مانشستر يونايتد يواصل دعم صفوفه بضم المدافع ليني يورو بعد المهاجم زيركزي

تفوَّق على ريال مدريد للفوز بصفقة موهوب ليل الفرنسي الواعد... وراتكليف يَعِد بإعادة بناء الفريق

تن هاغ لم يكن سعيدا بالتجربة الإعدادية الاولى لكن حث لاعبيه على تقديم الافضل أمام رينجرز السبت (ا ف ب)
تن هاغ لم يكن سعيدا بالتجربة الإعدادية الاولى لكن حث لاعبيه على تقديم الافضل أمام رينجرز السبت (ا ف ب)
TT

مانشستر يونايتد يواصل دعم صفوفه بضم المدافع ليني يورو بعد المهاجم زيركزي

تن هاغ لم يكن سعيدا بالتجربة الإعدادية الاولى لكن حث لاعبيه على تقديم الافضل أمام رينجرز السبت (ا ف ب)
تن هاغ لم يكن سعيدا بالتجربة الإعدادية الاولى لكن حث لاعبيه على تقديم الافضل أمام رينجرز السبت (ا ف ب)

يواصل مانشستر يونايتد الإنجليزي تدعيم صفوفه بصفقات من المواهب الشابة، إذ توصل إلى اتفاق لضم ليني يورو مدافع ليل الفرنسي، بعد أيام قليلة من التعاقد مع المهاجم الهولندي جوشوا زيركزي قادماً من بولونيا الإيطالي.

وبعد منافسة ساخنة مع ريال مدريد الإسباني نجح يونايتد في حسم صفقة يورو البالغ من العمر 18 عاماً الذي يُنظَر إليه على أنه مستقبل دفاع فرنسا، بعدما رفع المقابل المالي إلى 50 مليون يورو إضافةً إلى 12 مليون أخرى تعتمد على ما سيحققه اللاعب من ألقاب مع يونايتد. وكان ريال مدريد بطل إسبانيا ودوري أبطال أوروبا قد عرض 30 مليون يورو لضم اللاعب لكنَّ ليل رفض التنازل عنه بأقل من 50 مليون، وهو الأمر الذي وافق عليه النادي الإنجليزي.

ووصل يورو بالفعل إلى مقر مانشستر يونايتد أمس، للخضوع للفحص الطبي ووضع اللمسات الأخيرة على تعاقده الذي سيمتد لعام حتى صيف 2029.

وكان يونايتد قد ضم زيركزي (23 عاماً) السبت الماضي، بعدما وافق على دفع مبلغ 42.5 مليون جنيه إسترليني (3.‏46 مليون دولار)، وهو ما يزيد قليلاً على قيمة الشرط الجزائي للمهاجم الهولندي، على أن يسدد المقابل المادي للصفقة على مدار ثلاثة أعوام وليس مرة واحدة لنادي بولونيا.

ويمتد عقد زيركزي، الذي لعب دوراً كبيراً في تأهل بولونيا للعب في دوري الأبطال الموسم المقبل، مع يونايتد لمدة خمسة أعوام مع إمكانية التمديد لعام آخر.

ويأمل زيركزي، الذي كان ضمن قائمة المنتخب الهولندي الذي وصل إلى الدور قبل النهائي ببطولة كأس أمم أوروبا، في أن يقدم مساهمة حاسمة في هجوم الفريق الإنجليزي تحت قيادة مدربه ومواطنه إريك تن هاغ.

ووعد المهاجم الشاب: «سأبذل قصارى جهدي من أجل تحقيق الفوز، أنا جاهز للتحدي المقبل، للوصول إلى مستوى جديد في مسيرتي ومن أجل تحقيق مزيد من البطولات. إنه شرف عظيم أن انضمّ إلى هذا النادي العريق، بعد انتهاء عطلتي القصيرة سأعود جاهزاً لكي أُحدث تغييراً على الفور».

وبرز المهاجم الشاب إلى الواجهة في الدوري الإيطالي الموسم الماضي، إذ نجح في تسجيل 12 هدفاً في 37 مباراة لبولونيا الموسم الماضي، وساعد بصورة غير متوقعة في وضع الفريق بالمربع الذهبي.

وسيتنافس زيركزي مع الدنماركي راسموس هويلوند وماركوس راشفورد والأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو والبرازيلي أنتوني، لحجز مكان أساسي في خط الهجوم.

ومنذ تولي الملياردير البريطاني جيم راتكليف، الشريك الجديد في ملكية نادي مانشستر يونايتد، مسؤولية إدارة كرة القدم، بدأ عملية إعادة هيكلة للمنظومة المترهلة، فأسند إلى دان أشورث العمل مديراً رياضياً، وإلى جيسون ويلكوكس منصب المدير الفني المتخصص في الاكتشافات.

ليني يورو مدافع ليل الواعد الى يونايتد (موقع x )cut out

ورغم إعلان مانشستر يونايتد الأسبوع الماضي تحقيق خسائر تقدَّر بنحو 71.4 مليون جنيه إسترليني (91.42 مليون دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 مارس (آذار) الماضي، مقارنةً بخسارة قدرها 5.6 مليون جنيه إسترليني عن نفس الفترة من العام السابق، إلا أن راتكليف عازم على استكمال خطته في إعادة بناء الفريق.

ويتوقع يونايتد الآن أن تبلغ إيراداته في السنة المالية المنتهية في يونيو (حزيران) نحو 660 مليون جنيه إسترليني، إضافةً إلى أرباح أساسية معدلة تبلغ نحو 140 مليون جنيه إسترليني، وهو أقل بقليل من المستويات القصوى في النطاق الذي توقعه في السابق، بعد الموسم الصعب الذي أنهى فيه بطل الدوري الإنجليزي 20 مرة في المركز الثامن بالدوري.

وقال تيم فيدلر، مدير المحفظة الاستثمارية في شركة «أرييل» للاستثمارات، ثالث أكبر مستثمر في الأسهم المتداولة للنادي: «يمر يونايتد بمرحلة انتقالية مهمة سواء على أرض الملعب أو خارجه في عمليات الشركة التي من شأنها أن تصب في مصلحته بشكل جيد خلال السنوات القليلة المقبلة».

وأضاف: «على الرغم من حالة الاضطراب، نحن متفائلون بأن آفاق النادي على المدى الطويل في حالة ممتازة»، مشيراً إلى أن خطط تطوير استاد أولد ترافورد ستكون محوراً أساسياً.

ويرى السير جيم راتكليف أن هناك حاجة إلى «سنتين أو ثلاث سنوات» لإعادة مانشستر يونايتد إلى المسار الصحيح، لذا تمسك الملياردير البريطاني البالغ من العمر 71 عاماً بالمدرب تن هاغ لمواصلة مشواره لبناء الفريق. وكان منصب تن هاغ معرضاً للخطر وكان الفوز بكأس إنجلترا على حساب الجار مانشستر سيتي هو طوق النجاة لاستمراره. وعندما طُلب من المدير الفني الهولندي تقييم الأوضاع بعد نهاية الموسم، أشار إلى فوزه ببطولتين في أول موسمين له مع الفريق، موضحاً أن راتكليف نفسه قد أكد أن الأمر يحتاج إلى سنتين أو ثلاث سنوات لإعادة ترتيب الأوراق داخل النادي لإعادته إلى مكانته الطبيعية في القمة مرة أخرى.

ومع وصول دان أشورث الذي كان يعمل مديراً للرياضة في نيوكاسل يأمل يونايتد أن يصل إلى مبتغاه في سوق الانتقالات الصيفية، وكذلك التخلص من اللاعبين غير المرغوب بهم. وينظر إلى فترة الانتقالات الحالية على أنها اختبار لقدرات إدارة يونايتد الجديدة، حيث يسعى النادي إلى إيقاف سلسلة التعاقدات الغريبة وغير الناجحة في حقبة ما بعد السير أليكس فيرغسون التي ضمَّت لاعبين كثراً بأرقام فلكية دون نجاح. والأهم من ذلك معرفة أسباب فشل النادي في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز خلال 11 عاماً منذ اعتزال فيرغسون.

ويثق تن هاغ بأن التغييرات على هيكل إدارة كرة القدم سترفع من مستوى التوقعات وستضعه في موقف أقوى للمضيّ قدماً. وكان مانشستر يونايتد قد تعاقد مع الهولندي رود فان نيستلروي، ورينيه هيك ليعملان مدربَين مساعدَين لمواطنهما تن هاغ. وقال المدرب الهولندي الذي خرج غاضباً من أول تجربة إعدادية لفريقه للموسم الجديد إثر الهزيمة 1 - 0 أمام روزنبرغ النرويجي: «لم يعجبني الأداء وحالة استرخاء الكثير من اللاعبين، لكن لدينا ثقة أن نكون في جاهزية كاملة مع افتتاح الموسم».

ولم يشارك غالبية أعضاء الفريق الأول في اللقاء كما أن جادون سانشو، الذي عاد إلى التدريب بعد حل خلافاته مع تن هاغ، لم يكن أيضاً جزءاً من المجموعة المكونة في الغالب من لاعبين شباب مع ماركوس راشفورد وماسون ماونت وكاسيميرو وآرون وان بيساكا، إلى جانب المدافع المخضرم جوني إيفانز.

وعلى تن هاغ أن يفك شفرة ماركوس راشفورد بعد الموسم الصعب والكئيب الذي مر به ولم يسجل خلاله سوى ثمانية أهداف، مما تسبب في خروجه من قائمة منتخب إنجلترا في «يورو 2024».

وكان مشهد راشفورد وهو يذرف الدموع بعد فوز يونايتد على سيتي في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي بهدفين مقابل هدف وحيد، مُعبّراً تماماً عن الأداء المخيِّب للآمال من جانب اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً الموسم الماضي، وفي أعقاب أفضل مستوى له في مسيرته الكروية عندما سجل 30 هدفاً في الموسم السابق لذلك. وبالتالي، ومن الواضح أن عدم الثبات في المستوى هو نقطة الضعف الكبرى بالنسبة إلى راشفورد التي يجب على تن هاغ حل لغزها، والعمل جاهداً لإعادة الثقة لهذا اللاعب المميز حتى يستعيد قدراته. وإذا لم يتم بيعه هذا الصيف، فيتعين على راشفورد -الذي يخطط «لإعادة ضبط نفسه ذهنياً» بعد استبعاده من قائمة إنجلترا المشاركة في كأس الأمم الأوروبية- أن يُثبت أخيراً أنه قادر على التحسن والتطور في ظل التحدي مع الصفقات الواعدة الجديدة والشباب الموهوب الذي جرى تصعيده وأثبت جدارته.

ويخوض يونايتد اختباره الثاني في برنامجه الإعدادي أمام رينجرز الأسكوتلندي، السبت.


مقالات ذات صلة


«نبوءة كلوب»... سطّرها سلوت وصلاح في «قلب أنفيلد» باللقب 20 لليفربول

صلاح يحيي جماهير ليفربول بعد التتويج (رويترز)
صلاح يحيي جماهير ليفربول بعد التتويج (رويترز)
TT

«نبوءة كلوب»... سطّرها سلوت وصلاح في «قلب أنفيلد» باللقب 20 لليفربول

صلاح يحيي جماهير ليفربول بعد التتويج (رويترز)
صلاح يحيي جماهير ليفربول بعد التتويج (رويترز)

قبل 343 يوماً، وقف يورغن كلوب في قلب ملعب «أنفيلد» يودّع جماهير ليفربول بكلمات ملؤها العاطفة، قائلاً: «لا يبدو الأمر كالنهاية، بل كالبداية».

آنذاك، بدا حديثه مفعماً بالتفاؤل، لكنه بدا للكثيرين بعيداً عن الواقع. اليوم، يتضح أن كلماته كانت نبوءة تحققت.

يورغن كلوب (أ.ب)

ففي مشهد كروي تاريخي، تُوّج ليفربول بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين في تاريخه، معادلاً رقم مانشستر يونايتد في قمة المجد الكروي الإنجليزي.

المدرب الهولندي أرنه سلوت الذي جاء من فينورد الصيف الماضي، دخل بسرعة إلى قائمة العظماء في «أنفيلد»، بعدما قاد الفريق إلى التتويج قبل أربع جولات من نهاية الموسم، عقب الفوز الكاسح على توتنهام بنتيجة 5-1.

سلوت وسط تشجيع الجماهير ومبادلته لهم التحية (رويترز)

بهذا الإنجاز، أصبح سلوت ثالث مدرب في تاريخ ليفربول يحقق لقب الدوري في موسمه الأول، بعد جو فاغان وكيني دالغليش، وأول مدرب يحقق ذلك في موسمه الأول بالدوري الإنجليزي منذ أنطونيو كونتي مع تشيلسي عام 2017.

رغم أن سلوت ورث فريقاً موهوباً، فإن بصمته كانت واضحة، سواء في التحولات التكتيكية الدقيقة أو إدارة اللاعبين ببراعة لافتة. اختياره بدا مقامرة العام الماضي، لكنه أثبت أنه رهان رابح بكل المقاييس.

منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حافظ ليفربول على صدارة الدوري بلا منازع، وحقق سلسلة مذهلة من 26 مباراة دون هزيمة، مع سجل شبه مثالي: خسارتان فقط في 34 مباراة. في موسمٍ شهد تذبذب منافسيه، بدا ليفربول وكأنه يسير وحده بثبات نحو القمة.

صلاح يحضر في كل مكان في ليفربول (أ.ب)

الأداء داخل الملعب كان باهراً. محمد صلاح تألق كعادته وقاد خط الهجوم ببراعة، وسجل هدفاً جديداً وضعه خامساً في ترتيب الهدافين التاريخيين للدوري الممتاز برصيد 185 هدفاً، متجاوزاً سيرجيو أغويرو. أما القائد فيرجيل فان دايك، فكان صخرة الدفاع، ومصدر الإلهام بثباته وحضوره القوي.

الاحتفالات في «أنفيلد» كانت استثنائية. هذا أول لقب دوري يحتفل به مشجعو ليفربول داخل الملعب منذ 1990، بعدما أُجبر الفريق على الاحتفال خلف الأبواب المغلقة في موسم 2019-2020 بسبب الجائحة.

منذ ساعات الصباح الباكر، تدفق المشجعون إلى محيط «أنفيلد»، حاملين أعلاماً وكؤوساً مقلدة وسط غابات من الدخان الأحمر وأجواء كرنفالية.

مالك ليفربول جون هنري مع زوجته ليندا (رويترز)

داخل الملعب، علت الهتافات مبكراً، خصوصاً نشيد: «لن تسير وحدك أبداً»، في حين ازدان المدرج الشهير «الكوب» بلافتة جديدة كُتب عليها: «لطالما كانت ليفربول»، إشارةً إلى تصريحات فان دايك الأخيرة بعد تجديد عقده.

ورغم أن البداية لم تكن مثالية، عندما سجل دومينيك سولانكي هدفاً لتوتنهام مبكراً، جاء الرد سريعاً وعاصفاً. لويس دياز أدرك التعادل بعد عمل جماعي بين صلاح وسوبوسلاي، ثم أطلق أليكسيس ماك أليستر قذيفة صاروخية سكنت الشباك، قبل أن يضيف كودي غاكبو الهدف الثالث بطريقة رائعة قبل نهاية الشوط الأول.

رقم اللقب العشرين حاضر بقوة في المدرجات (إ.ب.أ)

في الشوط الثاني، واصل ليفربول استعراضه. صلاح أحرز الهدف الرابع، محتفلاً مع الجماهير بالتقاط صورة سيلفي مع أحد المشجعين، قبل أن يسجل سولانكي بالخطأ في مرماه الهدف الخامس، لينطلق سيل من البالونات الحمراء من المدرجات وسط هتافات: «أبطال... أبطال».

ليفربول أنهى رسمياً سيطرة مانشستر سيتي التي امتدت أربع سنوات متتالية على لقب الدوري، وأطلق احتفالات يُتوقع أن تستمر طويلاً حتى موعد تسليم الكأس الشهر المقبل.

الفضل لا يعود إلى سلوت وحده، بل أيضاً إلى ريتشارد هيوز المدير الرياضي الذي أدار عملية اختيار خليفة كلوب بدقة وإيمان برؤية واضحة، فكان قرار التعاقد مع سلوت بمثابة «ضربة معلم».

لاعبو ليفربول يحتفلون باللقب (رويترز)

أثبت ليفربول هذا الموسم أن الاستمرارية والانضباط والعمل الجماعي يمكنها أن تصنع المعجزات. في موسم كانت فيه معظم الفرق الكبرى تعاني من التقلبات، وقف ليفربول شامخاً، رمزاً للتجديد والطموح الذي لا يعرف حدوداً.

مع نهاية الموسم، سيُكتب اسم أرنه سلوت بحروف من ذهب في سجل ليفربول. البداية الجديدة التي وعد بها كلوب أصبحت حقيقة، والأمل الذي حمله في كلماته بات واقعاً نابضاً في «أنفيلد».