بعد نهاية «يورو 2024»: مطبات صعبة تنتظر كرة القدم الأوروبية

بطولة كأس العالم للأندية الموسعة أثارت انتقادات والمحاكم بصدد النظر في إلغائها

موراتا يتسلم كأس «يورو 2024» من تشيفيرين رئيس «يويفا» وفيليب السادس ملك إسبانيا (د.ب.أ)
موراتا يتسلم كأس «يورو 2024» من تشيفيرين رئيس «يويفا» وفيليب السادس ملك إسبانيا (د.ب.أ)
TT

بعد نهاية «يورو 2024»: مطبات صعبة تنتظر كرة القدم الأوروبية

موراتا يتسلم كأس «يورو 2024» من تشيفيرين رئيس «يويفا» وفيليب السادس ملك إسبانيا (د.ب.أ)
موراتا يتسلم كأس «يورو 2024» من تشيفيرين رئيس «يويفا» وفيليب السادس ملك إسبانيا (د.ب.أ)

بينما كان المشجعون الإنجليز والإسبان يتوافدون أمام بوابة براندنبورغ الشهيرة بعد ظهر يوم الأحد الماضي، كان هناك الكثير من مظاهر السعادة والبهجة على بُعد أمتار قليلة، حيث شهد فندق «أدلون كمبينسكي»، الذي يُعد أحد أشهر الأماكن في العاصمة الألمانية برلين، تجمعا لوفد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا)، إلى جانب كوكبة من الضيوف المميزين، قبل انطلاق المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2024.

ووقف أرسين فينغر، الذي ترأس أعمال الاتحاد الدولي لكرة القدم في غياب الرئيس جياني إنفانتينو، في بهو الفندق لالتقاط الصور الفوتوغرافية، في حين كان رؤساء اتحادات الكرة المحلية التابعة لليويفا مجتمعين حول الطاولات يتحدثون مع الموظفين والمعارف.

وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وألمانيا قد تعرضا لبعض الانتقادات، لكن بطولة اليورو كانت تقترب من نهايتها.

ونجحت إسبانيا، التي كانت في أحسن الأحوال اختياراً حذراً للفوز باللقب قبل انطلاق البطولة، في الصعود لمنصة التتويج في نهاية المطاف وأعلنت عن مولد نجمين شابين رائعين على المستوى الدولي، هما لامين يامال ونيكو ويليامز.

واستعادت معظم المنتخبات الكبرى عافيتها مرة أخرى بدءا من الدور ربع النهائي.

وسافر المشجعون بأعداد غير مسبوقة وحولوا كل مباراة إلى عالم خاص ينبض بالحياة، وإلى مهرجان صاخب مليء بالألوان والضوضاء.

فهل كان ذلك بمثابة نقطة لتصحيح المسار، أو إشارة دامغة على أن الجشع المادي للأندية وسعي عدد قليل من أندية النخبة للسيطرة على كل شيء لا يمكن أن يصمدا بهذا الشكل؟ وكانت المحادثات التي بدأت في فندق «أدلون كمبينسكي» قد تطرقت بالفعل إلى الصراعات التي تنتظرنا في كرة القدم الأوروبية والتي يمكن تحديد مسارها من خلال الأحداث التي ستقام على مدى الأشهر الـ 12 المقبلة.

فبعد أقل من عام، ستقام بطولة كأس العالم للأندية الموسعة، التي ستضم 32 فريقا. هذا على افتراض أن البطولة ستقام من الأساس: من المفهوم أنه سيتم الإعلان قريبا عن المدن المستضيفة للبطولة، لكن لا يزال هناك الكثير من الأمور الأخرى التي لم يتم حلها حتى الآن.

وقال خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، لصحيفة «الغارديان» في يناير (كانون الثاني) الماضي إنه «سيحاول» وقف المسابقة الجديدة، وانضم إليه الأعضاء الأوروبيون في النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو)، والذين اتخذوا بالفعل إجراءات قانونية ضد الفيفا في يونيو (حزيران).

وهناك مخاوف جدية بشأن تأثير هذه البطولة على رفاهية اللاعبين، الذين بدوا مرهقين بالفعل خلال كأس الأمم الأوروبية 2024، وقد يزداد الأمر سوءا إذا وصلت هذه القضية إلى أروقة المحاكم.

وتشير بعض الأسئلة التي طرحتها الاتحادات المحلية إلى الطريقة الأوسع التي تدار بها كرة القدم ككل، واحتمال اتخاذ قرارات أحادية بشأن جدول المباريات لانتهاك قانون المنافسة. في الحقيقة، يتجاوز الأمر مجرد نقاش حول جدول مواعيد المباريات!

وستراقب الأندية الوضع من كثب: خاصة تلك التي تشعر بالانزعاج من الجوائز المالية المعروضة، على الرغم من أنه من المقرر أن تشارك في البطولة خلال الصيف المقبل. وبينما تم انتقاد كارلو أنشيلوتي سريعاً بعد أن قال إن ريال مدريد لن يجد الفوائد الاقتصادية لهذه البطولة جديرة بالاهتمام، إلا أنه لم يكن يقول ببساطة ما بدر في ذهنه على الفور.

فريال مدريد ليس النادي الوحيد الذي يتساءل عما إذا كان الفيفا، الذي فشل حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بشأن حقوق البث التليفزيوني للبطولة، بإمكانه أن يجد الحافز الكافي الذي يدفع الأندية للسفر عبر المحيط الأطلسي للمشاركة في هذه البطولة.

وهذا أمر مهم لأن - كما قال رئيس اتحاد كرة القدم في أحد البلدان في فندق أدلون كمبينسكي - أندية النخبة عازمة على الذهاب إلى أي مكان يوجد فيه المال! وكانت المحكمة التجارية في مدريد قد أصدرت حكما قالت فيه إن سلطات كرة القدم قد «أساءت استخدام مركزها المهيمن» عندما أطل مشروع دوري السوبر الأوروبي برأسه في عام 2021. والآن، يواجه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم انتقادات أيضا بسبب الشكل الجديد لدوري أبطال أوروبا.

ويقدم الشكل الجديد لدوري أبطال أوروبا، الذي سيبدأ في سبتمبر (أيلول) المقبل، وعودا بمنح الأندية بعض الأموال التي تريدها، ويزيد عدد المباريات بمقدار مباراتين إضافيتين على الأقل لكل فريق في دور المجموعات. يحتاج الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى أن ينجح هذا النظام، وهناك اعتراف واسع النطاق بأن عامة الناس، في هذه المرحلة على الأقل، ليس لديهم فكرة تذكر عن الكيفية التي ستقام بها هذه البطولة وفق ما يسمى «النظام السويسري».

وعلى الرغم من أن كثيرا من الشخصيات البارزة في كرة القدم الأوروبية سعداء بهذا الشكل الجديد، فإن آخرين يتساءلون بصوت عالٍ عما إذا كانت هذه نقطة انتقال إلى نظام مختلف بدءا من عام 2027. فهل من المعقول أن تقام بطولة من 32 فريقاً يتم تحديد مراكزها بناء على النتائج خلال دورة السنوات الثلاث السابقة؟

أنشيلوتي انتقد بطولة كأس العالم للأندية الموسعة بشدة (رويترز)

لا أحد يعرف من سيكون موجوداً للإشراف على هذه العملية. وأعلن ألكسندر تشيفيرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، في فبراير (شباط) الماضي أنه لن يترشح لولاية أخرى عندما تجرى الانتخابات المقبلة بعد ثلاث سنوات. ويُعتقد أن تشيفيرين لا يزال مصمما على هذا الرأي، لكن عدداً من الحلفاء المقربين، الذين يمثلون الدول الصغيرة والمتوسطة الحجم على وجه الخصوص، يرغبون في أن يتراجع عن موقفه.

وإذا ترشح تشيفيرين مرة أخرى، فمن المرجح أن يفوز من دون منازع، لأنه نادرا ما يخسر الرئيس الموجود بالفعل أمام منافس جديد، وليس هناك بديل واضح له في الوقت الحالي. لكن لو التزم بكلمته وقرر عدم الترشح، فسيكون المجال مفتوحا، وربما يستطيع شخص يتمتع بخلفية كروية مثل أندريه شيفتشينكو، الذي ترك انطباعاً إيجابياً خلال الأشهر الأولى من رئاسته للاتحاد الأوكراني لكرة القدم، أن يلفت الأنظار إذا ما تم إقناعه بالترشح.

كل هذه الأمور تضيف مزيدا من الغموض إلى الوضع الحالي الذي يتسم بعدم الاستقرار والمصالح المتنافسة القوية، ويشير إلى أن الفترة المقبلة ستشهد الكثير من المطبات الصعبة!

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

دورتموند يصل إلى تايلاند مع تزايد شائعات رحيل موكوكو

رياضة عالمية موكوكو يتدرب رفقة دورتموند مع اقتراب رحيله عن الفريق (أ.ف.ب)

دورتموند يصل إلى تايلاند مع تزايد شائعات رحيل موكوكو

ذكر تقرير إعلامي، السبت، أن نادي بوروسيا دورتموند مستعد لبيع لاعبه الشاب يوسوفا موكوكو.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
رياضة عربية الأهلي يستعد لمواجهة بيرامديز للمرة الثانية خلال 10 أيام (النادي الأهلي)

«الدوري المصري»: الأهلي يطمح لهزيمة بيراميدز والاقتراب من الصدارة

سيسعى الأهلي حامل اللقب إلى تحقيق الفوز على مضيفه بيراميدز عندما يواجهه، الاثنين، في ختام مباريات الجولة 31 للدوري المصري الممتاز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية الكاميروني إيريك ماكسيم تشوبو موتينغ مرشح للانضمام لماينز (د.ب.أ)

ماينز مهتم بالتعاقد مع الكاميروني تشوبو موتينغ

ذكر خبير انتقالات أن نادي ماينز الألماني لكرة القدم مهتم بالتعاقد مع الكاميروني إيريك ماكسيم تشوبو موتينغ، مهاجم بايرن ميونيخ السابق. 

«الشرق الأوسط» (ماينز)
رياضة عالمية الكوري الجنوبي هي-تشان هوانغ لاعب وولفرهامبتون الإنجليزي (أ.ب)

كوريا الجنوبية تشتكي لـ«فيفا» إساءات عنصرية بحق هوانغ

قدّم الاتحاد الكوري الجنوبي لكرة القدم شكوى رسمية إلى نظيره الدولي (فيفا) بشأن إساءة عنصرية مزعومة موجهة إلى مهاجمه الدولي هي-تشان هوانغ.

«الشرق الأوسط» (سيول)
رياضة عالمية ميودراغ بيفاس يوقّع لـ«الماغبايز» (نادي نيوكاسل)

نيوكاسل يتعاقد مع المدافع الصربي الشاب بيفاس

قال نادي نيوكاسل يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت، إنه تعاقد مع المدافع الصربي الشاب ميودراغ بيفاس.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل)

«أولمبياد 1972»: «كوماندوز» يرعب دورة ميونيخ… وبروز الرياضيات الحسناوات

عاشت الدورة أكبر الاعتداءات الدراماتيكية في تاريخ الألعاب (أ.ب)
عاشت الدورة أكبر الاعتداءات الدراماتيكية في تاريخ الألعاب (أ.ب)
TT

«أولمبياد 1972»: «كوماندوز» يرعب دورة ميونيخ… وبروز الرياضيات الحسناوات

عاشت الدورة أكبر الاعتداءات الدراماتيكية في تاريخ الألعاب (أ.ب)
عاشت الدورة أكبر الاعتداءات الدراماتيكية في تاريخ الألعاب (أ.ب)

الأولمبياد العشرون في مدينة ميونيخ البافارية، في ألمانيا؛ القوّة الاقتصادية والشعب المجتهد الذي أزال عنه آثار الحرب العالمية الثانية المدمّرة. شعب بدا سعيداً وهو يحتفل بالعالم الأولمبي، وتيمّناً بالمناسبة أطلقت اللجنة المنظمة تميمة الدورة «وولدي».

حلّ الاتحاد السوفياتي في المركز الأوّل برصيد 50 ذهبية، مقابل 33 للولايات المتحدة، و20 لألمانيا الشرقية، و13 لجارتها الغربية.

حصد السبّاح الأميركي مارك سبيتز 7 ذهبيات، والأسترالية شاين غولد 3 ذهبيات. وجمع العدّاء السوفياتي فاليري بورزوف ثنائية ذهبية في 100 و200 متر، والفنلندي لاسي فيرين ذهبيتي 5 آلاف و10 آلاف متر. وتألقت السوفياتية أولغا كوربوت في الجمباز. وخسر الأميركيون للمرّة الأولى ذهبية كرة السلة، بفضل رمية خاطفة للسوفياتي سيرغي بيلوف.

واكتفى العرب بفضيتين بفضل العدّاء التونسي محمد القمودي في سباق 5 آلاف متر، والرباع اللبناني محمد خير الطرابلسي في وزن المتوسط.

وأدّت المرأة للمرة الأولى في تاريخ الألعاب قسم المتبارين، وهي لاعبة ألعاب القوى هايدي شولر، وبعدما كانت العدّاءة المكسيكية هنريكيتا باسيليو أوّل امرأة توقد شعلة الألعاب (مكسيكو 1968). كما اعتُمد للمرة الأولى قسم للإداريين والحكام.

وعاشت الدورة أكبر الاعتداءات الدراماتيكية في تاريخ الألعاب، فقبل 6 أيام من نهايتها، وتحديداً في 5 سبتمبر (أيلول)، قامت مجموعة كوماندوز فلسطينية مؤلّفة من 8 فدائيين بمهاجمة القرية الأولمبية، واحتجزت رهائن إسرائيليين، مطالبة بإطلاق سراح أسرى في السجون الإسرائيلية.

وقُتل إسرائيليان خلال الهجوم، وعندما كان الفلسطينيون ينتقلون مع رهائنهم إلى «مطار فورستفيلدبروك العسكري» ليستقلوا الطائرة إلى القاهرة في ضوء المفاوضات التي أجرتها معهم الحكومة الألمانية ووسطاء، تدخّلت الشرطة وتعرّض الفدائيون والرهائن لنيران القنّاصة، فاندلعت مواجهة أسفرت عن مقتل 18 شخصاً، هم 9 إسرائيليين، و5 فلسطينيين، وشرطي، وقائد طائرة مروحية، وألمانيان.

وأوقفت الشرطة الفدائيين الثلاثة الذين بقوا على قيد الحياة، وأطلقت سراحهم بعد عملية خطف طائرة في 29 أكتوبر (تشرين الأول) 1972.

وفي اليوم التالي للهجوم، أعلن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك الأميركي إيفري برونداج، أمام 80 ألف متفرج، جملة ستبقى خالدة في الأذهان: «يجب أن تتواصل الألعاب الأولمبية».

وتعرّض في ضوئها لانتقادات حادة. واستؤنفت المسابقات، علماً بأن رياضيين من الفلبين وهولندا والنرويج غادروا بعد الحادثة.

وجاءت خطوة برونداج على خلفية أن الألعاب الأولمبية يجب أن تبقى راسخة، ولا يجوز أن تذهب جهود مَن استعدّ 4 أعوام هباءً، ولا مكان للسياسة في الرياضة. وعدّ المناهضون أن الألعاب هي احتفال وعيد فرح «ولا يجوز أن يستمرّ عندما يُلطّخ بالدماء. ففي الماضي كانت تسود الهدنة في موعد الألعاب».

وكان برونداج الثري الأميركي، صاحب شركة هندسية اشتهرت ببناء ناطحات السحاب في شيكاغو، «يحكم» اللجنة الأولمبية الدولية منذ 20 عاماً. وفي اختتام دورة ميونيخ، سلّم مقاليد السلطة إلى الآيرلندي مايكل موريس كيلانن أو اللورد كيلانن الصحافي السابق والمنتج السينمائي.

نظّمت ميونيخ، ومن خلفها ألمانيا كلّها، الألعاب الأولمبية، مقدّمة للعالم منشآت غاية في العصرية والفخامة، وفي مقدّمها الاستاد التحفة بسقفه البلاستيكي الشفاف، ومحيطه الأخضر وهو كناية عن ثلة اصطناعية هي حصيلة أطنان من الردم الذي خلّفتها في المنطقة الحرب العالمية الثانية.

وكانت المناسبة تستحق المقارنة بين المدينة البشوشة وبرلين عام 1936 حين أُقيمت الدورة تحت الحراب النازية. وازدهرت السوق السوداء في مناسبة حفل الافتتاح بعدما نفدت البطاقات، وامتلأت فنادق ألمانيا كلها، وبعض الزوار أقام في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.

بدأت الألعاب، وسطع فيها نجم السباح الأميركي مارك سبيتز، حيث بدأ يحقق الوعد الذي قطعه على نفسه قبل 4 أعوام في مكسيكو، إذ أعلن: «أنا أسوأ سباح الآن، وسأكون الأفضل في ميونيخ».

فاز سبيتز في سباق 200 متر فراشة، محطّماً رقمه الشخصي بثانية. وفي اليوم عينه أسهم في تحطيم الرقم العالمي للتتابع 4 مرات 100 متر.

وفي اليوم التالي، فاز سبيتز في سباق 200 متر حرة، محققاً رقماً عالمياً جديداً. وتوالت الانتصارات في 100 متر حرّة (رقم عالمي)، والتتابع 4 مرات 200 متر، والتتابع 4 مرات 100 متر متنوعة، و100 متر فراشة (رقم عالمي).

قطف سبيتز (22 عاماً) 7 ذهبيات بفضل أسلوبه المميز في العوم فوق المياه، وكأنه «غيمة تتحرّك وتتقدّم بسرعة».

وتميّز ذلك الشاب القادم من هونولولو، حيث تعلّم فن العوم، قبل أن يتألق في كاليفورنيا ويصبح غريماً كبيراً للبطل الأولمبي السابق دون شولندر، بطاقته الكبيرة في التنفّس، وسرعته الانقضاضية النهائية، والقوّة الخارقة في رجليه.

وعند السيدات، فازت الأسترالية شاين غولد (15 عاماً) وحصدت ذهبيات 200 متر حرّة، و400 متر، و200 متر متنوعة، معزّزة أرقامها العالمية. غير أن والديها رفعا الصوت احتجاجاً على استغلالها «وكأنها ماكينة لحصد الميداليات من دون أي اعتبار أو مراعاة لصغر سنها، أو لأنها كائن بشري قبل أي شيء آخر».

وأحرز الأميركي فرنك شورتر، المولود عام 1947 في ميونيخ، سباق الماراثون في اليوم الأخير من الألعاب، مسجلاً رقماً أولمبياً جديداً (2:12:19.8 ساعة)، وتوّجه برونداج قبل أن يسلّم مقاليد الرئاسة.

ووصفت دورة ميونيخ 1972 بـ«دورة الرياضيات الحسناوات»، ومنهن الألمانية هايده روزندال بطلة الوثب الطويل (6.78 متر) التي تغلّبت بفارق سنتيمتر واحد على البلغارية ديانا يورغوفا.

وفي الوثب العالي، تنافست 3 جميلات، هن الألمانية أولريكه ميفارت، والكندية ديبورا بريل، والنمساوية إيلونا غوزنباور. وكان الرقم الأولمبي يبلغ 1.82 متر، والعالمي 1.92 متر، وهو الارتفاع الذي تجاوزته مايفرت وهي في سن السادسة عشرة لتصبح أصغر بطلة أولمبية في «أم الألعاب».

وخطفت السوفياتية أولغا كوربوت (17 عاماً) القلوب، و3 ذهبيات وفضية في الجمباز، ومواطنتها لودميلا توريشيفا ذهبية المسابقة العامة، وتميّزت البطلتان وتامارا لازاكوفيتش في مسابقة الفرق.

غير أن الانتصار في كرة السلة على البطل التقليدي، الولايات المتحدة، وبفارق سلة وفي الثانية الأخيرة (51 - 50) يبقى الأهم بالنسبة للسوفيات في مباراة نهائية لا يزال يدور جدل كثير حولها، لا سيما فيما يتعلق بثوانيها الثلاث الأخيرة الإضافية التي احتج الأميركيون طويلاً عليها.

«ميونيخ 1972» ألعاب مشرقة عكّرتها غيمة سوداء، ومحطّة شنّت خلالها اللجنة الأولمبية الدولية حربها على المنشطات، وكلّفت الأمير البلجيكي ألكسندر بالمعركة؛ لكبح جماح السباق بين التحاليل الضابطة وحملات التوعية وفبركات المختبرات وطرقها الجديدة المتطوّرة والمستمرّة حتى تاريخه.

ولا ننسى أن السباح البلجيكي ريك دومون الذي كان يعاني أساساً من الربو أُقصي من نهائيات سباق 400 متر حرّة بعد اكتشاف تناوله عقار «ماراكس» المهدئ الذي يحتوي على منشط «الإيفيدرين» المحفز. فبات أول متنشّط أولمبي بهذه المادة.