ماذا بعد فشل ريال مدريد في التعاقد مع ليني يورو؟

ليني يورو فضّل الانضمام لمانشستر يونايتد على ريال مدريد (أ.ف.ب)
ليني يورو فضّل الانضمام لمانشستر يونايتد على ريال مدريد (أ.ف.ب)
TT

ماذا بعد فشل ريال مدريد في التعاقد مع ليني يورو؟

ليني يورو فضّل الانضمام لمانشستر يونايتد على ريال مدريد (أ.ف.ب)
ليني يورو فضّل الانضمام لمانشستر يونايتد على ريال مدريد (أ.ف.ب)

قبل تحليل ما يعنيه تعاقد مانشستر يونايتد مع ليني يورو بالنسبة لريال مدريد، يجب أن نؤكد على شيء ما: هذا النوع من القرارات ليس عادياً، بل على العكس تماماً.

في السنوات الأخيرة، اشتهر ريال مدريد في السنوات الأخيرة بالتعاقد مع أفضل اللاعبين الشباب في العالم، حيث جلب إدواردو كامافينغا، وأوريلين تشواميني، وجود بيلينغهام، وإندريك.

ووفقاً لمصادر رفيعة المستوى في النادي، تحدثت دون الكشف عن هويتها لحماية العلاقات، فإن هؤلاء اللاعبين، وآخرهم كيليان مبابي الذي تعاقد معه النادي الملكي مؤخراً، يشتركون في شيء واحد: لقد قدموا تضحيات من أجل اللعب لريال مدريد.

عادة ما يبدأ النادي بإقناع اللاعب بالمشروع الرياضي والشروط الاقتصادية. في هذه المرحلة، من المهم أن تشرح للاعب أنه من المحتمل أن يحصل على عروض أعلى من عروض أخرى، ولكن الأهمية الرياضية وتأثير العلامة التجارية الشخصية للعب لريال مدريد لا مثيل لها. ويساعد في ذلك شرح أمثلة من التطورات الكروية والتجارية التي استفاد منها اللاعبون.

الخطوة الثانية هي أن يطلب من اللاعب المقصود أن يوضح لناديه الحالي أنه لا يريد الذهاب إلى أي نادٍ آخر غير ريال مدريد، ويرفض الدخول في محادثات مع الأندية الأخرى التي تقدم عروضاً لضمه، ناهيك عن أن يتلقى عروضاً منها.

كل هذا يؤدي بالنادي البائع إلى طريق مسدود، حيث يتعيّن عليه منطقياً أن يكون أكثر منطقية في سعر اللاعب.

وباختصار، يعتبر ريال مدريد أن هذا الأمر يمنح اللاعب فرصة الانضمام إلى النادي بشروط عادلة، والباقي متروك لهم.

ولكن إذا كانت هذه صيغة مثبتة للنجاح، فما الخطأ الذي حدث هذه المرة؟

حسناً، يجب أن نضع في الاعتبار أن ريال مدريد قد تعاقد للتو مع مبابي، الذي يقاتل من أجله منذ سنوات كثيرة، وسيكشف قريباً عن إندريك، الذي قد يكون اللاعب البرازيلي العظيم المقبل.

مع تأمين مستقبل خط الهجوم، أدرك النادي أن الخطوة التالية هي جلب قلب دفاع، وكان الخيار الحقيقي الوحيد المطروح على الطاولة هو يورو.

كانت الخطة الأولية للنادي هي إبرام صفقة في عام 2025، لكن الإصابات الخطيرة في الركبة التي تعرض لها إيدير ميليتاو في أغسطس (آب) 2023 وديفيد ألابا في ديسمبر (كانون الأول) 2023، بالإضافة إلى رحيل ناتشو فرنانديز بعد رفضه تجديد عقده، يعني أن العملية تم تقديمها.

كان ريال مدريد قد بدأ في تحريك جميع آلياته الخاصة بالانتقالات، وحتى بداية هذا الأسبوع، كان هناك تفاؤل داخل النادي بشأن التعاقد مع يورو. ويرجع ذلك إلى أن قلب الدفاع البالغ من العمر 18 عاماً كان واضحاً منذ البداية أن ريال مدريد هو المكان الذي يريده وقد أوضح ذلك لجميع الأطراف، بما في ذلك الأندية الأخرى المهتمة بضمه.

ووفقاً لمصادر قريبة من الصفقة، فإن الأمر كله كان يعتمد على اللاعب، الذي كان حريصاً على الانتظار حتى نهاية عقده مع ليل والرحيل في 2025 بوصفه لاعباً حراً.

كان ذلك أحد الخيارات التي أُثيرت خلال الاجتماعات مع معسكر اللاعب، على الرغم من أن ريال مدريد تحرك بالفعل لمحاولة التعاقد معه في 2024. ولهذه الغاية، قدموا عرضاً مبدئياً بنحو 25 مليون يورو، مع مكافآت تصل إلى أكثر من 30 مليون يورو لليل.

ومع ذلك، لم يرغب المسؤولون التنفيذيون في الريال في زيادة المبلغ عن هذا العرض. أرادوا الانتظار لأنهم أدركوا أن مسؤولي ليل لن يقبلوا أي شيء ضد رغبة المدافع. ومع ذلك، كان مانشستر يونايتد لا يزال في السباق، ويتحرك في الظل مع العلم أن النادي الفرنسي سيفضل عرضهم الأعلى.

ومع ذلك، كان ريال مدريد يؤمن بتوقيت العملية وبرغبة اللاعب في الانتقال إلى العاصمة الإسبانية.

لهذا السبب لم يكن التحول في الأحداث هذا الأسبوع غير متوقع فحسب، بل كان أيضاً ضربة قوية.

وكما ذكرت شبكة «The Athletic»، في تقرير سابق لها، فإن يورو كان يعتبر «موهبة من أجيال» النادي وكان بحاجة إلى استكمال الفريق.

أنطونيو روديغر، 31 عاماً، وخيسوس فاييخو، 27 عاماً، هما لاعبا قلب الدفاع الوحيدان اللذان يتمتعان بصحة جيدة في النادي. لم يعد ميليتاو (26 عاماً) إلا في نهاية الموسم الماضي بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي الأمامي، ولا يزال ألابا يتعافى من إصابة مماثلة ولكنها أكثر تعقيداً لن يعود حتى شهر أكتوبر (تشرين الأول) على الأقل.

يأتي هذا الموقف بالإضافة إلى رحيل ناتشو إلى القادسية وبيع رافا مارين، الذي كان من الممكن أن يبقى مع النادي ولكن تم بيعه إلى نابولي مع خيار إعادة شرائه اعتباراً من عام 2026.

تشواميني قد يكون أحد الحلول لدفاع الفريق الملكي في الموسم المقبل (رويترز)

وبالمثل، فإن الأخبار التي أوردتها شبكة «The Athletic» عن انضمام يورو إلى اليونايتد قد أزعجت جماهير ريال مدريد التي لم تكن تتحدث عن أي أسماء أخرى.

وعلى الرغم من أن قلب الدفاع الفرنسي هو المدافع الوحيد الذي كان ريال مدريد قد تحرك لضمه، إلا أن النادي لديه بدائل أخرى.

وتتحدث الأصوات المطلعة على كشافي ريال مدريد عن الدوري الإيطالي كمصدر محتمل لجلب قلب دفاع.

ومع ذلك، لم يتضح حتى الآن ما إذا كان ريال مدريد سيتعاقد مع لاعب في الوقت الحالي، بل إن أصواتاً بارزة في النادي استشارتها الشبكة تقول إن النادي يفكر أيضاً في عدم التعاقد مع أي لاعب بعد الفشل في إقناع يورو.

إذا كان الأمر متروكاً لكارلو أنشيلوتي، فسيتم التعاقد مع قلب دفاع، وقد طلب المدرب بالفعل التعاقد مع لاعب في يناير (كانون الثاني). كان أحد الأسباب التي أُعطيت لأنشيلوتي لعدم جلب لاعب قبل ستة أشهر هو أن السوق الصيفية ستحتوي على خيارات أفضل بكثير لتعزيز الفريق.

من ناحية أخرى، يبقى أن نرى ما إذا كان ستتم إعادة استثمار الأموال التي لم تُستخدم للتعاقد مع يورو في هدف آخر، مثل ألفونسو ديفيز. ولكن، بالنظر إلى أن اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً يلعب في مركز مختلف (ظهير أيسر أو جناح أيسر) وأن بايرن ميونيخ متردد في بيعه في الوقت الحالي، فليس من الواضح أن هذا سيكون هو الحال.

هناك خيار آخر تم وضعه في الاعتبار منذ البداية في تخطيط الفريق وهو استخدام تشواميني، الذي يلعب عادة في خط الوسط، في مركز قلب الدفاع، وهو المركز الذي شغله مرات عدة في الموسم الماضي.

في كلتا الحالتين، أظهرت صفقة يورو أنه مع وصول إينيوس إلى مانشستر يونايتد، هناك عامل فعال جديد في سوق الانتقالات. سيحتاج ريال مدريد، الذي حقق نجاحاً في السوق من خلال التخطيط الذكي والدقيق، إلى مضاعفة تلك الجهود لمنافسة القوة المالية الجاذبة للدوري الإنجليزي الممتاز، بما في ذلك مانشستر يونايتد.


مقالات ذات صلة

كاظمة الكويتي يتعرض «للخداع» بعد مواجهة ودية في مصر

رياضة عربية صورة متداولة للمباراة بين كاظمة وفريق ادعى أنه تليفونات بني سويف

كاظمة الكويتي يتعرض «للخداع» بعد مواجهة ودية في مصر

خاض الفريق الأول لكرة القدم في نادي كاظمة الكويتي مباراة ودية، خلال معسكر تدريبي في مدينة الإسكندرية المصرية، فاز بها 7-1، لكنه اكتشف فيما بعد تعرضه للخداع.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عالمية ميسي سيغيب عن المباريات المقبلة لميامي بسبب الإصابة (رويترز)

شيكاغو فاير الأميركي سيعوض مشتري التذاكر حال غياب ميسي

أعلن نادي شيكاغو فاير الأميركي عن ضمان ائتمان لجماهيره بهدف التعويض لمشتري التذاكر، في حال غياب نجم إنتر ميامي الأرجنتيني ليونيل ميسي المصاب عن مواجهة الفريقين.

«الشرق الأوسط» (شيكاغو )
رياضة عالمية ساوثغيت أوقع الاتحاد الإنجليزي في حيرة البحث عن بديل (أ.ب)

هاو بعد تداول اسمه لتدريب إنجلترا: أنا ملتزم مع نيوكاسل

أكد المدرب إدي هاو التزامه التام بفريقه نيوكاسل طالما أنه يحظى بدعم إدارته، وذلك بعدما تم تداول اسمه كأحد أبرز المرشحين لتولي منصب مدرب المنتخب الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية احتاج الألماني إلى 66 دقيقة لتجاوز ربع النهائي وبلوغ المربع الذهبي (د.ب.أ)

«دورة هامبورغ»: زفيريف يواصل الدفاع عن لقبه ببلوغ نصف النهائي

واصل الألماني ألكسندر زفيريف، المصنّف الرابع عالمياً، دفاعه عن لقبه في دورة هامبورغ الألمانية الدولية لكرة المضرب (500 نقطة) ببلوغه الدور نصف النهائي.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
رياضة عالمية فيارويل وجّهت رسالة دعم للاعب خط وسط تشيلسي الإنجليزي إنزو فرنانديز (إ.ب.أ)

الأرجنتين تعتذر لفرنسا على خلفية أزمة الهتافات العنصرية

اعتذرت الحكومة الأرجنتينية من فرنسا عن تصريحات نائبة الرئيس فيكتوريا فيارويل، التي وصفت باريس بـ«المستعمرة» والفرنسيين بـ«المنافقين».

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)

أولمبياد روما 1960: خيبة فرنسية… والتلفزيون ينقل الافتتاح لـ20 دولة

كاسيوس كلاي (محمد علي لاحقاً) يحصد ذهبية الملاكمة في أولمبياد روما 1960 (اللجنة الأولمبية الدولية)
كاسيوس كلاي (محمد علي لاحقاً) يحصد ذهبية الملاكمة في أولمبياد روما 1960 (اللجنة الأولمبية الدولية)
TT

أولمبياد روما 1960: خيبة فرنسية… والتلفزيون ينقل الافتتاح لـ20 دولة

كاسيوس كلاي (محمد علي لاحقاً) يحصد ذهبية الملاكمة في أولمبياد روما 1960 (اللجنة الأولمبية الدولية)
كاسيوس كلاي (محمد علي لاحقاً) يحصد ذهبية الملاكمة في أولمبياد روما 1960 (اللجنة الأولمبية الدولية)

لم تجمع دورة أولمبية سابقة من اللاعبين والدول كما جمعت دورة روما عام 1960، وعرفت نجاحاً كبيراً، لا سيما من خلال النقل التلفزيوني المباشر أو المسجّل ورائدته شركة «أوروفيزيون» التي نقلت وقائع حفل الافتتاح مباشرة إلى 20 دولة أوروبية.

وتابع وقائع المسابقات مواطنو 100 دولة، بينها اليابان والولايات المتحدة وكندا. وبات نشيد «ساماراس وبالاماس» نشيداً ثابتاً للألعاب في الدولة التي استوحت التقاليد والرموز الرومانية في كل شيء.

حضر الألمان ضمن بعثة موحدة، وحلّ الاتحاد السوفياتي في المركز الأول برصيد 43 ذهبية، مقابل 34 للولايات المتحدة و13 لإيطاليا.

وتأقلم العالم مع القوّتين العظمتين الطاغيتين، وصادفت الألعاب بزوغ نجم الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف وتحضير الرئيس الأميركي جون كيندي حملته الانتخابية.

وإلى العظمة الإيطالية في الافتتاح والتنظيم والاحتفالات، حيث عاش الجميع مشاهد وكأنهم يمثلون في أفلام فيديريكو فيلليني، فإن جانب المنافسات والأسماء الكبيرة يبقى الأبرز في «الأولمبياد». فعلى رغم تفوق لي كالهون ورالف بوسطن ودون براغ في سباق 110م حواجز والوثب الطويل والقفز بالزانة، فإن ألعاب القوى الأميركية تراجعت.

تألق الإثيوبي الحافي القدمين أبيبي بيكيلا ففاز في الماراثون وأهدى أفريقيا لقبها الكبير الأول في سباق عريق لأم الألعاب.

وتألقت الأميركية ويلما رودولف «الغزالة السمراء»، ففازت بثلاث ذهبيات في المسافات القصيرة. وتعرف الناس على وجه جديد في الملاكمة هو الأميركي كاسيوس كلاي (محمد علي لاحقاً).

ولم يسبق أن حقق الإيطاليون إنجازات فوق العادة في الدورات السابقة، لكنهم أرادوا أن يكونوا متألقين على أرضهم. هكذا تميّز العداء ليفيو بيروتي وحطم الرقم العالمي في سباق 200م (20.5 ثانية)، رقم اعتبر وقتذاك إعجازياً. إنه عداء «جيغولو» ينافس مرتدياً نظارة سوداء ويتفوّق على الأميركي ليستر كارني والفرنسي عبدولاي سيي.

والنجم الإيطالي الآخر كان الملاكم نينو بينفينوتي الذي استقطب الأضواء على الرغم من أنها دورة كاسيوس كلاي، وجسّد قصّة ابن مدينة تريستي الشجاع الذي فاز بذهبية وزن «67 كلغ»، في إطار سيطرته الأوروبية المطلقة التي استمرت عشرة أعوام.

ومن أبرز «الخائبين» في دورة روما البعثة الفرنسية الكبيرة (237 شخصاً) والتي لم تحصل إلا على فضيتين وثلاث برونزيات، ما جعل صحيفة «فيغارو» تنشر «كاريكاتوراً» تهكمياً يظهر الجنرال شارل ديغول غاضباً موجّهاً لومه إلى مسؤولي الرياضة، قائلاً لهم: «حتى في الرياضة علي أن أشمّر عن ساعدي وأنزل إلى الميدان».

الملاحظ أن السيطرة الأميركية على سباقات الجري وألعاب القوى عموماً اهتزت لكنها لم تتدحرج، وهذا ما أكده رالف بوسطن من خلال فوزه في الوثب الطويل 8.12م، محطّماً رقماً «عجوزاً» لمواطنه جيسي أوينز وتحت أنظاره، صمد 24 عاماً، أي منذ دورة برلين 1936.

لكن المجد الأميركي اختصر بـ«الغزالة السمراء» ويلما رودولف ابنة الـ20 ربيعاً، ورسّخته في ذاكرة الأجيال من خلال فوزها بذهبيات 100م (11 ث) وهو رقم عالمي جديد لم يعتمد نظراً لسرعة الرياح، و200م (24 ث)، والتتابع 4 مرات 100م (44.5).

ومن يصدّق أن رودولف كانت مصابةً بالشلل في صغرها، وأمضت 7 أعوام في العلاج، وهي أم لطفلة من غير زواج، وهذا ما أخفته عن وسائل الإعلام.

وتلفت رودولف إلى أن الفرنسيين أطلقوا عليها لقب «الغزالة السمراء»، «فالأميركيون البيض كانوا ينادونني بالغزالة فقط حين تمثل الولايات المتحدة في الخارج. أما تسمية الغزالة الزنجية فناداني بها أميركيون كثر في الداخل لأن التمييز العنصري كان قوياً وسائداً وقتذاك».

وتتذكّر رودولف أنها تعثّرت خلال التدريب وسقطت أرضاً «فشاركت في السباقات وساقي مربوطة، كان سباق 100م رائعاً، أسفت لعدم اعتماد الرقم عالمياً، ولا أزال متأثرة بسباق التتابع. تدرّبت من أجله مع العداءات الثلاثة الأخريات طيلة خمسة أعوام كنا في جامعة واحدة، وجاء الفوز بمثابة مكافأة كبيرة».

والفرادة الأسترالية فعلت فعلها مجدداً في السباحة، إذ حصدت دون فرايز لقب 100م حرة. وإضافة إلى تتويج ديفيت في سباق الرجال، فاز موري روز في 400م وديفيد تهايل في 100م ظهراً، و«الفتى الرائع» جون كونراد (18 عاماً)، الذي عانى بدوره من الشلل في طفولته، في 1500م.

وكان رقم كونراد ابن العائلة اللاجئة من ليتوانيا مثالياً في ذلك الحين (6:19.17 د)، وهو على غرار أقرانه لا يجد في ما يحققه غريباً «زاولنا التدريب لتمضية أوقات الفراغ، كنا نخرج من المدرسة عند الثالثة بعد الظهر، وكانت السباحة تسليتنا الوحيدة. كنت أقيم مع عائلتي في مخيم للاجئين يبعد 500 كلم عن الشاطئ، والطقس الحار هناك ملائم جداً للنزول في مياه حوض السباحة. وجد الأستراليون في هذه الرياضة ضالتهم الكبرى للتقدم والبروز عالمياً، أعدوا برنامج التدريب والتطوّر التنافسي منذ سن العاشرة، وهو أسلوب اتبعه الأميركيون لاحقاً».

وفي الأمسية الأخيرة لنزالات الملاكمة، قطف الأميركيون 3 ذهبيات إذ فاز ويلبرت ماكلور في وزن 71 كلغ، وادوارد كروك (75 كلغ) وكاسيوس كلاي (81 كلغ)، إلا أن الأخير (18 عاماً) كانت له السطوة على الأضواء، وهو لفت الأنظار إليه منذ بدء الألعاب، إذ كان يختلط بالجميع يحادثهم ويقدم لهم «دبابيس تذكارية».

وفي غرفة تغيير الملابس لا يكف من المزاح والقفز، وفق ما كان يعتمده على الحلقة، وتوّج «مسيرته» بإسقاطه في النهائي البولندي زبيغنييف بيترشيكوفسكي بطل أوروبا 3 مرات وثالث دورة ملبورن 1956، وهو عوّض في الجولة الثالثة الحاسمة تعثّره في الأوليين فمضى نحو الذهب من خلال لكماته اليمينية التي أسالت الدماء على وجه منافسه العسراوي المتفوّق، فخسر بالضربة القاضية، والاستسلام.

وكانت البداية المشرقة والنزاع مع المحيط والحكومة لفتى اتجه إلى الملاكمة صدفة وهو في الثالثة عشرة من عمره حين فوجئ بسرقة دراجته في حديقة لويفيل، وفي إطار بحثه عنها وتوجهه غاضباً لإبلاغ ضابط الشرطة في المنطقة، ولم يكن سوى المدرب جو مارتن الذي أرشده إلى «الفن النبيل».

والنهاية الأولمبية كانت بسباق الماراثون الذي اخترق في «العشية» في اليوم الأخير من الألعاب شوارع العاصمة الإيطالية. إنها فرصة لـ«السائح» الإثيوبي أبيبي بيكيلا ليكتشف روما القديمة ويحصد الانتصار ويحطم الرقم القياسي الذي حققه التشيكوسلوفاكي أميل زاتوبيك في دورة هلسنكي 1952 (2:23:03.2 ساعة).

خرج بيكيلا (28 عاماً) الجندي في الحرس الإمبراطوري الإثيوبي من بين الصفوف، واخترق الطليعة ليبلغ خط النهاية حافي القدمين، فالأحذية الرياضية لا تريحه، والجري من دونها أسهل، وسجل 2:15:16.2 ساعة مقابل 2:15:41.6 ساعة للمغربي عبد السلام الراضي.