعشرين، فيما جاءت تاسعة في ترتيب الجري.
وعند الرجال حيث بدأت المسابقة على المسرح الأولمبي عام 2000 أيضاً حين فاز الكندي سايمون وايتفيلد بالذهبية قبل أن يلحق به النيوزيلندي هاميش كارتر (2004) والألماني يان فرودينو (2008) والبريطاني أليستر براونلي (2012 و2016) والنرويجي كريستيان بلومنفيلت (2021)، منح يي بلاده الذهبية الثالثة في مسابقة الرجال والرابعة بالمجمل (فازت بمسابقة البدل المختلطة في طوكيو) والميدالية العاشرة.
وقطع ابن الـ26 عاماً خط نهاية سباق الجري الذي كان الثالث في هذه المسابقة بعد السباحة في السين والدراجات الهوائية، بزمن 1:43.33 ساعة، متقدماً على النيوزيلندي هايدن وايلد (1:43.39)، صاحب برونزية أولمبياد طوكيو، والفرنسي ليو بيرجير (1:43.43) الذي منح بلاده الميدالية الثانية في المسابقة بعدما نالت صباحاً ذهبية السيدات عبر كاساندر بوغران.
ويبقى على السين أن يتجاوز «قطوعي» مسابقة البدل المختلطة للترياثلون في الخامس من أغسطس (آب) ثم السباحة في المياه المفتوحة يومي 8 و9 منه.
وأنفقت السلطات الفرنسية 1.4 مليار يورو (1.5 مليار دولار) في العقد الماضي لمحاولة تنظيف النهر من خلال تحسين نظام الصرف الصحي في باريس، فضلا عن بناء مرافق جديدة لمعالجة المياه وتخزينها.