أولمبياد باريس: «تخريب» شبكة القطارات يعكّر التحضير لحفل افتتاح تاريخي

ألوان العلم الفرنسي فوق جسر أوسترليتز في باريس (أ.ف.ب)
ألوان العلم الفرنسي فوق جسر أوسترليتز في باريس (أ.ف.ب)
TT

أولمبياد باريس: «تخريب» شبكة القطارات يعكّر التحضير لحفل افتتاح تاريخي

ألوان العلم الفرنسي فوق جسر أوسترليتز في باريس (أ.ف.ب)
ألوان العلم الفرنسي فوق جسر أوسترليتز في باريس (أ.ف.ب)

أصيبت شبكة القطارات الفرنسية بالخلل نتيجة أعمال تخريب منسّقة أوقفت معظم القطارات عالية السرعة، وأقلقت منظّمي الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، قبل ساعات من افتتاحها رسمياً الجمعة.

وقال مسؤولو شركة السكك الحديد الفرنسية (أس أن سي إف)، إن 3 عمليات حرق متعمّدة دمّرت صناديق الكابلات في تقاطعات استراتيجية حول شبكتها في مواقع بشمال وجنوب - غرب وشرق باريس.

وأحبط عمّال السكك الحديدية عملية تخريب رابعة في جنوب شرقي العاصمة، بعدما رصدوا متسلّلين في الساعات الأولى من صباح الجمعة.

وكتب رئيس الحكومة غابريال أتال على منصة «إكس»: «تحرّكت أجهزة مخابراتنا وأجهزة إنفاذ القانون للعثور على مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية ومعاقبتهم».

ورفض المسؤولون الفرنسيون التعليق على هوية الجناة الذين يبدو أنهم يتمتعون بمعرفة متطوّرة بالشبكة.

وللفوضويين الفرنسيين من أقصى اليسار تاريخ باستهداف الشبكة بحرق متعمد، بينما تحوم شكوك أيضاً حول روسيا التي قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الماضي، إنها تخطّط لاستهداف الألعاب.

وأوقفت الشرطة روسياً هذا الأسبوع في باريس، للاشتباه بـ«تنظيم أحداث من المرجح أن تؤدّي إلى زعزعة الاستقرار خلال الألعاب».

وتعليقاً على الاضطرابات في شبكة القطارات التي قد تطول 800 ألف راكب، قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ من قرية الرياضيين، إنه ليس متخوّفاً، «لدينا ملء الثقة بالسلطات الفرنسية».

وسيستخدم منتخب الأحلام الأميركي في كرة السلة قطاراً سريعاً للانتقال من باريس، حيث يشارك في حفل الافتتاح ويرفع علم البلاد نجمه ليبرون جيمس، إلى ليل، حيث يلعب مع صربيا الأحد.

وتستعد باريس لحفل افتتاح غير مسبوق للألعاب الأولمبية الصيفية الثالثة في تاريخها بعد 1900 و1924، باستعراض نحو 7 آلاف رياضي من الدول المشاركة لنحو 4 ساعات على عبّارات وقوارب في نهر السين، حيث يُحتمل هطول أمطار، في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة.

وألغيت 25 في المائة من رحلات قطارات «يوروستار» التي تربط بين لندن وباريس، بينما عوّل كثير من حاملي تذاكر حفل الافتتاح على القطارات للانتقال إلى العاصمة.

وقال مشغّل القطارات في بيان: «الحالة ستكون مماثلة» يومي السبت والأحد.

وبينما ندّد الوزير المنتدب للنقل باتريس فيرغريت بـ«عمل إجرامي مشين»، وقالت وزيرة الرياضة أميلي أوديا كاستيرا إن الهجمات «مروّعة»، رأت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو أنها «لن تؤثّر على حفل الافتتاح».

وما زاد الطين بلّة سوء الأحوال الجويّة وإمكانية هطول أمطار متقطّعة قد تفسد الحفل.

وقال رئيس اللجنة المنظّمة توني إستانغيه: «سنرى الليلة... كلما تقدّم الوقت زادت التوقعات بهطول أمطار»، مضيفاً أنه ستحدث تعديلات بحال كانت الأمطار غزيرة.

وأضاف لإذاعة «فرنس إنتر»: «لقد استعددنا في جميع الأحوال لكل السيناريوهات، والحرّ الشديد، والمطر، سنتأقلم».

وتريد فرنسا تعزيز صورتها من خلال هذه الألعاب، عبر استضافة نحو مائة رئيس دولة أو حكومة، لمواصلة نشاط دبلوماسي مكثّف، بينما تشتعل الصراعات في أوكرانيا وغزّة، مروراً بالسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقال ماكرون مساء الخميس، في عشاء نظّمه لرؤساء الدول بمتحف «اللوفر»: «سترون غداً أحد أروع حفلات الافتتاح».

وينطلق الحفل المنظّم للمرّة الأولى في التاريخ خارج ملعب، عند الساعة السابعة والنصف مساء (17:30 ت غ)، وينتهي ليلاً، لكنه أثار عدة تساؤلات وتقلّبات، منذ نشوء فكرة ترك موقع الملعب «الآمن» لمصلحة زرع المدرّجات على ضفاف النهر.

وقال إستانغيه الخميس: «يمثل هذا الأمر تحدياً كبيراً»، بينما تراجع العدد الأساسي المقترح تدريجاً ليصبح 320 ألف متفرّج، 220 ألفاً منهم على ضفاف النهر مجاناً و100 ألف ببطاقة مدفوعة بالقرب من النهر، وذلك بعدما أقيمت النسخة الأخيرة في طوكيو صيف 2021 من دون جماهير بسبب جائحة «كوفيد - 19».

وبدت المناطق المطلّة على نهر السين حصناً منيعاً في آخر 10 أيام، واقتصر عبور الحواجز الحديد على الأشخاص المقيمين وأصحاب الحجوزات في الفنادق المزوّدين برمز تعريف خاص.

وفُحص كل القوارب التي تسير في النهر، بينما تخضع العبّارات والقوارب الـ85 التي ستنقل الرياضيين لمراقبة صارمة.

وقوى الأمن في حالة تعبئة غير مسبوقة، مع نشر 45 ألف عنصر من الشرطة والدرك. يضاف إليهم ألفا عنصر أمن خاص وألف شرطي من بلدية باريس. كذلك، ستقوم فرقة قوامها 10 آلاف عسكري بدعم هذا الانتشار الأمني.

وسيُنشر قناصة على أسطح باريس على طول النهر، لتحييد أي مسلّح يستهدف الحشود أو وفداً من الرياضيين على متن قارب أو رئيس دولة أو حكومة زائر. وللمرة الأولى، ستعمل الوحدات الخاصة والشرطة والدرك بشكل مشترك.

وسيعمل نحو 200 شرطي من وحدة «ريد» (البحث، المساعدة، التدخل والردع) لضمان الأمن على النهر. وسيكون 350 من عناصر الدرك التابعين لوحدة مكافحة الإرهاب وإدارة الأزمات مسؤولين عن تأمين الفضاءات، بينما سيقوم نحو مائة شرطي من لواء البحث والتدخل «بي آر إي» التابعين لمفوضية الشرطة، بحماية الأرصفة.

كذلك، ستكون فرقة تدخل الدرك الخاصة «سي إي جيه إن» مسؤولة أيضاً عن تأمين تنقلات قادة الدول والحكومات، وستضمن أيضاً حماية الرياضيين في الحافلات التي ستنقلهم إلى منطقة ركوب القوارب وأثناء ركوبها حتى النزول في ساحة تروكاديرو.

وعلى الصعيد الفني، يعمل مخرج العرض توما جولي منذ 18 شهراً على عرض الافتتاح، وهو كشف أنه يركز على الإرث الفرنسي، لكنه احتفظ بسرية مضمونه.

كلّ ما يعرف، هو أن عرض الدول على القوارب سترافقه 12 لوحة تصطف على مدى 6 كيلومترات بجانب النهر.

وأكد جولي: «تقوم الفكرة على القول إنه لا توجد فرنسا واحدة، بل كثير منها».

أصيبت شبكة القطارات الفرنسية بالخلل نتيجة أعمال تخريب منسّقة (أ.ف.ب)

ومنذ أشهر عدّة تسري تكهنات حول هوية الفنانين. وتعد الكندية سيلين ديون، والأميركية ليدي غاغا، والفرنسية - المالية آية ناكامورا المغنية الفرنكوفونية الأكثر استماعاً في العالم، من أبرز المرشحات، إلى جانب بعض المقاطع من أغاني إديت بياف وشارل أزنافور.

ويتوقع أن يؤدّي 3 آلاف راقص على ضفاف النهر ومعالم بينها كاتدرائية نوتردام، في عرض يسوّق للتنوّع والمساواة بين الجنسين والتاريخ الفرنسي.

ويترافق عرض السين مع عرض دبلوماسي مع حضور مائة شخصية، بينهم 85 رئيس دولة وحكومة على المنصّة الرسمية في ساحة تروكاديرو.

وسيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغائب الأكبر، علماً بأن بلاده موقوفة ولن يتم عزف نشيدها بحال تتويج بعض الرياضيين المشاركين تحت علم محايد وبشروط صارمة، خصوصاً عدم دعم الحرب ضد أوكرانيا.

ويغيب أيضاً الرئيس الصيني شي جينبينغ، وسيمثله نائبه هان جنغ، بينما يرسل الرئيس الأميركي جون بايدن زوجته جيل بعد عزوفه عن الترشّح مجدّداً للبقاء في البيت الأبيض.

وسيحضر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ وسط إجراءات أمنية مشدّدة، ويتوقع أن يلتقي ماكرون على هامش الافتتاح.

في المقابل، يمثل رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقد أعربت إسرائيل الخميس، عن قلقها من «تهديدات إرهابية محتملة» تطول رياضييها وسيّاحها، وذلك في رسالة وجّهتها إلى الحكومة الفرنسية.


مقالات ذات صلة

نادي النصر: متعب الحربي وقَّع على عقود الانتقال… نتأسف على فشل الصفقة

رياضة سعودية متعب الحربي (نادي الشباب)

نادي النصر: متعب الحربي وقَّع على عقود الانتقال… نتأسف على فشل الصفقة

أعرب نادي النصر المنافس في الدوري السعودي الممتاز لكرة القدم، عن أسفه لما آلت إليه صفقة انتقال اللاعب متعب الحربي من نادي الشباب مؤكدين أنهم بذلوا كل ما بوسعهم.

سلطان الصبحي (الرياض)
رياضة سعودية محمد المنجم (نادي الشباب)

رئيس نادي الشباب: خزينتنا الكاسب الأكبر بصفقة متعب الحربي… الأغلى سعودياً

أشار محمد المنجم رئيس نادي الشباب إلى أن مصلحة النادي هي التي دفعتهم لتحقيق أغلى صفقة بتاريخ الكرة السعودية بانتقال متعب الحربي للهلال مقابل 123 مليون ريال.

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة عالمية فيكتور أوسيمين (أ.ب)

نابولي: أوسيمين سيذهب إلى الأهلي السعودي... ليس له مكان في فريقنا

قال نابولي، بطل الدوري الإيطالي لكرة القدم للموسم قبل الماضي، إن المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين هو مَن اختار عدم اللعب للفريق الذي استبعده عن قائمته.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية دافيد نيريز (رويترز)

نيريز لاعب نابولي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح

تعرض لاعب نابولي الجديد البرازيلي دافيد نيريز للسرقة بقوة السلاح بعد فوزه فريقه على بارما 2 - 1 السبت في المرحلة الثالثة من الدوري الإيطالي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية حكم المباراة يسلم هالاند كرة الهاتريك (رويترز)

هالاند بعد تسجيل هاتريك: أشعر بالانتعاش... ومستعد للمزيد

عبّر القناص النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند عن رغبته في تسجيل مزيد من الأهداف بعد أن أحرز (هاتريك) ليقود فريقه مانشستر سيتي للفوز على ويستهام

«الشرق الأوسط» (لندن )

درابر يشعر بثقة أكبر بعد تأهله من جديد للدور الرابع بـ«أميركا المفتوحة»

جاك درابر (رويترز)
جاك درابر (رويترز)
TT

درابر يشعر بثقة أكبر بعد تأهله من جديد للدور الرابع بـ«أميركا المفتوحة»

جاك درابر (رويترز)
جاك درابر (رويترز)

قال جاك درابر إن «عامه الأول الحقيقي» في منافسات تنس المحترفين والعودة إلى مدرب اللياقة البدنية القديم جعله يلعب بثقة أكبر في بطولة «أميركا المفتوحة»، بعد مفاجأة الوصول إلى الدور الرابع العام الماضي، عندما كان المصنف 123 على العالم.

وعاد درابر المصنف 25 الآن، والذي يحمل شعلة تنس الرجال البريطانيين بعد اعتزال مثله الأعلى آندي موراي هذا الصيف، إلى الدور الرابع اليوم (الأحد)، بفوز صعب 6 - 3 و6 - 4 و6 - 2 على بوتيك فان دي زاندسكولب.

وقال درابر بعد التغلب على الهولندي، الذي أطاح قبل يومين فقط بالمرشح الأول للفوز بالبطولة كارلوس ألكاراس في مفاجأة بالدور الثاني: «اعتقدت أنني قمت بعمل جيد حقاً بشكل عام، وأعتقد أن أدائي وكل شيء تحسن مع تقدم المباراة».

ويأمل درابر، الذي سيواجه التشيكي غير المصنف توماش ماتشاك في الدور الرابع، في أن يتمكن من اللعب بشكل جيد في الأسبوع الثاني بنيويورك، بعد أن أصبح في صحة جيدة وحصل على سنة إضافية من الخبرة في منافسات المحترفين.

وقال: «كنت لا أزال أعاني من إصابة في الكتف عندما لعبت هنا العام الماضي. أشعر الآن باختلاف كبير. لم أعد أستيقظ كل يوم قلقاً بشأن لعب 5 مجموعات. لدي ثقة أكبر ذهنياً وجسدياً من خلال تجارب اللعب خلال هذا العام بشكل منتظم».

ويرجع درابر الفضل في الثبات الذي رافق صعوده في التصنيف بعد بداية تأثرت بالإصابات في مسيرته إلى نهج أكثر وعياً في التدريب.

وقال البريطاني: «لقد عملت بجد مع المدربين وكل مدرب كان لدي في الماضي. لقد عملنا بجدية جنونية، لكنني انهرت جسدياً بسبب ذلك. أعتقد أنني تعلمت أيضاً من الإصابات التي تعرضت لها».

وقد تكون مواجهته في الدور الرابع أمام ماتشاك، الذي تغلب عليه بمجموعتين دون رد على الملاعب الرملية ببطولة جنيف المفتوحة في مايو (أيار)، هي أصعب مواجهة له حتى الآن في البطولة الكبرى الأخيرة لهذا العام.

وقال درابر: «شاهدت مبارياته هنا، ويبدو أنه في حالة جيدة حقاً، ولا يضيع كثيراً من الكرات على الإطلاق، ويلعب بطريقة رائعة. إذا تمكنت من الخروج إلى الملعب ولعبت بالطريقة التي أعرف أنني قادر عليها، فلا يوجد سبب يمنعني من تجاوز هذه المباراة».